شتان بين الاثنتين
رزان وروان أختان.. ولكنهما بالطباع تختلفان..
تستيقظ رزان تصلي الفجر وتقرأ وردها من القرآن، ثم تتأكد من أغراضها المدرسية، وقد تراجع بعض الدروس إلى أن يحين وقت الخروج إلى المدرسة..
كل هذا تقوم به بهدوء وتأنٍّ دون أن تزعج أحداً؛ فالوقت لصالحها.
بينما لا تزال روان تغطُّ كعادتها بالنوم.. فتفوتها صلاة الفجر، وقراءة الورد وحين تستيقظ يبدأ الضجيج والإزعاج، فتراها تركض من غرفة إلى أخرى، وقد تدخل إلى إحدى الغرف عِدّة مرّات وبدون سبب، وتعود إلى غرفتها مجدّداً حيث نسيت بعض الكتب في المكتبة، ثم تصرخ لتجهز لها والدتها ثياب المدرسة، ثمّ تركض إلى المطبخ فتقف حائرةً!! فقد نسيت ما الذي تريده..
وبعد الإعصار الذي تُحدِثه في المنزل تنطلق مع أختها إلى المدرسة..
وفي الطريق لا تتغير روان.. فتراها تتلفت يميناً ويساراً، وتتحدّث مع رفيقتها بصوتٍ عالٍ، وقد تضحك في الكثير من الأحيان.. بينما تسير رزان كعادتها بهدوءٍ واتّزان..
فشتّان بين الاثنتين...
الأختان تريدان الوصول إلى المدرسة، ولكن لاحظوا الفرق بين الاثنتين وتخيلوا ما تتركه كلُّ واحدةٍ من أثر في نفوس من حولها، لذا علينا جميعاً مراجعة تصرفاتنا ومراعاة أحوال ومشاعر الآخرين حتى ننال الاحترام والتقدير.