[size=24]مما أبتلي به المجتمع الحكم النهائي والغير قابل للتغيير،فمثلا لو إبتلي شخص ما بحالة نفسية أو عصبية تجعل سلوكه الإجتماعي مضطربا سمي مجنونا.
هذا الإسم ربما سببه إضطراب مؤقت لصدمة أو لضغط ما قد يزول بزوالهما أو بعلاج ما.
لكن هل يثق المجتمع بهذا الشخص بعد هذا؟
كل التصرفات -العاقلة - الصادرة من هذا الشخص تصبح مرتبطة ومعطوفة على كلمة مجنون ،فمثلا لو أن هذا الشخص أظهر طيبة وتعامل جيد مع المجتمع سمعت عبارة:مجنون وناس ملاح.
ولو عامل الناس بالنقود بشكل سليم وعرف ماله وما عليه قالوا:مجنون ويعرف صلاحو.
ولو إلتزم بالصلاة في وقتها بالمسجد قالوا:مجنون ويعرف ربي.
لو كان مهتما بهندامه قالوا:مجنون ويلبس مليح.
لا أعرف ماذا يجب أن يفعل هذا -المجنون- ليعود الى صفوف المجتمع كشخص عادي.
أذكر هنا قصة شخص سليم ذهب ليوصل مريض الى مصحة عقلية ،وبطبيعة الحال كان لابد من إلباس المريض لباس لائق،عندما وصلا الى المصحة ودخلا من الباب قام المريض بخطوة لا تخطر على بال عاقل،إرتما في المرافق وصرخ أمسكوه يريد أن يهرب،أسرع الممرضين الى السليم ولم يعد يقبل منه الكلام لمجرد إعتقادهم أنه هو المريض ،فعندما قال أنه ليس المجنون قالوا له نعلم ذلك وهم يقتادونه الى غرفة المجانين،وقال أن صاحبه هو المجنون ،لكن كل كلامه أصبح كلام مجانين للأسف.
وقد طبق عليه ما يطبق على المجانين حتى جاء أهله وشرحوا الوضع.
ربما أن هذا هو حال أحكامنا عن غيرنا،فرغم إقرارنا بتغيرنا وعلمنا أننا نبدل بعض القناعات ونكتشف أخطائنا إلا أننا نجرد غيرنا من هذا التغير ونبقي نفس الأحكام عن غيرنا وإن تقادمت.
مجرد ملاحظة.....[/size]