- المذهب البراغماتي Pragmatisme
أو (الذرائعية )فلسفة أمريكية تجعل الأفكار ذريعة أو أداة لتحقيق عمل نافع
و عليه تكون المصلحة أسبق من كل شيئ ، و هي التي يجب اعتمادها في الحكم
على صحة الأفكار . إن لفظ (براغما Pragma) تعني باليونانية عمل و ممارسة ،
و يعتبر كل من تشارلز بيرس و وليام جيمس و جون ديوي من رواد هذا المذهب .و
تتمثل اهم حججهم في:
- فالأفكار تصدق بواسطة العمل الذي تحققه (العبرة بالنتائج ، و ليس
بالمبادئ )، و معنى ذلك أن الفكرة التي لا تنتهي بسلوك عملي ، تعتبر فكرة
باطلة لأنها عديمة الفائدة
- ان الفكرة ، التي تتحول الى عمل يمكن التحقق منها و معرفة صحتها و ذلك
النظر الى النتائج المترتبة عنها . اذا كانت نافعة فهي صادقة ، أما اذا
كانت ضارة فهي كاذبة ، أما الافكار المجردة التي لا تتحول الى عمل ، أي
عديمة النشاط فهي ليست بأفكار لأننا لا يمكن التحقق منها ، فهي مجرد
تخمينات فارغة . هذه هي الحقيقة التي يجب العمل بها
يقول وليام جيمس (ان الفكرة تكتسب صدقها بعمل تحققه ....، و تكتسب صحتها
بإنجاز العمل الذي هدفه و نتيجته هو اثبات صحتها ) . اذن غاية الفكرة هي
العمل
و يرى جون ديوي أن مقياس الحقيقة هوالمرونة و السهولة اللذان يوصلان الى
الهدف .والفكرة يجب أن تكون أداة لخدمة الحياة ، و لما كانت للعلم آثار
نافعة طالب جون ديوي بضرورة تعميم المنهج العلمي في شتى المجالات ، و
الابتعاد عن الأفكار الميتافيزيقية التي لا تفيد و لا تزيد الإنسان الا
ضياعا .
النقد/ إن المنفعة ليست مقياس موضوعي ، بل ذاتي يختلف من شخص لآخر ، فما
ينفعنا على سبيل المثال قد لا ينفع غيرنا ، فلا تكون الحقيقة واحدة عند
جميع الناس، بمعنى أن الفكرة قد تصح عند البعض و لا تصح عند البعض الآخر
لذلك يجب أن نأخذ بالمبادئ أيضا
2-المذهب الوجودي L’existentialisme
الوجودية حركة فكرية معاصرة تهتم بوجود الإنسان و بما يصنعه ، و تكشف عن
معاناته ،و تقدير إرادته على تغيير هذا العالم و توجيهه و خلق مستقبل جديد
، و يعتبر كل من سورين كيركغارد ، و مارتن هيدغر ، و جون بول سارتر ، رواد
هذا المذهب ، و تتمثل مبرراتهم في :
1- اسبقية الوجود عن الماهية/ فالإنسان يوجد اولا ثم يختار ما يكون عليه
في المستقبل ، أي هو الذي يقرر مصيره بنفسه ، فالماهية هي دائما مشروع
مستقبلي ، هكذا نجد أن الطفل يعمل من اجل شبابه و الشاب يعمل من أجل
رجولته وهكذا ....اذن وجود الانسان هو ما يفعله ، فأفعاله هي التي تحدد
وجوده و تكونـه .(الإنسان مشروع و ليس موضوع)
2- الفرديـــــــة / الانسان كائن فردي لأنه لا يعترف الا بما يحبه و
يشتهيه ، و لا حقيقة عنده الا ما يهمه و ما ينفعل له . يقول كيركغارد
(الحقيقة ما أحياه و أنفعل له ) و يرى هيدجر ان الفرار من وجه العدم
الماثل في صميم الوجود يدفع بالسقوط بين الناس في الحياة اليومية الزائفة
3 - الحريــــــــــة، الإنسان حر ، و هذه الحرية تعبر عن صميم وجوده ،
فالإنسان عندما يختار بين الرغبات فانه يشعر بذاته الحرة المستقلة و
المتميزة يقول سارتر ( الشعور بالذات يقتضي الحرية ، و الحرية تقتضي
الإمكانية ، لأن الحرية تتضمن الاختيار ، و كل اختيار هو اختيار بين
ممكنات) و في الاختيار مخاطرة ، فلا بد إذن من تصميم واعي بالأسباب و
الأهداف 4 - القلــــــــق / أعظم مظاهر الوجود يقول هيدجـــــر " القلق
هو الذي ينبه الى الوجود " لولاه لما استيقظ الإنسان من سباته و تعرف على
اهتماماته و اكتشف أخطاءه
القلق من ان يكون الاختيار سيئ و بالتالي الرسوب ، و أعظم ما يثير القلق
هو الموت ، لكن الموت كما يرى هيدجر ليس ثمرة الحياة ، بالحياة تتضمن
الموت منذ هي حياة ، فمنذ ان يولد الإنسان يكون ناضجا للموت ، و الموت
يجعلني أشعر بالفردية الى ابعد الحدود ، فلا أحد يستطيع الموت بدل مني ،
ولذلك كان الموت أعظم ما يعبر عن وجودي الفردي الحق.
النقد /هكذا جمعت الوجودية بين المتناقضات بين الوجــود و العدم ، القلق و
التفاؤل ، الموت و الحياة فهي فلسفة لا عقليـة ، و استطاعت أن تعبر عن
معانات الإنسان المعاصر ، و تقدم له منهجا جديدا في الحياة ، يعتمد على
الذات و تقبل الواقع ، غير أنها تجاهلت الحتميات و اثرها على الانسان ،
فالحرية نسبية غير مطلقة ، فلا يمكن أن نحقق كل ما نريد