هداية بسملة صديق ذهبي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 5158 الجنس : نقاط : 9688 السمعة : 110 العمر : 53 الموقع : صداقة سوفت
| موضوع: صفة التوبة النصوح الأحد نوفمبر 08 2015, 21:17 | |
| بسم الله الرحمان الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته °°((التوبة))°° { قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر:53].
-هل بعد هذا الفضل نتقاعس عن رجاء عفوه ؟!! هل بعد هذا الجود نسوِّف في التوبة ؟! اللهم سبحانك ما أرحمك؟ سبحانك ما ألطفك ؟ سبحانك ما أجودك ؟ أستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا وأتوب اليك .
إذا أوجعتك الذنوب فداوها *** برفع يد بالليل والليل مظلم ولا تقنطن من رحمة الله إنما *** قنوطك منها من ذنوبك أعظم. -أيها الإنسان ما الذي غرَّك بربك حتى تجرَّأت على معصيته وتعديت حدوده ثم كبر عليك أن تتوب التوبة النصوح و ترجوا عفوه ومغفرته على الرغم أن أبوابها مفتوحة أمامك ليلا ونهارا ؟ أهو تجاهل لنعمته ؟! أم نسيان لرقابته وعظمته ؟!
اللهم تب علينا وأرحمنا وأغفر لنا أنت مولانا فأرحمنا يا أرحم الراحمين
-حدّث المزني قال : دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت : كيف اصبحت ؟ قال : أصبحت من الدنيا راحلا , وللاخوان مفارقا , ولكأس المنية شاربا , وعلى الله واردا , فلا أدري أصير إلى الجنة فأهنّيها , أم الى النار فأُعزيها ... ثم أنشأ يقول :
خف الله وارجه لكل عظيمة **ولا تطع النفس اللجوج فتندما وكن بين هاتين من الخوف والرجا **وابشر بعفو الله ان كنت مسلما ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي **جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنْته بعفوك **ربي كان عفوك أعظما وما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب، لم تزلْ **تجود وتعفو منّةً وتكرما اليك اله الخلق ارفع رغبتي ** وان كنتُ ياذا المن والجود مجرما فلولاك لم يصمد لإبليس عابد** فكيف وقد أغوى صفيُّك آدما فلله در العارف الندب انه **تفيض لفرط الوجد اجفانه دما يقيم اذا ما الليل مدّ ظلامه **على نفسه من شدة الخوف مأتما فصيحا اذا ما كان في ذكر ربه **وفيما سواه في الورى كان اعجما ويذكر اياما مضت من شبابه **وما كان فيها بالجهالة اجرما فصار قرين الهم طول نهاره **اخا السهد والنجوى اذا الليل اظلما يقول حبيبي انت سُؤلي وبغيتي** كفى بك للراجين سُؤلا ومغنما الست الذي غذيتني وهديتني** ولا زلت منانا عليّ ومنعما عسى من له الاحسان يغفر زلتي **ويستر اوزاري وما قد تقدما تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعا **ولولا الرضى ما كُنتُ يارب مُنعْما فإن تعفُ عني تعفُ عن متمرد **ظلوم غشوم لا يزايل مأثما فإن تنتقم مني فلست بآيس ** ولو أدخلوا نفسي بجرم جهنما وجرمي عظيم من قديم وحادث **وعفوك يأتي العبد اعلى وأجسما حوالي فضل الله من كل جانب ** ونور من الرحمن يفترش السما واني لآتي الذنب اعرف قدره **واعلم ان الله يعفو ترحما وفي القلب إشراق المُحِب بوصله **اذا قارب البشرى وجاز الى الحمى حوالي إيناس من الله وحده **يطالعني في ظلمة القبر انجما اصون ودادي ان يدنسه الهوى **واحفظ عهد الحب ان يتثلما ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى **تلاحق خطوي نشوة وترنما ومن يعتصم بالله يسلم من الورى** ومن يرجه هيهات ان يتندما
-ومن الملاحظ في سير العلماء أن من العباد الصالحين والزهاد من كان في أول أمره مقارفاً للذنوب والمعاصي, ثم اهتدى فيما بعد, فنجد جانب الخوف عنده أكثر وأظن أن السر والسبب في ذلك لا يخفى؛ لأن الذي نشأ من أصله في تقوى الله وفي طاعة الله لا يحس ولا يستشعر خطر الذنوب والمعاصي كالذي واقعها وقارفها ثم عرف خطرها، ففي كل حين يأتيه وازع الإيمان في قلبه، ويقول لـه: كيف لو مت وأنت على تلك الذنوب؟! كيف لو كانت خاتمتك وأنت تفعل تلك المعاصي والفواحش والموبقات والكبائر؟! -ولنتذكر جميعا أن من رحمته سبحانه أنه ليس للذنوب رائحة ولكننا نستشعرها في قلوبنا ،تلك المرارة وتلك الغصة التي تذهب النوم من جفوننا ولنحمد الله على ذلك -أن رائحتها لا تنتشر-يقول أحد الصالحين : ''لو أن للذنوب رائحة ما جالسني منكم أحد'' ومن هذا المعنى أخذ الشاعر أبو العتاهية فقال: أحسنَ الله بنا أنَّ الخطايا لا تفوح فإذا المستور منها بين ثوبيه فضوح نح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح لتموتن ولو عُمِّـ ـرت ما عُمِّر نوح-وهذه صفة التوبة النصوح وشروطها لسماحة العلامة ابن باز -رحمه الله يبين فيها صفة التوبة:
°°((صفة التوبة النصوح))°°
-إني فعلت ذنوباً كثيرة، وأريد أن أعود إلى الله وأتوب إليه توبةً نصوحاً, فما هي صفة التوبة؟ بارك الله فيكم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإن التوبة واجبة على جميع المسلمين، بل وعلى جميع الكفار المكلفين، على كل مكلف من كافر ومسلم أن يتوب إلى الله، فالكافر يتوب إلى الله من شركه وكفره ويدخل في الإسلام؛ لأن الله خلقه لذلك، يقول سبحانه:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(56) سورة الذاريات, فعلى جميع الكفار من جن وإنس ونصارى ويهود وشيوعيين وغيرهم من أنواع الكفرة، عليهم أن يدخلوا في دين الله وأن يلتزموا بدين الله –الإسلام- وأن يتوبوا مما هم عليه من الكفر والضلال، قبل أن يموتوا، وعلى كل مسلم أن يتوب إلى الله من سيئاته وذنوبه، قال الله سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا)(8) سورة التحريم ) وقال سبحانه: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (31) سورة النــور, وقال سبحانه: (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ) (38) سورة الأنفال ) فعلى الجميع أن يتوب إلى الله, والله سبحانه هو الجواد الكريم يقبل التوبة من عباده، كما قال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)(25) سورة الشورى, والمذنب عليه أن يرجع إلى الله ويندم على ذنوبه الماضية ويعزم أن لا يعود فيها وبذلك يغفر الله له، وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور: -الأمر الأول: الندم على الماضي والحزن على ما مضى من سيئاته، من زنا أو شرب خمر أو عقوق أو ربا أو أكل مال يتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندماً عظيماً ويحزن على ما مضى منه، وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها، أن يندم على الماضي منها مهما كانت عظيمة حتى الكفر، -والأمر الثاني أن يقلع منها ويحذرها. -الأمر الثالث أن يعزم عزماً صادقاً أن لا يعود فيها. - وهناك شرطٌ رابع عام لجميع الأعمال وهو النية أن تكون لله وحده أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ) يقصد وجهه سبحانه رغبةً فيما عنده، وحذراً من عقابه، ويندم على ما مضى ويعزم أن لا يعود ويقلع منها خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له سبحانه وتعالى، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله، من صلاة وصومٍ وصدقة وغير ذلك. - ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها، أن يلزم الأخيار ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرون إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة ومن أسباب استمرارها وكمالها، أن تبتعد عن جلساء السوء الذين كنت تجالسهم، حتى تسلم من شرهم، وأن تحرص على صحبة الأخيار حتى تستفيد منهم ويعينوك على الخير، ومن أسباب تمامها وكمالها -أيضاً- أن تزيل ما عندك من آثارها، آلات لهو تزيلها، خمر تريقه، دخان تتلفه، وهكذا ما كان عندك من آثارها وبقائها تزيله حتى لا يجرك الشيطان إليه، تريق الخمر، تتلف الدخان، تكسر آلات اللهو، إلى غير هذا مما يجرك إلى الشر، تزيله عنك، حتى تتم لك التوبة وتبقى وتستمر، ولكنها مقبولة إذا استوفت الشروط حتى ولو كان عندك بقايا خمر أو بقايا دخان، التوبة مقبولة لكن عليك أن تحذر ما بقي، عليك أن تزيله، فبقاءه عندك ولو بقي عندك يوم أو يومين أو ثلاثة لا يبطل التوبة، التوبة ماشية صحيحة، إذا كنت صادقاً في التوبة، في ندمك وإقلاعك وعزمك أن لا تعود صادقاً في ذلك راغباً ما عند الله، فالتوبة يمحو الله بها الذنوب، جميع الذنوب يمحوها الله، يمحوها الله عنك، فلا تقنط ولا تيأس يقول الله جل وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (53) سورة الزمر سبحانه وتعالى، يعني للتائبين، أجمع العلماء على أنها للتائبين، ونهانا عن القنوط لا تقنطوا يعني لا تيئسوا من روح الله، فالمؤمن لا ييأس ولا يقنط بل يبادر بالتوبة، ويحسن الظن بربه جل وعلا، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فإذا تبت من الذنب بالندم والإقلاع والعزم أن لا تعود فإنه يمحى عنك إذا فعلته لله -سبحانه وتعالى- أما إن فعلته من غير إخلاص لله، بل تركت الذنب وندمت عليه، ولكن لم تفعله لله، بل لأنه أضرك، أو مراعاة لخاطر أهلك، أو لأمر زيد أو عمرو لا لله، فإنه يبقى عليك؛ لأنك ما تبت لله، أولاً تكون التوبة لله، تبقى عليك هذه الجريمة حتى تتوب إلى الله من ذلك، لكن في المستقبل الذي ما فعلت فيه الجريمة لا شيء عليك إذا تركته، إنما عليك الجرائم الأخرى التي فعلتها حتى تتوب إلى الله توبة صادقة خالصة لله، تتضمن الندم على الماضي والإقلاع منها والحذر منها والعزيمة أن لا تعود فيها، ترجوا ما عند الله تخشى عقابه -سبحانه وتعالى- ثم إذا فعلت ذنباً بعد التوبة، تؤخذ بالأخير، إذا فعلت ذنباً بعد التوبة أعدت الذنوب عليك إثم الأخير بس، أما الأول فقط مضى, ومحي عنك بالتوبة، إذا كنت صادقاً، أما إذا كانت التوبة باللسان وأنت مقيم بقلبك على المعصية مصر فهذه التوبة ما تنفع, ما تصح، لا بد من عدم الإصرار أن تتوب بقلبك، وأن تدعها بجوارحك وبدنك، تقلع منها وتندم عليها وتعزم أن لا تعود فيها هذه التوبة، فإذا نزغ الشيطان وعدت إليها تؤخذ بالذنب الجديد بس، الذنب الجديد إلا أن تتوب بعدها إذا تبت تاب الله عليك وهكذا، كلما عاد المسلم إلى التوبة تاب الله عليه، فلا يقنط ولا ييأس والله يقول: (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ) (87) سورة يوسف. - ومما ينبغي للتائب أن يتبعها بالعمل الصالح، والاستكثار من الخير حتى تستقيم وتنموا وتكمل، وحتى تبدل سيئاته حسنات –أيضاً- إذا أتبعها بالعمل الصالح بدلها الله له حسنات، قال تعالى لما ذكر الشرك والقتل والزنا قال بعد ذلك: (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (68-70) سورة الفرقان. - فالنعمة من الله جل وعلا، فإن العبد إذا تاب توبة صادقة وأتبعها بالعمل الصالح أبدل الله سيئاته حسنات مع محو الذنب، تمحى الذنوب ثم تعطى بدل كل سيئة حسنة؛ بسبب إيمانه الصادق وعمله الصالح بعد ذلك، وهذا من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى، وقال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)(82) سورة طـه ). - جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز-رحمه الله- °°((شروط التوبة النصوح))°°
-هل من فعل الخطيئة ثم تاب من بعد ذلك يتوب الله عليه، كما أرجو أن تبينوا لنا بالتفصيل شروط التوبة النصوح؟ -من تاب توبة صادقة تاب الله عليه، ولو من الشرك،إذا تاب توبة صادقة مشتملة على الشروط الشرعية، فإن الله يتوب عليه- جل وعلا-، كما قال جل وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)(الزمر: من الآية53) ، أجمع العلماء على أن المراد بالآية التائبون، من تاب تاب الله عليه، وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، وقال-عليه الصلاة والسلام-:(التوبة تجب ما كان قبلها)، وقال-عليه الصلاة والسلام-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وقال -جل وعلا-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: من الآية31)، فبين سبحانه أن التائب مفلح، وشروطها ثلاثة: -الشرط الأول: الندم على الماضي، كونه يحزن ويندم على ما مضى منه من المعصية. -الشرط الثاني: إقلاعه منها وتركها لها خوفاً من الله وتعظيماً لله. - الشرط الثالث: العزم الصادق ألا يعود فيها، فأما يقول ندمت وهو يفعلها ما هو تائب، لا بد من الندم على الماضي والترك لها، كونه يقلع منها ويتركها، كان زنا ترك الزنا، كان سرقة تركها، كان عقوق ترك العقوق، إن كان قطيعة رحم ترك قطيعة الرحم، كان معاملة ربوية ترك المعاملة الربوية، وهكذا. -والثالث أن يعزم عازماً صادقاً ألا يعود إلى المعصية هذه، فهذه الشروط الثلاثة لا بد منها إذا تمت وتوافرات صحت التوبة، ومحى الله عنه الذنب، إلا إذا كان الذنب يتعلق بمخلوقين أو من أحد فلا بد من شرط رابع، أن يتحللهم أو يعطيهم حقوقهم، إذا كان مثلاً سرق من إنسان مال، ما تتم توبته حتى يرد المال على صاحبه، أو يتحلله منه، أو ضربه أو قطع يده، أو ما أشبه ذلك لا بد من التحلل، أو يعطيه القصاص يقتص منه.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- °°((شروط التوبة))°°
-سائل يقول: لقد ارتكبت كثيراً من المعاصي والمحرمات والآن أشعر بالذنب وأخيراً يقول: دلوني على الطريق الصحيح لأني أبحث عن التوبة وبودي أن أُقلع عن هذا إن شاء الله؟[1] -أيها السائل اعلم أن رحمة الله أوسع وأن إحسانه عظيم وأنه جل وعلا هو الجواد الكريم وهو أرحم الراحمين وهو خير الغافرين سبحانه وتعالى واعلم أيضاً أن الإقدام على المعاصي شرٌ عظيم وفسادٌ كبير وسبب لغضب الله ولكن متى تاب العبد إلى ربه توبةً صادقةً تاب الله عليه، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة عن الرجل يأتي كذا ويأتي كذا من الهنات والمعاصي الكثيرة ومن أنواع الكفر ثم يتوب فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((التوبة تهدم ما كان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله))[2] وفي لفظ آخر: ((الإسلام يَجُب ما كان قبله والتوبة تَجُب ما كان قبلها))[3] يعني تمحوها وتقضي عليها فعليك أن تعلم يقيناً أن التوبة الصادقة النصوح يمحو الله بها الخطايا والسيئات حتى الكفر، ولهذا يقول سبحانه: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[4] فعلق الفلاح في التوبة، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)[5] وعسى من الله واجبة، المعنى أن التائب التوبة النصوح يغفر له سيئاته ويدخله الله الجنة فضلاً منه وإحساناً سبحانه وتعالى. -فعليك يا أخي التوبة الصادقة، ولزومها والثبات عليها والإخلاص لله في ذلك، وأبشر بأنها تمحو ذنوبك ولو كانت كالجبال. -وشروط التوبة ثلاثة: الندم على الماضي مما فعلت ندماً صادقاً، والإقلاع من الذنوب، ورفضها وتركها مستقبلاً طاعة لله وتعظيماً له، والعزم الصادق ألاّ تعود في تلك الذنوب، هذه أمور لا بد منها. - أولاً: الندم على الماضي منك والحزن على ما مضى منك. - الثاني: الإقلاع والترك لهذه الذنوب دقيقها وجليلها. - الثالث: العزم الصادق ألاّ تعود فيها فإن كان عندك حقوق للناس، أموال أو دماء أو أعراض فأدها إليهم. -هذا أمر رابع من تمام التوبة، عليك أن تؤدي الحقوق التي للناس إن كان قصاصاً تمكن من القصاص إلا أن يسمحوا بالدية، إن كان مالاً ترد إليهم أموالهم، إلا أن يسمحوا، إن كان عرضاً كذلك تكلمت في أعراضهم، واغتبتهم تستسمحهم، وإن كان استسماحهم قد يفضي إلى شر فلا مانع من تركه، ولكن تدعو لهم وتستغفر لهم، وتذكرهم بالخير الذي تعلمه منهم في الأماكن التي ذكرتهم فيها بالسوء، ويكون هذا كفارة لهذا، وعليك البدار قبل الموت، قبل أن ينـزل بك الأجل، عليك البدار، والمسارعة، ثم الصبر والصدق، يقول الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[6] -افهم معنى وَلَمْ يُصِرُّواْ يعني لم يقيموا على المعاصي، بل تابوا وندموا وتركوا، ولم يصرّوا على ما فعلوا، وهم يعلمون، انتقل بعد ذلك – سبحانه –(إلى أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)[7] هذا جزاء التائبين الذين أقلعوا ولم يصرّوا لهم الجنة، فأنت إن شاء الله منهم إذا صدقت في التوبة، والله ولي التوفيق. [1] من برنامج نور على الدرب، الشريط رقم 59. [2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله برقم 121 بلفظ: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ). [3] أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين، بقية حديث عمرو بن العاص، برقم 17357 بلفظ: (إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها... ). [4] سورة التوبة، الآية 31. [5] سورة التحريم، الآية 8. [6] سورة آل عمران، الآية 135. [7] سورة آل عمران، الآية 136.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- | |
|
ملاك هبة الرحمان صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1546 الجنس : نقاط : 2102 السمعة : 8 العمر : 30 الموقع : rahmach36@yahoo.fr
| موضوع: رد: صفة التوبة النصوح الخميس نوفمبر 12 2015, 09:23 | |
| رغم اني لم أقرا الموضوع بأكمله لكنه موضوووووع في غاية الصميم | |
|