المقدمة :
إن موضوع الكوارث وعلاقته بالآثار بشكل عام وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص لموضوع شيق ومثير جداً وجدير باهتمام والدراسة والبحث نظراً لأهميته القصوى في وضع الحلول المناسبة والبناءة في المحافظة والإنقاذ فيما خلفه الإنسان القديم من ارث مادي وحضاري في الماضي وإنقاذ الأرواح والممتلكات في الوقت الحاضر.
كما أن البحث يحتوي على:
الفصل الأول :
تعريف الكارثة - طبيعة الكارثة - أنواع الكوارث
الفصل الثاني :
تعريف الأثر العام - تعريف الأثر في النظام - طبيعة الأثر - أهمية الآثار وضرورة المحافظة عليها - الكوارث كخطر يهدد الآثار - كوارث طبيعية وبشرية كانت لها آثار سلبية على الآثار .
الفصل الثالث :
الكوارث والآثار في المملكة العربية السعودية : الكوارث كثيرة وممكن الوقوع فيها وتنقسم إلى قسمين : كوارث طبيعية وكوارث بشرية ويقتصر موضوع البحث معالجة ما يلي :
- الزلازل : تعريفها مناطق وقوعها وتواريخها وآثارها في المملكة - الوقاية من كوارث الزلازل في المملكة.
- مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والعقارية والمدنية والعسكرية وآثارها السلبية في المملكة مع ضرب بعض الأمثلة وطرق الوقاية منها .
الفصل الأول:
تعريف الكارثة :
حدث جلل مفاجئ وموقف عصيب بالغ الصعوبة يؤدي إلى اختلال في أنشطة الحياة اليومية في مجتمع ما ، ويقاسي الشعب ألماً وشقاء شديدين ، ويحتاج إلى الحماية والمساعدة وتوفير المتطلبات الضرورية اللازمة للحياة اليومية وناتج هذا عن عاملين طبيعي أو بشري بسبب فعل الإنسان - الإرادي واللاإرادي- أدى إلى أضرار جسيمة سوءا كانت بشرية أو مادية إلا أن مفهومها يختلف باختلاف المكان. وتتطلب لمواجهتها معونة الوطن أو على المستوى الدولي إذا كانت قدرة تفوق القدرات الوطنية مما تستدعي التدخل السريع من جهات متخصصة تملك أحدث الإمكانات والوسائل الكفيلة بوقاية أفراد المجتمع والممتلكات قبل وقوعها طالما أمكن مكافحتها أو أثناء وقوعها من قبل متخصصين لطبيعة ونوعية الكارثة للحد والتقليل من أضرارها وإزالة تأثيرها بعد وقوعها وانتهائها .
طبيعة الكارثة وتنقسم إلى :
عنصر المباغتة:
تتسم الكارثة بالمباغتة فتسبب فقدان الهيمنة على الموقف وشل التفكير مما يعيق وضع خطة سليمة لتفادي الضرر ولم تتمكن التقنيات الحديثة والتقدم العلمي في الوقت الحاضر بتحديد المكان الذي يتعرض لخطر الكارثة لتتمكن السلطات من تفادي أضرارها أو جزء منها ،حيث أن عامل الوقت يلعب دورا عجيبا في حدوث الكارثة لأن معظم الكوارث تحدث في دقائق معدودة كالزلازل أو ساعات قليلة كالفيضانات التي تعيق أجهزة الدولة من الوصول إلى مكان الحادث في وقت قياسي وإذا تمكنوا من إنقاذ الأرواح فإنهم لا يتمكنون من تفادي الأضرار المادية بما في ذلك الممتلكات الأثرية التي تتسم بسرعة الانهيار والدمار لقدمها ونوع طبيعتها.
عنصر الضرر:
يتوقف عنصر الضرر على الحجم الكبير في الخسائر في الأرواح أو الممتلكات بأنواعها ويختلف مفهوم الإعلان ع الواقعة بأنها كارثة من دولة لأخرى وذلك بناءاً على إمكانياتها وقدراتها المادية والتقنية في مواجهة الكارثة فيصبح الحدث كارثة إذا خلفت آثاراً أدت إلى عدم قدرة السلطات المحلية مواجهة الموقف بإمكاناتها الذاتية المتاحة ، فاعتبار الواقعة كارثة وطنية تترك لتقدير السلطات التنفيذية وحدها أو باشتراك مع السلطة التشريعية حيث نصت المادة الثانية عشر من نظام الدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية أن تتولى وزارة الداخلية ورئيس مجلس الدفاع المدني تقرير وجود الكارثة والإعلان عنها .
اختلال التوازن :
إن الآثار التي تخلفها طبيعة أي كارثة تنخر في المجتمع والمنطقة المنكوبة وبالتالي تمتد إلى العامود الفقري للدولة فتهز كيانه المادي بدرجات متفاوتة تبعاً لحجم الكارثة وقد تمتد آثارها السلبية لخارج حدود الدولة وتنقسم أضرار الكوارث إلى :
أضرار مباشرة يقاسي منها المجتمع المنكوب مادياً أو معنوياً أو حسياً أو ثقافياً.
وأضرار غير مباشرة وتتمثل في تحمل الحكومات والأجهزة والهيئات الحكومية أعباء التمويل والقيام بأعمال وعمليات الإنقاذ والإغاثة ورعاية أفراد المجتمع المنكوب وتظهر على باقي أفراد المجتمع في زيادة الأعباء الضريبة أو رفع الأسعار في السلع الضرورية باعتبارهم الممولين لميزانية الدولة .
أنواع الكوارث وتنقسم إلى :
كوارث طبيعية :
تحدث نتيجة الاضطرابات الجيولوجية والجوية ويمكن تقسيمها إلى
كوارث طبيعية تحدث بسبب خلل في العوامل الجيولوجية بالكرة الأرضية ومن أمثلتها الزلازل والبراكين والتشققات والانهيارات والانزلاقات الأرضية .
كوارث طبيعية تحدث بفعل المياه مثل الفيضانات والسيول والانهيارات الثلجية والمد والجزر البحري .
كوارث طبيعية تحدث بفعل العوامل الجوية والمناخية مثل الأعاصير والرياح والزوابع والحرارة والرطوبة والضباب .
كوارث طبيعية تحدث نتيجة عدة ظواهر طبيعية فقد يقع فيضان فيحدث تلوث تنتشر على أثره الأوبئة والأمراض والمجاعة .
كوارث تقنية : سميت تقنية لأن السبب في حدوثها الإنسان كحرائق المنازل والمصانع والمنشآت الحيوية وحوادث التصادم واحتراق والطائرات وسقوطها والانفجارات التي تقع في المنشآت الصناعية والبترولية والمعامل والمخازن وغيرها وتحدث عادة مثل هذه الحوادث بسبب الإهمال أو عدم تطبيق قواعد السلامة وعدم أخذ الاحتياطات لوقوع مثل هذه الأنواع من الكوارث ومنها ما ينشأ عمداً كجرائم الحرائق والتخريب والإرهاب وغيرها وقد يتسبب أيضا في وقوعها بسبب الحروب التي تخلف وراءها دماراً للممتلكات بما في ذلك الآثار بأنواعها والمرافق العامة .
2- كوارث طبيعية وبشرية معاً :
تتضافر عوامل طبيعية مع عوامل بشرية في نفس الوقت كحدوث فيضانات في منطقة ما بسبب غزارة الأمطار وتعديات الإنسان ببناء المنشآت في مناطق التصريف الطبيعي لمياه السيول والأمطار الأمر الذي تنجم عنها الكوارث . على حين أن مفهوم الآثاري للكارثة مستلهمة من واقع تخصصه وينظر إليها من عدة زوايا فمثلاً العواصف الشديدة في مكان ما تلحق أضراراً مادية ومعنوية وثقافية فتردم سطوح المناطق المرتفعة على جوانب الوديان التي قد توجد فيها مستوطنات بشرية قديمة وتحتوي على مخلفات أثرية قيمة يمكن أن تلقى الضوء على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القديمة من خلال دراسة تلك المخلفات حيث تعين علماء الآثار والتاريخ في تصحيح بعض الروايات التاريخية المتناقضة وتحقيق مدى مصداقية بعض الأساطير وإضافة معلومات جديدة كما يعتبر الآثاري العواصف بما تحمله من ذرات رملية بمثابة مناشير تنخر في الزخارف والكتابات القديمة الموجودة على المباني التقليدية في داخل المدن وكذلك تشوه النقوش والرسوم الصخرية القديمة في المناطق الجبلية وغيرها التي أثبتت الدراسات الأثرية أهميتها في حل كثير من المبهمات والألغاز التاريخية ، في حين أن الآثاري يرى أن مشروعات التنمية في الدولة ضرورية وإيجابية وذلك في حالة تطبيق كافة السلطات الحكومية والمؤسسات الأهلية والأفراد الأنظمة الأثرية في تنفيذ مشروعاتهم التنموية وخلافاً لذلك ينظر إليها الآثاري على أنها كارثة ستعرض المستوطنات البشرية القديمة للدمار فتهدد حضارة الأمة ويتلاشى تاريخها
الفصل الثاني
تعريف الأثر العام :
هو العلم الذي يهتم بدراسة الإنسان القديم فيما خلفه من ورائه من ارث مادي وحضاري ، فأما الجانب المادي فيتمثل في أدواته ومسكنه وبيوت عبادته والعمارة التقليدية القديمة بأنواعها وأما الجانب الحضاري فيتمثل في نقوشه ورسومه وكتاباته وفنونه المختلفة وهو العلم الذي يعنى بتسجيل ومعرفة وحصر المواقع الأثرية بالطرق العلمية الصحيحة لإثبات هوية أمة أو حضارة أو شعب ما ومعرفة البيئة القديمة من نباتات وحيوانات وتزمين تلك المخلفات بطرق عديدة منها الاعتماد على الطرز المختلفة لأحدث العينات وأكثرها تطوراً حتى أقدم العينات وأكثرها بداءة وعلى مبدأ الطبقات أو على توفر المواد اللازمة والصالحة لتحديد تاريخها بطريقة اليورانيوم ثيوديوم وكربون 14.
تعريف الأثر في النظام :
يعرف الباحث أن الآثار بمختلف أنواعها المنقولة والثابتة والغارقة تعتبر تراثاً عالمياً لها قوانينها التي تكفل حمايتها ، وهي ملك للدولة ماعدا التي تثبت ملكيتهم لها ،وفي هذه الحالة يعوضون إذا رأت الدولة ( الممثلة في مصلحة الآثار ) ذلك وهي الجهة المسئولة بالحماية للآثار وصيانتها والمحافظة عليها بإصدار أنظمة الثواب والعقاب والتصدير والنقل والترخيص بالبيع والاتجار وإقامة المنشآت العمرانية والصناعية والزراعية وشق الطرق والأنفاق وبناء الجسور والكباري ومنح التراخيص أو إلغائها وهي التي تقرر أهمية الأثر الخاص والعام- تاريخياً وفنياً – ولها الحق في توثيقه.
طبيعة الأثر :
يتميز الأثر أحياناً بالوهن والانحلال والاندثار وسرعة التلاشي وعدم القدرة على المقاومة للعوامل الطبيعية والبشرية إلا بصيانته وترميمه بطرق علمية تحفظ للأثر تركيباته الأساسية وسماته الأصلية لمدة طويلة إلا أن درجات تلك المقاومة تختلف باختلاف مخلفاته المادية من حيث وجودها على سطح الأرض أو في باطنها وموقعها الجغرافي وتسلسلها الزمني ونوعيتها وتركيبتها وتقنيتها .
أهم أنواع تلك المخلفات :
أدوات حجرية بمختلف الأنواع والأحجام والأشكال كالفؤوس اليدوية والمكاشط والمثاقب والمطارق والأدوات المتعددة الأسطح والكروية الشكل.
نقوش ورسوم صخرية تمثل رسوم الحيوانات والإنسان والكتابات القديمة التي كانت سائدة آنذاك .
صلصال كالأواني الفخارية ذات الأحجام والسماكة والأنواع والطراز والوظائف والأشكال والزخارف والألوان المختلفة والتماثيل الصغيرة والمسارج والمباخر تمثل حقب تاريخية مختلفة.
عمارة ( بيوت حجرية وطينية وخشبية – قصور وحصون – منشآت دينية ذات طرز وأحجام مختلفة .
مسكوكات معدنية من نحاسية وفضية وذهبية ذات أحجام وأوزان وأشكال مختلفة .
حلي: أساور وخلاخل وغوائش وأقراط وغيرها صنعت من القواقع البحرية والحديد والنحاس والفضة والذهب واللؤلؤ والأحجار والأخشاب والحديد .
أدوات الزينة كالمراود والمكاحل.
موازين منها الحجرية والحديدية.
أدوات زراعية كالمحراث والمعازق صنعت من الأحجار والأخشاب والحديد .
المنشآت الاقتصادية مثل السدود الحجرية والترابية وآبار وقنوات مائية فاستغلال موارد المياه على أحسن وطرق تجارية .
أختام عادية ورسمية للدولة .
مخطوطات جلدية وورقية.
أهمية الآثار وضرورة المحافظة عليها :
تشكل الآثار أهمية كبرى لحياة الإنسان المعاصر بحكم كونها دلالة على انجازات الإنسان من الماضي ومؤشراً لتخطي الصعاب في الحاضر والمستقبل وبعد الله سبحانه وتعالى لولا المخلفات الحضارية القديمة لما تولدت الحضارة الحديثة، فالإنسان يدرك أن تلك الحضارة لم تنشأ من فراغ وإنما هي محصلة الأعمال الخارقة الفذة الفكرية والجسمانية لأجداده العظام حيث أن المسح الأثري والتنقيبات الأثرية فتحت آفاقاً علمية جديدة وسدت فراغاً تاريخياً كبيرا كإثبات مصداقية بعض الأساطير وتصحيح بعض الروايات التاريخية المحرفة والتأكيد على صحة بعضها
الرئيسية 
عدد المساهمات
السمعة
