منتدى صداقة سوفت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صداقة سوفت

نورت منتديات صداقة سوفت ياآ ~ زائر ~ إن شاء الله تكون بألف خير وعاآفية ... نحن نناضل لبناء مجتمع تعمه معاني الصداقة والأخوة المعمقة بالحب والود
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" ***
يُنصَبُ حول العرش يوم القيامة منابِر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نورليْسُوا بأنبياء ولا شهداء....يغبِطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها .



 

 الإيمان بالله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زكرياء
مدير الموقع
مدير الموقع
زكرياء


البلد : غير معروف
الهواية : الإيمان بالله Sports10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 8685
الجنس : ذكر
نقاط : 174269
السمعة السمعة : 188

الإيمان بالله Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان بالله   الإيمان بالله Emptyالأحد أغسطس 24 2014, 18:12

الإيمان بالله

هاشم محمدعلي المشهداني

ملخص الخطبة

1- معنى الإيمان بالله. 2- توحيد الربوبية. 3- توحيد الألوهية. 4- توحيد الأسماء والصفات وحديث عن صفات الله ومنهج السلف في اثباتها. 5- مناقشة عقلية لقضية خلق العالم. 6- شبهات للملاحدة. 7- عقيدة المسلم في الله عز وجل.

الخطبة الأولى
قال تعالى: الإيمان بالله Start-icon قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا الإيمان بالله End-icon           [سور الإخلاص].

سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن  كيف لا وفيها صفة الرحمن  وسبب نزولها أن المشركين قالوا للنبي الإيمان بالله Salla-icon انسب لنا ربك فأنزل الله الإيمان بالله Start-iconقل هو الله أحدالإيمان بالله End-icon([1]).

فما الإيمان بالله سبحانه؟ وما دلائل وجوده سبحانه؟ وما هي شبهات الملحدين وما الرد عليها؟ وما حق الله على عباده؟

أما الإيمان بالله: فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه  وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف، وذل وخضوع  وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص.

وينبغي أن تعلم: أن أنواع التوحيد ثلاث  ولا يصح إيمان العبد إلا بها وهي:

توحيد الربوبية: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ولا رب غيره  تقول العرب: أنا رب الدار أي القائم بشؤونها  والله تعالى هو رب العالمين القائم بشؤون خلقه من خلق ورزق وإحياء وإماتة سبحانه.

توحيد الألوهية: الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه هو الإله الحق ولا إله غيره وإفراده سبحانه بالعبادة، والعرب تقول: أَلِهَ الفصيل إلى أمه من مفزع أفزعه والله تعالى هو الذي يخلص له المؤمن في تعبده وخوفه ورجائه وطاعته وتوكله واحتكامه ودعائه، وهذا هو التوحيد الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة فمن لم يأت به كان من المشركين. وهو التوحيد الذي جاء به الرسل من عند الله سبحانه: الإيمان بالله Start-icon وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون الإيمان بالله End-icon [الأنبياء:25]. والمشركون كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وينكرون توحيد الألوهية، فأكثر العباد لا ينكرون الخالق وربوبيته على الخلق ولكن معظم كفره من عبادتهم غير الله عز وجل حيث يكون دعاؤهم واستعانتهم واحتكامهم وطاعتهم لغير الله سبحانه: الإيمان بالله Start-icon ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون الإيمان بالله End-icon [الزخرف:87]. قال ابن كثير رحمه الله: (أي هم يعترفون أنه الخالق للأشياء جميعا وحده لا شريك له في ذلك ومع هذا يعبدون من لا يملك شيئا ولا يقدر على شيء فهم في ذلك في غاية الجهل والسفاهة وسخافة العقل)([2]) .

ج- توحيد الأسماء والصفات: الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص  من غير تشبيه فمن شبه الله بخلقه كفر  (فكل ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك) الإيمان بالله Start-iconليس كمثله شيء الإيمان بالله End-icon  [الشورى:11].

ومن غير تعطيل أي جحود أو نفي لما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فمن فعل ذلك فقد كفر: الإيمان بالله Start-icon وهو السميع البصير الإيمان بالله End-icon [الشورى:11] فلا يجوز السؤال عن كيفية الصفات لأن الله سبحانه لا يسأل عن كنهها فكذلك صفاته لا يصح السؤال عن كيفيتها. وعندما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله سبحانه: الإيمان بالله Start-icon الرحمن على العرش استوى الإيمان بالله End-icon [طه:5]. قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) فلله سمع وبصر ويد وكلام ونزول واستواء يليق بجلاله وذاته العلية سبحانه.

وضرب العلماء لذلك مثالا: تقول للنملة عين ولي عين فلا يلزم أن تكون عيني كعين النملة فللنملة عين تليق بها ولي عين تليق بي ولله المثل الأعلى.

والصفات نوعين:

ذاتية: وهي التي لا تنفك عن الله سبحانه كالعلم والحياة والقدرة والسمع.

صفات العمل: فهي ما تعلق بمشيئة الله وقدرته كالنزول والاستواء والسخط والرضى.

وأما دلائل وجوده سبحانه:

الفطرة: الإيمان بالله Start-icon فطرة الله التي فطر الناس عليها الإيمان بالله End-icon [الروم:3]. ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))([3]). فقد أودع الله معرفته في النفس الإنسانية بالعهد الذي أخذه على الأرواح قال تعالى: الإيمان بالله Start-icon وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى الإيمان بالله End-icon [الأعراف:172].

دقة المصنوع تدل على عظمة الصانع: وفي كتاب الله دعوة إلى النظر والتفكر في بدائع صنع الله سبحانه: الإيمان بالله Start-icon وفي أنفسكم أفلا تبصرون الإيمان بالله End-icon [الذاريات:21]. الإيمان بالله Start-icon إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الإيمان بالله End-icon [آل عمران:190]. الإيمان بالله Start-icon وانظروا إلى ثمرة إذا أثمر وينعه الإيمان بالله End-icon [الأنعام:99]. الإيمان بالله Start-icon وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين الإيمان بالله End-icon [النحل:66].

ووضع العلماء فروضا ثلاث:

أ- أن الكون وجد مصادفة والعلماء يقولون: ما جرى مصادفة لا يتكرر حدوثه بانتظام انتظام الكون يدل على أن وراء هذا الكون خالق حكيم.

ب- أن يكون صدور هذا الكون من العدم: وفاقد الشيء لا يعطيه: الإيمان بالله Start-icon أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون الإيمان بالله End-icon [الطور:35]. أي هل وجدوا من غير خالق؟ أم خلقوا أنفسهم بأنفسهم فلا يحتاجون إلى أحد يخلقهم وكل هذا مستحيل.

ج- أن يكون لهذا الكون خالق حكيم وهذا ما قال به العقلاء من قبل ومن بعد؛ يقول سقراط: أي الصناع أولى بالإعجاب، الذي خلق صورا بلا عقل ولا حراك، أم الذي يبدع كائنات ذات عقل وحياة.

انخلاع القلب إلى الله سبحانه عند الشدائد: الإيمان بالله Start-icon حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين الإيمان بالله End-icon [يونس:22]. وعندما سئل أحد العارفين عن دليل وجود الله قال: أرأيت لو كنت في صحراء فسقطت في بئر، ولا تجد من ينجدك فماذا تقول، قال: أقول يا الله يا الله، قال: هذا دليل وجوده، ولكنها مغالطة الملاحدة لفطرتهم وادعائهم للعقلانية ولا عقل.

التقدم في مجالات المعرفة والعلوم: حيث أدركنا أن هنالك عوالم كثيرة لا علم لنا بها وهي موجودة كالجراثيم والبكتريا ولكن قصورنا العلمي جعلنا في جهالة عن معرفتها قرون طوال. ثم المغناطيس والكهرباء حيث ننتفع بها ولا نعلم شيئا من حقيقتها فمعرفة حقائق الأشياء لا يفيدنا شيئا ويكفي أن نعرف من خواصها ما يعود بالفائدة علينا، فما بالك بذات الله سبحانه فهي أكبر من أن يحيط بها إنسان وصدق الله العظيم: الإيمان بالله Start-icon فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون الإيمان بالله End-icon [الحاقة:38-39].

صدق المخبر يدل على صدق الخبر: فالذي أخبرنا عن الله سبحانه رسل وأنبياء كرام هم صفوة الخلق وأطهرهم قلوبا وأزكاهم نفوسا وأحسنهم خلقا .لذا عندما صدع الرسول الإيمان بالله Salla-icon بدعوته ووقف على الصفا ونادى القبائل بأسمائها، فلما اجتمعوا قال: ((أرأيتم لو أخبرتكم أن وراء الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: بلى ما عرفنا منك كذبا، قال: فإني رسول الله بين يدي عذاب شديد)). فهم أمام الجبل لا يرون ولا يعرفون ما خلف الجبل، فثقتهم بالمخبر وصدقه وأمانته تلزمهم أن يؤمنوا ويصدقوا بالخبر، وكذا تواتر الخبر عبر أجيال مضت ولم يعرف عن أمة الإلحاد منذ بدء الخليقة وإنما كانت نشأته في أوربا بسبب موقف الكنيسة من العلماء التجريبيين والباحثين الذين اكتشفوا حقائق تخالف ما تبنته الكنيسة من خزعبلات فرضتها على الناس قسرا يوم كان للكنيسة سلطان. فصار الناس بين أمرين كلاهما شر. إما أن يؤمنوا بالكنيسة وخرافاتها وإما أن يؤمنوا بالعلم ويكفروا بالكنيسة والتي كانت تمثل الدين كذبا، فلما زال سلطان الكنيسة وجاءت الثورة الصناعية عمت الفوضى في عقائد الناس بل كان شعار المتظاهرين (ليشنق آخر دوق بأمعاء آخر قسيس) فالكنيسة كانت سيفا ظالما بيد الحكام على رقاب الناس فجمعت بين السوءتين الظلم والجهل، فكانت نشأة الإلحاد.

وأما شبهات الملحدين: فإن للملحدين شبهات نسجوها بجهلهم لصرف الأمة عن دينهم من ذلك:

 أ- الصراع بين الكنيسة والعلماء.

ب- قصور العلم: فأصبحت المادة تمثل الوجود وما سواها لا رصيد له.

ج- وجود القاعدة والغالبية من الجهلة والأغبياء وأرباع العلماء يقول بيكون: القليل من الفلسفة يورث الإلحاد والكثير من الفلسفة يورث اليقين.

ولكن العلم الآن وصل إلى حد أن المادة ليس هي الشيء الملموس إنما هي غيب مثل: الالكترونات والجاذبية والكهرباء وكذلك خصائص النفس الإنسانية من عقل وضمير وروح وذاكرة وإرادة ويقول العلماء أيضا الكامل المطلق وهو الله سبحانه يُعرف ولا يحاط به فتوقف الإقرار على الرؤية والإحاطة ضلال فالصغير لا يحيط بالكبير والناقص لا يحيط بالكامل والمحدود لا يحيط بالانهائي وهكذا فلا يمكن للإنسان أن يحيط بالله لقصور الإنسان وكمال الله سبحانه ولذا قيل: العجز عن إدراك الذات إدراك([4]).

وعندما سأل موسى عليه السلام الرؤية قال تعالى: الإيمان بالله Start-icon رب أرني أنظر إليك قال لن تراني الإيمان بالله End-icon [الأعراف:143]. وفيه إشارة إلى أن الخالق لم يحجب نفسه عن المخلوق، بل أن نقص المخلوق هو الذي حجبه عن الرؤية حيث لم يقل: لا تراني. ثم تأمل في تمام الآية: الإيمان بالله Start-icon ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا الإيمان بالله End-icon فالجبل في تركيبته أقوى وأصلب فإذا قوي على الرؤية فسوف تراني فإذا بالجبل يتهاوى وموسى أكرم على الله تعالى من الجبل  فكيف يتجلى للجبل وهو جماد ولا يتجلى لنبي كريم ويوم القيامة حيث تكون طبيعة العباد وخلقهم على سمت وبناء جديد لذا قال تعالى: الإيمان بالله Start-iconوجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة الإيمان بالله End-icon [القيامة:22-23]. وجاء في الحديث الشريف: ((إنكم سترون ربكم))([5]).

وأما حق الله على عباده :التوحيد الخالص لله سبحانه وحده: وذلك بأن تعتقد:

أنه الله وحده هو الخالق، وكل ما عداه فهو مخلوق: الإيمان بالله Start-icon الله خالق كل شيء الإيمان بالله End-icon [الزمر:62]. وأن كل من عداه هو عبد له سبحانه: الإيمان بالله Start-icon إن كل من في السماوات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا الإيمان بالله End-icon [مريم:93].

وحدة الخالق سبحانه: وذلك بأن تعتقد أن لا إله إلا الله وحده، ولو كان وراء الكون أكثر من خالق لاضطرب نظامه، واختل ميزانه: الإيمان بالله Start-icon لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون الإيمان بالله End-icon[الأنبياء:22].

يقول ابن كثير رحمه الله: لو قدر تعدد الإله لانفرد كل منهم بما خلق، فما كان ينتظم الوجود، والمشاهد أن الوجود منتظم متسق، غاية الكمال: الإيمان بالله Start-icon ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت الإيمان بالله End-icon [تبارك:3]. ثم لكان كل منهم يطلب قهر الآخر وخلافه، فيعلو بعضهم على بعض([6])، الإيمان بالله Start-icon ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون الإيمان بالله End-icon [المؤمنون:91].

إفراد الله عز وجل وحده بالعبادة البدنية كالصلاة والصوم والذبح، والقولية كالنذر والدعاء والسؤال: الإيمان بالله Start-icon قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين الإيمان بالله End-icon[الأنعام:162]. وللحديث: ((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لا ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لا يضروك  إلا بشيء قد كتبه الله عليك))([7])، ليس هناك حجاب بينه وبين خلقه، فعلاقة العبد بالله سبحانه وتعالى علاقة مباشرة، فإنه ليس أقرب إليه من الله سبحانه: الإيمان بالله Start-icon وإذا سألك عبادي عني فإني قريب الإيمان بالله End-icon [البقرة :186].

وجوب إخلاص المحبة لله عز وجل وحده: وذلك بأن تقدم محبة الله تعالى على محبة كل أحد، حتى تضحي بكل حب في سبيل الله إذا تعارض بينه وبين ما يقتضيه حبك لربك: الإيمان بالله Start-icon قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين الإيمان بالله End-icon [التوبة:24].

فتفرد الله وحده بالمحبة والدعاء والتوكل والخوف والرجاء.

وجوب التلقي عن الله وحده في الشرائع القانونية بالمنهج الذي بلغنا عن رسول الله الإيمان بالله Salla-icon: الإيمان بالله Start-icon وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الإيمان بالله End-icon [الحشر:7].

وأما موقف المسلم من ربه جل وعلا:

1- التنزه عن الشرك: والشرك شركان:

شرك أكبر: وهو أن يجعل العبد لله ندا ويعبده من حجر أو شمس أو شيخ: الإيمان بالله Start-icon إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الإيمان بالله End-icon [النساء:116]. والشرك في ربوبية الله وأسمائه وصفاته كفر وكذا الشرك في عبادته تعالى إن كان الفاعل عالما مصرا عليه.

الشرك الأصغر: وهو أن يبتغي العبد الدنيا بعمل الآخرة للحديث: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء))([8]).

وذلك لطلب المنافع الدنيوية من سمعة وثناء ورتبة وتقدم وجاه ومنصب ومال.

2- تعظيمه سبحانه والحياء منه: وقد ذكر رب العزة سبحانه علة الكفر، فقال: الإيمان بالله Start-icon وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون الإيمان بالله End-icon [الزمر:67]. قال السعدي: ما عظموه حق تعظيمه([9])، واستشعار نظر الله إليك: الإيمان بالله Start-icon ألم يعلم بأن الله يرى الإيمان بالله End-icon [العلق:14]. وللحديث: ((استحيوا من الله حق الحياء؟ قالوا: وكيف نستحي من الله حق الحياء؟ قال: أن تحفظ الرأس وما وعوى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))([10]).

3- مخافة الله سبحانه والخشية منه: الإيمان بالله Start-icon الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الإيمان بالله End-icon [الحج:35]، وللحديث: ((يقول الله عز وجل: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام))([11])، وأن يكون لهذا الخوف ثمرة وذلك باجتناب المعاصي والآثام للحديث: ((سبعة يظلّلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... - وذكر منهم - ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله))([12]).

الإكثار من ذكره سبحانه: الإيمان بالله Start-icon يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا الإيمان بالله End-icon [الأحزاب:41-42].

الإيمان بالله Start-icon والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما الإيمان بالله End-icon [الأحزاب:35].

وللحديث: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))([13]).

أن تحسن الظن بالله سبحانه: للحديث: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني))([14])، (فينبغي للعبد أن يجتهد في طاعة ربه موقنا بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعده بذلك، وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد خلاف ذلك فهو آيس من رحمة الله، وهو من الكبائر، وأما ظن المغفرة مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل والغفلة)([15]). يقول ابن القيم رحمه الله: ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل على أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل حسن ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز([16])، للحديث: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله))([17]).





([1])رواه أحمد.

([2])ابن كثير مجلد 4 ص 136.

([3])البخاري ومسلم.

([4])الوجود الحق/ حسن هويدي.

([5])متفق عليه.

([6])مختصر ابن كثير ، 2ج ، ص 73.

([7])رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

([8])رواه أحمد بإسناد جيد.

([9])مختصر ابن كثير ، ج3 ص 228.

([10])الترمذي.

([11])الترمذي.

([12])البخاري ومسلم.

([13])متفق عليه.

([14])البخاري ومسلم.

([15])الترغيب والترهيب، ج4 ص 269.

([16])الدواء الشافعي ص 274.

([17])رواه أحمد.

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sadakasoft.yoo7.com
 
الإيمان بالله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة الإيمان
» الإيمان و الحياة
» ظاهرة ضعف الإيمان
» الإيمان قول وعمل
» دلائل الإيمان في القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صداقة سوفت :: ۩۞۩ منتديات اسلامية ۩۞۩ :: ۩۞۩ كتب ، محاضرات ، خطب و برامج إسلامية ۩۞۩ :: موسوعة الخطب و الدروس المكتوبة :: العقيدة الاسلامية-
انتقل الى: