لا تيأس فالنصر قادم
الشيخ محمد صالح المنجد
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن الذين نصروا دينه و آزرا دينه إنه سميع مجيب.
وحديثنا أيها الأخوة هو عن بشارات عظيمة لهذا الدين وإن المستقبل للإسلام حديث ينطلق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( بشر هذه الأمة بالثناء والدين والرفعة والتمكين في الأرض) إنه حديث في وسط اليأس والإحباط الذي يشعر به الكثيرون اليوم من تكالب الأعداء وضعف المسلمين ولكن الله رحيم بعباده والفرج آت لاريب
إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطئت المكاره وأطمئنت وأرست في أماكنها الخطوب
ولم ترى لانكشاف الضر وجه ولا أغنى بحيلته الأريب
آتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب
)فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح) التبشير بالنصر والتمكين لهذا الدين يأتي في البداية ولكن المؤمن يعرف بأن الحال لن يستمر إننا نعيش في وقت استثنائي فعلاً يجب علينا أن نفقهه ونفهمه وأنت لو تأملت منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى الآن وجدت أن أكثر الوقت الذي عاشته هذه الأمة كان النصر لها وأن الوقت الذي كان المسلمون فيه في استضعاف كمرحلة غزوة التتر أو الحملات الصليبية أو الوقت الحاضر الذي نعيش فيه هو الأقل وليس الأكثر في هذه الأمة وإذا عرفنا النصوص الشرعية المتعلقة بأن القوة للمسلمين وأن النصر لهم وأن هذا هو الأصل يجب أن نقتنع أن هذا هو الأصل وأن ما نحن فيه الآن مرحلة استثنائية عندما يشعر المسلم بهذا ويعتقد وضعه في الإنتاج لهذا الدين والعمل له لأنه يرى صبحه ويرى أمل ونور وفجرا سيأتي ولابد ومن النصوص الشرعية الدالة على ذلك قول الله سبحانه وتعالى )يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف)
إن وعد الله لا يتخلف قال تعالى )وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) قال ابن كثير رحمة الله هذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته الولاة على الناس فتصلح بهم البلاد وتخضع لهم العباد وليبدلنهم بعد خوفهم أمناً وحكما وقد فعله تبارك وتعالى وله الحمد والمنة ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة و خيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكاملها وأخذ الجزية من مجوس هجر ومن بعض أطراف الشام وهاداه هرقل والمقوقس وملوك عمان والنجاشي ملك الحبشة الذي تملك بعد النجاشي المسلم أصحمه رحمه الله وأكرمه ثم تولى أبو بكر الصديق فلمّا شعث ما وهى بعد موته صلى الله عليه وسلم فمهد الجزيرة العربية وفتح طرف من فارس بقيادة خالد بن الوليد وفتح بصرا ودمشق و حوران بقيادة أبي عبيده رضي الله عنهم أجمعين ،وألهم الله الصديق أن يستخلف عمر بن الخطاب الذي قام من بعده قياماً تاماً فتم في أيامه فتح الشام ومصر وأكثر إقليم فارس وتقهقر كسرى إلى أقصى مملكته وفر قيصر إلى القسطنطينية وأُنفقت أموالهم في سبيل الله ثم امتدت دولة عثمان إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها ففتحت المغرب من ناحية المحيط ومن ناحية المشرق مدائن العراق وخرسان والأهواز وقتل المسلمون الترك مقتلة عظيمة جداً وخذل الله ملكهم خاقان فها نحن ((يقول ابن كثير في وصفه)) نتقلب في ما وعدنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فنسأل الله الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم والقيام بحكمه على الوجه الذي يرضيه عنا فالصحابة رضي الله عنهم لما كانوا أقوم الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأوامر الله عز وجل وأطوعهم له كان نصرهم بحسبهم ولما قصر الناس بعدهم في بعض الأوامر نقص ظهورهم يعني تفوقهم وانتصارهم نقص بحسبهم
ملكنا هذه الدنيا القرون وأخضعها جدود خالدون
وسطرنا صحائف من ضياء فما نسى الزمان وما نيسنا
وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرون
وأصبح لا يرى في الركب قومي وقد كانوا أئمته سنينا
وقد آلمني وآلم كل حرٍ سؤال الدهر أين المسلمون
ترى أن يرجع الماضي فإني أتوق لذلك الماضي حنينا
لابد أن يرجع لان الله سبحانه وتعالى قال )إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51) فالنصر للمسلمين ولابد منه لأنهم المتقون قال الله تعالى ).. وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128)
والله عز وجل قد أهلك القرون من قبلنا من الكفار وسيهلك هؤلاء ولابد )إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (الطارق) ويمكرون هؤلاء النصارى واليهود وغيرهم اليوم من المجوس والهندوس ).. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (لأنفال:30)
هؤلاء ستباد قراهم ويزول ملكهم لان الله عز وجل قال )وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً) (الطلاق) كم مليون من الكفار قتل في الحر ب العالمية الثانية خمسين مليون وكم دمر من مدنهم وكم سقط دولهم كثير جدا ما مضى زمن طويل عليها والله قادر على تدميرها مرة أخرى وإهلاك الملايين الكثيرة من هؤلاء الكفار فقد أرانا الله عما قريب آيات بهم وسيرينا آيات بمشيئته سبحانه وتعالى.
هؤلاء أيها الأخوة ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله كما يحدث اليوم بوضوح شديد )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ..) (لأنفال:36) وهذه البشائر النبوية تتوالى في أحاديثه الصحيحة صلى الله عليه وسلم ويقسم على ذلك فيقول : [ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله ] وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن انتشار دينه في العالم فقال : [ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عز يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر] حديث صحيح رواه الإمام أحمد رحمه الله . وقال صلى الله عليه وسلم [إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ] زوى يعني : ضم وجمع فإذا حدث أحد بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قارة استراليا وقارة أمريكا فلا تكذبه لأنه قال : إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها . أطلع عليها كلها صلى الله عليه وسلم وأخبر بأن ملك أمته سيبلغ المشارق والمغارب وهذا لم يحدث بعد فلماذا لا نتعبد أيها الأخوة ربنا بالتصديق بوعده ونتقرب إليه بالتصديق بوعده وبوعد النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وهو الذي بشرنا بفتح روما بعد فتح القسطنطينية وسئل عليه الصلاة والسلام أي المدينتين تفتح أولاً فقال صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً وهو الذي أخبرنا أنه سيكون بعده صلى الله عليه وسلم خلافة على منهاج النبوة ثم يكون ملك عاضاً ثم ملك جذرياً ثم تكون خلافة على منهاج النبوة وهذا لم يأتي بعد ومن المبشرات العظيمة إن الله لا يترك دينه بدون مجددين وكل ما خبا هذا الضوء وخفت أعاده الله للوهج مرة أخرى بهؤلاء العظماء الذين يحيون السنة ويميتون البدعة ويوقدون أنوار التوحيد ويطفئون نيران الشرك.
قال صلى الله عليه وسلم:( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) حديث صحيح فيحيون ما أندرس مما بلي وذهب ويرجعون الناس بالعمل بالكتاب والسنة بل إن هناك طائفة منصورة لا يمكن أن يخلو منها الزمان قال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) وفي رواية لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم وفي رواية ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل أخرهم المسيح الدجال] فهذه الطائفة موجودة مستمرة وقد توجد في بعض الأرض دون بعض وفي بعض البلدان دون بعض ولكنها موجودة منهم العلماء والمجاهدون والزراع والصناع يكونون في قطاعات عريضة من المجتمع إنها طائفة منصورة بالحق ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الأمة لا تخلو من الخير قال صلى الله عليه وسلم : [مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره] حديث صحيح رواه الإمام أحمد رحمه الله . قد يقول قائل نحن الآن من أين لنا الفرج وقد طبق الأرض ظلم هؤلاء الكفرة وعم الفساد في البلاد والذل للعباد بما حصل من هذا الطغيان الذي نراه اليوم من أولئك الكفرة بأسلحتهم العظيمة وقدارتهم الاقتصادية الضخمة وأعدادهم الهائلة ؟ فنقول إن الله على كل شيء قدير والله لا يخلف الميعاد وإن غداً لناظره لقريب وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم فيما أخبرنا بأن عيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان وقد قال الله : )وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ ..) (الزخرف:61) وإنه لعلم لساعة يعني : آية فيكون قبل قيامها نزول عيسى بن مريم من قبل يوم القيامة والذي نفسي بيده يقول صلى الله عليه وسلم : [ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد][ كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم (يلبي) بفج الروحاء ( وهو الطريق بين الجبلين منطقة قريبة من المدينة ) حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما ] هذا الرجل وصفه صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً لكي نعرفه إذا نزل وأوصانا بوصية إذا أدركناه فما هو الوصف وما هي الوصية ؟ يقول : وإنه نازل فأعرفوه يعني عيسى بن مريم ، كل واحد يتأكد في الوصف ويعرف وصف عيسى لأنك لا تدري يمكن أن تدركه ، هو رجل مربوع معتدل القامة إلى الحمرة والبياض لون بشرته عليه ثوبان ممصران فيهما صفرة خفيفة كأن رأسه يقطر إن لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعوا الناس إلى الإسلام ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام إذاً لا بوذية ولا نصرانية ولا اشتراكية ولا شيوعية ولا أي ملة أخرى غير الإسلام كلها تفنى طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في الإنبات حتى ولو بذرت حبك على الصفا وهو الحجر الأملس الصخر الأصم الذي لا ينبت شيئاً ولا يعلق به البذر نبت ، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ، ولا تشاح ، ولا عداوة ، ولا تحاسد، ولا تباغض . طيب أين البراء أليس من عقيدتنا الولاء والبراء فكيف يكون لاعداوة لأنه لا يوجد في الأرض كفاراً أصلاً حتى نعاديهم. كل سكان الأرض مسلمون فإذا قال لك إنسان : هل سيكون هناك سلام عالمي ؟ فتقول : نعم. متى؟ في عهد عيسى عليه السلام أما على أيدي هؤلاء الكفرة لا يوجد سلام .
أما أين ينزل قال صلى الله عليه وسلم : ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق والنبي صلى الله عليه وسلم بشرنا برجل آخر سيخرج ويقود الأمة وهو المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة . ما معنى يصلحه الله في ليلة ، يقول ابن كثير: في البداية والنهاية : يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك إذا هو لا يكون رجلاً صالحاً سيهديه الله في ليلة , ولذلك سمي بالمهدي هذا من آل البيت النبوي هذا الرجل يؤم المسلمين في الصلاة وفيهم عيسى تكرمة من الله لهذه الأمة .
وما هي الوصية التي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بها في شأن عيسى قال : من أدرك منكم عيسى بن مريم فليقرئه مني السلام سيتجه عيسى والمهدي كلا هما يقودان المسلمين لحرب الدجال وعيسى عندما ينزل يكون المهدي قد سوى صفوف المسلمين للصلاة فيؤمهم مع عيسى عليه الصلاة والسلام . وعند نزول عيسى ينزل بين جناحي ملكين لا يحل لكافر يجد ريحه إلا مات . ما هي المساحة إلى يجد الكفار فيها ريح عيسى إذا نزل في دائرة نصف قطرها كم ؟ الجواب قال صلى الله عليه وسلم : فلا يحل لكافر يجد ريحه إلا مات ونفسه وينتهي حيث ينتهى طرفه (مد البصر) مد بصر عيسى نصف قطر دائرة أي الكافر فيها سيموت إذا نزل وهذا إئذانا بأن التغيير سيكون شامل وأن الكفار سيغيبون عن ظاهر الأرض . وإمامهم رجل صالح أي المسلين فبينما إمامهم قد تقدم بهم إذ نزل عيسى بن مريم عليهم الصبح إذا الصلاة ستكون صلاة الفجر فرجع إمامهم لان عيسى نبي فرجع من هو دونه يمشي القهقره ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول : تقدم فصلي فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف (أي من صلاة الفجر) قال : عيسى افتحوا الباب فيفتحونه ووراءهم الدجال (الكلام هذا في الشام أرض فلسطين) معه سبعون ألف يهودي أي الدجال كلهم ذو سيف محلى وتاج، فإذا سيكون هناك قتال بالأسلحة القديمة فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا فيدركه عيسى عند باب لدٍ الشرقي (وباب لد معروف موجود في فلسطين ) فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به اليهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا شجر ولا حجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال ذلك الشيء الذي يختبئ وراءه اليهود يا عبد الله هذا يهودي فتعال فأقتله .
إما صفة المهدي ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : المهدي مني أجلى الجبهة أي منحسر شعره عند مقدم رأسه ، أقنى الأنف طويل مستدق في آخره ، يملا الأرض صدقا وعدلاً كما ملئت جورا وظلماً يملك سبع سنين وإذا رأيت اليوم الأرض ممتلئة بالظلم فلا تحزن كثيرا لأن الظلم سيتبعه عدل ولا بد بل إن امتلاء الأرض ظلماً توطئة لظهور الفرج فقد قال صلى الله عليه وسلم : [لتملأن الأرض جورا وظلما] هو أخبر بخبر سيقع وهناك من الكفار من هو الآن مستعد أن يملئها ظلماً وجوراً ويعمل على ذلك وإذا ملئت جوراً وظلماً اشتد الخطب وعظم وتعسرت الأمور وطال الليل يأتي الفجر فإذا ملئت جوراً وظلماً يبعث الله رجلاً مني اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملئها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها، والأرض شيئاً من نباتها، هكذا إذا سيكون الأمر ولا تنقضي الأيام ويذهب الدهر حتى يملك هذا الرجل وينزل عيسى عليه السلام وتكثر الماشية وتخرج الأرض نباتها ويوزع المال يحثا حثيا ولا يعد عدا وتخرج الأرض كل ما فيها من البركات ويكون المال كدود مجتمع يفيض عن حاجة الناس حتى يزهد فيه أناس من كثرته ويستظلون بقحف الرمانة ويكفي حلب شاة القبيلة من الناس.
ستكون هناك هزيمة شنيعة جدا لليهود كما أخبر صلى الله عليه وسلم وهزيمة قبلها للنصارى هزيمة عالمية ضخمة جدا في معركة تقوم بين المسلمين وبين هؤلاء عباد الصليب يقول صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق)( هذه موضع قريب من بلدة حلب في سوريا وقريب من الحدود التركية السورية) ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة قيل من المدينة القريبة وقيل من قبل المدينة النبوية من خيار أهل الأرض يومئذٍ فإذا تصافوا للقتال معناها القتال سيكون الطريقة القديمة قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبو منا نقاتلهم (يعني هناك نصارى أسلموا ودخلوا في المسلمين) فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا (فالمسلم أخو المسلم ولا يسلمه ولا يخذله) فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتل ثلث وهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً بعد معركة مرج دابق ستسقط القسطنطينية غير القسطنطينية التي فتحها محمد الفاتح العثماني هذا الفتح سيكون بدون سلاح كيف ؟ إنه سيفتح بالتهليل والتكبير فقال صلى الله عليه وسلم : [سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر القسطنطينية لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألف من بني إسحاق ] والمحفوظ من بني إسماعيل العرب والمسلمون فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبها الذي في البحر ثم يقولون الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ (المنادي) وأصلاً يصرخ الشيطان إن الدجال قد خرج حتى لا يتهنأ المسلمون بالفتح يكدر عليهم وهم مجاهدون فيتركون ما بأيديهم من أموال وينفضون ويتوجهون لقتال الدجال وفي الطريق بعد ذلك يظهر الدجال حقيقة لكن من قبل صراخ الشيطان كان كذب فقال : إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون.
فإذاً دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن النصر للإسلام والمستقبل للمسلمين وأن القوة ستأتي للمسلمين في النهاية وأن الخلافة على منهاج السنة سيكون وأن عيسى سينزل والمهدي سيظهر وأن اليهود سيهزمون والنصارى سيهزمون وأن الإسلام سيطبق الأرض كل هذه حقائق لا يمكن الشك فيها .
ومن المبشرات أن أعداءنا يرشحون هذا الدين للهيمنة والمفكرون منهم يظنونه فعلاً دين سيسيطر وهم يحسبون له ألف حساب وأنهم يفكرون فعلاً بقلق شديد للمستقبل.
فيقول بن قورون اليهودي : إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العرب الإسلامي محمد جديد طبعاً لن يخرج محمد جديد لأن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين لكن سيظهر مجددون وقادة.
وقال نورس برانو: وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام وقدرته في التوسع والإخضاع وفي حيويته المدهشة .
وقال هنوت الفرنسي : لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا وجاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر.
وقال البير سو لدور : إن المسلم الذي نام نوم عميقاً مئات السنين قد استيقظ وأخذ ينادي هذا أنا لم أمت أنا أعود للحياة لا لأكون أداة طيعة تسيرها العواصم الكبرى ربما يعود اليوم الذي تصبح بلاد الفرنج مهددة بالمسلمين يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية في الوقت المناسب لست متنبئ لكن الإمارات الدالة على هذه كثيرة ولا تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقفها .
وكذلك قال البرتغالي بلا زار : إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حينما يغيرون نظام العالم فقال له أحدهم لكن المسلمون مشغولون بخلافاتهم و تنازعا تهم فأجابه أخشى أ ن يخرج منهم من يوجه خلافاتهم إلينا .
ويقول جف المستشرق : إن المسلمين لا ينقصهم إلا ظهور صلاح الدين من جديد .
ويقول مروا بيرقر : يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب لأن قوة العرب تتصاحب دائما مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في قارة أفريقيا .
يقول آخر: إن العالم الإسلامي عملاق مقيد عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافا تاما فهو حائر قلق كاره انحطاطه وتخلفه وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أفضل وحرية أوفر لكن بعد ذلك سينفض غبار النوم والكسل ويقوم .
ويقول أشعي : يكون من شيئا من الخوف يجب أ ن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام
لهذا الخوف أسباب :
منها أن الإسلام منذ أن ظهر في مكة لم يضعف عددياً (لفت نظره أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم ينقص عدديا دائما في زيادة شيء غريب إن اتباعه يزدادون باستمرار)
ثم قال : من أسباب الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد
إن أكثر الواجهات العسكرية احتمالاً في المستقبل لن تكون بين المشرق والمغرب كما يقول هو راد فمن الألماني : ولكن الشمال والجنوب انتهت قضية شرق غرب صارت شمال جنوب فالإسلام هو العدو المتنامي المنتظر
إذاً أعداؤنا يعترفون بقوة ديننا ويخشونه ويخافونه ويحسبون له حسابا وعندهم دراسات تحليلات كاملة تنبئهم بأن المسلمين سيأتون ولا بد من الأمور الأخرى التي نعتمد عليها إن المستقبل لنا والسفال لعدونا إن هؤلاء الكفرة الذين يسيطرون الآن إذ تأملنا حالهم ودققنا النظر فيه لوجدنا أنه لا توجد مصيبة ولا ذنب ولا معصية ولا كبيرة اقترفتها الأمم السابقة التي أهلكها الله إلا وقع فيها هؤلاء . والله عز وجل أهلك الأمم قبلنا لأنهم أشركوا وكفروا وزنوا وفعلوا الفواحش وطففوا المكيال والميزان إلى آخره أهلكهم فانظر كيف عاقبة المكذبين هذه عادة الله في الأمم فانظر كيف كان عاقبة المجرمين . وانظر كيف كان عاقبة المفسدين . وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها إذا لابد أن يقع عليهم على الجدد ما وقع على أسلافهم فقطع دابر القوم الذين ظلموا . أكفاركم خير من أولئكم . إذا أهلكنا أولئك سنهلك هؤلاء وللكافرين أمثالها . وحجارة قوم لوط قال تعالى ).. وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود:83)
فإذا نتأمل الأقوام الذين أهلكهم الله لماذا أهلكهم ونقارن بهؤلاء الذين وجد اليوم من الكفار لنستدل إهلاك هؤلاء على إهلاك هؤلاء لأنه إذا حصل السبب لابد من النتيجة فالله عز وجل أهلك الكفار من قديم لأنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ما فعله الجدد فعلوه اغتروا بأنفسهم
عاد قالوا من أشد منا قوة ، هؤلاء ما قالوا من أشد من قوة ما قالوا: نحن أقوى من أي قوة في الأرض . الله أهلك أقوام من قبل قال الله تعالى )أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:165) )إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ..) (لأعراف:81) واكتفى رجالهم برجالهم ونساؤهم بنسائهم ، الآن الفاحشة وإتيان الذكران ينتشر بكثرة حتى قننوا له القوانين ، فإذا أهلك الله أولئك فسيهلك هؤلاء .
قوم شعيب أنكروا على نبيهم إنه يلزمهم في أشياء في الأموال )..أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ..) (هود:87) نحن أحرار نتصرف في الأموال كما نشاء وهؤلاء يورثون القطط والكلاب ويتركون أبنائهم . ويقولون حرية نفعل في أموالنا ما نشاء والله عز وجل قال عن بعض الأقدمين )أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُون وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) (الشعراء) وهؤلاء يفعلون اليوم الشيء نفسه ويبطشون بجميع أنواع الأسلحة والله عز وجل قد أخبرنا عن قوم شعيب أنهم طففوا المكيال والميزان وقال لهم نبيهم : ).. أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ..) (هود:85) وهؤلاء ينهبون ثروات الشعوب يأخذون الخامات بأبخس الأثمان ويعودون ويصنعونها ويبيعونها عليهم بأغلى الأثمان ويدفنون النفايات في بلد هؤلاء الدول الفقيرة ثم يضعون الهرمونات والكيماويات والأشياء الضارة في الأشياء اللي يسوقونها في العالم تطفيف وبخس وإفساد في الأرض.
والله عز وجل قال للأقوام السابقين ).. وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (البقرة:60)
وهؤلاء يصنعون اليورانيوم المخصب ليهلكون الحرث والنسل تفسد الزراعة وتفسد الأجنة والأطفال والناس تموت والله عز وجل قال عن بعض الأقدمين )وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً ..) (لأعراف:86)
وهؤلاء اليوم يفعلون الشيء نفسه وأولئك )أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ..) (العنكبوت:29) أماكن الاجتماعات يأتون فيها بالمنكر هؤلاء قوم لوط وأهلكهم الله وهؤلاء يفعلون اليوم المنكر على العلن والملاء وفي المجتمعات التي يجتمعون فيها ، بل عندهم نوادي للعراة هؤلاء هم أوتوا قوة وفرجوا بها فبقي أن يحصل عليهم التسلسل التي حصل على أسلافهم ).. حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ..) (يونس:24) انظر إلى بعض بلدانهم الزراعة في تقدم الصناعة في تقدم القوة السلاح في تقدم )..حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ..) (يونس:24)
وقد يهلكهم الله بأن يسلط بعضها على )وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129) يسلط هذا الظالم على هذا الظالم وقد يهلكم بعذاب من عنده أو بأيدينا فتكون نهايتهم .
لنستعرض الآن ما وقع فيه هؤلاء القوم نحن الآن بعض المسلمين عندهم إحباط لأن الغرب قوي وسيطر وهيمن وتهديد ووعيد فنقول : لنتأمل ما عند القوم من بعض المخازي والمعاصي والآثام والفواحش والكفريات حتى نعرف هل هم مستحقين لعذاب الله وهل عذاب الله قريب منهم أم لا، لأن هذا يبشرنا أنهم إذا فسقوا وفتكوا وأجرموا لا بد أن الله سيهلكهم كما قتل منهم خمسين مليون في الحرب العالمية الثانية ودمر بيوتهم وبلدانهم على كفرهم سيهلكهم ولاشك ويبيد ويهلك عز وجل منهم
يقول محمد أسد : في كتاب السامع وكتاب مفترق الطرق يصف موقف المدنية الغربية من الله عز وجل يقول : إن المدنية الغربية لا تجحد الله البتة ولكنها لا ترى فائدة له في مجال فكرها الحالي إذا مثل قوم نوح ما لكم لا ترجون لله وقارا ما يعظمون الله ولا يرجونه ولا يخافون عذابه ولا يتبعون منهجه ولا يسألون عن دينه فعندهم استهزاء كامل لا يقيمون وزناً لشرع الله يعبدون المادة كما يقول أحدهم : إن الإنجليز إنما يعبدون البنك المركزي ستة أيام في الأسبوع وفي اليوم السابع يذهبون للكنيسة وعندهم قضية الكنيسة صليب يجتمعون حوله وشعار يرتبطون به ونزهة إلى الكنيسة أما عقائد منهج حياة ما فيه يعني أن هناك دين عندهم يمشون عليه منهج حياة لا يوجد شعارات والحان وبخور ويغطسون الأولاد في ماء وبركات القسيس الدين عندهم نشوة.
يتبع ...