السعادة الزوجية ليست مطلبا صعب المنال، إذ يمكن تحقيقها بأبسط الأشياء حينما تتوفر في الطرفين أفضل الخصال.. هذا يشد وذاك يرخي.. هذا يتغاضى وذاك يتغابى.. هذا يتكاسل وذاك يحفّز.. وهكذا تستمر العشرة وتنتعش الحياة المشتركة ويتحقق السكن في ظل المودة والرحمة والابتسامة المشرقة التي لا تغيبها غلظة أو جفوة، ولنا في قصص الأزواج الصالحين أجمل العبر.
يقول أحدهم: "من يوم دخلت بامرأتي وأنا أقبل يدها وتقبل يدي حتى أعطانا الله أولادا صالحين أصبحوا يقبلون أيدينا، ومن بعدها صرت أقبل جبهتها وتقبل جبهتي، وأتحرى مكاني من قلبها وتتحرى مكانها من قلبي حتى نشأ أكبادنا في نعيم الحب الأسري، وفي أحضان أبوين متفقين صنعا السعادة برتوشات بسيطة في متناول الجميع".
ويقول آخر: "من يوم تزوجت بالمرأة التي علق قلبي بها وعلق قلبها بي ونحن نصلي ركعتين في السحر شكرا لله على كرمه علينا وتأليفه بين قلبينا، ثم نجلس نستغفر ونسبح ونتذاكر أيام المودة حتى يرفع آذان الفجر فأتركها في مصلاها وأقصد المسجد وكلي نشاط وحيوية، ووالله إن هذا التصرف الذي يبدو للكثيرين عادي جدا له ثمار حلوة للغاية لمسناها في حياتنا اليومية، منها خلق جو من السعادة والفرح في البيت، زيادة حجم التماسك والمحبة بيننا، طرد الشيطان بعيدا عن العش الزوجي، وإحلال الخير والبركة في المال والأولاد..
وتقول إحدى الزوجات الصالحات: "أول ما فعلته في أول يوم أوصد عليّ باب الغرفة مع زوج طالما حلمت أن يضمني إلى حياته هو نثر مقطوف الورد والياسمين على السرير لتتجسد علاقتنا الطاهرة في جوّ معطّر بأزكى الروائح وأسرعها نفوذا إلى القلب والروح، وحين لمست الفرحة في عيون محبوبي عزمت أن أجعلها عادة حميدة تعطي حياتنا معنى مختلفا عن الآخرين، وبالفعل لم أتكاسل يوما عن ذاك الفعل ولم يُعقنِ مرض أو حمل، والشهادة لله في كل مرة أرى في عينيه نفس الفرحة وكأنه يطالبني أن لا أتوقف أبدا عن ذلك، لأن تلك الصورة بالذات هي سبب سعادتنا".
وتقول أخرى: "سرّ سعادتنا الدائمة هو حوارنا الدائم، ففي كل صبيحة وأمسية نفتح قلبينا لبعضنا بكل هدوء وصراحة، حيث نتواجه بالأخطاء ونضع النقاط على الحروف، ونتواعد على السير في خط مستقيم دون اللف والدوران لنخرج في الأخير بنتيجة رائعة هي التفاهم الإيجابي".