أطفال من بنى آدم ربتهم الحيوانات فى البرية أتظن ان هذا العنوان صادم بعض الشئ؟!، وقد يحمل الكثير من مظاهر الآسى والألم، الا انها الحقيقة فربما كانت الحيوانات المتوحشة والضوارى فى البرية، هى أكثر رفقا بالأطفال الآدميين من امهاتهم وابائهم الذين ولدنهم. عنوان صادم يجعلك تتطلع الى تلك القصص الممزوجة بحقائق مذهلة وصور، لن تشاهدها الا هنا، اقراء معنا القصص والحكايا القادمة، التى نتمنى ان تهب لنا قلوب تعرف الرحمة، وتجعلنا نشعر بالرأفة والود الى كل من كان بشر كان او حتى حيوان، فحتى الحيوانات الشرسة لديها قلب يرحم!!.
وقبل سرد تلك القصص لكم، كانت هناك أسطورة قديمة تتحدث عن رومولوس وريموس وهما أخان توأم، تم التخلى عنهم، وارضعتهم ذئبة، وظلوا معها الا ان اكتشفهم راعى متجول، وتقول الاسطورة انهم هم من اساسوا مدينة بلاتن هل، ولكنها مجرد أسطورة، فالأطفال الذين نتحدث عنهم اليوم أدى تعاملهم مع الحيوانات إلى اصابتهم بإنتكاسة سلوكية ومعرفية فهم أقرب للإعاقة، وتبقى الأسطورة أسطورة، ويبقى الواقع واقع أليم.
الفتاة الاوكرانية: والتى كانت ضحية لأهمال اهلها وجحودهم تجاهها سمح لهم ان يتركوها لتعيش فى مربى للكلاب بجانبهم، وتركت من عمر 3 سنوات إلى ان صار عمرها 8 سنوات ، حيث تم العثورعلى تلك الفتاة ” اوكسانا مالايا” ومعانتها عام 1991، وعندما عثروا عليها كانت لا تستطيع الكلام وفقط كانت تنبح كالكلاب، وتركض مثلهم على يديها ورجليها، والآن و بعد ان جاوزت العشرين عام ، استطاعت ان تتعلم الكلام، الا انها ضعيفة معرفيا، وتحصل على بعض الراحة والسلام عندما تذهب لمزرعة الابقار التى تقع بالقرب من المصحة العقلية التى تعيش فيها الان.
فتاة الأدغال الكمبودية: فى أثناء رعيها للجاموس على طول حافة الغابة فى كمبوديا، اصبحت “روكوم” البالغة من العمر8 أعوام فى عدد المفقودين حيث اختفت فى ظروف غامضة، وبعد مرور 18 عام، وتحديدا فى عام 2007، شاهد أحد سكان القرويين فى كمبوديا، امرأة عارية تتسلل فى محاولة لسرقة الأرز، وعرفت انها “روكوم ” بسبب ندبة ظاهرة ومميزة على ظهرها، فقد بلغت وأصبحت امرأة تبلغ من العمر30 عام، ولا أحد يعرف كيف إستطاعت هذه الفتاة ان تنجو بحياتها بمثل هذه الطريقة فى وسط الغابات الكثيفة الموحشة، ولكنها بعد ان عادة للقرية هى غير قادرة على تعلم اللغة المحلية أو التكيف مع الحياة من حولها، فهربت للبرية مرة أخرى فى مايو 2010 ومنذ ذلك الوقت تتضارب التقارير حول مكان وجودها، ولعل اخر ظهور لها فى يونيو من عام2010 فى مكان قرب منزلها.
صبى أدغال اوغندا: بعد ان شاهد اباه يقتل امه امام عينيه، هرب “جون” ذو 4 أعوام، وهو ممتلئ بالصدمات النفسية إلى الغابة فى اوغندا، وتربى على يد مجموعة من القردة، واكتشفه القرويون عام 1991، وابدى مقاومة شديدة لهم وأخذت مجموعة القردة فى رمى العصى نحوهم ليتركوه، فهو بمثابة فرد من عشيرتهم، و الآن تعلم “جون” كيفية الكلام والغناء ايضا، فهو الآن فرد من جوقة لؤلؤة أطفال أفريقيا.
فيكتور من أفيرون: يعتبر القصة الاكثرشهرة، والتى ألهمت الكثير من صناع السينما، وتحولت تلك القصة لفيلم بعنوان “L’Enfant Sauvage.”، ووجود فيكور وحيدا فى الغابة هو امر يعتبر فى حد ذاته لغزا، فقد أمضى طفولته كلها عاريا وحيدا فى الغابة، حتى تم العثور عليه فى عام 1797، وأصبح هو ذاته مادة مغرية للكثير من الفلاسفة والعلماء فى هذا الوقت، و يعتبر فيكتورسببا فى البحث عن أصول اللغات، والسلوك البشرى، الا انه لم يحرز أى تقدم يذكر فى نموه وتطوره بسبب ضعف استيعابه.
الطفلة مدينة: قصتها تشبه قصة “اوكسانا مالايا”، حيث انها أمضت طفولتها مع الكلاب، وتم العثور عليها وهى تبلغ من العمر 3 سنوات، وكانت لا تعرف سوى كلمتان (نعم و لا)، ولكنها كانت تفضل النبح والزمجرة كالكلاب، ولحسن الحظ ان العثور عليها فى سن صغيرة اعطاها الفرصة لتتعلم وتنمو، ولكنها على كل الاحوال معاقة، ولكن لصغر سنها يمكن ان تحمل لها الايام امكانيات أفضل، كما يرجح الكثيرين انها ستعيش حياة طبيعة نسبيا عندما تكبر
الفتاة المستذئبة: فى عام 1845 وبالقرب من سان فيليبى بالمكسيك، شوهدت فتاة تجرى مع الذئاب على قوائمها الاربعة، وتهاجم معهم قطيع من الماعز، وبعد عام واحد من تلك الواقعة رأى أهالى المنطقة الفتاة وهى تلتهم ماعز قامت بقتلها، وأثار الامر ذعر القرويون فى سان فيليبى وانطلقوا فى حملة للبحث عن الفتاة، وبعد عدة أيام من البحث عثروا عليها، وعندما إصطحبوها إلى القرية أخذت تعوى طوال الليل، مما جذب مجموعة من الذئاب واتوا فعلا لينقذوها من أهالى القرية، وبالفعل هربت الفتاة فى تلك الليلة، مرة اخرى فى عام 1852 شوهدت الفتاة ومعها شبلين رضيعين من أشبال الذئاب، وعندما أحست ان انهم رأوها ركضت مع الشبلين إلى الغابة مرة أخرى، ولم يسمع عنها بعد هذا المرة.
الصبى الطائر الروسى: ربته أمه المسيئة فى غرفة محاطة بأقفاص الطيورالأليفة، وعندما تم العثور عليه كان لا يستطيع الكلام، وبدلا من الكلام كان يصدر زقزقة مثل الطيور الأليفة، وعلى الرغم من انه ام تم إذائه جسديا الا انه لا يستطيع الدخول فى اتصال مع البشرالعاديين، وتم نقله لمركز نفسى لإعادة التأهيل.
أمالا وكمالا: الأولى تبلغ من العمر8 سنوات والثانية تبلغ من العمر 18 شهر، وجدا عام 1920 فى عرين للذئاب، فى ميدنابور بالهند، وهما بعيدتان فى السن عن بعضهما، فيعتقد انهما ليسا اختان، لكنهم وعلى الارجح تبنتهم الذئاب فى اوقات مختلفة، وشانهم شأن الأطفال الضالة، كانوا يتوقون دائما للعودة للحياة فى البرية، ويجدون صعوبة فى التكييف مع العالم حولهم.
بيتر فتى البرية: فى عام 1724 وبالقرب من هاملين المانيا، تم العثور على فتى عارى ويمشى على يديه وقدميه، وتم إلقاء القبض عليه فى نهاية المطاف، وكان يتصرف وكأنه حيوان متوحش، وكان ياكل الطيور والخضروات النيئة، و غير قادر على التحدث، ووبعد ما تم نقله إلى انجلترا، اطلق عليه الجميع اسم “بيتر فتى البرية”، ولم يستطع ان يتعلم الحديث، لكنه كان يحب الموسيقى، وعاش لمعر متقدم، وله ضريح فى كنيسة وضع عليها لوحة انه توفى فى سنة 1785. ولنقل انها أقدار هؤلاء الاطفال ان يمروا بتلك المحن الكبيرة، ولا يسعنا سوى ان نقول ان العمر رحلة قصيرة، فقدر ما معك وما حباه الله لك، واجعل من حولك يأنسون بك ومعك، ولتجعل من قلبك وسيلة رحمة وود فى هذا الكون الذى يطل علينا دائما بمزيد من التساؤلات والاسرار!!.