قالوا عن الأنانية (الأَثَرَة)
فَلاَ هَطَلَتْ عَلَيَّ وَلاَ بِأَرْضِي
سَحَائِبُ لَيْسَ تَنْتَظِمُ البِلاَدَا
|
قال ابن شبرمة: إذا سألتَ أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها، فتوضأ للصلاة وكبِّر عليه أربع تكبيرات وعدَّه في الموتى.
الأنانية: كلمة مولَّدة حَكَم عليها علماء اللغة بالخطأ، ويصححونها دومًا بـ(الأثرة)، ولكن هذا المقال يسير على المتعارف بين الناس من باب الاصطلاح.
أئمة الأنانية في القرآن الكريم:
• قارون: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القص: 78].
• فرعون: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24].
• النمروذ: ﴿ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ﴾ [البقرة: 258].
• إبليس: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾ [الأعراف: 12].
إنَّ الإنسان مجبول على حُبِّ ذاته - كما في حديث عمر عند البخاري - وحرْصه على جلْب الخير لها، ودفْع الضر عنها، وهذا أمرٌ عادي، بشرْط ألا تنحرف صورة حب الذات عن المنهج الإسلامي الذي يقوِّم هذا الشعور عند الإنسان حتى يتخلَّص من المحورية الذاتية.
الفرق بين الأنانية وحب الذات بينه الدكتور إبراهيم الخليفي فيما يلي:
• الأناني: منكمش وقاصر محكوم لشهواته ولذائذه.
• المحب لنفسه: يفيض عطاء، ويتحكم في نفسه وانفعالاته.
• الأناني: يتحسر عند فوات شيء من الدنيا.
• المحب لنفسه: يرى فضل الله عليه في كل نعمة، ويرى في كل محنة منحة.
• الأناني: تفكيره منحصر على نفسه.
• المحب لنفسه: يفكر في الآخرين، ويفعل ذلك في سبيل نيل الأجر الذي يعود على نفسه.
• الأناني: يزين له هواه ما يريد.
• المحب لنفسه: عقله تبع لهواه، ويزن الأمور بميزان الشرع.
الأنانية: أن يخص الإنسان نفسه بالمنافع أيًّا كانت؛ من أموال، ومصالح دنيوية، وغير ذلك، فيستأثر بذلك لنفسه، ويمنعه عمن يستحقه.
تقول ندى الطاسان: ليس من الخطأ أن يكون فيك شيء من الأنانية، ليس بالضرورة أن تكون أنانيًّا بصورة بشعة، لكن إن كانت الأنانية تعني عدم إهمال نفسك، فعليك أن تكون في هذه الحالة أنانيًّا بالصورة التي تحفظ لك شيئًا منك، وتمنحك بعض الراحة وشيئًا من السعادة، كنْ أنانيًّا ولكن بتقنين واعتدال.
الأنانية: هي الاعتقاد بأن المصلحة الشخصيَّة الردية هي الدافع الملائم لكل العمل الواعي، مما يجعل المصلحةَ الشخصية الفردية هي النهاية الصحيحة لكل الأعمال.
• يقول شوبنهاور: إن الأنانية تثير قدرًا من الرعب؛ بحيث إننا اخترعنا السياسة لإخفائها، ولكنها تخترق كل النقب وتفضح نفسها لدى كل مصادفة.
• ويقول فولتير: حب الذات هو كرة منفوخة بالهواء، تخرج منها العواصف إذا ما ثقبناها.
• ويقول مورافيا: حب الذات حيوان غريب، يستطيع النوم تحت أقسى الضربات، ثم إنه يستيقظ وقد جرح حتى الموت بخدش بسيط.
• ويقول كونت: لا أحد أقل استعدادًا من الأناني للتساهل بالأنانية التي تثير له في كل مكان منافسين.
• ويقول أندريه جيد: لقد اضطررت إلى أن أتعلم الأنانية مرة أخرى، وأقنع نفسي بأنه من غير أنانية فلن أتوصل إلى إنجاح نفسي.
الأنانية تشمل عدة أشياء سيئة منها:
• الاتكالية (التواكل).
• الاعتماد على الغير.
• إراحة النفس.
• الصعود على أكتاف الآخرين.
الأنانية: رغبة ذاتية في تملك الأشياء مع تحريمه على الغير، ليس على مستوى الأفراد فحسب؛ بل بعض الدول تستولي على خيرات دول فقيرة من غير حق، وتحلِّل لنفسها ذلك، وتمنعه عن غيرها، من غير أي أساس منطقي ولا منهج مفهوم، وهذه أنانية أكيدة.
• يقول نيتشه: الأنانية هي هذا القانون المحدد للشعور، الذي على أساسه تكون الأشياء الأقرب هي الأكبر والأثقل، في حين أن كل تلك التي تبتعد تقل حجمًا وثقلاً.
• ويقول فوفنارغ: ليس لدينا ما يكفي من حب الذات لكي نحتقر ازدراء الآخرين.
• ويقول زافييه فورنيره: حب الذات هو قفل القلب، والإطراء هو مفتاحه.
ومما يدخل في الأنانية أيضًا التكبُّر والغرور؛ ولذلك يرى الشخص الأناني دائمًا كلَّ من حوله كأنهم عبيد وخدم له، فحبه لنفسه لا يفوقه شيء.
• يقول ميربوي: حب الذات لدى المجانين يعذر حب الذات لدى ذوي العقول.
• ويقول شامفور: إذا أردنا تكوين فكرة عن حبِّ الذات لدى النساء في صباهن، فلنحْكم بحب الذات الذي تبقَّى لهن عقب اجتيازهن سن تبادُل الحب.
• ويقول الكونت دو بلفيز: حب الذات هو جد طبيعي في الإنسان؛ بحيث إنه ليس هناك أحمق لا يسعه أن يكون مُتَواضعًا.
• ويقول ميغيل زاماكويس: أنت تتظاهر بأنك تؤمن بأن الكون يدور حول الشمس، ولكنك تدري جيدًا أنه يدور حولك.
• ويقول نيتشه: يقولون لي: إن الإنسان يحب ذاته، هيهات، لكم يجب أن يكون كبيرًا حب الذات هذا، كم من الازدراء عليه أن يقهر!
الأنانية: مرض مُدَمر لأصحابه؛ لأن الأناني لا يحب أن يشاركه أحد، بل يرتاح لشقاء غيره؛ ولذلك فلا يُمكن أن يكون الشخص الأنانيُّ محبوبًا أو مرغوبًا فيه؛ فالأنانية مصيدة الشيطان وأساس كل بلاء؛ لا يعترف صاحبها لأحد بفضل، ولا يقر لكائن بمعروف.
من أضرار الأنانية:
• ذهاب النعم وتدمير المجتمعات.
• خسة النفس ودناءتها.
• انتشار الشر والضرر.
• كثرة العداوة والخصومة.
• يقول لاكوردير: الأنانية تطمح إلى العزلة؛ للتهرُّب من التبعيَّة.
• ويقول ميغيل زاماكويس: عندما ننظر لدى الآخرين إلى غريزتنا في البقاء ندْعو ذلك أنانية.
• ويقول جمارني: الأنانية ليس هناك غير ذلك، إنها تحفظك إنسانًا كما يحفظ الثلجُ اللحم.
• ويقول لاروشفوكو: هناك أناس مغترون بأنفسهم إلى حد أنهم عندما يكونون عاشقين يجدون الوسيلة لينشغلوا بحبهم دون أن ينشغلوا بحب من يحبون.
• ويقول يوريبيديس: إنه شعور أشاطره كل البشر الفانين؛ أنا لا أحمرُّ خجلاً من الاعتراف بأن شخصي عزيز جدًّا عليَّ.
الأمور التي تسبب الأنانية كثيرة، منها:
• التربية الخاطئة في الصِّغر.
• تجنُّب النصائح باجتناب الكراهية.
• وراثة الأخلاق السيئة من الأبوين.
• الحرمان الشديد في الصغر.
• التدليل الشديد في الصِّغر أيضًا.
• العنف والعقاب في الصغر على أتفه الأسباب.
• تفضيل طفل على آخر.
• إصابة الإنسان بعاهة جسديَّة.
منَ الأُمُور التي تُعالج الأنانية:
• حسن التربية في الصغر.
• القدوة الحسنة.
• تعليمه أن يحب لغيره ما يحب لنفسه.
• التعاون والتقارب بين الناس.
• محبة الخير والنفع لجميع الخلق.
من المصادر والمراجع:
• القرآن الكريم.
• شبكة الإنترنت.
• المكتبة الشاملة.
• جريدة الرياض.
• معجم الكلمات الجامعة.