[size=32]كل . المـوت . فـراق . وبعض . الفـراق . مـوت .
[/size]
ها هو قطار الفراق يعلن استقراره في محطة حكايتنا.. وها أنت ذا تحمل حقاب الأحلام [size=32]والأيام وتتجه نحو الغياب..
[/size]وها أنا ذا أستعد للوقوف بظهر مكسور وهامة مجروحة.لألوح لك بشموخ [size=32]
هاديء وهدوء شامخ..[/size]
وكأن الأمر لا يعنيني..وكأن الألم ليس ألمي..
وكأن الجرح ليس جرحي..وكأن الهزيمة ليست هزيمتي..
وكأن الحكاية الميتة [size=32]
لم تكن يوماً حكايتي..
[/size]
[size=32]
أتساءل:
[/size]هل بالفعل تموت الحكايا؟ وحين تموت الحكايات ، أين يذهب الأبطال؟
وأين تذهب الأحاسيس؟ [size=32]
وماذا يكون مصير الأحلام؟
[/size]وإلى أين يلجأ أطفال الحكاية؟
فلمعظم الحكايات لها أطفال.أطفال نعجنهم بماء الخيال..
ونرسمهم على صفحة قلوبنا..نمنحهم ملامحنا..
وننتقي لهم أسماء مشتقة من أحلامنا.. ونحبهم جدا..
[size=32]
وننتظرهم بفارغ العشق والأمل..[/size]
[size=32]
ننتظرهم .. نعم[/size]
لكن انتظارنا لهم يطول ويطول ويطول..فعلى الرغم من إحساسنا بهم..
وعلى الرغم من حبنا الصادق لهم..وعلى الرغم من شعورنا بحركاتهم في أحشاء الحلم..
[size=32]
إلا أننا لانلدهم أبداً..[/size]
ربما لأننا حلمنا بهم خارج رحم الواقع..نخزنهم في الدفاتر بعيداً عن فضول الواقع..
نسجلهم في ذاكرتنا كأي حدث من أحداث الحكاية..فإذا ماعاشت الحكاية..كبر الصغار بها..
وإذا ماتت الحكاية وُئد بها الصغار..واسألوا نساء الأرض عن أطفالهن النائمين
في دفاتر الخيال..أو افتحوا دفاتر الحكايات الفاشلة..
[size=32]
وأحصوا عدد أطفال الدفاتر فيها..
[/size]
[size=32]
وسؤال آخر:[/size]
لماذا حين تنتهي الحكاية.ونهمل كل أوراقها وطقوسها وذكرياتها..
لانفكر سوى في كيفية احتمال الألم الناتج عنهاونعلن الحداد.. فلا نرى من الحياة
سوى سوادهاولانتذكر من الحكاية سوى ركنها المظلم.. ونهيء أنفسنا للحزن
والألم والندم والبكاءعلى الرغم من أن مرحلة مابعد الفراق..
قد تكون مرحلة [size=32]
أخرى أجمل وأصدق..[/size]
إذا نحن أردنا ذلك؟ ماذا يأتي بعد الفراق؟أشياء كثيرة تاتي بعد الفراق.. يهاجمنا الفراغ
كسماء بلا نهاية.يحاصرنا الحنين كوحش مفترس.. تنغرس فينا البقايا كأسنة السيوف..
تمزقنا الذكريات كأنياب حيوان جائع..ونرفض المكان ونهرب من الزمان..
[size=32]
ونطرق كل أبواب النسيان..
[/size]
ونفشل..
نعم نفشل..
فتجربة النسيان لاتقل صعوبة عن تجارب الاختراعات العلميةولأن الإحساس
الذي كان في داخلنا كان صادقا ولأن الأحلام التي عاشت فينا كانت رائعة
ولأن أمانينا التي غرسناها في أرض الحكاية كانت نقيةولأن الحكاية
كانت وسيلة من وسائل اتصالنا بالوجودولأننا كنا الطرف
الأكثر شفافية في الحكاية
[size=32]
فإننا نفشل.. وبجدارة[/size]
[size=32]
لكن
[/size]لو اعتبرنا الحكايةمجرد مرحلة من مراحل العمروليست العمر كله
لوجدنا أمامنا متسعا من الوقت للوقوف من جديدوالزحف نحو مرحلة جديدة من مراحل العمر
لأن العمر هو المراحلوالحكاية مجرد مرحلة من هذه المراحلفإذا ما انتهت
تلتها مرحلة أخرىنحن فقط القادرون على جعلها
[size=32]
أحلى.. ، أو... أمّر
[/size]
فإن كنت من أولئك الذين يتألمونوتجد صعوبة في الخروج من سياج حكاية فاشلة
فأحضر ورقة وقلماً واكتب أحاسيسك المؤلمة عليهاوقم بترقيمها..، ولانحزن
حتى لو جاوز عددها الألف وعاهد نفسك على أن تتخلص منها بالترتيب
وحاول محاولات جادة وصادقةواشطب كل احساس
[size=32]
تتمكن من التخلص منه ..[/size]
وحين تصل إلى الرقم الأخيرستجد أنك قد تخلصت من كل أحاسيسك المزعجة
وأن الحكاية كانت أصغر من حجم إحساسك بها وقبل أن يرعبنا المساء
[size=32]
يعض الحكايات تبدأ بكلمة..
[/size]
وتنتهي بصمت وبعضها يبدأ بتجربة وينتهي بإنفجار وبعضها الآخر يبدأ بلعبة
وينتهي بمأساة وبعد أن أرعبنا المساء من بين كل الحكايات
هناك حكاية واحدة فقط هي حكاية العمر كله
إنها تلك الحكاية التي تمسح كل الحكايات
وتبقى هي فقط بطقوسها وشخوصها
[size=32]
وهي حكاية لاتموت فيك أبدا..[/size]