تزامنا مع إحياء الذكرى الرابعة للعدوان على لبنان
إسرائيل تقرع طبول الحرب ضد حزب الله وحماس
لم يفوت حزب الله اللبناني فرصة إحيائه للذكرى الرابعة للعدوان الإسرائيلي على لبنان المصادفة لـ12 جويلية 2006 للرد على التهديدات الإسرائيلية ضد حركة ''حماس'' في غزة.
احتفال هذه السنة بذكرى العدوان الإسرائيلي على لبنان لم يكن كسابقه خلال السنوات الثلاث الماضية، لأنه جاء متزامنا مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيليّة، حيث بدأت حكومة تل أبيب وقبل أن تقترب هذه الذكرى بترويج مخاطر أمنية عليها من الجانب اللبناني انطلاقاً من تضخيم حجم الترسانة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله، وكذا كشفها لصور تقول عنها إنها مواقع قيادية ومخازن أسلحة وذخيرة للحزب في الجنوب اللبناني.
وقبلها أيضا أثارت ضجة كبيرة بشأن تزويد سوريا حزب الله بمنظومة صواريخ ''سكود'' الضخمة التي تحمل رؤوساً قادرة على الدمار الشامل. وبعدها زودت عواصم الغرب بمعلومات عن كميات صاروخية تنقلها شاحنات تعبر سراً الحدود اللبنانية من الجانب السوري. كما روجت أيضا أخبارا عن وجود مصنع إيراني-سوري في مكان ما ينتج صواريخ مخصصة للتصدير إلى حزب الله. وأخيرا وصلت الدعاية إلى حد أقصى حين قالت إن كوريا الشمالية تصنع صواريخ ترسل إلى إيران ثم تنقل إلى سوريا ومنها إلى حزب الله، ما يشكل تهديداً على أمن إسرائيل وعمقها السكاني.
إلا أن المتتبعين لهذا الملف يرون أن القصد من وراء قيام إسرائيل بإثارة مثل هذه الادعاءات وإظهار قوة حزب الله مضخمة بهذا الحجم من ناحية كمية الصواريخ أو ناحية نوعيتها وقدرتها التدميرية، الغرض منها أن إسرائيل تسعى من خلالها التأكيد على أنها ليست خائفة من تلك الصواريخ، وهي مستعدة للرد أو المواجهة على جبهتي لبنان وسوريا.
كما تسعى من خلالها إسرائيل كذلك إلى استعطاف الغرب لتلبية طلبات الحماية أو المساعدة المالية منها لتطوير مظلتها العسكرية للوقاية من تلك الصواريخ المتهاطلة عليها من الشمال. أما الرسالة الأخرى والأهم التي تريد أن تبلغها حكومة نتنياهو من ذلك هي أنها أكملت استعدادها لاستئناف حرب 2006 بعد أن راجعت الثغرات وحددت نقاط الضعف، وقامت باختبار قوتها في العدوان على غزة في نهاية .2008
إلا أن مسؤولي حزب الله يرون أن هذه التهديدات تندرج أساسا في إطار محاولة إسرائيل تعويض هزيمتها في الحرب التي شنتها ضدهم في 2006 ولمعالجة أزمة ثقة الرأي العام الإسرائيلي في جيشه. وقال مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق أمس ''إن الحزب لديه قائمة بمواقع إسرائيلية سيتم استهدافها في حال نشوب أي حرب مع إسرائيل في المستقبل''.
ونقلت في السياق ذاته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد يقدم على مغامرة عسكرية غير محسوبة ضد حركة ''حماس'' في غزة أو ''حزب الله''، في ظل الضغوط الهائلة التي يتعرض لها في قضية الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شليط، أو زيادة تسلح ''حزب الله'' وتهديداته الإستراتيجية لأمن إسرائيل.