آدم اليوم ... أين السبيل إلى راحة البال ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق المنعمين أما بعد ،

أنت شاب عربي في مقتبل العمر .. لازلت في طور إتمام دراستك ، تبحث عن عمل أو حصلت على وظيفة للتو ، ربما لم تسعفك الضروف للعيش حياة رغيدة كباقي أقرانك من الأغنياء الذين تراهم كل يوم في سيارات فخمة ، وظائف ممتازة ، نساء وفتيات ، يرتادون أفخم المطاعم .. وغيرها من مظاهر الحياة الرغيدة .

أنت شاب عربي في مقتبل العمر .. لديك أحلام كغيرك من الشاب : منزل ، عمل قآر ، زوجة، أولاد ، سيارة ، حياة هنيئة ..

أنت شاب عربي في مقبل العمر .. تعيش في مجتمع المتناقضات ، بين مطرقة إتباع أوامر الإسلام الحقة وسنة المصطفى عليه أفضل السلام ، وسندان المجتمع : الذي يبيح ما حرمه الإسلام ، كيف لا وهو الذي يعتبر علاقات الرجل العاطفية فخر لـه ، وتبرج النساء وارتدائهن للباس غير محتشم بالمرة حرية شخصية ..

لا تقلق ، فهذه حال أغلب شبابنا اليوم ، الذين يتبعون المظاهر ، وينغصون حياتهم محاولين الحصول على ما حصل عليه الآخرون عوض محاولة تحسين وعيش حياتهم الخاصة .

آدم ، ليس المال هو الحياة ، وليست السيارات والأبناء وغيرها من النعم هي جوهر الحياة ..

نعم هي من أسباب السعادة ، كما قال عز وجل : (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )) ، ولكن السعادة لم تقترن بهذه النعم فقط .. بل ولا تشكل حتى نصفها ، أو ربعها .. وللأسف قليل هم الشباب الذين نجحوا في بلوغ أسباب السعادة الحقة ..

آدم ، أنت لا تدري من ماذا حرم الله صاحب الأموال .. أو بماذا ابتلاه ، ولا تدري أن كل ما يعيشه هو ابتلاء قبل أن يكون نعمة .. ولا تدري أن قليل هم أصحاب الأموال والأولاد الذين يعيشون في حياة مرحة وهنيئة ..

آدم ، وأنت تقرأ هذه السطور ، تفكر في جميع النعم التي أنعم الله عليك بها : أنت بصحة جيدة ولله الحمد ، تسمع ، تبصر ، بكامل قواك العقلية والجسدية .. هذه من أكبر النعم .

أنت تجلس في منزلك آمن مطمئن ، دافئ في البرد ، منتعش بارد في الحر ، متوفر على ضروريات الحياة ، مأكل ، مشرب ، ملبس ... تعيش بين أحبابك ، عائلتك ، أصدقائك ، أبويك ... صدقني أنت في نعمة .

متوفر على بعض الكماليات - حتى وإن أضحت ضروريات الآن - ، كهرباء ، تلفاز ، حاسوب وانترنيت ، سيارة ..

وغيرها من النعم الجليلة (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) .. ولازلت لا ترى السعادة وراحة البال ؟ طيب هل نسينا شيئا ما ؟

الجواب سيكون نعم .. !!

لازلت إلى الآن لم أتحدث عن أعظم النعم ، النعمة التي تقودك إلى تحقيق سعادتك الخاصة ، سعادة لا تعتمد على مال أو أحد من البشر ..

سعادة بيدك أنت ، أنت فقط ..

لا يجدها إلا مخلص ، لا أقول إنها سهلة المنال ، ولكنها تستحق الصبر والجهاد ..

إنها نعمة الثقة بالله والقرب منه ..

مهلا ً ، لماذا تعتقد الآن أن ما سأذكره في ما تبقى من هذه السطور مجرد خزعبلات لطالما ترددت على ألسن المشايخ حفظهم الله ، تتردد في إكمال قراءة الموضوع بعدما كنت في حاجة ماسة إلى من يرشدك إلى طريق هذه السعادة التي لطالما بحثت عنها .. صدقني لو لم تكن صادقة ، مبنية عن تجربة شخصية لما ضيعت وقتي ووقتكم الثمين بقراءة هذه الأسطر .. طيب يا عم .

صدقا ً أخي الكريم إنها سعادة ما بعدها سعادة ، كيف ذلك ؟

إن الله عز وجل يفرح بقرب عباده منه ، كيف لا وهو خلقهم لغاية واحدة ، عبادته عز وجل ..

إن الله اذا رضي عنك ، منحك ما لم تكن تحلم أبدا بامتلاكه ، وآتاك كل ما سألته : فرج عنك كربك ، رزقك من حيث لا تحستب ..

اخي القارئ ، أنا شاب مثلك ، لدي نفس أحلامك ، أعيش كما تعيش أنت ، وكل ما كتبته في هذا الموضوع ما هو إلا تجربة متواضعة نفعتني الشيء الكثير ، أصبحت حياتي أفضل ، أريح ..

جرب أخي الكريم ، أن تحافظ على صلواتك الخمس في أوقاتها .. وجماعة ما أمكنك ذلك ، إن لهذه المسألة الصغيرة - الحفاظ على الصلوات - أثراً كبيرا ً بالغا في حياة المرء ، تغمرك راحة من حيث لا تدري .. ييسر الله لك أمور دينك ودنياك .. تشعر بحيوية وطاقة لا مثيل لها .

توكل على الله في كل أمورك : إن التوكل على الله هو مفتاح البدايات الرائعة ، وهذا التوكل ينبغي أن يكون صادقا نابعا من القلب ، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير )) ..

جرب أخي الكريم أن تملأ لسانك بالإستغفار .. قال ابن تيمية (( تعرض علي مسألة لا أجد حلا ، فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل .. فتهن علي بإن الله )) .. وهذه من المسائل التي يغفل الكثير عنها ، والتي لها بالغ الأثر في حياة الفرد .

إلتزم اخي الكريم بهذه الأشياء القليلة التي ذكرتها ، سوف تتوطد علاقتك بخالقك عز وجل ، وسوف ترى أن القرب من الله ، يعلمك تقدير ما تملك ، يجعلك في غنى عن الآخرين .. ييسر لك أمور حياتك اليومية الشيء الكبير ..

وهذه هي مفاتيح السعادة ، أو كما وجدتها على الأقل .

عذرا على ركاكة التعبير وضعف الأسلوب .

مع تحيات / شاب حالم .

جـــــــــــــــميل ان نرى شبابا مثل هؤلاء

كنا نظن انهم تلاشوا

شكرا لك عبد المالك على هذه النصائح و الأفكار القيمة
آدم اليوم ... أين السبيل إلى راحة البال ؟ Images?q=tbn:ANd9GcRxcYrBs7Jl0XLNkGcB2L2nwiKmshVk0RF2yDp3tlIFkmoivaX7cbBE1jL1

آدم اليوم ... أين السبيل إلى راحة البال ؟ Images?q=tbn:ANd9GcRxcYrBs7Jl0XLNkGcB2L2nwiKmshVk0RF2yDp3tlIFkmoivaX7cbBE1jL1

» راحة البال
» انشودة راحة البال للمنشد الوسمي
» هل تريد راحة البال و انشراح الصدر ؟
» قرص السبيل في الرياضيات 3 ثانوي
» برنامج السبيل في الفيزياء (ش ع تج) 3as ثانوي