السلام عليكم
قيل لي ان هناك مسابقة للالتحاق بوظيفة بمرتب خيااااااااااااااالي
فجئت أسرع الخطى رغم كل العثرات التي صادفتني في الطريق احداها صاحب الكراء الذي مازالت لعبة الكر و الفر قائمة بيننا
ما ان تجاوزت العثرة الأولى حتى تعثرت من جديد.هذه المرة كان صديقي مصطفى
الذي لم يعد صديقي عملا بالمقولة ..اذا حبيت تتخلص من المجرتل سلفه.
فقام لبى نداء القولة و سلفني بضعة دراهم فخسرني..هو الخاسر في الاول و الاخير فقد خسر
صديقا صدوقا قل امثاله و خسر المال الذي اقرضني اياه.. انا طيب و لا اكل مال الغير لكن انى لي المال لارد الدين ؟
هذه الوظيفة ستنهي كل مشاكلي المادية و المعنوية
ساتخلص من وجع الرأس الذي يأتيني من أبي يوميا " يا ابن التيت قوم شوف ليك خدمة "
و من أمي حبيبة القلب التي لا تتوانى في تقديم الدعم النفسي لي و رفع معنوياتي للعالي العال
" رجلك تجاوزت سقف البيت طولا و بطنك لا يمتلئ الا بمؤونة اسبوع و جيبك مثقوب كل ما اعطيتك صباحا 10 دراهم
طالبتني مساء بعشرة اخرى اتظن ان أبي هو امين مال البنك الدولي ؟ و تلك الشهادة التي تعلقها فوق تلفازنا العتيق
ازلها فهي تشوه سمعة الاسرة "
طبعا لم أضع لكم الحوار كاملا حفاظا على كرامتي المصونة و على قلوبكم الضعيفة التي لا تتحمل
بهذه الوظيفة سأتزوج الفتاة التي احب رغم انف ابيها ..ذلك الاب المتعجرف الذي يطالبني بمهر خيالي
و شروط اكبر من أن يتحملها جيبي المثقوب.
بهذه الوظيفة سأرفع رأس عائلة المجرتلين عاليا جدا حتى أن لا أحد سيطال تلك الرؤوس
و لن تلبي الا نداء " معالي المجرتل "
لقد سرحتُ في عالم الأحلام الذي قد يتحول إلى عالم الأوهام لا محالة
فبلدنا العزيز وقوده دهن السير يسير .. و فلسفته عطيني قهيوة نعطيك خديمة
ضربت رأسي مع أقرب حائط لأشتت هذه الافكار السلبية التي طغت على مزاجي على حين غرة من أحلامي
خفت ان افقد الخيط الوحيد من الأمل..الأمل في الريادة ..في الحياة السعيدة ..في جو الميسورين
و واصلت التقدم بخطى الواثق نحو الهدف.. نحو الوظيفة و الزواج و الاستقرار
نحو قطار سينقلني من محطة البؤس إلى جنة العيش الكريم.