محمد" الرجل الأكثر تأثيراً عبر التاريخ
هذا ما يقوله غير المسلمين، لنقرأ ونتأمل عندما يتبع الإنسان المنهج العلمي في التفكير فسوف يصل إلى هذه النتيجة....
ربما سمعت عزيزي القارئ بالكتاب الذي ألَّفه أحد الباحثين الغربيين حول "المئة الأكثر تأثيراً في التاريخ" The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History والذي لفت انتباهي أن هذا التصنيف أثار دهشة مؤلف الكتاب قبل غيره!
فهذا المؤلف بذل جهداً كبيراً ليبتعد عن هذا التصنيف، وبخاصة أن صورة الإسلام في الغرب مشوّهة جداً، وربما يضر ذلك بكتابه، وعلى الرغم من ذلك لم يستطع الهروب من هذه الحقيقة، وهي أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) هو الأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية!
يقول Michael H. Hart مؤلف الكتاب:
ربما تعجب عزيزي القارئ أنني وضعتُ اسم "محمد" على رأس القائمة في هذا الكتاب، ولكن هناك أسباب قوية لذلك وهي أن محمداً هو الرجل الوحيد الذي استطاع النجاح على المستوى الديني والمستوى الدنيوي. إن تأثير محمد لا زال قوياً على الرغم من مرور 14 قرناً، ومحمد هو القائد السياسي الوحيد الذي تمكن من إنشاء دولة قوية وناجحة دينياً وعلمياً، ولذلك فإنه مؤهل ليكون "الرجل الوحيد الأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية":
It is this unparalleled combination of secular and religious influence which I feel entitles Muhammad to be considered the most influential single figure in human history.
إن مؤلف هذا البحث وضع أسساً علمية لعمله، فلم يتأثر بالدين أو المذهب أو الشهرة أو غير ذلك، بل كان منهجه في الكتاب هو اختيار الشخصية الأكثر تأثيراً على مر العصور. ولذلك فإن منهجه العلمي قاده ليضع سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم كأكبر شخصية مؤثرة سياسياً وعسكرياً واجتماعياً. وهذا يعني أن أي إنسان ينظر إلى نبي الإسلام نظرة علمية يجده بأنه أفضل من يُقتدَى به.
وهذا يدل أيضاً على أن الذين يصورون الإسلام ونبيه بصورة إرهابية أو يدعون أن الإسلام يدعم العنف والتخلف والجهل، إنما يبنون نظرتهم أو صورتهم على الظن والهوى والجهل. فالنبي الكريم يعتبر نفسه عبداً لله تعالى، ويعتبر نفسه مبلغ الرسالة، وأنه بشر مثلنا، وهذا أكبر دليل على صدقه، لأنه لا يوجد إنسان في تاريخ البشر جاء بكتاب عظيم ورسالة سامية وأفكار إبداعية وأسس دولة عريقة... وفعل الكثير، ثم يقول: كل هذا ليس من عندي!!
وانظروا معي إلى الأدباء والشعراء والمخترعين والمبدعين على مرّ العصور، لا نعرف أحداً منهم جاء بإبداع أو اختراع ثم نسَبَه لغيره!! فكيف برجل أمّيّ يعيش في قوم يحبون التباهي والتفاخر والمديح، يأتي بكل هذه الإنجازات ثم يتبرَّأ منها... لماذا؟ المنطق يفرض علينا أن نعتقد بأنه رسول الله.
لماذا يأتي باحث غير مسلم Michael H. Hart ولم يعتنق الإسلام، ثم يقول إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) هو القائد السياسي الوحيد الذي نجح على المستوى الديني والدنيوي؟ إن الجواب بسيط جداً وهو أن محمداً بالفعل هو كذلك! والآن أطرح هذا السؤال على كل من يشك بصدق هذا النبي الكريم: هل يوجد رجل واحد في التاريخ جاء بشيء عظيم ثمَّ نسَبَه لغيره؟
نعم إنهم أنبياء الله عليهم السلام ومنهم هذا النبي الذي ختم الله به الرسالات وقال في حقه: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 158].