نفسية الشعب الجزائري - العصبية ( النرفزة ) و سرعة الانفعال

نفسية الشعب الجزائري - العصبية ( النرفزة ) و سرعة الانفعال.
هذه السمة من السمات القليلة التي تنفرد بها الشخصية الجزائرية بشكل واضح عن الشخصية العربية بشكل عام ، في المشرق و المغرب على حد السواء !

و تتكامل هذه السمة في وجودها مع سمتي ( ألانطواء على الذات و الحساسية المفرطة ) و هي تعود الى عوامل تاريخية و جغرافية :
أما العوامل التاريخية و السياسية فتتمثل على الخصوص في الانغلاق التام الذي فرض على المجتمع الجزائري أثناء فترة الاحتلال و فقدانه لأبسط وسائل الترفيه عن النفس و تفجير التوترات ، مضاف الى ذلك قوة الضغط و كبت الأنفاس بوسائل القمع المختلفة التي مارسها المستعمر على الأهالي ( و الضغط يولد الانفجار كما يقال ) مضاف الى ذلك أيضا حالة الخوف المزمن من الحرب الطويلة المدمرة التي دارت رحاها في البلاد ، و ما تخللها من عمليات البطش و الانتقام الجماعي من الأفراد ، مما غرس في نفوسهم حالة من القلق الدائم ، على النفس و الأرض و العرض و المصير المجهول ، مع استمرار هذا الوضع لسنوات عديدة بعد الاستقلال ، عرف المجتمع خلالها ألوانا من الاستبداد و خنق الحريات و تحديد تحرك المواطنين الى الخارج مما ضاعف من تأثير ضيق الأفق المعرفي السائد بين أفراد الشعب و- الناتج أيضا - عن الجهل و الأمية التي بلغت أكثر من تسعين من المائة بين المواطنين غداة الاستقلال .
أما العامل الجغرافي الذي ساعد هو الآخر على بروز هذه السمة فيتمثل في المناخ المتقلب بين شدة الحرارة في الصحراء و شدة البرودة في الأحراش و المناطق الجبلية المتميزة بقساوة الطبيعة ، و المؤثر على الحالة النفسية للأفراد.
و قد كان لهذه العوامل مجتمعة دور مباشر في مباشر في طبع الشخصية الجزائرية بسمة النرفزة و الانفعال.
و من الأقوال التي تذكر على سبيل النكتة على نطاق شعبي واسع حول هذه السمة التي يدركها الجميع ، هو أن أحد قادة العرب اجتمع بعد الاستقلال بمجموعة من زعماء الثورة ، و أثناء الحديث ( الأخوي ) الذي دار في هذا اللقاء قال الرئيس العربي للحاضرين : ان الشعب الجزائري شعب عربي مقدام بطل ، له خصال حميدة......( معددا تلك الخصال )ما عدا عيب واحد مشين ، و لم يكد المتحدث ينتهي من كلمته الأخيرة حتى فزع الحاضرين و ضربوا بأيديهم على الطاولة قائلين بصوت واحد : ما هو !؟
فأجابهم الرئيس في هدوء مشيرا الى تلك الحركة اليدوية التي قاموا بها بحركة شبه جماعية قائلا هذا هو ) ( يقصد ذلك الاندفاع و الافعال السريع ).
و بقيت كلمة ( هذا هو ) رمزا لهذه السمة ، يتداولها الجزائريون على سبيل النكتة و لكنها تعبر عن اعتراف بواقع في حقيقة الأمر.
و من الأمثال الشعبية التي تعبر عن بعض أسباب وج هذه السمة في الشخصية الجزائرية مثل يقول : ( الى ضربوه الرجال في برا يجي للحايرة في الدار ).
و معناه أن الشخص الذي يتعرض للاهانةو الاحتقار في الخارج ( خارج المنزل ) من طرف الرجال يأتي ليفجر توتراته و يفرغ جام غضبه على زوجته المسكينة في البيت ، و يؤكد هذا المعنى مثل آخر بالبربرية يقول :
( الزعاف يلان ذقول أثكسن ايفاسن ***** وين اهلكن ايلسيس أذ يهدر سيفاسنيس )
و معنى المثل الأول ان القلب مملوء بالغيظ لا تفرغه الا الأيدي ( أي استعمال الأيدي ) و مضمون المثل الثاني هو أن الشخص الذي لا يستطيع أن يعبر عما يختلج في ضميره ( لسبب من الأسباب ) ليس له وسيلة للتعبير غير الأيدي . و هو مثل يصور - بوضوح - سمة النرفزة و الانفعال و الاندفاع ( الحركي ) تقل حدتها لدى الأوساط المثقفة منه لدى الأوساط الشعبية الأمية الضيقة الأفق !

منقول من كتاب نفسية المجتمع الجزائري للاستاذ أحمد بن نعمان

» كبير أنت أيها الشعب الجزائري!!!!
» .امريكا تتجسس على هواتف الشعب الجزائري
» السيالة العصبية
» ما هي أسباب العصبية في رمضان ؟
» التحكم فى المشاعر والاحاسيس وعلاج العصبية -ابراهيم الفقي