دخل نوع الطائرات الأمريكية الصنع من نوع "هيركول سي130 " الى الاستعمال العسكري خلال نهاية سنوات الخمسينات و بالضبط في9 ديسبمبر 1957 بعدما أجرت أول تحليق تجريبي في 23 أوت 1954، و هي تستعمل أساسا في نقل الجنود و الطواقم العسكرية ، حيث ظهرت أول مرة خلال الحرب الكورية التي خاضتها الولايات المتحدة .
و تولت صناعة هذا النوع من الطائرات شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية الشهير في عالم الصناعات العسكرية ، و كانت بمثابة ثورة في عالم الطيران الحربي ، لكونها من أولى النماذج التي بامكانها أن تقلع و تحط في أرضيات غير مجهزة ، كما تعد من الطائرات ذات الوظائف المتعددة ، فوظائفها لا تنحصر في نقل الجنود ، بل تتعدى ذلك الى مهام طبية ، حيث يمكنها أن تتحول الى مستشفى عسكري طائر ، اضافة الى قدرتها على أداء طلعات لأجل الانقاذ و البحث و حتى في مجال رصد أحوال الطقس ، و كذا تزويد الطائرات الأخرى بالوقود ، فقد حققت الطائرة أعلى مدة طيران في عام 1997 ، و هي 36 ساعة بين مطار في فلوريدا الأمريكية نحو مطار في "دايغو" بكوريا الجنوبية ، أما عن الحمولة التي يمكن أن تقلها فقد استطاعات أن تطير لمدة 10 ساعات متواصلة و هي تحمل معدات حربية بحرية يزيد وزنها عن 190 الف كيلوغرام، و يبلغ عدد الوحدات المصنعة منها حوالي 2300 حتى عام 2009.
و لهذا النوع من الطائرات العسكرية حوالي 40 نموذجا ، و تملكها ما يفوق 60 دولة عبر العالم ، و قد تم استعمالها في غزو أفغانستان عام 2001 من طرف جيوش كل من الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و اسبانيا و كندا و بلجيكا و أستراليا و خلال غزو العراق في عام 2003 اعتمدت عليها كل من أستراليا و الولايات المتحدة و المملكة المتحدة في عملياتها ضد جيش نظام صدام حسين.
و تدرج الجزائر ضمن الدول التي تمتلك هذا النوع من الطائرات الحربية ، و لكن لم تحدد أي من التقارير عددها بالتدقيق ، و تجدر الاشارة الى أن هذا النوع من الطائرات الحربية تم استخدامه في الزيارات التي قام بها الوزير الأول الى بعض ولايات الوطن ، حيث يعتمد من حين لآخر في تنقلاته و الوفد المرافق له على الطائرات العسكرية خصوصا في الولايات التي تتوفر على مطار عسكري فقط مثل الجلفة ، أو تلك التي لا توجد بها مطارات جاهزة لاستقبال طائرات من الحجم الذي يتطلبه النوع الذي ينقل الوزير الأول و الوفد المرافق له مثل مطار بوسعادة في المسيلة و في ولاية معسكر.
و بحسب آخر التقارير الورادة عن شركة "لوكهيد مارتن" الصانعة لطائرات "هيركول سي 130" التي تمتلكها كل الدول العربية باستثناء سوريا و لبنان و فلسطين ، فان السنة الحالية 2014بداية جديدة في مسار هذا النوع من الطائرات التي ستخضع لعمليات تطوير فيها حيث من المحتمل أن تستبدل 450 طائرة يمتلكها سلاح الجو الأمريكي ب 250 وحدة فقط عام 2024 ، و لكنها ستكون أكثر قوة و فاعلية.
و مهما يكن مستقبل "هيركول سي 130" و التطويرات التي ستطرأ عليها ، فانها بعد السقوط المأساوي للطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية ، قد ارتبطت بولاية أم البواقي لتحمل اسم واحدة من أكبر الكوارث الجوية التي عرفتها الجزائر.