خاطرة

جلس على كرسي في الشرفة ينفث سيجارة باقتضاب ويترشف بقية قهوة باردة وغاص في تفكير رجع به الى سنين طويلة مضت عندما كان شابا مليء بالحيوية والنشاط يعيش في كنف والديه الكريمين لا مسؤولية ترهق كاهله ولا تفكير ولا عناء واسترسل وراق له ان يستمر في هذا الحلم الجميل فارا من عبء الحياة والعائلة اللتان  أثقلتا كاهله وامتد به خياله وتوقف عند حادثة يبدو ان لها ذكرى جميلة ونفث نفسا من السيجارة واخرج دخانا وبقى يتابعه وهو يتصاعد كأنّه هو الذي سيعرض عليه هذا الشريط أو يساعده في التذكّر يومها كان يتناول طعام الغداء وكل العائلة مجتمعة حول المائدة ويا لها من لمة ...دق الباب وقف وفتح الباب فاذا بأصدقائه في سيّارتهم يعرضون عليه رحلة الى الجنوب الجزائري حيث المناظر الخلابة والواحات الغناء فراق له ان يرافقهم لكن لايملك النقود  فرجع حيث العائلة مجتمعة وبقى صامتا متسمرا في مكانه لايدري كيف يستأذن ويطلب نقودا لاحظت والدته حيرته وهكذا هن الامهات فساقته امامها وانفردت به قائلة له ما بال ابني العزيز؟هنا توقف عن الاسترسال ونزلت دمعتان ساخنتان على خده ونفث مرّة اخرى سيجارته كأنّه يريد ان يتصاعد الدخان مرة أخرى حتى يساعده على الاسترسال وواصل رد على تساؤل والدته وقال :امي أريد أن أذهب مع أصدقائي في رحلة الى الجنوب انت تعرفين أخلاق أصدقائي العالية فلا تخافي عليّ ..خرجت الام من الغرفة قاصدة الاب  تحاورت معه وبعد نقاش وأخذ ورد استطاعت ان تأخذ منه الموافقة والنقود بعدما أسمعها وابلا من الكلام على التربية والتسيب ..عادت لابنها وأعطته النقود فاحتظنها وقبلها وقال يا أحسن أم في الدنيا وهو في غاية الفرحة وفي هذه اللحظة ارتسمت على شفتيه ابتسامة ..وفجأة انتفض على صوت زوجته التي قطعت حلمه الجميل .والتي كانت تصرخ في وجه ابنها فتممتم بكلمات خافتة وقال:    شتان ما بين أمي وأمّك يا ولدي...  و أكمل ما بقي من القهوة  وهو يقول اه لو يعود يوما من تلك الايام اه يا أمي كم اشتقت اليك والى حضنك الدافيء واه يا أبي الغالي الحنون نعم الاباء أنت ..اللهم ارحم والدي واسكنهما فسيح جنّاتك

شكرا شكرا فاطمة على القصة الرائعة التي تنفذ الى الاعماق وتحرك الاحساس 

شكرا جزيلا لك فاطمة على هذه المساهمة و الأحاسيس الصادقة التي شاركتنا بها
نعم شتان بين والدي الأمس و والدي اليوم
و لنقل شتان بين أبناء الأمس و ابناء اليوم أيضا
كل شيء اختلف و تبدل نحو الأسوأ

ها قد عادت فاطمة إلى ابداعها و عطائها
اشتقنا إلى مساهماتك و إبداعاتك فاطمة اكرام
شكرا لك عى القصة القيمة الهادفة
و شكرا على هذا الطرح المميز

اسلوب مشوق
و نسج أدبي رائع
سلمت الأيادي فاطمة
يبدو ان التقاعد عند بعض من ذوي الهمم لا يعني الكسل و الخمول
بل يعني تفتق بعض المواهب و صقلها لينتج لنا هذا العمل الأدبي الرائع
واصلي فاطمة
و سننتظر مزيدا من هذه الابداعات

يعطيك الصحة فاطمة اكرام على الخاطرة الجميلة 
التي تحمل بين طياتها مغزى عظيم
فاللهم احفظ لنا أمهاتنا و اجعلنا من البارين 

صديقتنا الغالية فاطمة
أولا يشرفنا و يسعدنا ان يكون منتدانا منبرا لأفكارك و محاولاتك الأدبية
ثانيا أهنئك على هذه المساهمة الرائعة و القصة الهادفة
ننتظر مزيدا من التألق و الرقي
و لما لا تكون هذه المحاولات بداية ميلاد أديبة واعدة ؟
ان شاء الله يا رب
بارك الله فيك

كل شيء له بداية
و من القطرة يتكون النهر
إذا وضع كل شخص لنفسه هدفا و صمم على بلوغه و بلغ في ذلك كل جهده
سيصل بدون شك
أتمنى لك المواصلة و التألق أكثر
شكرا لك على الخاطرة