مستخلص
دراسة حول شبكة الانترنت والمخاطر الناتجة عن استخدمها ، تبدأ بموجز سريع حول مميزات الانترنت وخدماتها في المكتبات ، ثم تعرض لاهم مخاطر استخدام الانترنت ، ثم تتناول رقابة الانترنت من حيث التعريف والانواع وادوات الحماية التي تمثلت في برامج الحجب وتناولتها الدراسة بالتفصيل مع التركيز على استخدماتها في المكتبات ، وتختتم الدراسة بعرض موقف الدول العربية من رقابة الانترنت والتي قسمت الى دول متشددة ، ودول منفتحة ، ودول متوسطة ، وتلحق بالدراسة قائمة مراجعة منتقاه للانتاج الفكري العربي والاجنبي المنشور حول هذا الموضوع
الاستشهاد المرجعي
نرمين عبد القادر. رقابة شبكة الإنترنت : دراسة لتطبيقات برامج الحجب في المكتبات.- Cybrarians Journal.- ع 1 (يونيو 2004) . - تاريخ الاتاحة> كتب هنا تاريخ اطلاعك على الصفحة<.- متاح في: >أنسخ هنا رابط الصفحة الحالية<
الإنترنت ومميزاتها
على الرغم من أن شبكة الإنترنت لم تسطع على عالمنا إلا منذ سنوات قليلة إلا أنها استطاعت أن تثبت جدارتها في كونها إحدى أهم الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تستطيع تلبية الاحتياجات الفعلية للمستفيدين من المعلومات في كافة قطاعات المعرفة البشرية فى أى وقت من الاوقات فقط من خلال الضغط على الفأره . فأصبحت بمثابة قناة المعلومات الرئيسية التي يمكننا من خلالها الابحار حول العالم إلى جانب قدرتها على إعداد قاعدة اتصالات عريضة بين كافة المستفيدين على مستوى العالم.
واستطاعت شبكة الإنترنت أن تثبت جدارتها في كونها إحدى أهم وأحدث التقنيات التكنولوجية التي تستطيع تلبية الاحتياجات الفعلية للمستفيدين في كافة قطاعات المعرفة البشرية باعتبارها مصدراً خصباً للبحث في الإنتاج الفكري بما يتوافر عليها من قواعد بيانات ببليوجرافية و قواعد بيانات النص الكامل فأصبحت بذلك الشغل الشاغل لمختلف شرائح المجتمع باعتبارها قناة المعلومات الرئيسية التي يمكننا من خلالها الإبحار حول العالم(1)
إتاحة خدمة الإنترنت في المكتبات ومراكز المعلومات
ومع تزايد الإمكانيات والمميزات التي تتيحها شبكة الإنترنت وانتشار استخدامها في كافة نواحي الأنشطة الإنسانية بمختلف أنواع المؤسسات . فكانت المكتبات و مراكز المعلومات المصرية من أبرز المنشآت التي أقبلت في الآونة الأخيرة على اقتناء هذه التقنية التكنولوجية حرصاً منها على مواكبة التطورات التكنولوجية المرتبطة بالتعامل مع الحاسبات الآلية على مستوى العالم و التي جعلت لديها القدرة على إنجاز عملياتها وتقديم خدماتها على درجة عالية من الكفاءة على المستوى العالمي و العربي و إتاحتها لأحدث المعلومات التي يحتاجها المستفيدون في الوقت المناسب وبأقل مجهود وتكلفة ولم تكتف المكتبات بذلك فقط وإنما حرصت على فتح أبوابها للمستفيدين لاستخدام هذه التقنية بأنفسهم إيماناًً منها بأهميتها ودورها الفعال في تغطيتها الشاملة لكل ما يصدر حديثاً من معلومات
مخاطر التعامل مع شبكة الإنترنت
مع مرور الوقت و انتشار استخدام بدأت تظهر العديد من السلبيات المتعلقة بطبيعة التعامل مع شبكة الإنترنت لأنه على الرغم من نجاح هذه الوسيلة التكنولوجية فائقة القيمة كنظام اتصالات جديد متطور وإمكانياتها واسعة النطاق والمميزات التي يجنيها المستفيدون من جراء التعامل معها ومع ذلك فالإنترنت في رأى الكثيرين لها وجهها الإيجابي ووجهها السلبي فهي عبارة عن مجتمع مثله مثل باقي المجتمعات الأخرى يتكون من تجمع واسع و منظم من الأفراد الذي يكون من بينهم المحترم لقيمة العلم والآخر المستغل الذي يرتكب العديد من الجرائم من خلال إساءة استخدامه للشبكة و بالتالي فهناك عواقب وخيمة ومخاطر عديدة يمكن أن يتعرض لها المستفيدون أثناء اتصالهم بالخط المباشر ومن أهمها إتاحة المواقع التي تقوم بعرض المعلومات المتعلقة بالعديد من الموضوعات الشائكة مثل التعصب الديني والعنصرية والعنف والسياسة والجنس المصحوبة بالصوت والصورة حيث يتم استغلالهم ويرتكب في حقهم أبشع الجرائم من قبل العديد من الشركات التجارية وغيرها التي تطرح منتجاتها على الشبكة للتربح التجاري فقط بدون الأخذ في الاعتبار القيم العلمية والأخلاقية والدينية.
ويمكننا استعراض بعض المخاطر التي يتعرض لها المستفيدين أثناء تعاملهم مع شبكة الإنترنت في النقاط التالية :
1- " نشر العديد من المعلومات الغير دقيقة على الشبكة وقد أثبتت الدراسات أن ليس كل ما يتم نشره وعرضه على شبكة الإنترنت يتسم بالمصداقية ولكن ينبغي تواخى الحذر و التأكد من سلامة و دقة المصدر المستخدم في استيقاء المعلومات .
2- قيام الشركات التجارية بطرح منتجاتها على الشبكة والإعلان عن المواد الضارة مثل الكحوليات و المواد المخدرة والمواقع التي تصور عمليات التعذيب والتشوية والتي تؤذى المشاعر وتكسب العديد من العادات الغير محببة" (2)
3- الإعلان عن المواقع الإباحية من خلال إرسال العديد من الرسائل التي تتضمن عرض للصور الإباحية التي تخدش الحياء و التي من الممكن أن تستقطب أنماط معينة من المستفيدين للتعامل معها وخاصة الشباب والأطفال باعتبارهم أكثر الفئات تعاملاً مع الشبكة (3)
4- إرسال الرسائل التهديدية من قبل ما يسمونHarassers أثناء استخدام خدمة البريد الإلكتروني بغرض المضايقة و لمحاولة إخافة مستخدمي الشبكة وهناك أيضا رسائل مجهولة الهوية ترسل إلى المستفيدين عن طريق البريد الإلكتروني والتي يطلق عليها Junk Email والأشخاص الذين يقومون بإرسال هذه الرسائل يطلق عليهم Spam ومخاطر هذه الرسائل عديدة لأنها لا تقتصر على مضايقة المستفيدين واستغلالهم فقط وإنما من الممكن أن تتسبب في ضياع العديد من الملفات (4)
5- المعلومات التي يتم تداولها داخل حجرات المحادثات لا تتسم بالمصداقية لأن هناك العديد ممن يستخدمون هذه الحجرات يعملون على إخفاء هويتهم الحقيقية وذلك للحصول على بيانات شخصية عن العديد من الأشخاص وعن حياتهم الخاصة ومحاولة استغلال هذه المعلومات لتنظيم المقابلات مع مستخدمي الحجرات واستغلالهم في ارتكاب جرائم السرقة والتحرش الجسدي والاغتصاب (5)
واستطاع هذا الموضوع أن يجذب الانتباه و تثار حوله العديد من التساؤلات حيث أن المكتبات التي كانت تحرص على إتاحة هذه الوسيلة التكنولوجية أصبحت تعانى من التعرض اليومي لمثل هذه المشكلات أثناء تعامل المستفيدين مع الشبكة سواء عن طريق الصدفة البحتة عند التنقل و التجول عبر العديد من المواقع أوقيام بعض المستفيدين بالتعامل مع هذه المواقع الإباحية بشكل متعمد مما يؤثر بشكل مباشر على دور المكتبات في الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية بجانب قيامها بدورها الفعال في إتاحة و تقديم المعلومات للمستفيدين وقد احتل هذا الموضوع الصدارة وأثير حوله الكثير من الجدل حول الرقابة وحرية التعبير عن الرأى و الإباحية في العديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحرص على إتاحة التعامل مع الشبكة في المكتبات بلا قيود على الإطلاق. ولكن مع مرور الوقت بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تدرك حجم المشكلة التي أصبح يعانى منها المستفيدون وخاصة بعد أن أصدر أحد المجالس الأمريكية المعنية بشئون الآسرة , الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية العديد من المطبوعات الخاصة التي تناولت بداخلها دراسة تفصيلية للمخاطر التي يتعرض لها المستفيدون أثناء استخدامهم للشبكة وأنهم يواجهون صناعة إباحية جشعة تهدف إلى اغوائهم لزيارة مواقعها على الإنترنت و أظهرت ما تقدم عليه العديد من المكتبات العامة بإتاحة المواقع المحظورة في الوقت الذي لم يتوافر فيه قانون صارم يستطيع التصدي لهذه المشكلة بفرض قيود على المعلومات التي يسمح بإتاحتها من خلال الشبكة.
رقابة شبكة الإنترنتCensorship The Internet
1- التعريف
يقصد بالرقابة كما ذكر في قاموس علم المكتبات و المعلومات المتاح على الخط المباشر" قيام الحكومات أو الهيئات المسئولة بمنع أنتاج وتوزيع و نشر وعرض أية أعمال من الممكن أن تتضمن معلومات ومواد خطيرة وضارة و ملوثة وإباحية وعادة ما يتم ذلك باستخدام طرق وأدوات تخصص للقيام بهذه المهمة أوعن طريق إصدار قوانين وتشريعات للحد من إتاحة هذه المواد"(6)
2- النشأة والتطور
بدأ التفكير الجاد في كيفية القيام بوضع رقابة على شبكة الإنترنت لمحاولة تنقية محتوياتها من أجل تقديمها بشكل يليق بالقيم الدينية والأخلاقية ومفهوم الرقابة ليس جديدًا على الإطلاق في عالم المكتبات والمعلومات فالرقابة متواجدة ويتم تطبيقها وفقا لمعايير معده سلفاً منذ بداية نشأة المكتبات ومراكز المعلومات وكان يتم تطبيقها على المطبوعات التي تعالج الموضوعات الشائكة المتعلقة بالنواحي الدينية والجنسية والسياسية حفاظاً على القيم والأخلاقيات المتعارف عليها وتقتصر إتاحتها على فئات معينة من المستفيدين وفكرة الرقابة على شبكة الإنترنت ما هي إلا امتداد لما يتم تطبيقه على الإنتاج الفكري المطبوع
انواع الرقابة
ويمكن تقسيم الرقابة إلى نوعين وهما
1- الرقابة القبلية
وتعنى منع إتاحة وعرض المعلومات الملوثة و الضارة على الشبكة من المنبع أي قبل نشرها من البداية وهذا يستحيل تطبيقه عمليا نظرا لأن الإنترنت عالم ليس له حواجز و قانون يحكمه فكل شيء مباح وجائر نشره وعرضه على الشبكة.
2-الرقابة البعدية
يقصد بها اتخاذ اجراءات و تدابير لمحاولة السيطرة على المعلومات المتاحة على الشبكة و اخضاعها إلى تقييم شامل لتنقيتها قبل إتاحتها للمستفيدين وهذا ما تنشده العديد من الدول و تسعى إلى تحقيقه في الوقت الحالي.
أدوات الرقابة على شبكة الإنترنت
لقد بذلت محاولات عديدة للتوصل إلى سبل وقائية يمكن من خلالها تطبيق هذه الرقابة على الشبكة ولذلك طالبت العديد من الهيئات الكونجرس الأمريكي كهيئة مسئولة بضرورة إتاحة أساليب جديدة تساعد على تحقيق نوع من الحماية والأمن للمستفيدين أثناء استخدامهم للشبكة.
و تم التوصل في النهاية إلى ثلاثة مقترحات من الممكن الإهتداء بها لمعالجة سلبيات التعامل مع شبكة الإنترنت وهى كالآتى:-
1- الإشراف والرقابة من قبل أخصائي المعلومات داخل المكتبات أثناء استخدام المستفيدين للشبكة وتقديم يد العون والمساعدة لهم في حالة التعرض لأي مخاطر أو عقبات.
2- وضع مجموعة من السياسات والاستراتجيات التي يلتزم بها المستفيدون أثناء استخدامهم للشبكة بحيث تتضمن هذه السياسات مجموعة من البنود والشروط التي يتم إعدادها مسبقاً من قبل إدارة المكتبة وفقا لمواصفات ومعايير معينة
3- الاعتماد على أدوات تكنولوجية حديثة أطلق عليها برامج الحجب Filtering software وقد أقبلت العديد من المكتبات على استخدام هذه الطرق املاً في استثمارها لتحقيق الأمن والحماية لمستخدمي الشبكة وبالفعل حقق هذا الاستخدام نجاحاً مذهلاً في بدايته ألا أنه مع مرور الوقت بدأت تظهر العيوب المتعلقة بكل طريقة على حدة
فالطريقة الأولى المتمثلة في إشراف أخصائيي المعلومات على المستفيدين أثناء تعاملهم مع الشبكة أثبتت عدم نجاحها على الإطلاق نتيجة للعدد الهائل من المستفيدين الذين يترددون على المكتبات لاستخدام الشبكة مقارنة بقلة عدد أخصائيي المعلومات المسئولين عن القيام بعمليات الإشراف والرقابة وبذلك يجدون صعوبة بالغة في السيطرة على هذا الكم الهائل من المستفيدين إلى جانب أن القاعات المخصصة لاستخدام الإنترنت في أغلب المكتبات تكون مغلقة.
أما بالنسبة للطريقة الثانية المتعلقة بوضع السياسات والتشريعات التي ينبغي على المستفيدين الالتزام بها أثناء استخدام الشبكة لم تثبت هي الأخرى جدارتها في تحقيق الحماية والأمن للمستفيدين نتيجة عدم التزامهم بتطبيقها و عدم فرض المكتبات لعقوبات وغرامات رادعة في حالة عدم الالتزام بتطبيق هذه السياسات. أما الطريقة الأخيرة التي تم الاهتداء إلى تطبيقها مؤخراً وهى التفكير العلمي الصحيح في التحول و التغير المدروس عن استخدام هذه الأساليب التقليدية السابقة واستثمار التكنولوجيا الجديدة في إتاحة أدوات تكنولوجية جديدة أطلق عليها برامج الحجب filtering software تتسم هذه البرامج بقدرات خاصة تستطيع الحد من المخاطر التي يقابلها المستفيدون على الشبكة. وقبل البدء في تعريف برامج الحجب ينبغي علينا أولا أعطاء تعريف دقيق لعملية الحجب نفسها.
1- عملية الحجب Filtering Process
وهى عبارة عن عملية حجب و منع إتاحة كل المعلومات الضارة والملوثة المتاحة على شبكة الإنترنت للحد من المخاطر التي يقابلها المستفيدين أثناء استخدامهم للشبكة والمتمثلة في تصفح الشبكة وحجرات المحادثات وجماعات الأخبار والبريد الإلكتروني وتتم هذه العملية عن طريق استخدام برامج يتم تخصيصها لأداء هذه المهمة.
2-برامج الحجب FILTERING SOFTWARE
ويتم تعريف هذه البرامج وفقا لما ذكر بقاموس علم المكتبات والمعلومات على الخط المباشر "أنها عبارة عن أدوات تكنولوجية تستخدم للقيام بعملية حجب وإغلاق لكافة المواقع الضارة التي يتم إتاحتها على شبكة الإنترنت وتتم هذه العملية أما عن طريق استخدام شاشات عازلة وسرية أوعن طريق إعداد قوائم تخصص للمواقع المحظور عرضها ويطلق عليها Block lists وأخرى تخصص للمواقع المرغوب في عرضهاWhite lists وتعمل هذه البرامج على حاسبات منفصلة أوعن طريق حاسب مركزي يخدم شبكة متكاملة من الحاسبات"(8)
أما بالنسبة للتعريف الذي ذكره "قاموس التحسيب المجاني على الخط المباشر
فقد أوضح أن البرنامج هو عبارة عن" أداة تعالج عدد هائل من البيانات المدخلة إلى الحاسب بطرق متعددة حتى تخرج هذه البيانات في النهاية منتقاه واضحة كما يريدها مدخل البيانات فهذا البرنامج مصصم خصيصاً ليستخدم كمصفاة تبعد و تحجب البيانات التي لا يراد عرضها على الحاسب " (9)
وقد قام الكونجرس الأمريكي بأصدار أول مشروع قانوني ينص على إتاحة الأصدارة الأولى لهذا النوع من البرامج في عام1996 وسميت بقانون آداب الاتصالات Communications Decency Act CDA واستمر العمل بهذا القانون لما يقرب من عامين وحقق نجاحاً مذهلاً في بدايات استخدامه إلا أنه مع مرور الوقت بدأت تظهر العديد من العيوب الفنية المتعلقة بطبيعة عمل هذا القانون
و كان من الضروري تلافى هذه العيوب و لذلك ظهرت بعد ذلك إصدارة أخرى منه في عام 1998 عالجت العديد من العيوب التي كانت متعلقة بطبيعة عمل هذا القانون وأدخلت عليه العديد من التعديلات و التحسينات و سميت بقانون حماية الطفل على الخط المباشر The Child Online Protection Act (COPA)وحقق هذا القانون نجاحاً ملحوظاً في بداية استخدامه ثم ظهر في نفس العام إصدارة أخرى منه وإن كانت تختلف في طبيعة العمل عن الإصدارة السابقة وسميت بقانون حماية وأمن الأطفال على الخط المباشر The Children’s On line Privacy Protection Act (COPPA)وفى عام 2000 ظهرت أحدث أصدارات قانون حماية الأطفال على الخط المباشر وسميت The children’s on line protection act (COPA)ويختلف هذا القانون في طبيعة عمله عن الإصدارات الأخرى فهو يعمل عن طريق الشاشات العازلة" (10)
و بالفعل استطاع هذا القانون أن يحقق نجاحاً هائلاً و كان هناك إصرار ملحوظ من قبل الحكومة الأمريكية على تعميم استخدام هذا القانون في كافة المكتبات حيثأنها قامت بإصدار قانون ينص على أن المكتبات الأمريكية التي ترفض اقتناء هذه البرامج و استخدامها تتعرض لرفع الإعانات المالية و الميزانية التي تخصص لها من قبل الحكومة ومازالت هذه الإصدارة الأخيرة من القانون منتشرة الاستخدام حتى الآن وما زال هناك تحديث وصيانة مستمرة لها في العديد من المكتبات على مستوى العالم.
وبعد فترة من هذا النجاح توالتالعديد من البرامج الأخرى التي تقوم الهيئات و الشركات التجارية بإصدارها و إتاحتها على شبكة الإنترنت ويمكن تقسيمها كالآتي
PARENTAL CONTROL SOFTWARE
PARENTAL MONITORING SOFTWARE
SURF WATCH
CHAT NANNY
CYBER PATROL
CYBER SITTER
NET NANNY
SMART ALEX
وبعد التجريب المبدئي لتطبيق هذه البرامج داخل المكتبات ونجاحها في قيامها بالهدف المنشود من إعدادها إلا أن هذا الاستخدام مع مرور الوقت لقي العديد من الانتقادات من قبل العديد من الهيئات والمكتبات المسئولة داخل الولايات المتحدة وعلى رأسها جمعية المكتبات الأمريكية التي كانت تؤيد هذه البرامج في بدايتها منذ عام 1997 ولكن بعد ذلك بدأت في انتقاد استخدامها بشدة داخل المكتبات اعتقاداً منها أن هذه البرامج تحد من المعلومات التي توفرها شبكة الإنترنت لغلقها العديد من المواقع الثقافية المفيدة التي يحق للمستفيد الإطلاع عليها وهذا يتناقض مع الهدف التي أنشئت هذه المؤسسات من أجله وأيضا أن هذه البرامج تعطى أحساساً كاذباً بالأمن والحماية للمستفيدين و بالفعل قامت برفع العديد من القضايا أملاً في الحد من استخدام هذه البرامج بالمكتبات وخاصة العامة وعلى الرغم من فشل الجمعية في تحقيق ذلك حتى الآن إلا أنها ما زالت تحاول ذلك(11)
إلى جانب قيام الجمعية بعقد مؤتمر بالمقر الرئيسي لها بشيكاغو برئاسة آني سيمونز في 12 /3/1999. وقد عقد هذا الموتمر ليجمع بين أمناء المكتبات و خبراء التعامل مع البرامج ومنتجيها لمناقشة نتائج استخدام هذه البرامج داخل المكتبات ومميزاتها و عيوبها وفى النهاية توصل المؤتمر لمجموعة من السياسات والمعايير التي ينبغي على المكتبات إتباعها لتحقيق الأمن والحماية للمستفيد بعيداً عن استخدام برامج الحجب
و على جانب أخر فإن جمعية المكتبات البريطانية تتخذ نفس الموقف المضاد لاستخدام هذه البرامج وتعميمها داخل المكتبات وتحذر من التعامل معها حرصاًً على قيام المكتبة بالهدف المنشود منها (12) وعلى الرغم من كافة الاعتراضات التي وجهت إلى هذهالبرامج ومع ذلك فما زال يتم تعميم استخدامها داخل العديد من المكتبات سواء على مستوى المجتمعات الدولية أو المجتمعات العربية
تطبيقات الرقابة على شبكة الإنترنت في الدول العربية
بدايات استخدام شبكة الإنترنت في الدول العربية كانت متأخرة و بطيئة للغاية و على الرغم من ذلك أصبح هناك تزايد ملحوظ في الآونة الأخيرة على استخدام الشبكة في العديد من الدول العربية والسماح بالإتاحة العامة لها و توفيرها في المكتبات ولكن بعد فترة قصيرة من هذا الاستخدام بدأت تشعر بعض الدول العربية بخطورة التعامل مع شبكة الإنترنت نتيجة المشكلات و المخاطر التي يتعرض لها المستفيدين أثناء تعاملهم المباشر معها في حالة استخدام حجرات المحادثات أو البريد الإلكتروني و جماعات الأخبار ونشر العديد من الصور و الموضوعات الإباحية التي لا تتماشى مع القيم الإسلامية في مجتمعاتنا العربية ولذلك اتخذت هذه الدول خطوات جادة تجاه الحد من تدفق المعلومات الملوثة والضارة المتاحة على الشبكة (13)
تندرج طريقة تعامل الدول العربية مع شبكة الإنترنت واستخداماتها في ثلاثة حالات
1- دول متشددة تقيد وتمنع استخدام الشبكة تماما
وهى الدول التي تتخذ موقف متشدد تجاه التعامل مع شبكة الإنترنت وتعتبرها مصدرًا خطرًا ولذلك رأت ضرورة وضع قواعد صارمة للحد من إتاحة المواقع الغيرقانونية على شبكة الإنترنت وظلت تبحث عن السبل التي يمكنها من خلالها التوصل إلى حل مجدي يساعد فيحجب المواد الضارة المتاحة على الشبكة وفى أغلب هذه الدول تكون الحكومة هي الجهة الوحيدة التي لها حق الأشراف على الشبكة والتي تمكنت بمرور الوقت من احتكار الشبكة والحد من استخدامها من خلال فرض عقوبات تصل في بعض الأحيان إلى السجن . ومن أمثلتها السعودية وتونس والبحرين
2- دول تتعامل مع الإنترنت بمرونة و تيسر إتاحتها مثل الدول الغربية
والتي لم تنظم أية قيود أو قوانين تحد من سلبياتالإنترنت وتسمح للمستخدم بالتعامل المباشر مع كافة المواقع التي يرغب فيها و حمايتها للمستخدم محدودة للغاية ومن أمثلتها الأردن , مصر
3- دول تقع بين النظامين السابقين
كما ذكرنا سابقا أن هناك إقبال ملحوظ من قبل العديد من الدول العربية على أن يكون لديها اتصال مباشر بالإنترنت وحرصها على الاستفادة من المزايا التي يحققها هذا الاتصال دون المساس بالقيم الدينية و الأخلاقية ومع ذلك لم تتوافر لدى البلدان العربية حتى الآن رؤية واعية للانترنت واستراتيجية خاصة لطبيعة التعامل معها ودراية بخطورة هذا التعامل وماهية المشكلات و السلبياتالتي من الممكن أن تقابل المستفيدين من جراء هذا التعامل المستمر مع الشبكة ولذلك فهي تجتهد في وضع قوانين و إن كانت غير مجدية في السيطرة الكاملة على سلبيات الشبكة ولذلك تتم فيها عملية الرقابة ولكن مازال هناك إقبال على التعامل مع المواقع الغير قانونية فالرقابة هنا رقابة هامشية أو سطحية ومن أمثلتها سوريا (14)
الهوامش
1- مجبللازم مسلم المالكي . الإنترنت ومجالات استخدامها في المكتبات و مراكز المعلومات .- العربية 3000 . - ص 6 - 7 ، س 4 ، ع 2 ( 2001)
2- Young Media Australia ." The Internet :Benefits, Dangers And Strategies",2002 Last Modified October 29,2003 Available At
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]3- The Oakland Country Sheriff Department ." Internet Safety Information ". 2003. - Accessed January 3 ,2004. - Available At
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]4- "Dangers Of Using The Internet ". - 2000. - Accessed January 4 ,2004 . - Available At
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]5- Dillon,Denis " Keeping Child Safe On The Internet " . - 2002 . - Accessed January4,2004 . - Available At :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]6- ODLIS :On Line Dictionary Of Library And Information Science. Goan M Reitz. - Western Connecticut state university . - last update September, 2002. - Available at
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]7- Ibid.
8- FOLDOC :Free Online Dictionary Of Computering. -2002. -.Available at
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]9- Burkes,Samantha. Davis." Protecting children on the Internet" . - Accessed November 29,2002.- Available at :http://gsulaw.gus.edu/lawand/papers/fao1/davis
10- American Library Association.” ALA applauds federal court ruling on the children internet protection act”.- 2002. - Accessed October 31,2002.- Available at :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]11- American Library Association.” Filtering software reps meet with Librarians at ALA”.- 1999. - Accessed January 29, 2002.- Available at:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]12- The Library Association.” The use of filtering software”. - 2000.- Accessed October 24,2002. - Available At :http://www.la.hq.org.uk/directory/prof_issuses/ifac.html
13- مبروكةعمر المحيريق . الإنترنت تتحدى الرقابة .- عالم المعلومات والمكتبات والنشر .- ص 38-48 .- مج 2 ، ع 2 ( يناير 2001 )
14- شريفدرويش اللبان. شبكة الإنترنت في الوطن العربي بين حرية التعبير وآليات الرقابة .- ص 18.- في : أعمال مؤتمر الثقافة في عصر المعلومات .- القاهرة ، 2002