07:38
المقالة الأدبية و
ألوانها
تتداخل ألوان المقالة الأدبية معا إلى حد كبير , ويصعب التفريق
بينهما حقيقة في بعض الأحيان إذ يرتبط هذا التقسيم بالموضوعات التي تتعرض لها
المقالة , وهناك دوائر تتداخل فيها الموضوعات , ولذا يبدو التقسيم في بعض الأحيان
مستحيلا .
ولما كانت موضوعات المقالة الأدبية غير محددة , فالمقالة نفسها لا
موضوع لها على نحو ما , أو لنقل إنها موكلة بكل مواضيع الحياة , لذا فإن رصد هذه
الألوان أمر مستحيل .
ومن أهم ألوان المقالة
الأدبية :
مقالة الصورة الشخصية .
مقالا النقد
الاجتماعية
المقالةالوصفية.
مقالةالسيرة .
المقالةالتأملية .
المقالة
القصصية .
مقالةالصورةالشخصية .وهي تعتمد على
تجارب المقالي الخاصة خلال رحلة حياته , ويجتر فيها المقالي مخزون ذكرياته , الذي
حصله عبر السنين , وهي تتسع لعرض آمال المقالي وآلامه , وثرثرا ته ومسامراته ,
ويلفها عادة جو من الكياسة أو الفكاهة , حتى تؤثر في القارئ وتشده إليها .
ونجد
هذه المقالة بين مقالات إبراهيم عبد القادر المازني , وعباس محمود العقاد وأحمدأمين
.
مقالةالنقدالإجتماعي:وهي تنقد عادات المجتمعات
التي أصبحت ضارة , أو تنقد البدع الطارئة التي لا تغني ولا تفيد . كانصراف الناس
إلى ما يضرهم , ومن أهم مجالاتها قضايا الصراع بين القديم والحديث , ويجب أن تتحلّى
بدقة الوصف وإجادة التحليل حتى تصل إلى التأثير المنشود ومن كتابها في أدبنا أحمد
أمين , وإبراهيم المازني وعباس محمود العقاد وأمين الرافعي وطه حسين .
المقالةالوصفيةوهي تعني بوصف الحياة حول المقالي , خاصة عندما
يرحل من مكان إلى مكان جديد عليه , فتصوير البيئة المكانية أحد اهتماماتها , وهي
تبرز انفعال المقالي حينا وحبا للمكان الذي رحل منه , أو تعاطفا مع المكان الذي حل
فيه , أي أن تعاطف المقالي وارتباطه الوجداني بالحياة حوله جلي فيها , وهي سمة تفرق
بين كتابة أديب رحالة , وكتابة جغرافي رحالة , هذه أوصاف لا روح فيها , وتلك تجربة
حية مر بها مقالي فنان , تزيد قدراتنا على فهم الحياة ,
ومن كتابها ميخائيل
نعيمة , وعباس محمود العقاد
مقالةالسيرة:وهي تعنى
بتقديم صورة حية لإنسان حي , وذلك في إطار علاقة مباشرة ما , تجمع المقالي بشخصية
بطل المقالة , وهي أقل من السيرة حيث تكتفي بتصوير شريحة واحدة , أو شرائح قليلة في
موقف من مواقف المتحدث عنه . بكلمات سريعة موحية .
ومن كتابها عبد العزيز البشري
وأحمد أمين وطه حسين ومحمود تيمور .
مقالةتأملية:وهي
تعتمد التأمل المقالي لمشكلات الحياة , وتتبعه " لمجريات " حوادثها , وهي تنهي هذا
التأمل بالوصول إلى نتائج مبنية على تحليل المقالي لهذه المشكلات , وتتعرض هذه
المقالات عادة لموضوعات الحياة والموت والوجود والعدم , كما تقوم بعرض مأساة
أخلاقيات البشر ، وضراوة صراعهم من أجل الحياة .
ومن كتابها ميخائيل نعيمة وأحمد
أمين وإبراهيم عبد القادر المازني .
مقالةقصصية:وهي
قريبة من الأقصوصة إلى حد بعيد , إذ تقدم حكاية أو جزءا من حكاية , وهي تختلف عن
الأقصوصة في أنها لا تحفل بالأساليب الفنية لكتابة الأقصوصة .
وهي كثيرة في نتاج
كتاب المقالة , ونجدها في أهم كتب إبراهيم عبد القادر المازني كحصاد الهشيم وخيوط
العنكبوت وصندوق الدنيا وفي الطريق وقبض الريح ومن النافذة... تمت