أراجيح الذكريات

وعلى حائط الذكريات شرعت ابحث عن قلبي علني اراه كما فرقته ذا زمان ...
وبين مقاصل الليالي بحثت عن حلمي لعلي اجده لازال مضرجا بدمائه والتراب يملاء عينيه
وفوق سنان الخوف لاتوجد اشلاء سعادتهم .. ذهبوا سويا وذهبت اشلائهم الى الاضمحلال
لازالت صرخاتهم تخترق سكون محيطي الامني لترعب كل مفاصلي وتجلياتي الارجوانيه .

ليس هنالك اي مبرر لان يتذكرني ويبلغني بكل حيويه انه يشعر بنشوه وهو يستمتع بالحديث معي !
هيا مره واحده التي تورط بالوقوف معي ولم يكن حديثنا كله يحتاج لاكثر من دقيقتين لكتابته !
حديثه كان بسيطا جدا .. حالتي المزاجيه .. شعوري البارحه .. هل اعاني من الارق !
اضافه الى المراسم اللقائيه الممله .. كيف حالك .. انت بخير .. اي خدمه ؟ .. وهكذا

احتفظ في قناني الذكريات باحدهم
وابتسم لانه لازال محبوسا في قنينه ضيقه محشورا مع الشجره التي كنا نربط بها الحبل ونلعب سويا
لازال ساقي يحتفظ بندبه تشدني اليه وسنا مكسورا بسببه جراء معركه رائعه بيننا خرجت منها مهزوما

لدي مجموعه من الذكريات تراكب عليها غبار الزمن استخدمها بغبارها وقت التجليات الروحيه لاعانق بروحي اطيافهم
ان يتذكرك احدهم يوما ويبلغك انه مشتاق للجلوس معك فلا تتعب روحك بالاسئله والاحتياطات الامنيه فلعل الـ احدهم احتاج تغيير صديق او كسر القاعده الزمنيه ليعيدك معه
الى الماضي.. رحب بكل سرور فربما كان تفكيرك غبيا وكل الاسئله ستختفي

احتاج احيانا لأملئ السكون صخبا
اهرقط مع نفسي
واتحدث عن الصور السيئه وابتسم للمرءآه فهي الوحيده القادره على فهمي واخباري ان خلفي صديق تلاشىء وابتسامه هرستها عجله الليالي السريعه وذكرى افلت في غياهب النسيان ..

سألني هل لديك صديق ؟

اسدل الليل ستاره . بحثت عنهم في صفحات الظلام الدامس ووجدت احدهم بتلك الهيئه التي تركته بها يلتحف النسيان ويتوسد الذكريات
تركته في خلوته وبحثت عن ذكرياتي بين انقاض العتمه المتكسره وجدت ذكرى عتيقه نحتت فيها الليالي وسوما واحافير لكنها لازالت تعيش على جمال ماضيها الي ذبل.
مازال حبل الارجوحه ممسكا بطرف الغصن الذي اصبح كساريه سفينه
ولازالت الشجره تعيش
ولازالت العروق تنبض بالحياه فيها
وتمدد اسمي واسمه وتلاشت النقاط وتعرجت الاحرف وسكن البين قلب الجذع
لكن .
قد احدودب ظهرها
وابيض وتساقط ورق ناصيتها وذوائبها
وماتت بعض اطرافها وشلت من الحياه
وتشقق وجهها ونسجت فيها العناكب خيوطها وعشتت فيها العصافير التي تنوح قبيل المغرب لترسل اثير الحياه ليسري في جذعها ويعيد فيها الذكريات .

لكل شيء نهايه وموته
لحظات جميله تموت وتبقى ابتساماتها معلقها في اطياف نواظرنا حينما نهرب من واقعنا ونشتاق اليها ولحنانها ونخطي برزخ الصمت الى عالم الخيال والذكرى والحنين والاشتياق والحزن على ماضينا الجميــل
سالني عبر التلفون اأنت سعيد ؟
قلت تهمه لاانفيها وشرف لا ادعيه لم تسال ؟
قال اظنني اراك تبتسم في سكون بعض الاحيان !

قلت نعم حينما اغمض عيني واسرح في الخيال واطير في فضاء الذكريات واسبح في افلاك الاحلام اكون سعيدا وكيف لا اكون سعيدا وانا اخرج من الخيال الى الحقيقه المحضه بالنسبه الي ؟
اكمل نقاشه معي وانتهى بضربه قاضيه لصالح بطاريه جهازي التي اسعفتني قبل ان اخسر مزيدا من الكلام احتفظ به لاتحدث به عن سعادتي حينما اطير اليها ..
ياترى لماذا يهتم بي هذا الشخص ؟
كل مايعرفه عني لقاء عابر عن موضوع ما تبعه لقائين سريعين !
ماذا يريد مني ياترى ؟
لا ادري
ولا اريد ان ادري ان كان يشعر بشوق للحديث معي ولو كلمات معدوات فلا ضير لكن ان يتصل بي مرات ويسالني نفس الاسئله وكلهاتدور حول حالتي النفسيه وهل اعاني من صعوبه في شيء
وهل احتاج منه اي خدمه يستطيع تقديمها الي ؟
هذه قمه الوفاء وقمه الانسانيه
لكن . لديه من الاصدقاء الكثير ومن جميع الاصناف والاشكال والتفاوت المادي والاجتماعي
حينما ابلغته عن سفري الذي سيطول اشهرا حدثني بحزن شديد وودعني بقلبه وهو يدعو لي بالسلامه ويحثني على ان اتصل به حينما اصل فورا ليطمئن علي
استفسرت منه عن هذا الاهتمام بكل ادب ودون جرح لمشاعره فقال بكل بساطه
لا ادري !
كل مافي الامر انني اشعر انك صديق الطفوله الوحيد الذي ابحث عنه في زحام الحياه ووجدته صدفه !
اشعر انك تحدثني كثيرا مع ان كلامك مختصرا دائما . انتهى كلامه .

..
ان يهتم بك انسان ويطمئن عنك في حلك وترحالك دون ايما حاجه يريدها منك ودونما معرفه بمن تكون فاعلم انك وجدت صديقك القديم وان لك قيمه عند احد ما ولو لم تكن لك قيمه عند ذاتك
ويضل هذا الشخص شبحا نبحث عنه دون تعمد ودرايه اننا نبحث عنه ونضل نبحث ونجده دون سابق ترتيب لقائي
كثيرا نقابلهم يوميا وفجاءه وبدون مقدمات تعاريفيه يجد الانسان نفسه اسير شخصا ما في لقاء قد لايتعدى ثواني ولو فقط التحيه
فتتفجر فينا براكين المشاعر ويضرب مقياس الاهتزاز رقما رختيريا لا متوقع .
لماذا ؟
لانسال انفسنا من هذا الشخص ولماذا انجذبنا اليه ؟
لاشيء يدعو للريبه واستنفار الاسئله الموضوع بسيط جدا . لاننا نكون بعض الاحيان في حاله روحانيه تصادف فجائه نظيرتها فشبيه الشيء منجذب اليه ..
اقفل قلبك صباحا وافتحه مساء ورحب بالزائرين ثم ودعهم فلن يبقى الا من يهتم بك
ودون في سجلات الذاكره من ستحتاجه يوما لتبحر معه في خلوتك .
ولا ترهق نفسك بالبحث عمن تريد فقد يأتيك يوما في جلباب صدفه مهتريء
واطلق لمشاعرك العنان ولا تخف ان تهرب فستعود اليك كما تأوي العصافير الى اعشاشها

قلت فيما يبدو !
منذا متى ؟
قلت منذ زمن بعيد لقد مات موته بشعه في احد كوابيس الحقيقه لقد تحطمت اضلاعه على صخره الواقع !
كان حلما يافعا تطير به النشوه الى فضاء الخيال

قال لالا اقصد هذا .. الك صاحب ؟

قلت نعم نعم بكل تأكيد لكن هو الآخر هرس تحت اطار مركبه ..
قال كيف ؟
قلت بينما انا اريد قطع الشارع اسرعت وسقط من جيبي وهرسه اطار مركبه لقد تهشم راسه و سال دمه على الرصيف وحزنته عليه كثيرا ..

قال ... لا اعني هذا اقصد الك صديق .. بني آدم .. اي انسان لحم ودم ؟

قلت آه ... اظن وان بعض الظن اثم .. اعرف شخصا قديما اكون انا له صاحب

واعتقد انني لازلت له صاحب له من طرف واحد