الصيــــغ الجديدة لطرح الأسئلة الفلسفية في البكالوريا

الصيــــغ الجديدة لطرح الأسئلة الفلسفية في البكالوريا

في إطار الإصلاحات التربوية الجارية ، فإن الفلسفة أيضا عرفت إصلاحات
تكاد تكون جذرية ، سواء فيما يتعلق بالبناء المحوري ، الذي أصبح في شكل
كفاءات ، أوما يتعلق بالمحتوى المعرفي الذي تتضمنه إشكاليات فلسفية .

أما ما يخص الجانب التطبيق ، فإنه هو الآخر قد عرف أيضا تغييرا كبيرا ،
سواء على مستوى الكم ( عدد أنواع المقالات) أو على مستوى الكيف (طرق
المعالجة) .

ونتيجة لإطلاع أبنائنا على بعض المراجع القديمة ، أوعلى بعض المواقع
والمنتديات التعليمية في الأنترنت ، والتي مازالت تعرض خدماتها التعليمية
في مادة الفلسفة وفق البرامج والطرق القديمة ، فإن الكثير من أبنائنا
الطلبة ، قد وقع في نوع من الغموض والإلتباس، بل والخلط بين ما هو قديم ،
وما هو جديد ، وخاصة في الجانب التطبيقي لمادة الفلسفة .

ومحاولة منا لرفع هذا الإلتباس ، الذي يعاني منه أبناءنا طلبة الأقسام
النهائية عامة وشعبة نهائي آداب وفلسفة خاصة ، فإن التوضيحات التالية ،
قد تزيل ـ ربما ـ هذا الإلتباس وتستجلي الغموض لكل المعنيين بالأمر إن شاء
الله .
/ طبيعة موضوعات الفلسفة في الإمتحان :

ـ إنه وحسب الوثيقة الصادرة عن (هيئة التفتيش لمادة الفلسفة في 2007 )
والوثيقة الصادرة عن( الديوان الوطني للإمتحانات والمسابقات 2008) ،
والمتعلقة ب : دليل بناء إختبار مادة الفلسفة في امتحان البكالوريا ، فإن
شكل وصيغة طرح الموضوعات الفلسفية ، يكون كالتالي :
يخير الطالب ـ سواء في الإختبار أو في الإمتحان ـ بين ثلاثة أصناف من الموضوعات الفلسفية وهي :
1 الموضوع الأول : ويكون في شكل( السؤال المشكل) الذي يطرح قضية فلسفية تثير العقل السليم ، وتقتضي المعالجة ، إما بالطريقة الجدلية ، أو بطريقة المقارنة .
2
/ الموضوع الثاني : يكون في شكل ( السؤال الوضعية المشكلة ) الذي يقحم
فيه الممتحن إقحاما إلى درجة الشعور بأنه أمام وضعيته الشخصية ،التي لامفر
من مواجهتها وإيجاد حل لها ، ومعالجتها تقتضي إعتماد إحدى طرائق الإستقصاء
الجديدة : الإستقصاء بالوضع ، أو بالرفع ، أو الحر ، وذلك بحسب طبيعة
الموضوع والصيغة الإستفهامية التي طرح بها ، فصيغة طرح الموضوع هي التي
تحدد طريقة الإستقصاء التي يعالج بها الموضوع .

3 / الموضوع الثالث : ويكون في شكل ( النص المشكل ) الذي يعالج قضية
فلسفية تتضمنها فقرات النص ، تقتضي هذه المعالجة ، ضبط المشكل المطروح في
النص ، وموقف صاحب النص منه ، الذي يكون مدعما بالحجج والبراهين المستوحاة
من عبارات النص ، وصولا إلى تقويم تلك الحجج ونقدها نقدا بناء ، ثم الخروج
في الخاتمة بحل كاف ومبرر للمشكل المطروح في النص .

مع العلم أن صيغة طرح السؤال في النص الفلسفي ، تكون في نهاية النص ،
وبالصيغة التالية : أكتب مقالا فلسفيا تعالج فيه مضمون النص .

بنائي طلبة الأقسام النهائية . . . تحية
تربوية ـ وبكل روح فلسفية ـ نتواصل ، ونواصل معكم تقديم التوجيهات
المنهجية ، لكيفيات التعامل مع الموضوعات الفلسفية .

وتنفيذا للوعد الذي التزمت به في الصفحة الأولى ، حول إكمال التوجيهات
المتعلقة بصيغ الطرح للموضوعات الفلسفية . . . ها أنا أحاول اليوم تقديم
هذه الصيغ الختلفة ، ولكن قبل الشروع في تحديد مختلف صيغ الطرح ، لابد من
اعتماد إحدى المشكلات الفلسفية (المقررة) كمصدر لإشتقاق كل صيغ الطرح
المعتمدة في المنهاج الفلسفي الجديد ، ولتكن ـ على سبيل المثال ـ المشكلة
التاسعة من المقرروهي مشكلة : ’’الحقيقة العلمية ، والحقيقة الفلسفية
المطلقة‘‘ . مع تنبيه الجميع ، بأننا سنركز فقط على أهم وأشهر الصيغ
المعتمدة والمتداولة في هذا المجال . ولنبدأ بـــــ :

1 / الطرح الجدلي : وهو الذي يتمثل في ذلك (الطرح الإشكالي) لموضوع فلسفي ،
هو محل تعارض ( تناقض) بين الفلاسفة ، مما يستلزم طرحه بإحدى الصيغ
التالية :
ــ صيغة
الطرح الأولى (وفق المنهاج الجديد) : إذا وجدت نفسك أمام موقفين متعارضين ،
الأول يقول : ’’ أن الحقيقة مطلقة ‘‘ والثاني يقول : ’’ أن الحقيقة نسبية
‘‘ ، مع العلم أن كليهما صحيح في سياقه . وتقررلديك الفصل في الأمر. . .
فما عساك أن تصنع ؟
ــ صيغة الطرح الثانية (وتجمع بين الطر الجديد والقديم) : أفصل في الموضوع = الحقيقة : مطلقة ، أم نسبية ؟
ــ صيغة الطرح الثالثة (وفق المنهاج القديم ) : هل الحقيقة مطلقة ، أم نسبية ؟

2 / الطرح التقابلي : وهو الطرح الذي يتطلب (المقارنة) بين موضوعين ،
بينهما (علاقة) تستلزم التوضيح ، وصيغ طرحه المعتادة عموما هي :
ــ صيغة الطرح الأولى : قارن بين الحقيقة المطلقة ، وما يقابلها ؟
ــ صيغة الطرح الثانية : ما الفرق بين الحقيقة العلمية ، والحقيقة الفلسفية ؟
ــ صيغة الطرح الثالثة : ما طبيعة بين الحقيقتين : الفلسفية والعلمية ؟
3 / الطرح الإستقصائي : (وفق المنهاج الجديد) ويكون بثلاث صيغ معتمدة هي :

ــ صيغة الطرح الأولى ( للإستقصاء بالوضع ) : إذا افترضنا أن الأطروحة
القائلة : ’’إن معيارالحقيقة البداهة والوضوح ‘‘ أطروحة صحيحة ، وتقرر لديك
الدفاع عنها وتبنيها . . . فما عساك أن تقول ؟

ــ صيغة الطرح الثانية ( للإستقصاء بالرفع ) : إذا افترضنا أن الأطروحة
القائلة : ’’إن معيار الحقيقة النفع والمصلحة ‘‘ أطروحة صحيحة ، وتقرر
لديك إبطالها وتفنيدها . . . فما عساك أن تفعل ؟

ــ صيغة الطرح الثالثة ( الإستقصاء الحر) : ما معيار الحقيقة ؟ أو بصيغة
أخرى : ’’ إن الحقيقة واحدة في أهدافها ، متعددة في معيارها ‘‘ كيف تبرر
ذلك ؟
ملاحظة : قد
تطرح الموضوعات الفلسفية ، في الإختبارات الفصلية ، أو في الإمتحانات
الرسمية ، بصيغ أخرى مختلفة ، ولكنها تبقى إستثنائية وخاصة ...وللحديث بقية
إن شاء اللــــــــــــــــــــه .

:ab90: :ab91:

أبناءنا طلبة الأقسام النهائية . . .تحية تربوية
وبعــــــــد :

بعدما تعرفنا على أهم صيغ الطرح للموضوعات الفلسفية في الإختبارات
والإمتحانات الرسمية . . . هيا بنا لنتعرف على كفاءات التحكم في بناء
القدمات الوظيفية الخاصة بكل طريقة معتمدة رسميا .
أولا / السؤال( الإشكالي) التالي :
ــ
إذا وجدت نفسك أمام موقفين متعارضين ، الأول : ’’يعطي الأولوية للحق على
الواجب‘‘ ، بينما الثاني : ’’يعطي الأولوية للواجب على الحق‘‘ ، ولكل موقف
مبرراته الكافية ، وتقررلديك الفصل في الموضوع . . . فما عساك أن تفعل ؟
// مقدمة الطريقة الجدلية :
ــ
وتبدأ بالإنطلاق من تمهيد وظيفي . . . ينتهي بطرح الإشكال : هل القضية (+)
أم (ــ) ، وإذا لم تكن لا (+) ولا (ــ) ، فما عساها أن تكون ؟
ونموذج هذه المقدمة يكون على بالشكل والمضمون التالي :
ــ المقدمة
: إذا كانت العدالة الإجتماعية ، تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات ،
فإن الإشكال المطروح هو : هل الحق أولى من الواجب ، أم الواجب أولى من الحق
؟ وإذا كان الأمر لا هذا ، ولا ذاك ، فما عسى أن يكون ؟
ثانيا / السؤال ( المقابل ) التالي :
ــ قارن بين الحق وما يقابله ؟
// مقدمة طريقة المقارنة :
ــ
تنطلق أيضا من تمهيد وظيفي مناسب . . . ينتهي كذلك بصيغة الطرح للمشكلة :
إذا كانت بين (س) و (ع) إختلافات ، فهل هناك ما يقرب بينهما ؟ وإذا كان
الأمر كذلك ، فإن هذا يعني أن بينهما علاقة . . . فما طبيعة هذه العلاقة يا
ترى؟
ونموذج ذلك هوالآتي :
المقدمة : إذا كانت كلمة ’’ الحق‘‘ تقابل في معناها كلمة ’’ الواجب ‘‘ فإن ما يثيرالتساؤل هو : إذا كان بين الحق والواجب إختلافات ، فهل هناك ما يربط بينهما ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فإن هذا يعني أن بينهما علاقة . . .فما طبيعة هذه العلاقة يا ترى ؟
ثالثا / السؤال الإستقصائي (بالوضع) :

إذا كانت الأطروحة القائلة : ’’ إن آداء الواجب أولى من المطالبة بالحق ‘‘
أطروحة صحيحة ، وتقرر لديك تبنيها والدفاع عنها . . . فماعساك أن تصنع؟
// مقدمة طريقة الإستقصاء بالوضع :

ــ وفيها يتم الإنطلاق من فكرة طرح شائعة ، وطرح نقيضها ، وهو الموضوع . .
.ثم الساؤل : كيف يمكن الدفاع هذا الموضوع ، وتبنيه والدفاع عنه ؟
النموذج لذلك هو :
المقدمة :
إذا كان الإعتقاد الشائع ، أن للحق أسبقية على الواجب ، فإن هناك من يرى
عكس ذلك ، ويعطي الأسبقية للواجب على الحق . . . والتساؤل المطروح هو : كيف
يمكن الدفاع عن منطق هذه الأطروحة الأخيرة ، وتبنيها ، والأخذ بها ؟
رابعا / السؤال الإستقصائي ( بالرفع ) :

ــ إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة : ’’ أخذ الحق أولى من القيام بالواجب
‘‘ أطروحة صحيحة ، وتقرر لديك إبطالها وتفنيد صحتها . . . فما عساك أن
تصنع ؟
// مقدمة طريقة الإستقصاء بالرفع :

ــ لا تختلف ـ في منطلقاتها ـ عن مقدمة الإستقصاء بالوضع . إلا في صيغة
التساؤل التي تكون كالتالي : . . . فكيف يمكن إبطال صحة هذه ألأطروحة
الأخيرة ، وتفنيدها ؟
ــ ونموذجها كالتالي :
المقدمة :
المتعارف عليه : ’’أن القيام بالواجب أولى من المطالبة بالحق‘‘ ، لكن
هناك من يرى العكس ويقول:’’ أن أخذ الحق أسبق من القيام بالواجب‘‘ . . .
وهنا نتساءل : كيف يمكن إبطال صحة هذا القول الأخير، وتفنيده ، وعدم الأخذ
بصحته ؟

» مجموعة كبيرة من المقالات الفلسفية
» الموسوعة الفلسفية المختصرة لكل استاذ وطالب
» المذاهب الفلسفية\ المذهب البراغماتي والمذهب الوجودي
» مخطط كتابة المقالات الفلسفية و سلالم تنقيطها حسب الطريقة
» لا تسأل هذه الأسئلة ابدا