أبـا حسـن أنت عين الإلـه وعـنوان قـدرته السامية
وأنت المحيط بـعلم الغـيـوب فهل عنك تعزب من خافية
وأنت مدير رحـى الكائـنات وعـلة إيـجـادها الباقية
لك الأمر إن شئت تنجي غـداً وإن شئت تسـفع بالناصية
ثانياً: موقفهم من توحيد الألوهية: فهناك نصوص متكاثرة تبين إشراكهم في الألوهية ومن ذلك:
أنهم جعلوا أي آية تنهى عن الشرك وتأمر بالتوحيد إنما تعني الأئمة وإنها تحذر من الإشراك في الإمامة. فمثلاً: قوله تعالى (لا تتخذوا إلهين أثنين إنما هو إله واحد) أي لا تتخذوا إمامين اثنين إنما هو إمام واحد. وقوله تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك)، أي لأن أشركت في ولاية علي ليحبطن عملك، وفي قوله (أأله مع الله) يقول المجلسي في بحار الأنوار "...أإمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد".
فركن الدين الأصيل عند الشيعة هو الإيمان بالإمامة، فلا تتحقق عبودية الله في الأرض إلا بالإقرار بالإمامة. يقول الحِلِّي: "إن الإمامة من جملة ما هو أعظم أركان الدين لا يثبت الإيمان بدونها"، وقد روى الكليني في الكافي 1/67 بسنده عن أبي جعفر قال: "بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية -".
ثالثاً: أصل قبول الأعمال هو الولاية (ليس الإخلاص لله):
فإذا جاء الإنسان بولاية أهل البيت قبل عمله مهما كان، وإذا لم يأت بها فإن عمله مردودٌ مهما كان، ولذلك قالوا في كل كتبهم بلا استثناء: "لو جاء الواحد بعمل سبعين نبي ولم يأت بولاية أئمة آل البيت أكبه الله على وجهه في سقر".
أما في قوله تعالى (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة)، فيقولون: "إنه من يشرك في الإمام فقد حرم الله عليه الجنة"، ويقولون: "لو أن عبداً عبد الله تعالى منذ خلق السموات السبع والأرضين السبع بين الركن والمقام إلى قيام الساعة ولم يأت بولاية آل البيت فإن الله سيحرمه الجنة ويدخله النار"، ويقولون: "إن الإنسان لو جاء بعمل يهودي أو نصراني ومعه ولاية آل البيت أدخله الله الجنة".
رابعاً: الأئمة هم الواسطة بين الحق والخلق:
وهذا تأصيل لمسألة الشرك فإن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتقرب إليهم فقد كفر إجماعاً، وقد حكى الإجماع غير واحد من أهل العلم كابن تيمية في الفتاوى 1/124، فالأئمة عندهم هم حجب الرب والوسائط بينه وبين الخلق كما نص على ذلك المجلسي في بحار الأنوار 23/97. وتأكيداً لهذا المبدأ العقدي الشركي جاء بروايات كثيرة جداً عند أئمتهم. مثل رواية (بِنا عُبد الله وبِنا عُرف الله وبِنا وُحِّد الله) وفي نص آخر أن الأئمة هم الشفاء الأكبر والدواء الأعظم لمن استشفى بهم.
خامساً: عبادة القبور:
فالشيعة يضاهئون غلاة الصوفية في عبادة القبور وربما فاقوهم ولهم مؤلفات كثيرة منتشرة في كل مكان. مثل مؤلفاتهم التي يسمونها "مناسك حج المشاهد". فهناك منسك خاص لمن يريد زيارة قبر الحسين أو قبر الحسن أو فاطمة ويشرحون في هذه المؤلفات طقوساً كثيرة. بل ويجعلون قصد هذه المشاهد أفضل من الحج الأكبر لبيت الله الحرام ولذلك يقولون: "من زار قبر الحسين في يوم عاشوراء كتب الله له أجر ألف ألف حجة"، ومن أطرف الطرائف أنَّ من لم يستطع الحج إلى قبر الحسين يقف في سطح بيته ويتجه إلى القبر ثم يصلي في اتجاه القبر يكتب له بذلك عشرون حجة.
سادساً: إشراكهم في الحكم والتحاكم:
فشرك التشريع جليٌ واضحٌ عند الشيعة، فالإمام يملك ما يشاء ويحرم ويحلل ما يشاء ويقضي كيف شاء، ولا شك أن في هذا شبهٌ بعقيدة اليهود، فالأحبار والرهبان هم المشرعون قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله).
سابعاً: عقيدتهم في الأسماء والصفات:
فالشيعة ملحدون في الأسماء والصفات إلحاداً ما بعده إلحاد ويكفي أن نشير في هذا الباب إلى عقيدة البداء، وهي عقيدةٌ تَنسِب الجهل والنسيان إلي الله تعالى، ويعنون بالبداء أن الله يفعل الشيء ويقضيه فيظهر وينكشف له غير الذي فعل وقضى ويرى رأياً جديداً فيعدل عن فعله الأول وهذا من أصول عقائد الشيعة فقد جاء في الكافي 1/146: "ما عُبد الله بشيء مثل البداء وما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء، ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه"، وأصل هذه العقيدة يهودي أدخلتها السبيئة في عقائد الشيعة، فقد جاء في العهد القديم أن الله ندم على إغراق قوم نوحٍ بالطوفان لأنه بدا له الخطأ الذي ارتكبه عند الغضب، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ثالثاً: موقف الشيعة من الصحابة:
يقوم دين الشيعة على السب والطعن واللعن والتكفير للصحابة رضوان الله عليهم، ولم يسلم منهم إلا قليل لا يتجاوز الثلاثة في معظم الروايات. روى الكليني في الكافي عن أبي جعفر الصادق: "كان الناس أهل ردةٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي.
أما الشيخان أبو بكر وعمر فلهما عند الشيعة أكبر الحظ والنصيب من الشتم والسب واللعن ولا أدل على ذلك من الدعاء الذي يلتزمونه في صلواتهم دعاء جبتي وصنمي قريش، فقد جاء في كتاب تحفة العوام لمؤلفه مقبول منظور حسين نص هذا الدعاء وهو طويلٌ جداً وإليك بعضه: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد وآل محمد اللهم العن صنمي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما الذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وأحبا أعدائك ... إلي أن يختموا الدعاء بقولهم أربع مرات: اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار". وقد صدق عليهم قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سُئلت اليهود: من خير أهل ملّتكم؟ قالوا: أصحاب موسى. وسُئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى. وسُئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أمروا بالاستغفار لهم فسبَوهم". فالشيعة لم يتبعوا في صنيعهم هذا كتاب الله تعالى, ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لم يسبقهم إلى جرمهم هذا أحد فلقد فاقوا اليهود والنصارى كما نبّه شيخ الإسلام فيما سبق. وفي هذا الزمان ازداد خطر الشيعة وتفاقم شرهم في غفلة من أهل السنّة وعدم انتباه منهم لهذه الموجة الفكرية الشرسة وإليك بعض أقوالهم في الصحابة:
قال التستري - من كبار علمائهم -: "كما جاء موسى للهداية وهدى خلقاً كثيراً من بني إسرائيل وغيرهم فارتدوا في أيام حياته ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون (ع), كذلك جاء محمد صلى الله عليه وسلم وهدى خلقاً كثيراً, لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم". [من كتاب إحقاق الحق للتستري ص 316]. يزعم الشيعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يعتقد إن رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم ساحر وليس رسولاً نبياً: فقد روى الصفار والقمي والمفيد -من الشيعة- بأسانيدهم الشيعية عن خالد بن نجيح قال: "قلت لأبي عبد الله، جعفر الصادق: جُعلت فداك. سمى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر: الصديق؟ قال: نعم. قال: فكيف؟ قال: حين كان معه في الغار، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة. قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وإنك لتراها؟ قال: نعم. قال: فتقدر أن ترينيها؟ قال: أدن مني. قال: فدنا منه، فمسح على عينيه، ثم قال: انظر. فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر، ثم نظر إلى قصور المدينة، فقال في نفسه: الآن صدَقت أنك ساحر. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديق أنت". أما في عمر الفاروق فيقولون قولاً عظيماً، يزعم الشيعة أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان كافراً يبطن الكفر ويظهر الإسلام. ويزعمون أن كفره مساو لكفر إبليس إن لم يكن أشد منه. قال المجلسي - شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين - في كتابه جلاء العيون ص 45: "لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر. فلعنة الله ورسوله عليه ، وعلى كل من اعتبره مسلماً، وعلى كل من يكف عن لعنه". ويا ليتهم وقفوا عند هذا الحد بل جاءوا بفرية لا يجرؤا أن يقولها فسقة المجرمين في أبي جهل يزعمون أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال. ولم يكتف الشيعة بهذا التلميح، بل تعدوه إلى التصريح، إذ صرحت بعض رواياتهم أن عمر رضي الله تعالى عنه كان ممن ينكح في دبره. فهذه الروايات غيض من فيض. انظر الأنوار النعمانية للجزائري 1/63، وانظر الصراط المستقيم للبياضي 3/193 ونفحات اللاهوت للكركي، وبحار الأنوار للمجلسي، ورجال الكشي للكشي. أما عثمان رضي الله عنه فموصوف عندهم بأنه زانٍ مخنث، همّه بطنه وفرجه ، ويطلقون عليه اسم نعثل وذكروا أنه من أسماء ذكور الضباع، وزعموا أنهم إنما أطلقوا عليه هذا الاسم لأوجه الشبه بينه وبين ذكر الضباع، فذكر الضباع - كما زعموا - "إذا صاد صيداً قاربه - جامعه - ثم أكله"، "وعثمان رضى الله عنه أُتي بامرأةٍ لتحدَّ فقاربها - جامعها - ثم أمر برجمها"، وزعم الشيعة أيصاً أن عثمان بن عفان رضى الله عنه كان منافقاً يظهر الإسلام ويبطن النفاق، قال نعمة الله الجزائري الشيعي في كتابه الأنوار النعمانية 1/81: "عثمان كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق"، وقال الكركي في نفحات اللاهوت: "إن من لم يجد في قلبه عداوةً لعثمان، ولم يستحل عرضه،ولم يعتقد كفره، فهو عدو لله ورسوله كافر بما أنزل الله". أما عائشة رضي الله عنها فقد طعنوا في عرضها وزعموا أن لها باباً من أبواب النار تدخل منه، ومن أبشع ما قالوا أن قول الله تعالى: (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين)، مثل ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما وقد فسر بعضهم الخيانة بارتكاب الفاحشة - والعياذ بالله تعالى -، قال القمي في تفسير هذه الآية: "والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة وليقيمن الحد على عائشة فبما أتت في طريق البصرة وكان (طلحة) يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: "لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة".
رابعاً: عقائد متنوعة:
[1] عقيدة الطينة: وهذا سطرها الكليني في الكافي، باب في طينة المؤمن والكافر وهي عقيدة مخترعة القصد منها إضفاء صبغة العلو والرفعة للشيعة على سائر الخلق، وقد أشبهوا اليهود أيضاً في هذا يوم أن قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه .وهي تنص على أن الله تعالى لما أراد أن يخلق آدم أخذ من أعلى طينة الجنة قطعة، ومن أسفل طينة الجنة قطعة وأخذ من أعلى طينة النار قطعة ومن أسفل طينة النار قطعة ثم عجبت وخلق منها آدم ثم الخلق - أي تناسل آدم ونسله - فمن أعلى طينة الجنة خلق الأئمة من آل البيت ومن أسفل طينة الجنة خلق أتباعهم من الشيعة، ومن أعلى طينة النار خلق أئمة الجور ومن أسفل طينة النار خلق أتباع أئمة الجور. فإذا عمل الإنسان خيراً عاد الخير لأصله، وإذا عمل شراً عاد الشر لأصله وفي يوم القيامة عمل أهل السنة من الصالحات يعود إلى الشيعة وسيئات الشيعة تعود إلى أهل السنة.
[2] عقيدة التُقية: وهي كما يعرفها المفيد أحد أئمتهم بقوله: "التقية كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا" وعرفها آخر بقوله: "التقية أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد". والتقية عند الشيعة هي تسعة أعشار الدين، وهي تعني الكذب وتنقسم التقية إلي أثنين: تقية خوف وتقية مدارة. روى الكليني في الكافي 2/224: "إن التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له وإن المذيع لأمرنا كالجاحد له" وجاء في الكافي أيضاً 2/371: "مذيع السر شاكٌ وقائله عند غير أهله كافر".
[3] عقيدة الغيبة: وهي من العقائد الأساسية عند الشيعة، فالأرض لا تخلوا من إمام لحظة واحدة ولو بقيت الأرض من غير إمام لساخت، ولو أن الإمام رفع ساعةً لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله، وهذا منصوص عليه في الكافي 1/179، ولنا أن نسأل أين إمام الشيعة اليوم؟؟ فيجبون على ذلك أن الإمام الثاني عشر غاب في سرداب سامراء، واختفى فيه، ويعللون سبب غيبته أنه يخاف القتل.
[4] عقيدة الرجعة: وتعني رجعة كثير من الأموات إلي الدنيا قبل يوم القيامة والراجعون إلى الدنيا كما يعتقدون فريقان: أحدهما من علت درجته في الإيمان والآخر من بلغ الغاية في الفساد، وزمن الرجوع هو عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلام، والغرض من الرجعة عندهم هو انتقام المهدي ومن معه من أعدائهم وعلى رأس الأعداء حسب معتقدهم خليفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه وحبيباه وصهراه، وللشيعة روايات وحكايات كثيرة في عقيدة الرجعة وقد نص ابن بابويه القمي في كتابه من لا يحضره الفقيه: "ليس منِّا من لم يؤمن بكرّتنا" ويقول الحر العاملي: "إنَّا مأمورون بالإقرار بالرجعة واعتقادها وتجديد الاعتراف بها في الأدعية والزيارات ويوم الجمعة وكل وقت كما أننا مأمورون بالإقرار في كثيرٍ من الأوقات بالتوحيد والنبوة".
[5] أعياد الشيعة: للشيعة أعياد كثيرة، ومن أعظمها عيد (بابا شجاع الدين)، وهو لقب لأبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فهم يحتفلون به ويفرحون ويهزجون، ويوافق ذلك يوم 9 ربيع أول.
كذلك عيد غدير خم، وهو عيدٌ يوافق يوم الثاني عشر من ذي الحجة يفضلونه على عيدي الفطر والأضحى، ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليوم عندهم سُنّة مؤكدة، وهو اليوم الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فيه بالخلافة لعلي.
[6] عقيدة المتعة: ترى الشيعة أن متعة النساء خير العادات وأفضل القربات. مستدلين على ذلك بقوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة)، ويزعمون أن الله تعالى أحلَ لهم المتعة عوضاً عن المسكرات جاء في الروضة من الكافي ص 151 عن محمد عن مسلم عن أبي جعفر قال: "إن الله رأف بكم فجعل المتعة عوضاً لكم من الأشربة". وفي وسائل الشيعة 14/438 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إن الله تبارك وتعالى حرَّم على شيعتنا المسكر من كل شراب وعوّضهم من ذلك المتعة".
وهذا باطل من عدة وجوه:
(1) نزول هذه الآية الكريمة إنما هو في النكاح الصحيح، وأنها جزء من آيات في سورة النساء تحدثت عما حرّم الله جل جلاله وأحلّ من النساء، فقال جل وعلا: (حُرِّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعمّاتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمّهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم ..) إلى قوله عز وجل: (إن الله كان عليماً حكيماً).
(2) إن المتمتع بها عند الشيعة ليست بزوجة ولا ملك يمين، وذلك إنهم يقولون: إنها ليست من الأربع لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة، لما رواه الكليني في "الفروع من الكافي" (2/43)، والطوسي في "التهذيب"(2/188)، و"الاستبصار"(3/147)، والحر العاملي في "وسائل الشيعة" (14/446) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في المتعة : "ليست من الأربع لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة" . وفي رواية أخرى عن أبي بصير قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المتعة: أهي من الأربع؟ فقال: لا، ولا من السبعين. وفي رواية زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرت له المتعة أهي من الأربع؟ فقال: تزوج منهن ألفاً فإنهن مستأجرات.
(3) جواز التمتع بالمتزوجات: لا يوجد في دين من الأديان ولا في مذهب من المذاهب نص يبيح للرجل أن يتزوج امرأة متزوجة إلا في مذهب مزدك وماركس؛ وذلك لشيوعية الجنس وإباحيته عندهما. لأن ذلك من الرذائل التي لا ينبغي للإنسان إتيانها. قد تعجب أخي القارئ إن ذكرت لك أن الدين الشيعي يبيح ذلك وينصح أتباعه بإتيانه وهذا منصوص عليه في كتبهم ففي كتاب الوسائل ج 14 ص 457 عن فضل مولى محمد بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: "إني تزوجت امرأة متعة!! فوقع في نفسي أن لها زوجاً ففتشت عن ذلك فوجدت لها زوجاً؟ قال: "ولم فتشت؟".
وعن مهران عن محمد عن بعض أصحابه (؟!) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له: إن فلاناً تزوج امرأة متعة؟! فقيل له : إن لها زوجاً فسألها . فقال أبو عبد الله عليه السلام: ولم سألها؟ فإمام الشيعة المعصوم استنكر تفتيش الشيعي عن بعل المتمتع بها لأن ذلك جائز في الدين الشيعي وما دام الأمر كذلك فالبحث والسؤال منهي عنه.
أيها الأخوة المؤمنون:
لقد حرّم الإسلام هذا الزواج الذي تشترط فيه مدة محددة، لكن وللأسف الشديد فإن نكاح المتعة من المسائل التي كثر القيل والقال حولها في أيامنا هذه، لا سيما بعد أن غزا الشيعة الرافضة بكتبهم وأدبياتهم الفجة دُور أهل السنة، وضمنوا تلك الكتب الدعوة الصريحة إلى الزنا والفاحشة باسم "نكاح المتعة" , مسوَغين ذلك لدواعي الضرورة تارةً ، وبحجة تدريب الشباب على النكاح تارةً أخرى ..و..و...و....واستغلوا هذا الموضوع للطعن في أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه, بادعائهم أنه هو الذي حرَمها بعد أن كانت حلالاً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً. وقد تلقف هذه الدعوة وتولى كبرها من يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فلبّسوا على كثير من شباب هذه الأمة وفتياتها لا سيما في القطاع الجامعي المختلط حتى غدا أمر الحمل في وسط الطالبات الجامعيات شائعاً ففاحت رائحة العار وأزكمت بنتنها الأنوف فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وختاماً. . قبل أن نرفع القلم عن هذا الموضوع نقول لقد كان الأحرى بالشيعة وهم اليوم ينشطون في الدعوة للتقارب مع أهل السنة أن يبدءوا بإزالة تلك العوائق الكامنة في أصول مذهبهم ما دامت لهم رغبة في الالتقاء مع الأمة، وكلمة أخيرة نهمس بها في أذن أهل السنة فنقول: إن مجرد إطلاق القول بأنه لا خلاف بين الطائفتين لا يؤدي إلي الغرض المنشود في التقارب وتحقيق ما يؤمله المسلمون في الألفة والوحدة.
هذا وربنا الرحمن المستعان إن أردنا الإصلاح ما استطعنا وما توفقينا إلا بالله عليه توكلنا وإليه ننيب.
المراجع:
(1) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
(2) الفصل في الملل والأهواء والنحل: لابن حزم.
(3) مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة: للدكتور ناصر القفاري.
(4) أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب: أبو محمد الحسيني.
(5) الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن: لمحمد عبد الرحمن السيف.
(6) الشيعة والمتعة: نظام الدين محمد الأعظمي.
(7) أوائل المقالات: للمفيد.
(8) أشرطة حقيقة: إبراهيم الفارس.
المشكاة