فوائد علمية وآداب إسلامية (7)
الحمد
لله وبعد: نكمل ما ذكرنا من فوائد علمية وآداب إسلامية.
21- تعدد أنواع الصدقة:
عن أبي ذر رضي الله عنه
أن أناساً من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا: "يا
رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم
ويتصدقون بفضول أموالهم قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به، إن بكل
تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر
بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول
الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام
أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر" «رواه مسلم».
مناسبة
هذا الحديث أن هناك من قال إن التجار أهل الأموال (الدثور) قد سبقوا من لا
يملك مالا وهم الفقراء فالتجار يتصدقون عن أموالهم، فأخبرهم النبي صلى
الله عليه وسلم بأن الصدقة لا تنحصر في بذل المال فقط فهناك أعمال وأقوال
تعتبر من الصدقة منها ما ذكر في هذا الحديث وهي:
1- كل تهليلة صدقة
(أن يقول لا إله إلا الله تكتب له صدقة).
2- كل تسبيحة صدقة (أن
يقول سبحان الله أو سبحان الله وبحمده أو سبحان الله العظيم).
3- كل
تكبيرة صدقة (أن يقول الله أكبر).
4- كل تحميدة صدقة (أن يقول
الحمد لله).
5- أمر بالمعروف صدقة (أن يأمر شخصا بمعروف كأن يحثه
على الصلاة).
6- نهي عن المنكر صدقة (أن يجد شخصا على منكر فينهاه
كأن يسمع من يغتاب فينهاه عن الغيبة فذلك صدقة).
7- وفي بضع أحدكم
صدقة، قال ابن دقيق العيد (وفي بُضْع أحدكم) وهو بضم الباء ويطلق على
الجماع، والمباحات تصير بالنيات طاعات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به
الإنسان قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف أو طلب ولد صالح أو عفاف نفسه
أو زوجته أو غير ذلك من المقاصد الصالحة، ولما علم التجار بهذه الأعمال
قاموا بها وجمعوا بينها وبين الصدقة بالمال فأصبحوا في الصدقات أكثر من
الفقراء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ما
يستفاد من الحديث:
1- مسارعة
الصحابة وتسابقهم إلى العمل الصالح.
2-
الصحابة رضي الله عنهم يستعملون أموالهم في خير الدنيا والآخرة.
3- الأعمال البدنية يشترك فيها الغني والفقير.
4- النبي صلى الله عليه وسلم فتح للفقراء أبوابا
للخير لقوله (أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون).
5- ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال
كلها صدقة لكن منها ما هو واجب وما هو مسنون وما هو متعد أو قاصر، كل
تسبيحة وتهليلة صدقة وهو قاصر، التكبير منه ما هو واجب وكذلك التسبيح كما
في الصلاة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهذا من الواجب وهو فرض عين على
القادر إذا لم يوجد غيره.
شروط الأمر
بالمعروف
1- أن تعلم أنه معروف.
2- أن تعلم أنه تارك
له لحديث (اصليت قم فصلِ ركعتين).
شروط
النهي عن المنكر
1- أن تعلم أنه منكر في الشرع.
2-
أن تعلم أن المخاطب قد وقع فيه، وألا يكون الإنكار منك تسرعا.
3-
ألا تؤدي إزالته إلى منكر أعظم، وإنكار المنكر له أحكام بحسب الحالة، فإذا
كان يؤدي الإنكار إلى إزالة المنكر فهو واجب لقوله تعالى ?ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر؟، وإذا كان الإنكار يؤدي إلى تخفيف المنكر فهو واجب لأن
تخفيف الشر واجب، أما إذا أدى الإنكار إلى ما هو أنكر فالإنكار محرم،
والدليل قوله تعالى ?ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله
فيسبوا الله عدوا بغير علم؟ سب آلهتهم إذا أدى إلى أن يسبوا الله
أصبح سب آلهتهم محرماً.
ومن فوائد الحديث:
-6 في بضع أحدكم صدقة وهو صدقة ولو كان لمجرد الشهوة
لأن الإنسان مأمور ألا يمنع نفسه مما تشتهي إذا لم يكن محرما.
7- الصحابة لا يتركون مشكلا إلا سألوا عنه لقولهم
(أيأتي أحدنا شهوته).
8- حسن تعليم
النبي صلى الله عليه وسلم حين ضرب المثل المقنع.
9- أن القياس حجة لأنه قاس قياس عكس فإذا كانت
الشهوة في الحرام وزرا كانت في الحلال أجرا.
وهذه الفوائد دونتها من
كلام شيخنا محمد العثيمين رحمه الله عندما كان يشرح لنا هذا الحديث.
22- خطوات تساعد على تذكر المعلومات
مما يساعد
على التذكر اتباع الخطوات التالية:
1- أن تكون واثقا بانك ستتذكر
المعلومات.
2- عقد العزم على تذكر المعلومات.
3- تخيل او كرر
المعلومات مرة بوضوح في عقلك.
4- قسم المعلومات إلى فقرات ثم حاول
أن تربط بينها.
5- تفهم ما يتحدث عنه الموضوع بنية تذكر المعلومات.
6-
راجع ما أخذته من معلومات تريد حفظها في ذاكرتك وتكون المراجعة قبل النوم
حتى تكون آخر شيء يعرض على الذهن.
7- تكرار المراجعة من مدة لأخرى
حتى تثبت المعلومات ومع تدريب النفس تسهل العملية أكثر وتكون نافعة لطالب
العلم والله الموفق.
23- الإنسان
محتاج إلى فضل ربه
أهل الأرض أكثرهم ملحد كافر، مع ما عندهم
من علم دنيوي، وكان الأولى أن يقودهم علمهم إلى الإيمان بخالقهم الواحد ثم
يعبدوه، ومن التزم بأمر الله وهدي إلى معرفة الحق فذلك فضل من الله عليه،
والله يؤتي فضله من يشاء، ومن التزم الله أمر الله وعبده فسوف يكون سعيدا
في دنياه وفي قبره وفي آخرته مستقره الدائم، والمؤمن حباه الله من فضله ولا
بد أن يشكر ربه ويثني عليه وهو لا يستطيع ان يقوم بكمال الشكر لذلك يعترف
بالتقصير، ويظهر افتقاره إلى الله وأن ما عنده من خير فهو من الله وفضله،
وما فيه من شر فهو من نفسه والشيطان، قال ابن مسعود رضي الله عنه (لا يصل الرجل حقيقة الإيمان حتى يمقت نفسه في الله)
أي يتهم نفسه بالتقصير في العمل والطاعة ويتهمها حتى يزداد من القرب من
الله ويبعد عن نفسه الغرور والعجب والتكاسل عن العبادة، يقول ابن أبي مليكة
كما في البخاري: تركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق، والمقصود هنا أنهم يخشون
النفاق العملي (أن يخالف القول العمل) وليس المقصود خشية النفاق الاعتقادي
لأن النفاق الاعتقادي كفر أكبر، ولا يجوز لأحد أن يزكي نفسه فيقول إيماني
كإيمان جبريل، أو كإيمان أبي بكر رضي الله عنه، فالفضل من الله، وأي نعمة
ينعم به العبد يضيف هذه النعمة إلى الله ولا يضيفها إلى نفسه أو المخلوق
ولو كان المخلوق السبب فلو شاء الله لعطلها وهو المسخر لكل شيء وخالق كل
شيء، والمخلوق يقابل المعروف والثناء الحسن ويكافأ بالمال أو بهديه مع
الاعتراف بأن النعمة والفضل لله وهذا المخلوق سبب.
نسأل
الله الكريم من فضله وإلى لقاء مع فوائد أخرى.
عبد الرحمن
بن ندى العتيبي
الرئيسية 
عدد المساهمات
السمعة
