فضّل الطفل أيمن بن صادق، البالغ من العمر 15 سنة، ارتداء العباءة البيضاء بدل موضة السراويل المتدلية، بعد أن اختار طريقا غير الطريق الذي اختاره العديد من زملائه.. أيمن أصغر إخوته الأربعة، يقطن بمدينة سريانة في باتنة، توجه إلى عالم الدعوة والنصح، ليسجل اسمه كأصغر إمام ألقى الخطب والدروس في العديد من المساجد.
الداعية الصغير يرى فيه سكان المنطقة أنه شعلة من الإيمان تمتاز بقوة الحفظ وغزارة العلم، إضافة إلى الدقة في سرد حقائق السيرة والعقيدة الدينية، ليصبح محل اهتمام المواطنين الذي ينتظرون يوم الجمعة والتراويح بتعطش لرؤية الإمام الصغير وسماع صوته الذي يتغنى بقول الحق.
يحكي أيمن لنا عن تجربته قائلا، مِن الرجال من رحل عنا ولم يترك شيئا فنسيناه، ومنهم من تركنا لكنه مازال حيا في قلوبنا بسب ما تركه، ومحمد صلى الله عليه وسلم خلد نفسه لما ترك لنا رسالته، فواجب علينا نقلها وتعليمها خاصة وأنه يتعرض إلى الإساءة في كل يوم، وهذا ما أعمل عليه، ويرجع الفضل في اكتشاف الداعية الصغير إلى الشيخ مسعود بن سعيد إمام مسجد بلال بن رباح، الذي ساعده على حفظ القرآن وأستاذ العلوم الإسلامية بثانوية محمد بوضياف بسريانة حمزة بوعزة، الذي قام بتوجيهه وقدم له كل الدعم في اجتياز العديد من المسابقات، والتي كان يضمن مقعده الأول فيها دائما، ويتمنى أيمن أن يزور بيت الله الحرام كحاج أو معتمر وهو صغير.
كما برزت شخصية أيمن في مختلف العلوم والفنون، على غرار قدرته الهائلة في تأليف القصائد الشعرية والتي ألقاها في العديد من المناسبات الدينية والوطنية، وتألقه في عالم الكرة المستديرة جعل من الرياضي أيمن مناصرا وفيا للمنتخب الوطني في كل مكان وزمان، متمنيا له الفوز والتأهل في مونديال البرازيل.. أيمن مزج بين الدين والرياضة والشعر ليكون الإمام الرياضي الشاعر.