حذّر الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار، وزارة التربية، من غش جماعي يهدد بكالوريا 2017 في حال بقائها مكتوفة الأيدي، وعدم الاستعجال بوضع تقنيات لمواجهة تسريبات قد تطال أسئلة "الباك" للموسم الدراسي القادم، واعتبر التطورات التكنولوجية في عالم الاتصال الرقمي خطرا يهدد مصداقية هذا الامتحان.
ودعا قرار بن غبريط، إلى الاستعداد لمواجهة التسريبات مستقبلا، التي يتوقع أن تكون أسرع وأذكى مما قد يضع الوزارة في فضيحة أكبر من فضيحة 2016، وذلك من خلال تشكيل فريق عمل وخبراء في المعلوماتية لتأمين سير امتحان البكالوريا عن طريق تقنيات آلية وحديثة يتم الاستغناء من خلالها عن العامل البشري وتقليص عدد الأشخاص المطلعين على الأسئلة المقترحة إلى أقل عدد ممكن حتى تتحكم وزارة التربية في مراقبتهم .
ويرى المستشار السابق في وزارة الاتصال، أن ما وقع في بكالوريا 2016، سببه الاعتماد على الطريقة التقليدية في تسيير الامتحانات، حيث إن عدد المفتشين المشاركين في طرح اقتراحات الأسئلة كثر ويمكن لأي واحد منهم أن يقع ضحية لنزواته أو لضغوطات أخرى تجعله يسرب الأسئلة، إضافة إلى أن طبع أوراق الامتحان في عدد من المطبعات يفتح المجال للتسريبات، حيث يؤكد قرار، أن هناك حلولا لجعل التكنولوجيا وسيلة للتحكم في مصداقية شهادة "الباك"، من خلال وضع جهاز كومبيوتر خاص عوض، أن تختار الأسئلة من ضمن الأسئلة المقترحة من طرف المفتشين، عن طريق مجموعة من الأشخاص تنتقى بطريقة آلية من طرف الجهاز فمثلا هناك 4 تمارين في مادة الرياضيات و10 مقترحات من طرف المفتشين، فيختار الجهاز مقترحا وبهذا تضمن عدم وجود تسريبات.
وأضاف، هناك مرحلة ثانية يمكن من خلالها الاستغناء أكثر عن العامل البشري، ويتعلق بطبع أوراق امتحان شهادة البكالوريا، من خلال شبكة معلوماتية خاصة ترسل الأوراق من المطبعة المركزية لطبعها في مراكز الامتحان وهي عملية يضيف، تربح الوقت وتستغني عن وسائل نقل مواضيع "الباك" وتقلص من الأشخاص المتسببين في التسريبات. وضمانها بكلمة سر لا يعلمها سوى رؤساء مراكز الامتحان.
وحسب، قرار، يمكن للجزائر مستقبلا الاستغناء عن الورق في مثل هذه المسابقات المصيرية، من خلال توفير شاشات كومبيوتر للتلاميذ وإرسال الأسئلة مباشرة للإجابة عنها بطريقة رقمية.