الرسول صلى الله عليه وسلم وصفهن بأهل النار
لم يسلم اللباس الشرعي الذي يجب أن تتوافر فيه شروط معينة كأن يكون فضفاضا، ساترا للبدن، غير مُظهر لتفاصيل الجسم وبألوان غير مثيرة أو ملفتة للانتباه، من الموضات الغربية والشرقية على حد سواء وجميعها دخيلة على مجتمعنا.. ومن أحدث ما توصلوا إليه هو الخمار ذو القبة العالية والذي أثار جدلا واسعا في المشرق العربي لتصل موجته إلى الجزائر
يرى المتديِّنون أن الموضات التي تقبل عليها المحجبات من "الفيزو"، "الجينز" إلى "الميني" و"البونتاكور".. قد شوَّهت صورة الحجاب في الوطن العربي وأساءت إلى الإسلام بشكل كبير، خاصة وأن الهدف من الحجاب هو حماية المرأة وصيانتها من عبث العابثين وأعين الذئاب المتعطشين لنهش جسدها.. وفي ظل الصيحات المطالِبة بالعودة إلى الحجاب الشرعي الأصلي، ظهر خمار "القبة العالية"، أو كما اصطلح عليه في دول الخليج العربي "أبو نفخة"، والذي وصلت موضته سريعا إلى الجزائر حتى إن الفتيات أصبحن يتنافسن فيما بينهن حول صاحبة "أعلى قبة" تحت الخمار، غافلات عن أنه من علامات الساعة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذرنا منه ووصف صاحبته بأنها من أهل النار.
وفي هذا الصدد، تقول "ابتسام"، طالبة في كلية العلوم الشرعية بخروبة إن الفتيات يتهافتن على كل ما هو مستورَد وأجنبي دون أن يتحققن من تماشيه مع أعرافنا أو تعاليم الإسلام؛ فالخمار الذي ابتدعته الفتيات و"القِبب العالية" التي نراها من أسفل خمورهن مدعيات أنها شعرهن الطويل، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصفها بـ"أسنمة البخت"، أي الجِمال. لذا من الضروري على البنات أن يتحرين من الموضة ما يتماشى مع ديننا واختيار الأفضل بالنسبة إلى المرأة المسلمة.
وهو ما تشاطرها الرأي فيه زميلتها "خديجة"، والتي أكدت لنا أنها شاهدت هذه الموضة في الفضائيات والمسلسلات الخليجية وقد أثارت جدلا واسعا عندهم، إلا أن الجزائريات المهووسات بالتقليد قلدنهن فيها، وهو ما يفسر "القبب العالية" التي نراها على رؤوس البنات في الشوارع اليوم، مضيفة أن الكثير منهن يلجأن إلى حيل كاستعمال عدة خمارات أو وصل الشعر وهو منكرٌ أكبر لنفخ شعورهن تحت الخمار.
وبعيدا عن الجنس اللطيف، أوضح "خالد" صاحب محل لبيع الإكسسوارات في القبة قائلا: الكثير من الفتيات يطلبن مني بعض دبابيس الشعر الكبيرة والتي تحمل وروداً، فكنت أجلبها لهن بدون معرفة استخداماتها، إلا أن أحد أصدقائي السلفيين طلب مني التوقف عن ذلك كون الفتيات يضعنها على رؤوسهن أسفل الخمار، وهو ما يشكل "قِببا عالية" وهي من صفات أهل النار فخشيت أن أشترك معهن في الإثم لذلك توقفت عن جلبها.
وكان ارتداء الخمار بهذه الطريقة قد أثار جدلا واسعا في مختلف المنتديات والمواقع الإسلامية، حيث نشر علماء وأئمة تحذيراتٍ عديدة مرفقة بصور لتوضيح الجهل الذي ترزح فيه ملايين الفتيات العربيات تحت ما يصطلح عليه باسم "الموضة"، وشملت المنشورات صورا تشرح قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرَهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها".
وهذا الحديث وصفه الأئمة بإحدى معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يدخل ضمن الغيب، مؤكدين أن مسك الشعر على شكل قبة وارتداء خمار فوقه يُصوّر الرأس على أنه "سنم جمل".. وهي صفة من صفات أهل النار، وقد ذكره النبي في حديث آخر في قوله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهنَّ فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء أمم من قبلكم".