عندما يرحل الرجال لملاقاة وجه ربهم الأعلى، ويبقى وجه الله ذو الجلال والإكرام، وتبقى الأوطان حية لا تموت، تبقى الأعمال الطيبة وحدها لهؤلاء الرجال هي شواهد عطائهم في الدنيا، ورصيد فوزهم في الآخرة.
أن الأمير عبد اقادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة زعيم المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و1847 كان شاعرا ورجل فكر وعلم. واستعرض المشاركون في هذا اللقاء -الذي بادرت به مؤسسة الأمير عبد القادر وشهد حضور عدد من تلاميذ المؤسسات التربوية- بعض خصال هذا المقاوم ضد المستعمر حيث كان رجل شعر وفكر وعلم ترك بصمات في هذا الشق.
وبعد أن عرّج المشاركون وبإسهاب على كافة الجوانب المرتبطة بمسيرة زعيم المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في تلك الفترة سلطوا الضوء على المجالات الفكرية والأدبية والثقافية لهذه الشخصية.
كما تطرقوا إلى نشأته وتكوينه الديني علاوة على "حنكته السياسية" وكذا "أناقته" التي كانت تعكس الهوية الجزائرية الأصيلة وشخصيته الفذة و"ملاحمه القوية المعبرة عن العزيمة و المثابرة".
وفي هذا السياق أكد السيد مصطفى خياطي أخصائي في طب الأطفال ورئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي أن الأمير عبد القادر كان رجل حوار وصلح رغم صغر سنه وكان يولي "أهمية كبيرة للكتب" حيث أسس في تلك الآونة مكتبة لجمع المخطوطات مزقت على أيدي المستعمر.
ومن جهته أكد السيد محمد طايبي أستاذ علم اجتماع بجامعة وهران أن الأمير عبد القادر تعلم فنون الفروسية وترك عملا في الشعر والفكر. وأشار الأستاذ طايبي إلى أن الأمير عبد القادر بقدر ما "طبع زمانه بفكره الحضاري وطرح مفاهيم الإصلاح في عصره ببعدها الفكري والعلاقاني" كان شاعرا يتأمل الطبيعة.