"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" *** يُنصَبُ حول العرش يوم القيامة منابِر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نورليْسُوا بأنبياء ولا شهداء....يغبِطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها .
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: خواطر رمضانية الجمعة يوليو 03 2015, 10:56
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
الحمد لله الذي بلغنا شهر:" رمضان المبارك" بعد الاستعداد له، نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا.
وهذه الآن:"خواطر رمضانية في رسائل متجددة": جمعتها من إفادات علمائنا وأفاضل دعاتنا، وسأنشرها بإذنه تعالى على مشاركات كلما تيسر الأمر، فإليكموها:
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: رد: خواطر رمضانية الجمعة يوليو 03 2015, 10:57
صحَّ عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه إذا رأى الهلال قال: "ربي وربك الله، هلالُ خيرٍ ورشدٍ، اللهم أهلَّه علينا بالسلامة والإسلام والأمن والإيمان". ورمضان أشرفُ الشهور، وأيامُه أحلى الأيام، يعاتب الصالحون رمضان لقلة الزيارة، وطول الغياب، فيأتي بعد شوقٍ، ويفد بعد فراق، فيحييه لسان الحال قائلاً:
مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبًا زارنا في كـل عـام قد لقينـاك بحبٍّ مفعـمٍ *** كل حبٍّ في سوى المولى حرام فاقبل اللهم ربي صومنـا *** ثم زدنا من عطـاياك الجسـام لا تعاقبنا فقـد عاقبنـا *** قلـقٌ أسهـرنا جُنـح الظَّلام
والعجيب أن هذا الضيف يُصلِحُ الله بمقدمِهِ القُلُوب، ويغفرُ بزيارته الذنوب، ويستر بوصوله العيوب، فحيَّ هلاً وسهلاً به.
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: رد: خواطر رمضانية الجمعة يوليو 03 2015, 10:57
فرحة رمضان.
ما أجملك يا رمضان! وما ألذ أيامك! أما نهارك فصوم وخضوع، وأما لياليك فبكاء ودموع وقنوت. في رمضان تتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، فكيف لا نفرح؟! في رمضان تتنزل الرحمات، وتكثر من الله النفحات، فكيف لا نفرح؟! في رمضان تسعد النفوس، وتفرح الأرواح، فكيف لا نفرح؟! في رمضان عبادة الصيام الذي يحبه الرحمن، ويثيب عليه، فكيف لا نفرح؟! في رمضان عبادة القيام والمناجاة للملك العلام، فكيف لا نفرح؟! في رمضان يكون للدموع طعم آخر، ويكون للخشوع مذاق آخر، فلماذا لا نفرح؟! في رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلماذا لا نفرح؟! في رمضان تتوحد أمة الإسلام على عمل واحد وإفطار وإمساك في وقت واحد، فلماذا لا نفرح؟! في رمضان يكثر الإحسان للفقراء، وتنتشر الرحمة بالضعفاء، فكيف لا نفرح؟! في رمضان أبواب كثيرة للحسنات، ومنافذ عديدة للوصول إلى الجنات، فيا أيها الصائم لم لا تفرح؟! بل لا بد أن نفرح ونسعد، ونستمتع بهذا الشهر الكريم.
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: رد: خواطر رمضانية الجمعة يوليو 03 2015, 10:58
رمضان رسول من الله.
قيل مثل هذا الشهر كمثل رسولٍ أرسله سلطان إلى قوم، فإن أكرموا شأنه وعظموا مكانه وشرفوا منزلته وعرفوا فضيلته: رجع الرسول إلى السلطات شاكرًا لأفعالهم، مادحًا لأحوالهم، راضيًا لأعمالهم، فيحبهم السلطان على ذلك، فيحسن إليهم كل الإحسان. وإن استخفوا برعايته وهونوا لعنايته، ولم ينزلوه منزلته من الإكرام، وفعلوا به فعل اللئام، فيرجع الرسول إلى السلطان وقد غضب عليهم من قبيح أفعالهم وسيئ أعمالهم، فيغضب السلطان لغضبه. كذلك يغضب الله على من استخف بحرمة شهر رمضان. فيا أيها الإنسان، هذا شهر رمضان شهر التوبة والغفران، وهو رسول من عند الملك الديان، فمن أكرمه منكم حقيقة الإكرام، وحفظ فيه لسانه من قبيح الكلام، وبطنه من أكل الربا والحرام وأموال الأرامل والأيتام، غفر له الملك العلام، وأدخله الجنة مع محمد عليه الصلاة والسلام.
حكيمو صديق فضي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 3288 الجنس : نقاط : 8154 السمعة : 129 العمر : 56
موضوع: رد: خواطر رمضانية الجمعة يوليو 03 2015, 11:26
اللّهم إجعلنا من اللذين يكرمون هذا الشهر
بصيام يوم يومه وإحياء ليله بالصلاة وكثرة الطاعات حتى يرضى عنا رب الأرض والسموات
بارك الله فيك أخي زكرياء على هذه الومضة المنيرة الرااائعة
*********
***
*
*
فاطمة اكرام صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 2420 الجنس : نقاط : 5412 السمعة : 21 العمر : 67 الموقع : صداقة سوفت
موضوع: رد: خواطر رمضانية السبت يوليو 04 2015, 00:22
جزاك الله كل خير زكرياء على هذه الخاطرة المضيئة
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: رد: خواطر رمضانية الإثنين يوليو 06 2015, 12:08
يا صاحب الذنب لقد جاء رمضان.
شهر رمضان شهر التوبة والغفران. يا من أساء مع ربه، وأخطأ مع مولاه، يا من طال بُعده عن ربه، وتجاوز حدود العبودية.. يا أيها العبد! يا أيها المسكين! ماذا وجدت في بُعدك عن الله؟! يا أخي، ويا أختي: لقد جاء رمضان ليرسل لك نفحات الإيمان، وليضفي على قلبك رحمة الرحمن، فهيا إلى الله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]. يا عبد الله! اعلم أن باب التوبة مفتوح، والدخول إليه مسموح، فأقبل على ربك، لعله يرضى عنك ويغفر لك.. هيا إلى الله، لعله يبدل سيئاتك إلى حسنات، ولعله يكتبك في أحبابه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222]. هيا إلى الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وكتب كتابًا فهو عنده: "إن رحمتي سبقت غضبي" (رواه البخاري). يا صاحب الذنب! أسمعت هذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53]. فهيا إلى الله، فهو أرحم بك من أمك وأبيك، وهو أكرم الأكرمين، وهو الذي يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]. هيا إلى ذلك الرب الرءوف بالعباد، المتفضل عليك بالنعم على الدوام.. أوصيك بالندم على ما فات، والعزم على عدم العودة للذنوب الماضيات.. يا أيها التائب، أين دموعك؟ وأين خشوعك؟ وأين اعترافك لمولاك؟! لتبدأ بصفحة جديدة، واكتب عليها: "يا رب أنا تائب".
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: رد: خواطر رمضانية الإثنين يوليو 06 2015, 12:09
الصوم والإخلاص.
إن للصوم أثرًا عظيمًا في تربية النفوس على فضيلة الإخلاص، وألا يراعى في الأعمال غيرُ وجه الله جل وعلا. ذلكم أن الصائم يصوم إيمانًا واحتسابًا، ويدع شهوته وطعامه وشرابه من أجل الله تعالى، وأيُّ درسٍ في الإخلاص أعظمُ من هذا الدرس!!؟. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ، عن النبي قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". قال ابن حجر -رحمه الله-: "قوله (إيمانًا) أي: تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، و(احتسابًا) أي طلبًا للأجر، لا لقصد آخر من رياء ونحوه". وفي البخاري -أيضًا- من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: "والذي نفسي بيده، لَخُلوف فمِ الصائمِ: أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها". هكذا يربينا الصوم على فضيلة الإخلاص؛ فالصومُ عبادةٌ خفيةٌ، وسِرٌّ بين العبد وربه؛ ولهذا قال بعض العلماء:" الصوم لا يدخله الرياء بمجرد فعله، وإنما يدخله الرياء من جهة الإخبار عنه: بخلاف بقية الأعمال؛ فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها". ولا ريب أن الإخلاص من أعظم الخصال، وأحمد الخلال إن لم يكن أعظمها وأحمدها. ثم إن للإخلاص آثارَهُ العظيمةَ على الأفراد بخاصة، وعلى الأمة بعامة؛ فللإخلاص تأثير عظيم في تيسير الأمور، فمن تعكست عليه أمورُه، وتضايقت عليه مقاصدُه، فليعلم أنه بذنبه أصيب، وبقلة إخلاصه عوقب. والإخلاص هو الذي يجعل في عزم الرجل متانةً، ويربط على قلبه؛ فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية.
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
موضوع: رد: خواطر رمضانية الإثنين يوليو 13 2015, 00:21
الصوم الصحيح.
كثير من عامة الناس يحافظون على العبادات في أيام رمضان، وكأنهم يستنكرون أن يتركوا العبادتين: الصوم والصلاة، أو يفعلوا عبادة دون عبادة. فتراهم يستنكرون أن يتركوا الصوم والصلاة، ويستنكرون أن يؤدوا الصوم دون الصلاة، أو يفعلوا شيئًا من المحرمات. تجدهم في رمضان يتوبون ولكن توبة مؤقتة، فهم في أنفسهم عازمون على العودة إلى المعاصي؛ ففي رمضان يحافظون على الصلاة، ويتوبون عن الخمر أو عن الدخان مثلاً، أو عن الاستماع إلى الأغاني والملهيات ونحو ذلك، أو عن بعض الشعارات الباطلة أو عن الصور الخليعة، أو ما أشبه ذلك، ولكن يحدثون أنفسهم أنهم بعد شهر رمضان سيعودون إلى ما كانوا عليه؛ ولهذا يتمنون انقضاء هذه الأيام، وإذا أقبل رمضان حثوا أنفسهم، وتناولوا ما قدروا عليه من الخمر ومن غيرها، حتى قال بعضهم:
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر *** ولا صمت شهرًا بعده آخر الدهر
والعياذ بالله… فهؤلاء ربما يفرقون بين رمضان وما بعد رمضان، فيستكثرون من تناول الحرام وفعله قبل أن يأتي شهر رمضان؛ لأنهم سيتركونه مدة هذا الشهر فقط، ثم يعودون إليه، حتى قال بعضهم:
إذا العشرون من شعبان ولّت *** فبـادر بالشراب إلى النهـارِ ولا تشرب بأقـداحٍ صغـارٍ *** فإن الوقتَ ضاق على الصغارِ
فمثل هؤلاء لم يتأثروا بصومهم، فالإنسان يستعيذ بالله أن يكون من هؤلاء الذين ما نفعهم صومهم ولا زجرهم عن المحرمات، وإذا فعلوا شيئًا من العبادات فعلوها بنية الترك، وإذا تركوا شيئًا من المعاصي تركوها بنية الفعل بعد أن ينفصل الشهر، كما قال شاعرهم وأميرهم:
رمضان ولّى هاتها يا سـاقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتـاقِ
فهو ينادي ساقي الخمر بأن يأتي إليه بالشراب مسرعًا؛ لأن رمضان قد انقضى وولَّى، وكأن الخمر حرام في رمضان حلال في غيره. فالصوم الصحيح هو الذي يحفظ فيه الصائم صيامه؛ فيحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويستعد للآخرة بترك زينة الحياة الدنيا، ويترك الشهوات التي أساسها شهوة البطن والفرج، ويذكر بعد ذلك ما نهاه الله عنه من الشهوات المحرمة في كل وقت. ويذكر أيضًا أن الصوم هو في ترك هذه الشهوات، فما شرع الله الصوم إلا لتقويم النفوس وتأديبها.