أهمية تعلم اللغات والثقافات
أصبح تعلم لغة إلى جانب اللغة الأولى/الأم ضرورة من ضرورات هذا العصر. لهذا اتجهت أنظار التربويين و الإداريين و السياسيين، بالإضافة إلى أولياء الأمور إلى التأكيد بل و التشديد على ضرورة و أهمية تعلم اللغات. و بإلقاء نظرة فاحصة على السياسات التربوية في بلدان مختلفة حول العالم، نجد اهتماما متزايدا بتعليم اللغات في مراحل عمرية مختلفة. فمثلا اتجه الاتحاد الأوروبي إلى تدريس لغتين أجنبيتين إلى جانب اللغة الأولى/الأم منذ مراحل عمرية مبكرة.
و هنا يطرح السؤال نفسه: ما أهمية تعلم اللغات في عالم اليوم؟ و منه تتمخض تساؤلات أخرى هي: لماذا هذا الاهتمام بإضافة لغات أجنبية في المناهج التربوية بالعديد من البلدان الغربية؟ لماذا يتجه العالم اليوم إلى تعلم اللغة الانجليزية بشكل خاص؟
و للإجابة على هذه التساؤلات، يبدو من الضروري إيضاح الفوائد و الميزات التي يتحصل عليها متعلم أي لغة أجنبية من أجل إيضاح مدى أهمية تعلم اللغات أولا و أهمية تعلم اللغة الانجليزية ثانيا.
أثبتت التجارب العلمية أن تعلم و استعمال اللغات الأجنبية يعود على الفرد و المجتمع بفوائد تربوية و ثقافية و شخصية و اقتصادية و سياسية جمة. فمن الناحية التربوية، أثبتت التجارب أن تعلم لغة أجنبية منذ الصغر و بالتحديد في العمر ما بين 4 – 5 سنوات يفيد الطفل في القراءة والكتابة بلغته الأولى. كما أن هناك دلائل على أن تعلم اللغات في أعمار مبكرة يسهم على نحو فعال في تطور ذكاء و فهم الطفل و أيضا يطور نتائجه الدراسية على نحو ملموس. هذا و قد ثبت أن هناك ارتباط بين ثنائية اللغة و القدرات اللغوية و المكانية للفرد. كما أنها تعطي الطفل مرونة في التفكير و حساسية أكبر للغة و قدرة أفضل على الاستماع.
أما من الناحية الثقافية، فتجربة تعلم لغة يمكن أن تشبه برحلة استكشاف. فاللغة الجديدة تفتح للفرد أبواب ثقافات و حضارات لم يعرف عنها. فهي الوسيلة التي تسمح للفرد للوصول إلى الثقافات الأخرى و بالتالي تأخذ الحياة بعدا جديدا. فالشعوب تعرف عن نفسها و ثقافاتها عن طريق اللغة. و بالتالي يمكن إيجاز هذه الفوائد في النقاط التالية:
· تعلم لغة أخرى يبعد المرء عن التوجه العقلي و الفكري المتشدد و يعرضه إلى عادات و تقاليد مختلفة.
· تعلم لغة أخرى يؤدي إلى اتساع آراء المرء عن العالم لتضم فهم أعمق لكيفية تفكير الآخرين.
· تعلم لغة أخرى أيضا يوسع فهم و من ثم عطف و رحمة الفرد للثقافات الأخرى و تتحول هذه المشاعر إلى أداة جبارة لمواجهة النمطية و التعصب.
و تتحد الفوائد الاقتصادية و السياسية في كونها فوائد تعود على المجتمع بالخير الكثير. فاللغة ستسمح للمجتمع بالاتصال و التشاور مع سياسيون و اقتصاديون من مجتمعات أخرى لتحقيق تفاهم اقتصادي و سياسي يعود على الفرد و المجتمع بأوجه عديدة من النفع. كما أنها ستسهم في رفع مكانة المجتمع بين دول العالم و رقيه.
أما الفوائد الشخصية فتتمثل في أن تصبح مقدرة الفرد في الاتصال و التواصل مع الآخرين أفضل كما أنها تفتح له أبوب مختلفة من فرص العمل. إلى جانب ازدياد الثقة بالنفس و فرص الدراسة في دول مختلفة حول العالم.
و من هنا نستنتج أن العالم اليوم يتجه إلى تعلم اللغات لما لها من ميزات ترقى به إلى السمو و الإبداع و التواصل. و لكن لماذا هذا الاتجاه العالمي إلى تعلم تعليم اللغة الانجليزية تحديدا و من بين كل لغات العالم؟ مع أنها إحدى اللغات المنتشرة حول العالم ، إلا أن أهميتها لم تأتي من كونها اللغة المنطوقة من قبل عدد كبير من البشر بل بطرق ووسائل استعمالها. فاللغة الانجليزية هي:
· اللغة المستعملة في قنوات الأخبار و المعلومات.
· معروفة بلغة الأعمال و الحكومات. كما أنها لغة الاتصالات و الخطوط الجوية.
· لغة مشاهير الثقافة و الترفيه و على رأسها الأفلام و الموسيقى.
· لغة الكمبيوتر و الانترنت.
· لغة مستعملة للتواصل في السياحة و بين السائحين.
و من هنا يتبين لنا أن العالم اليوم يتجه إلى تعلم و تعليم اللغات و خصوصا اللغة الانجليزية لما توفره من فرص للعمل و الدراسة و الثقافة إلى جانب التواصل الاقتصادي و السياسي و السياحي. و بالتالي الرقي و الرفعة للفرد و المجتمع.
منقول للفائدة