نصائح عملية في فترة الامتحان

علينا أن نبدأ بالعائلة والأهل قبل الطالب، وأن تنظر إلى هذه الفترة (الامتحانات) من منطلق كونها "مشروعا عائليا" له إدارة تربوية تتعاون في ما بينها من أجل انجاح هذا المشروع. كما لا يمكن البدء بهذا المشروع دون اعتراف الآباء بالواقع بالنسبة للقدرة الذهنية للطالب وأن يكونوا على جاهزية لواقع الطالب أو الولد حتى سن 18 التي فيها مسؤولية الوالدين كبيرة جداً.
- فالقدرة الذهنية لدى الطالب هي مولودة ولا حاجة للضغط على الطالب من أجل التحصيل، وإذا كان همّ الوالد أو الوالدة هو فقط علامة الامتياز، فإن هذا ينعكس في ادخال الطالب (الابن) في ضغط كبير، ولذلك ينبغي أن يجلس الأهل مع الطالب في بداية هذه المرحلة ويفهموه بأنهما مدركان لواقع قدراته. فهذا جانب مهم لكي يعرف الطالب أن بينه وبين والديه هناك قنوات مفتوحة واحتراماً متبادلاً وتفهما للقدرة الذهنية التي يتمتع بها.

تســاؤلات:

هل تسهل الأهل من شأنه أن يمنح الطالب الضوء الأخضر لعدم استنفاد الحد الأقصى من امكاناته؟
هذا السؤال في مكانه حقاً... ولكن لو أخذنا الجانب الثاني، وهو ادخال الطالب في ضغط متواصل بعيداً عن الاتياح والاستقرار، فقد تكون نتيجة هذا الضغط اسوأ من لو أننا منحناه السكينة والاستقرار والراحة، وهذه هي خنكة الوالدين، وحتى اليوم الوقت ليس متأخراً والجلسة بين الطالب والأهل لابد منها في هذه المرحلة. وقد أثبتت التجارب والابحاث أن ذوي القدرات الخارقة من الناحية التحصيلية قد لاينجحون في حباتهم وعلاقاتهم كالذين أقل منهم تحصيلاً ويتمتعون بقدر من الذكاء الانفعالي والعاطفي والقدرة على التواصل مع البيئة والمجتمع، واختيار الصديق وشريكة الحياة.
وهنا أنصح الأهالي بأن لا يعزلوا الطالب عن عالمه ويجعلوه يعيش في دفيئة لأنه في نهاية المطاف سيخرج إلى هذا العالم. وعلينا أن نسمع ونصغي له وأن لا نبقى، كما تعودنا، نعطي تعليمات ونقيم السلوك على أنه صحيح أو خطأ، وهي النقطة الاساس. على الأهل أن يعترفوا بالواقع لا أن يلهثوا وراء تحصيل فقط.

هل هناك نقاط أخرى تؤثر سلباً على دراسة الطالب وتتعلق بالأهل؟
أحر آخر، لايقل أهمية عن ما ذكرته، هو عدم المقارنة وإشعار الطالب بالتقصير من خلال مقارنته بأخيه الأكبر أو ابن الجيران أو ابن العم، الذي حصّل علامة تفوق في امتحان مشابه، أو مماثل. هذه الأمور تدخل الطالب في ضغط وهي غير مرغوبة في هذه الفترة، ويجب الاعتراف بالفروق الفردية للطلاب ويجب عدم المقارنة، بل العكس فأن دور الأهل هنا تنمية وتعزيز النواحي الايجابية في الطالب وإشعاره بأنه يتمتع بمزايا حسنة أهم وأفضل من غيره حتى لو كان تحصيله أقل، لذلك فعلى الأهل تقبل الفروق الفردية وتقبل وقوع الطالب في خطأ حتى ولو وصل إلى حد الفشل في امتحان ما، فهذه ليست نهاية العالم، وعلى الأهل تقبل مشاعر الطالب إذا تأفف احياناً من الدراسة.
ماذا بالنسبة لجو البيت العام وتهيئة لكي يكون مناسباً للدراسة؟
أهم شيء بالنسبة لجو البيت، هو إعفاء الطالب من الاشكاليات الحاصلة، وتجنيبه الاخبار المزعجة لأن هذا الجو قد يشوش عملية التركيز.

ولكن هناك علاقات عاطفية قد تشوش هي أيضاً على جو الدراسة، أقصد علاقة حب بين طالب وطالبة؟
هذا الجو (الحب) هو "وجبة" يجب أن يأخذها الطالب أثناء الدراسة، أنا أعرف أن هذا الجيل لو منحناه حرية كاملة للتحدث مع صديقته عبر الهاتف فإنه لا يمل لو بقي يومين يتحدث، ولكن محادثة الحبيب أو الصديق لبضع دقائق خلال الدراسة من شأنها أن تجدد نشاط الطالب (أو الطالبة) ويجد فيها منفساً من جو الدراسة الضاغط، وأن نحرص على تزويد الطالب بالاخبار التي تساهم في تهدئة أعصابه حتى أن يخصص الأهل ساعات للمشاهدة لا أن يبقى جهاز التلفزيون يعرض الأخبار، وأخبار اليوم كما نعلم جميعاً تسبب الضغط للكبير والصغير والمعلم والطالب والأم والأب.
أمر آخر يجب الاهتمام به هو منح الطالب المكافآت عند الخروج من الاعتكاف الدراسي، أن تحضر له الأم أكلة لذيذة، أو تناديه لمشاهدة برنامج ترفيهي قصير، أو السماح لح بالخروج مع صديق وأمور من هذا القبيل. فعلى الطالب أن يشعر باهتمام الأهل وتحيزهم لتوفير الراحة له.

لنعد إلى الطالب نفسه، كيف نهيئ له أفضل أجواء الدراسة؟
الآن نأتي إلى برنامج الطالب نفسه بعد أن ذكرنا بأن الإدارة العائلية قررت تهيئة الجو المناسب له للدراسة. الآن لابد من عقد جلسة عائلية بين الوالدين والطالب للاتفاق على تعاون في هذه الفترة، وخلال الجلسة يتم الاتفاق على الخطة التي سنضعها للدراسة، نقوم خلالها بتوجيه الطالب إلى برمجة فترة دراسته، وتقسيم المواد بشكل يتناسب مع عدد أيام الدراسة، ةهذه يجب أن تتلاءم مع مزاجه الدراسي وميوله، وأقصد أنه، أي الطالب، صاحب الحق في اختيار ساعات الدراسة المفضلة لديه سواء كانت ساعات الصباح الباكر، أي ساعات الفجر أو ساعات الليل المتأخر أو وسط النهار، وهنا يكون واجب الأهل تقديم النصائح فقط وليس فرض ساعات الدراسة على الطالب. ننصح عادة بالاستفادة من التجارب الواقعية الذاتية، من شخص أو قريب متعلم تساعد الطالب كثيراً وأنا شخصياً كثيراً ما تعترضني مثل هذه الأسئلة من طلاب حول كيفية الدراسة، فعملية التخزين في الدماغ لها قوانين أهمها أن يكون الطالب هادئ البال مرتاح التفكير والعقل لكي يكون قادراً على تخزين مادة الدراسة. والبرمجة في الدراسة، أيضاً أمر مهم جداً، وأن يستوعب الدماغ المواد تدريجياً، فنحن لا نستطيع أن نملأ الدماغ بالمواد في الساعات أو الدقائق الأخيرة التي تسبق الامتحان.

هل من الضروري أن يراقب الأهل ما إذا كان الطالب يسير فعلاً على أساس البرنامج أو الخطة التي تم الاتفاق عليها؟
لايمكن مراقبة هذا الأمر لأنه ينبغي أن يكون مبنياً على الثقة بين الطالب والأهل، فقد يقول الطالب أنه يسير بموجب الخطة ويكذب، فهذا الأمر لا يمكن فحصه ومراقبته ولا يمكن للأب، أن يتعامل مع ابنه كما لو كان شرطياً.وهذه المرحلة,تحديداً,مهمة في بناء علاقة الشخص مع ذاته و مدى اعتماده على نفسه مستقبلاً.
هذه هي الطرية الأمثل للدراسة والتي جربت ونجحت. كل مادة دراسية تقسم إلى ساعات ويخصص الوقت الكافي لتغطية مذاكرة المطلوب من غير الوقوع في انهيارات عصيبة، وأقصد أنه إذا لم تقسم المادة بحسب الأيام، فقد يصاب الطالب بالانهيار، وإذا رافق هذا الانهيار العصبي نوع من الخوف مع الرغبة في إرضاء الوالد فإنه يصبح جنوناً بالنسبة للطالب، وينبغي أيضاً أن يكون توجيه الوالد بشكل نصائحي وليس كيل المواعظ والأسئلة الاستفزازية. وإذا كانت الثقة معدومة فمهما كان الضغط والرقابة من قبل الوالد فإنها لا تنفع وتكون العلاقة مبنية على الغش.
بل العكس، أقول أنه يفضل أن تتوجه الأم أو الأب لابنهما بعبارات مثل "كف قليلاً عن الدراسة"، "أجهدت نفسك كثيراً اليوم"، ارتح قليلاً"، فنجد أن مثل هذه العبارات تخلق نوعاً من التحدي لدى الطالب لكي يعطي أكثر ويجتهد وتصبح المناورة عكسية.

نفهم من ذلك أن المشكلة الحقيقية تكن لدى الطالب الذي يتوقع منه والده علامة عالية دون أن يراعي أية أمور أخرى؟
هذا تماماً ما قصدت أن أقوله، ولهذا الوالد أقول "خيط بغير هالمسلة"، فهذا أمر غير معقول وغير ممكن، وأنا أيضاً ضد الطالب الذي ينتظر حتى آخر دقيقة لكي يستعد للامتحان، بل على العكس أنصح بأن يرتاح الطالب ليلة الامتحان، لأن المادة التي درسها قد دخلت إلى الدماغ بشكل مريح وليلة الامتحان كفيلة، بأن تبقي على هذه المواد محفوظة وبشكل منظم في الدماغ ومجرد حالة التشكيك بعد حفظ المواد وإعادة فتح الكتب والتأكد من كل مسألة قبل ساعات من الامتحان من شأنها أن تشوش وأن تخلط الأوراق، فحالة "الهستيريا" هذه لا تغير. وأنا دائماً أقول أن عملية إدخال 80% من المادة وحفظها في الدماغ خلال فترة طويلة وبتأن، أفضل من إدخال 100% من المادة بشكل متسرع لأن ذلك يؤدي إلى خلط كبير. لذلك أنصح الطالب بأن يحرص على الخلود إلى النوم باكراً في ليلة الامتحان وأن لا يستيقظ فجراً لمراجعة المادة مرة أخرى.

هل من الضروري تناول وجبة قبل الدراسة أو الامتحان؟
أنصح بعدم تناول المأكولات المهيجة مثل: الشوكولا. التي تعطي طاقة وعصبية ونشاط، والأفضل تناول وجبة خفيفة تهدئ الأعصاب. كل ذلك استطيع تلخيصه بثلاثة بنود هي: تثبيت المواد الكثيرة في الذاكرة، وعدم تشويش ترتيبها، وراحة التفكير وهدوء الأعصاب استعداداً للإجابة على أسئلة الامتحان

تنزيلك هذا الموضوع في هذه الفترة مفيد لانّها تعتبر أغزر فترة في العام شكرا فؤاد

ان شاء الله تلاميذنا و طلبتنا و حتى أولياء الأمور و المدرسين يعملون بهذه النصائح
و هذا لاجتياز فترة الامتحانات بنجاح
فهي فترة صعبة و حرجة
شكرا لك فؤاد

» الشبح المرعب * فترة الامتحانات *
» فترة العمل الحر في الأركان.
» فترة الحلقة في التعليم التحضيري
» كيف تذاكر و تحفظ لأطول فترة ممكنة؟
» غذاؤك في فترة مراجعة الدروس قبل الاختبارات