"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" *** يُنصَبُ حول العرش يوم القيامة منابِر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نورليْسُوا بأنبياء ولا شهداء....يغبِطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها .
البلد : عدد المساهمات : 1483 الجنس : نقاط : 2970 السمعة : 20
موضوع: من الذي بنى مصر ؟ الخميس سبتمبر 18 2014, 17:03
القاهرة هي المدينة التي بناها جوهر الصقلي لتكون مقرا للخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد الفتح الفاطمي لمصر سنة 969م.
وتعود أصول الصقلي إلي طائفة الأرمن في كرواتيا التي ولد وعاش بها قبل انتقاله إلي صقلية التي عرف بها.وكان يجيد صناعة الكنافة والحلوي قبل بيعه كمملوك للخليفة (المنصور بالله) الفاطمي الذي ألحقه بالجيش فأثبت كفاءة كبيرة وترقي فيه حتي صار أشهر قواده بما امتاز به من عبقرية وذكاء , كما كان علي مستوي عال من العلم، فكان يفهم في الفلك، وفي العمارة، الى جانب إتقانه لصنع الحلوي..
حرص جوهر ليلة وصوله علي انشاء حاضرة (عاصمة) للخلافة الفاطمية، فنظر إلي السهل الرملي الواقع شمالي الفسطاط ، و كان يخلوا من المباني إلا البستان الكافوري و دير فسيح يطلق عليه دير العظام و حصن صغير يسمي قصر الشوك. فاختط مدينته و أحاطها بسياج علق عليه أجراس ، و عندما تدق هذه الأجراس تكون إيذاناً ببدأ العمل في بناء المدينة. و ظل جوهر يترقب ظهور كوكب ميمون الطالع ليبدأ العمل في البناء . ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ حط فوق أحد الحبال المعلق عليها الأجراس غراب فدقت الأجراس ، فظن العمال أن هذه إشارة بدء العمل ببناء المدينة فشرعوا في البناء.
و ظهر أن إشارة بدء العمل التي تسبب فيها الغراب قد توافقت مع ظهور كوكب المريخ ، قاهر الفلك كما يطلقون عليه ، فرفع جوهر الأمر للخليفة الفاطمي الذي كان مشتغلاً بالتنجيم فوافق علي نسبة المدينة الجديدة للكوكب القاهرة و اسموها القاهرة.
و لقد شملت القاهرة أول الأمر قطعة من الأرض مساحتها 340 فداناً علي شكل مربع طول ضلعه 1200 متر تقريباً، و كانت تمتد من منارة شمالاً حتي باب زويلة جنوباً و أحاطها جوهر بسور من اللبن، و يقع في هذا السور ثمانية أبواب هي: باب زويلة و باب الفرج من الجنوب ، باب الفتوح و باب النصر في الشمال، و باب القراطين ( المحروق) و باب البرقية في الشرق و باب السعادة و باب القنطرة في الغرب. و يحد المدينة من الشرق تلال المقطم ، و من الغرب الخليج الكبير و من الجنوب مدينة القطائع التي بناها أحمد بن طولون. .... و لقد نمت القاهرة و اتسعت و ذاعت شهرتها فأعجب بها الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار مصر ما بين سنتي 1047 و 1049 م، فذكر أن حوانيتها ( دكاكينها) لم تقل عن عشرين ألفاً و خاناتها و حماماتها لا يمكن حصرها. و كانت أبنيتها أعلي من الأسور الحصينة للمدينة ، و في كل منها خمس أو ست طبقات. و كانت البيوت في المدينة مبنية بناءً نظيفاً و كانت مفصولة بعضها عن بعض بحدائق يرويها مياه الآبار