بقلم : عزالدين الكلاوي
■■ ألف مبروك الجزائر عاصمة الكرة العربية وسفيرها الشرفي الوحيد في مونديال البرازيل 2014 ,مثلما كان أيضا سفيرها الوحيد في مونديال جنوب افريقيا 2010 .. وبعد خروج تونس ومصر والموقف بالغ الصعوبة الذي ينتظر الأردن أمام نجوم الاوروجواي غداً في مونتفيديو لتعويض فارق الأهداف الخمسة النظيفة في عمان ، فإن الجزائر بلا شك ستكون السفير العربي الوحيد وصاحب المقام الرفيع في مؤتمر قمة الكرة العالمية الذي سيحط رحاله في البرازيل إحدى أهم قلاع كرة القدم الشامخة في عالم الساحرة المستديرة .
■■ وأما عن العزيمة والإصرار الجزائري فحدث ولا حرج !.. وعن الرجال المخلصين الساهرين وراء منتخباتهم لا تنس أبداً رجالاً في قامة الحاج محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائري وهو أحد الذين لا يضنون بجهد وفكر ودعم ومساندة على أبنائهم ، وأبارك له مرة أخرى كما باركت له من قبل في أبو ظبي منذ أيام عندما إلتقينا على هامش كأس العالم للناشيئن متوقعاً أن البطاقة الجزائرية بالغة الاهمية لأنها ربما ستكون الوحيدة .. وقد كان !
■■ فرغم أن الكثيرين، استسهلوا وربما إستهانوا بردة فعل المنتخب البوركينابي المتقدم في الذهاب 3/2 ، وأن منتخب محاربي الصحراء سيجد مهمته رومانسية وطريقه إلى البرازيل مفروشا بالورود على ستاد مصطفي تشاكر بملعب البليدة وفي أحضان أكثر من خمسة وثلاثين ألف متفرج ، فإن المحاربين وجدوا مقاومة بالغة الشدة من الخيول البوركينابية ، ولو أنهم كانوا قد إنخدعوا ومعهم المدرب خليلودزيتش ، وصدقوا سهولة المواجهة وباعوا جلد الذئب قبل صيده ، لكانوا في خبر كان !
■■ ومنذ البداية إتضح أن الفريق الضيف يطبق خطة دفاعية محكمة وإعتمد مدربه البلجيكي بول بوت على القوة الجسمانية والبدنية لفريقه مع تكثيف وجوده في منتصف الملعب وفرض الرقابة اللصيقة على مفاتيح اللعب الجزائرية خاصة سوداني وفيغولي وتادير ، وشن بعض المرتدات .
■■ وإحتدم الصراع ومحاولات محاربي الصحراء تنويع وسائل الإغارة على الخيول ما بين محاولات إختراق غير ناجحة ، أو إستخدام الأطراف التي كانت شبه مسدودة ، ليتم اللجوء للكرات العالية المرفوعة داخل منطقة الجزاء لتشتتها الأشجار البوركينابية ، وبعد نهاية الشوط الأول وضح ان محاربي الصحراء كان لديهم شحنة معنوية وتكتيكية هائلة لفك شفرة الخيول وتحقق ذلك في اول خمس دقائق من الشوط الثاني بقدم الكابتن وقلب الدفاع مجيد بوقرة ، لتتحول المباراة بعدها إلى صراعات ومطاردات على الكرة والحيز والمساحات وحتى هواء ملعب البليدة الذي إنحاز كالعادة للخضر وساند طموحاتهم ، لتنتهي الموقعة بفوز جزائري ثمين وله معاني كثيرة ، فقد كان نجاح الحلم الجزائري بالتأهل الرابع في تاريخهم بمثابة نجاح وحفظ ماء الوجه لكل العرب الذين غابوا قصراً عن مونديال البرازيل .
■■ ألف مبروك للجزائر وللعرب .. و"هارد لك" لمن حاول من المنتخبات العربية وأخفق ، وليستعد الجميع لتصفيات مونديال روسيا 2018 حيث نمني النفس أن يكون هناك أكثر من سفير عربي وكل الشكر للسفير الجزائري رفيع المقام في البرازيل .