[size=32]الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله،
[size=32]وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدّين.[/size][/size]
[size=32]نظرات في حديث: [size=32]" يا غلام إني أعلمك كلمات "[/size]
[/size]
[size=24]عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم يَوْمًا، فَقَالَ:
" يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ،
احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ،
وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ،
وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ،
لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ،
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ،
لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ،
رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ".
[ رواه التّرمذي ]، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[/size]
هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهمِّ أمور الدين؛
حتى قال بعض العلماء: تدبرتُ هذا الحديثَ، فأدهشني وكِدتُ أطيشُ؛
فوا أسفى من الجهل بهذا الحديث، وقِلَّةِ التفهم لمعناه ( [1] )
فقوله صلى الله عليه وسلّم:
" احْفَظْ اللَّهَ " أي: احفظ حدودَه، وحقوقَه،
وأوامرَه، ونواهيَه، وحفظُ ذلك: هو الوقوفُ عندَ أوامره بالامتثال،
وعند نواهيه بالاجتنابِ.
وقوله صلى الله عليه وسلّم: " يَحْفَظْكَ"؛
يعني: أنَّ من حفظَ حدود الله، وراعى حقوقَه؛
حفظه الله، فإنَّ الجزاء من جنس العمل.
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان؛ أحدهما:
حفظه له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله.
النوع الثاني من الحفظ، وهو أشرف النوعين:
حفظُ الله للعبد في دينه وإيمانه،
فيحفظه في حياته من الشبهات المُضِلَّة، ومن الشهوات المحرَّمة،
ويحفظ عليه دينَه عندَ موته، فيتوفَّاه على الإيمان.
[size=24][size=24]وقوله صلّى الله عليه وسلّم: " احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ". معناه: أنَّ مَنْ حَفِظَ حُدودَ الله، وراعى حقوقه؛
وجد الله معه في كُلِّ أحواله حيث توجَّه يَحُوطُهُ،
وينصرهُ ويحفَظه ويوفِّقُه ويُسدده.
[/size]
[1] - جامع العلوم والحكم ص185 . [/size]