ﻗﺼﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓ……… ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﺮﺃﻩ
ﻛﺎﻥ ﻓﺄﺭ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺰﺭﻋﺔ ﻓﺮﺃﻯ ﻳﻮﻣﺎ
ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﻨﺪﻭﻕ ،
ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻥ
ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ:
ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﻤﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻔﺌﺮﺍﻥ .. ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻨﺎ
..ﻫﻨﺎ ﺻﺎﺣﺖ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻣﺤﺘﺠﺔ :
ﺗﺰﻋﺠﻨﺎ ﺑﺼﻴﺎﺣﻚ ﻭﻋﻮﻳﻠﻚ ﻓﺎﻟﻤﺼﻴﺪﺓ
ﺳﻴﺘﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻟﻚ ..ﻫﺬﻩ ﻣﺸﻜﻠﺘﻚ ﺃﻧﺖ
ﻭﺣﺪﻙ ..
ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ :
ﺍﻟﺤﺬﺭ، ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺼﻴﺪﺓ ..
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺟﺒﺎﻥ ﻳﺎ ﺭﻋﺪﻳﺪ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻚ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ
ﺛﻢ ﺇﻧﻚ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻓﻼ ﺗﻮﺟﻊ
ﺭﺅﻭﺳﻨﺎ ﺑﺼﺮﺍﺧﻚ، ﻭﺃﻧﺼﺤﻚ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ
ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻗﺮﺽ ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ
ﻭﺍﻷﺧﺸﺎﺏ ..ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻣﻨﺎﺻﺎ ﻣﻦ
ﺍﻻﺳﺘﻨﺠﺎﺩ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ
ﺑﺎﺳﺘﺨﻔﺎﻑ :
ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻣﺼﻴﺪﺓ ! !.. ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﺑﻬﺎ ..
ﻫﻞ ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ؟
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻻﺃﺣﺪ ﻳﻬﺘﻢ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ
ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺣﺘﻰ ﻋﺮﻑ ﻣﻮﺿﻊ
ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ، ﻭ ﻗﺮﺭ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻣﻦ ﻣﻜﻤﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﻧﺎﻡ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ..
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺷﻖ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺻﻮﺕ
ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻳﺴﺔ
..ﻭﻫﺮﻉ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻟﻴﺮﻯ
ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ ﻳﺘﻠﻮﻯ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ
ﺑﺬﻳﻠﻪ ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻭ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﺴﺒﺘﻪ ﻓﺄﺭﺍ ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ
ﺑﺎﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻓﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻓﺬﻫﺐ ﺑﻬﺎ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻘﺖ ﺇﺳﻌﺎﻓﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺔ،
ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ.
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺑﺬﺑﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ
ﺣﺴﺎﺀ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ..
ﻭﺗﺪﻓﻖ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻟﺘﻔﻘﺪ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ،
ﻓﻜﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﻹﻃﻌﺎﻣﻬﻢ
..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺑﻌﺪ
ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺩﺍﻡ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺟﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻭﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺇﻟﻰ
ﺫﺑﺢ ﺑﻘﺮﺗﻪ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻬﻢ ..
ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﺨﻄﺮ ..ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
ﺣﺴﺒﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻓﻠﻢ
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺑﻞ
ﺍﺳﺘﺨﻔﻮﺍﺑﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺃﻥ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺼﻴﺪﺓ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ..
ﺧﻼﺻﺔ :
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛـﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜـﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ
ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻚ ﻻﺗﻌﻨﻴـﻚ
ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺨﻒ ﺑﻬـﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺁﻥ
ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻻﺣﻘـﺎ