بين مظاهر الاحتجاج والابتهاج
العالم يحتفل بعيد العمال
مظاهرات ميدان تقسيم بإسطنبول في عيد العمال (الجزيرة)
احتفل عمال العالم اليوم بعيدهم الذي يوافق الأول من مايو/أيار من كل عام بمشاعر تباينت بين الاحتجاجات على غلاء المعيشة وسوء الأوضاع الاقتصادية، وابتهاج بأجواء حرية بدؤوا يتنسمون عبقها بعد عقود طويلة من الحكم الشمولي.
وفي تونس -مهد ثورات ما عُرف بالربيع العربي- يحضر الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الحكومة علي العريض ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الاحتفالات بهذا اليوم في قصر المؤتمرات حيث سيتم توزيع جائزة العامل المثالي للوظيفة العمومية والقطاع العام والقطاع الخاص.
وفي مصر، خاطب الرئيس محمد مرسي مواطنيه أمس الثلاثاء في احتفال أُقيم بقصر القبة بالقاهرة للمرة الأولى.
وقال في كلمته إن "الحركة النقابية والعمالية تشهد وستشهد حرية لم تعهدها مصر من قبل وستعمل الحكومة على تقديم مشروعات القوانين التي تنظم العمل النقابي بشكل يتناسب مع اهداف ثورة 25 يناير ومع الدستور المصري الجديد والذي كفل للعمال حرياتهم وحقوقهم الكاملة".
وفي اليمن أكد نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن جمال السنباني أن الاحتفالات ستستمر بالمحافظات طوال شهر مايو/أيار الجاري، وأنه سيتم تكريم 120 عاملا وعاملة من مختلف المحافظات وقطاعات الإنتاج.
من جانبه، قرر المجلس الوطني في ليبيا اعتبار الأول من مايو/أيار عطلة رسمية في كل أنحاء البلاد، بعد أن ظل العمال فيها محرومين من الاحتفال بعيدهم طوال فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي التي امتدت زهاء 42 عاماً.
واكتفت وكالة الأنباء الرسمية في سوريا (سانا) بإيراد خبر وجيز أشارت فيه إلى أن الرئيس بشار الأسد زار اليوم الأربعاء محطة كهرباء الأمويين في حديقة تشرين بدمشق حيث هنأ عمالها وعمال سوريا بعيدهم.
البابا فرانشيسكو يدعو لإيجاد فرص عمل للشباب (رويترز)
ولم يشأ بابا الفاتيكان فرانشيسكو أن تمضي هذه المناسبة دون إسداء نصائح وتوجيه دعوات لإرساء العدالة الاجتماعية ضد البطالة.
ففي كلمة ألقاها أمام ألوف من أتباع كنيسته الكاثوليكية في ميدان سانت بيتر اليوم الأربعاء، حث البابا الزعماء السياسيين على بذل قصارى جهودهم لخلق وظائف، قائلا إن البطالة سببها التفكير الاقتصادي "خارج نطاق العدالة الاجتماعية".
وشابت الاحتفالات في تركيا وبنغلاديش مظاهرات احتجاجية لم تخل من أعمال عنف. فقد اشتبكت الشرطة التركية في مدينة إسطنبول مع عشرات الأشخاص المشاركين في مظاهرات عيد العمال العالمي.
واندلعت الاشتباكات بعد محاولة مجموعة من المتظاهرين كسر حاجز يمنع الوصول إلى ميدان تقسيم, حيث قامت الشرطة باستعمال خراطيم المياه لتفريق المحتجين.
وفي بنغلاديش خرج الآلاف في مظاهرات جابت شوارع العاصمة داكا بمناسبة عيد العمال العالمي. وقال بعض المنظمين للمظاهرات إن احتفالهم هذا العام بالمناسبة جاء مختلطا مع حزن شديد, كونه يأتي بعد أيام قليلة من انهيار بعض المصانع في البلاد والتي راح ضحيتها حوالي أربعمائة شخص. وطالب المتظاهرون بسرعة إلقاء القبض على الأشخاص المسؤولين عن تلك الحوادث وإحالتهم للقضاء كي ينالوا العقوبة المناسبة.
ونظم آلاف من العمال في إندونيسيا مسيرات اليوم الأربعاء بمناسبة عيد العمال مطالبين الحكومة بالتخلي عن خطط لزيادة أسعار الوقود.
ونظم المحتجون في جاكرتا مسيرات ملوحين بلافتات النقابات العمالية وهم يهتفون بشعارات مما تسبب في ازدحام مروري واسع.
وفي كمبوديا سار عمال غاضبون إلى مبنى البرلمان مطالبين بزيادة الأجور.
ونظم آلاف العمال الفلبينيين مسيرات سلمية الطابع في معظمها في أنحاء العاصمة مانيلا طالبوا خلالها بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.
واحتشد سنغاليون في ملعب (إيبا مار ديوب) في العاصمة داكار للاحتفال بعيد العمال، حيث يعد هذا الاحتفال الأول من نوعه في البلاد عقب فقدان الحركة العمالية بريقها خلال السنوات القليلة الماضية لكونها تعاني من انقسامات وضعف التمثيل.
وفي ألمانيا، تأمل الشرطة بأجواء سلمية أثناء الاحتفال بعيد العمال. وكان نحو ثلاثة آلاف شخص تظاهروا مساء أمس الثلاثاء ضد التطرف اليميني في حي شونفايده ببرلين، الذي يعتبر معقلا للنازيين الجدد. وسارت المظاهرات في أجواء هادئة إلى حد كبير باستثناء إلقاء بعض الزجاجات.
وبعد الاحتفال بالمناسبة أوقف إضراب لنقابة البحارة في اليونان خدمات العبَّارات البحرية، وأربكوا حركة النقل العام في العاصمة أثينا احتجاجاً على سياسات التقشف الاقتصادي الطويلة الأجل.
المصدر:الجزيرة