ذهب رجل الى الصحراء في يوم شديد الحر اذ بلغه ان هناك كنزا نفيسا من الذهب والجواهر .ومرّ في طريقه ببائع المبردات والمرطبات ،وبدكانه قنانيّ متنوعة من عصير التفاح ،وشراب اللوز ،والفستق والبرتقال ،والرمان ،وعصير العنب .والنّاس في ازدحام كبير ، يتنعّمون بتلك الانواع المختلفة من المشروبات ،بعد تبريدها.فتمنّى مشاركتهم في ملذّاتهم ،خصوصا وقد بدأ يشعر بالعطش ، لكنّه لم يفعل ،لأنّه استغلى الثّمن ، ثمّ مرّ برجل يبيع مائيّة النّخيل في قلّة كبيرة ،ورأى رجالا يشربون من ذلك في أكواب من البلور ، كأنّهم يتساقون عسلا مصفّى ،فيه شفاء للنّاس.فاشتهت نفسه ذلك ،وقد زاد عطشه ،لكنّه استغلى الثمن . ثمّ مرّ ببائع عصير اللّيمون المبرّد ،والنّاس يتهافتون عليه ،ويتخاطفون من يده القدح تلو الاخر .فوقف قليلا ثمّ انصرف ، اذ استغلى الثّمن. ثمّ مرّ ببائع التّمر الهندي وبائع عصير الزبيب ،...ولم يشتري شيئا. ثمّ بلغ الصّحراء فتوغّل في الرمال والقفار ،وقد اشتدت الهاجرة ،وبلغ منه العطش مبلغا عظيما . فصبر عليه حتّى ادرك الكنز ، فسقط بين الذّهب والجواهر الثمينة ، وهو يتمنّى تعويضها بجرعة ماء ، تفرّج كربته وتشفي غلّته.