الشروق " تخترق الأسوار وترصد يوميات ومستقبل أمير الراي : هكذا يقضي مامي سنوات السجن..وهذه مشاريعه 2010.09.22
باريس مبعوث " الشروق " : محمد بغالي
غرفة انفرادية داخل معلم أثري على ضفاف نهر السين شركات الإنتاج ستجري وراء الشاب مامي وليس العكس أسالت قضية الشاب مامي الكثير من الحبر وأثارت حولها الكثير من علامات الاستفهام، و"الشروق" بهذا الملف تحاول أن تقدم للقارئ المادة التي قد يفتقدها في التقارير الصحفية الجافة.. خفايا وأسرار وأصداء وشهادات تتجاوز الخبر وتغوص في تفاصيله، تحيط ببعض حيثياته والتي من أهمها إسقاط القناع عن الشخصية الحقيقية التي حاولت الضحية إيزابيل سيمون كما حاول مدير أعماله السابق ميشال ليفي إخفاءها لسنوات طويلة .
وصلنا ليلة الإثنين للثلاثاء إلى مدينة مولان، التي يفصلها عن العاصمة الفرنسية باريس حوالي سبعين كيلومترا.. كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، وكان النجم الصاعد لأغنية الراي الشاب نجيم غارقا في تتبع توجيهات "جي بي آس" سيارته الرياضية، أما الصديق ومدير أعماله صالح رحوي فأصر على المرور بسجن المدينة حتى يختصر علي عناء البحث عنه في اليوم الموالي .
قطعنا بضع مئات من الأمتار فقط قبل أن نصل إلى سجن مولان، وليس غريبا أن يغم عليك، فهو أقرب إلى المعلم الأثري منه إلى المؤسسة العقابية.. قصر شيد بالحجر الأزرق يتوسط جزيرة صغيرة على ضفاف نهر السين وغارق في محيط من الخضرة، عشب وأشجار وأزهار بألوان الطيف، أما الأضواء الموزعة على أسواره فقد أضفت عليه جوا شاعريا سورياليا .. لم نعتقد يوما أن نمر أمام سجون قد تكون مصادر إلهام للمبدعين؟
من " محشر " للمعدمين إلى سجن للنجوم
الفرق يكاد يكون معدوما للوافد الجديد بين سجن مولان وما يحيط به من شوارع وساحات ضيقة وجسور واسعة، وبين جزيرة سان ميشال وسط باريس، حتى الكنيسة المنتصبة في واجهة المبنى لا تختلف كثيرا عن "نوتردام دوباري" في الحي القديم للعاصمة الفرنسية.. في هذا المكان الذي تحكي أسواره إحدى أشهر قصص التناقض في المجتمع الفرنسي، فداخلها مئات المساجين يجرون أبشع تهم الدنيا وآثامها، وخارجها مئات السياح من كل جنسيات العالم توقف تفكيرهم عند جمال الحجر دون الاهتمام بعاهات البشر.. في هذا المكان يقبع الشاب مامي، وفيه وقف مساء أول أمس أمام محكمة تطبيق الأحكام التي أجلت البث في طلب إفراج مشروط تقدم به إلى الثاني عشر من أكتوبر القادم، وفي انتظار ذلك سمحت له بإفراج مؤقت .. ولهذا المكان قصة .
سجن مولان هو في الأصل مجمع حمل اسم "القديس نيكولاس" في نهاية القرون الوسطى وتخصص في علاج المرضى وإيوائهم، وسير لعقود طويلة من طرف طوائف كنسية كثيرة لعل أشهرها "الأورسولين" و"الفيسيتوندين"، قبل أن يحول إلى "محشر" للفقراء و"المعدمين البطالين"، وبعد اندلاع الثورة الفرنسية فقد إلى الأبد صفته الاستشفائية .
في بداية القرن التاسع عشر حول المستشفى إلى مؤسسة عقابية ثم صار سجنا في نهاية السبعينيات، متخصص أساسا في استقبال المساجين المشرفين على قضاء عقوباتهم، وهو ما يفسر ربما غياب الإجراءات الأمنية الصارمة حوله.
غياب تلك الإجراءات هو أول ما لفت انتباهنا ونحن نقطع حافة نهر السين إلى بوابة السجن، فلا رجال أمن ولا كاميرات كثيرة ولا أبواب حديدية.. المكان محاط بالسكون من كل جهة، فحوله الحركة تكاد تكون معدومة حتى تخاله مهجورا، عدا أشخاص يعدون على الأصابع انتشروا في حديقة جانبية، بعضهم يقرأ وبعضهم ينتظر نصب " قصبته " ينتظر ما سيعلق في صنارتها من جود النهر والبعض الآخر يتأمل حركة السياح هناك على جسر " لوكورتي " .
وبعد أن كنا ننتظر تحرير الشاب مامي من حبسه رحنا نرقب تحرر لزبر من هاتفه النقال، فبعد دعوته لنا بركوب سيارة "المرسيدس" السوداء الفارهة، فقدنا المحامي.. بين اطلاع على رسائله القصيرة المتراكمة وبين مكالمات لم تتوقف، تسأله عن نتيجة المباراة بينه وبين المدعية العامة التي بررت رفضها لطلب الإفراج المشروط لموكله بحجة تواجد ابنه وزوجته في الجزائر .. ما شأن الأبوة بالجغرافيا وبالحدود وتأشيرات الدخول وبطاقات الإقامة؟
بمجرد أن تحرر لزبر من هاتفه اجتاحت "الشروق" هاتفي، كيف لا وهي الجريدة التي سبقت ذات ثالث جويلية من سنة 2009 إلى تغطية محاكمة الشاب مامي في بوبيني بالضاحية الباريسية، حينها كان الحدث في مهده، أما اليوم فقد بلغ سن الرشد..!
في رحلة البحث عن "سيبر كافي" نبعث منه صورنا صادفاتنا مجموعة من الشباب يتكلمون بلكنة "وهرانية" صرفة لا تخلو من الـ"واه" الشهيرة وشقيقتها "امالك" التي لا تقل شهرة.. دفعنا الفضول الصحفي إلى الاقتراب منهم وسألناهم عن سر تجولهم في ساحة "سان جون" وسط مدينة مولان، والتي لا تفصلها عن السجن إلا بضع مئات من الأمتار. وجاء الرد بصوت واحد: "نحن مهاجرون من منطقة الغرب الجزائري ونقيم في مدن مختلفة بفرنسا لكن الفايس بوك جمعنا فتواعدنا على اللقاء هنا في وقفة تضامن رمزية مع الشاب مامي".. أحدهم اغتنم فرصة تواجدنا ليقترح مازحا : " لم لا يطلقوا سراح مامي ويسجنوا مكانه صاحبي هشام " .. الرجل أراد أن يضرب عصفرين بحجر واحد .. تضامن وتخلص من صديق في ذات الوقت؟
كانت الرحلة ضيقة في وقتها، لكنها مكنتنا من التفكير في عديد الإشكاليات، منها ما تعلق بالثقافة الجزائرية، بفاعليها ومنشطيها، الذين فقدوا البوصلة فتاهوا بين أفرشة البؤس وزنزانات السجون، ومنها ما تعلق بالإعلام عموما ومستقبله.. ومن بين كل تلك الإشكاليات ما نزلت نهاياتها بردا وسلاما على قلوبنا.. فاليوم يحق لنا أن نطمئن بأن صحافة الورق لم تمت.. صحافة الناقل الإنسان الذي يتواصل مع المتلقي الإنسان.. فأمامنا عقود لا عد لها ولا حصر حتى يتمكن جهابذة التكنولوجيا من اختراع كومبيوتر بإمكانه الانتقال من بلد إلى بلد والانتظار ساعات على بوابه سجن، لا يضم صديقا أو قريبا، من أجل نقل خبر، قد لا يتجاوز حجمه عدد الكلمات المكتوبة على تذكرة الطائرة، إلى قارئ عزيز وغال .
</li>
</li>
[/right]
</li>
كان اليوم جميلا ومشمسا، وعلى الساعة الرابعة عصرا، بتوقيت فرنسا طبعا، وصل الأستاذ خالد لزبر، محامي محمد خليفاتي، أوالشابول أبيسبيرب ..
كانت " الشروق " أول من وصل .. " صح عيدك أستاذ كيف الحال " .. " الحمد لله نحن على أتم الاستعداد للمواجهة " .
فجأة يرن هاتف الأستاذ لزبر، إنه الشاب مامي من وراء الأسوار.. "كيف حالك يا محمد.. لست وحدك.. فالصحافة الجزائرية هنا.. إنهم أصدقاؤنا في جريدة "الشروق" جاؤوا لتغطية المحاكمة.. نلتقي في الجلسة". قالها المحامي والله يعلم ما في السرائر.
ساعتان كاملتان قضيناهما أمام بوابة السجن الخشبية الضخمة.. ساعتان من علامات الاستفهام التي تصيب من اجتاحت عقله بالدوار.. هل فعلا تستوجب القضية كل هذا الاهتمام؟.. هل سيخرج الشاب مامي أم أن مسلسل الانتظار لم يبلغ بعد حلقته الأخيرة شأنه في ذلك شأن مسلسلات الأتراك الذين تعج بهم مدينة مولان .
على ذكر مدينة مولان، فقد علمنا من سائق سيارة أجرة بأن شأنها شأن سجنها، فضاء لكل التناقضات، فهي في النهار أكثر ضجيجا من جاراتها، وفي الليل هي أهدأ إلى درجة أن الظفر فيها بوسيلة نقل بعد الساعة الثامنة مساء يكاد يكون مهمة مستحيلة. وبقدر ما المدينة آمنة نهارا فهي ليلا مرتع للسكارى ولهواة الشجارات والمعارك الغريزية . كما أن مولان تضم زبدة التطرف الفرنسي، فغالبية سكانها من الحركى وعشاق لوبان .
وعكس السجون الفرنسية الأخرى، التي وصفها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في جوان من العام الماضي بـ "عار الجمهورية"، فإن سجن مولان مصنف في خانة "المؤسسات العقابية النموذجية"، فكل نزلائه الثلاث مائة يقيمون في زنزانات انفرادية، أكثر من نصفهم يعملون في مقابل الأربعة والثلاثة بالمائة في السجون الأخرى .
في حدود الساعة السابعة مساء فتح باب السجن، لم يخرج الشاب مامي طبعا ولكن خرج محاميه خالد لزبر، بدا مترددا، لكنه لم يخف إعجابه بالأجواء التي جرت فيها الجلسة، فالقاضي كان متفهما، كما أن تقرير مدير المؤسسة العقابية جاء مثمنا لطلب أمير أغنية الراي الذي يقضي عقوبته كما تقضيها أي شخصية مهمة، يتواصل مع عالم الأحرار عبر النقال والشبكة العنكبوتية، كما أنه يلتقي بانتظام سكرتيرته الخاصة يحضران الآتي، فالوقت الذي ضاع من السهل استدراكه لدى نجم بحجم صاحب "يوم ورا يوم" و"سعيدة بعيدة".
وبعد أن كنا ننتظر تحرير الشاب مامي من حبسه رحنا نرقب تحرر لزبر من هاتفه النقال، فبعد دعوته لنا بركوب سيارة "المرسيدس" السوداء الفارهة، فقدنا المحامي.. بين اطلاع على رسائله القصيرة المتراكمة وبين مكالمات لم تتوقف، تسأله عن نتيجة المباراة بينه وبين المدعية العامة التي بررت رفضها لطلب الإفراج المشروط لموكله بحجة تواجد ابنه وزوجته في الجزائر .. ما شأن الأبوة بالجغرافيا وبالحدود وتأشيرات الدخول وبطاقات الإقامة؟
بمجرد أن تحرر لزبر من هاتفه اجتاحت "الشروق" هاتفي، كيف لا وهي الجريدة التي سبقت ذات ثالث جويلية من سنة 2009 إلى تغطية محاكمة الشاب مامي في بوبيني بالضاحية الباريسية، حينها كان الحدث في مهده، أما اليوم فقد بلغ سن الرشد..!
في رحلة البحث عن "سيبر كافي" نبعث منه صورنا صادفاتنا مجموعة من الشباب يتكلمون بلكنة "وهرانية" صرفة لا تخلو من الـ"واه" الشهيرة وشقيقتها "امالك" التي لا تقل شهرة.. دفعنا الفضول الصحفي إلى الاقتراب منهم وسألناهم عن سر تجولهم في ساحة "سان جون" وسط مدينة مولان، والتي لا تفصلها عن السجن إلا بضع مئات من الأمتار. وجاء الرد بصوت واحد: "نحن مهاجرون من منطقة الغرب الجزائري ونقيم في مدن مختلفة بفرنسا لكن الفايس بوك جمعنا فتواعدنا على اللقاء هنا في وقفة تضامن رمزية مع الشاب مامي".. أحدهم اغتنم فرصة تواجدنا ليقترح مازحا : " لم لا يطلقوا سراح مامي ويسجنوا مكانه صاحبي هشام " .. الرجل أراد أن يضرب عصفرين بحجر واحد .. تضامن وتخلص من صديق في ذات الوقت؟
كانت الرحلة ضيقة في وقتها، لكنها مكنتنا من التفكير في عديد الإشكاليات، منها ما تعلق بالثقافة الجزائرية، بفاعليها ومنشطيها، الذين فقدوا البوصلة فتاهوا بين أفرشة البؤس وزنزانات السجون، ومنها ما تعلق بالإعلام عموما ومستقبله.. ومن بين كل تلك الإشكاليات ما نزلت نهاياتها بردا وسلاما على قلوبنا.. فاليوم يحق لنا أن نطمئن بأن صحافة الورق لم تمت.. صحافة الناقل الإنسان الذي يتواصل مع المتلقي الإنسان.. فأمامنا عقود لا عد لها ولا حصر حتى يتمكن جهابذة التكنولوجيا من اختراع كومبيوتر بإمكانه الانتقال من بلد إلى بلد والانتظار ساعات على بوابه سجن، لا يضم صديقا أو قريبا، من أجل نقل خبر، قد لا يتجاوز حجمه عدد الكلمات المكتوبة على تذكرة الطائرة، إلى قارئ عزيز وغال .
شهاداتاغتنمت " الشروق " فرصة تواجدها في العاصمة الفرنسية باريس لتنقل شهادات مجموعة من الفاعلين في المشهد الرايوي، والذين تعرفوا على الشاب مامي عن قرب.
العربي ديدة ( مدير الجوق الوطني لبارباس )" ندم كثيرا وحالته النفسية جيدة " "يجب أن نتفق أولا على أن الإنسان غير منزه عن الخطأ، المهم بالنسبة للشاب مامي اليوم هو التفكير في المستقبل، فهو نجم كبير في سماء الموسيقى، لا الجزائرية والعربية فحسب ولكن العالمية، فنان بهذا الحجم عليه أن يحيط نفسه بمساعدين ومستشارين جادين يدفعونه إلى الأمام ويضيقون عليه مساحة الأخطاء.. أنا لم أزره في السجن، فقد علمت بأنه صار يفضل العزلة، وهذا شيء مفهوم لرجل في وضعه، لكنني أعرف من بعض مقربيه بأن حالته النفسية جيدة، وبأنه ندم على ما فعل عكس، الحالة التي كان عليها قبل أن يعود إلى فرنسا ليسلم نفسه.. أنا لست خائفا على مامي، لأنني متأكد بأن صوته سينقذه، فهو سيعود لا محالة إلى الخشبة سيمتع مرة أخرى محبيه وسينتج ألبوما لا شك في نجاحه، المهمة لن تكون سهلة، لأن وسائل الإعلام الفرنسية صعبة ولن ترحمه، لكنه سيقف مرة أخرى على رجليه، لا شك في ذلك".
صالح رحوي ( شاعر ومنتج )" مستعد لتنظيم حفل كبير عرفانا للشاب مامي "خير الخطائين في ديننا هم التوابون، وأنا مستعد لتنظيم حفل كبير في الجزائر العاصمة أو باريس عرفانا للشاب مامي الفنان والإنسان.. الفنان لأنه ساهم بشكل كبير في التأسيس لأسطورة الراي هو والشاب خالد عندما نقلاه إلى العالمية، والإنسان الذي يجب أن لا ننسى بأنه قرر إلغاء كل حفلاته تضامنا مع الشعب اللبناني في حربه الأخيرة ضد الكيان الصهيوني، فرفض الغناء وأهلنا هناك يبادون.. كما أنني لن أنسى أبدا اليد التي مدها إلى الشاب نجيم في ألفين وستة عندما اختاره لتنشيط الفقرات الأولى من حفلاته.. الساحة الفنية الجزائرية أحوج ما تكون إلى نجوم كبار من طينة الشاب مامي، والشاب مامي أحوج ما يكون إلى هذه الساحة ليمسح همومه وليركز في إبداعه " .
نورالدين غافايتي ( مدير أعمال الراحلة الشيخة الريميتي )" بعض موسيقييه يخبرونني عن أحواله أولا بأول ""منذ أن دخل الشاب مامي السجن خسرت أغنية الراي مطربا كبيرا، بنفس القدر من الخسارة عندما اغتيل الشاب حسني، فعندما يغيب نجوم بحجم مامي وخالد والزهوانية هذا يعني أن القاطرة أصيبت بعطب.. الأكيد أيضا أن مامي، وبمجرد خروجه من السجن، سيمنح أغنية الراي نفسا جديدا.. لم نعد نلتقي كثيرا في السنوات الأخيرة ونفس الشيء مع الشاب خالد، فالظروف حتمت علينا اللقاء صدفة في المطارات أوبعض الحفلات، كما أنني لم أزر مامي في السجن، لكن بعض موسيقييه كانوا يخبرونني بأحواله أولا بأول، كما هوالشأن بالنسبة لـ مجدوب وضابط الإيقاع ناصر".
الشاب نجيم"كنت سأغني معه ولكن ".. "لم أكن أنتظر أبدا أن يدخل مامي السجن، فقد تألمت كثيرا لأنه فنان ولأنه جزائري، لأنني أحترمه كثيرا فبفضله وبفضل الشاب خالد بلغ الراي ما بلغه من نجومية.. وأغتنم هذه الفرصة لأجدد عرفاني للشاب مامي، فأنا لن أنسى أبدا بأنه اختارني في ألفين وستة لأنشط معه حفلاته، ولا يمكن لكم أن تتصوروا حجم سعادتي عندما أعلمتني شركة الإنتاج بالخبر، لكن مع الأسف الشديد قضاء الله أراد غير ذلك، ففي الوقت الذي كان يفترض أن ينطلق برنامج الحفلات بدأت مشاكله مع العدالة فتوقف كل شيء، وبالرغم من ذلك لم أقطع خيط التواصل معه حتى وهو في سجنه بفضل الفايس بوك "
الصادق من مدينة مغنية ( عمل مع مامي حارسا خصوصيا في العديد من الحفلات )"تعامل معنا كنجوم الروك " اشتغلت مع الكثير من النجوم الجزائريين الكبار، لكنني لم أجد فيهم واحدا في مهنية مامي واحترافيته، فلم يكن يخلط أبدا بين العلاقات الخاصة وبين عمله، وأتذكر بأنه كان يتعامل معنا على طريقة نجوم الروك والبوب".
أسبوع حبس لمن صفع المضيفة وسكوت على إهانة المرأة في الكليباتلو كان مامي واحدا من نجوم الراب لما عوقب بهذا الشكلاضطر الشاب مامي إلى التقدم بطلب الإفراج المشروط، الذي أجل قاضي تطبيق الأحكام في جلسة أول أمس بسجن مولان البت فيه إلى الثاني عشر من أكتوبر القادم، بعد رفض الرئيس الفرنسي إصدار العفو في حقه رغم الطلب المقدم إليه والرسالة التي وصلته قبلها من أمير الراي.
رد فعل الإيليزي السلبي، وبغض النظر عن خلفياته القانونية، أثار استغراب العديد من العارفين بالساحة الفنية في فرنسا وما تخفيه من فضائح وجرائم. خاصة وأن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك سبق له وأن أصدر عفوا لصالح المغربي عمر رداد الموقوف بتهمة قتل السيدة التي كان يشتغل عندها بستانيا، كما أن المدير السابق لأعمال الشاب مامي ميشال ليفي استفاد من الإفراج في الصيف الماضي .
وأرجع مدير أعمال الشابة الزهوانية ذلك، في تصريح لـ"الشروق"، إلى كون الشاب مامي "جزائري وعربي وأحد نجوم أغنية الراي، ولو كان مطرب راب لما عوقب بهذا الشكل، فالذي اقترفه مامي لا يختلف كثيرا عما فعله أحد أعضاء فرقة "آن تي آم" الذي صفع مضيفة طيران، لكن هذا الأخير لم يمكث في الحبس أكثر من أسبوع، مستفيدا من الضجة التي ثارت حول فعلته فزادت مبيعاته، لأن مستهلكي الراب في فرنسا عموما يستهويهم العنف ".
وأضاف محدثنا بأن "أغلب نجوم الراب يقدمون المرأة في كليباتهم بشكل بشع جدا وبالرغم من هذا فإن العدالة الفرنسية لم تتدخل لحماية النساء من عنف الرجال"، قبل أن يضيف: "إضافة إلى كل هذا فإن العدالة الفرنسية لم تغفر لمامي هروبه منها قبل أن يعود ليسلم نفسه في ألفين وتسعة ".
للإشارة فإن الإفراج المؤقت وفي حال استفادة الشاب منه لا يعني بأي حال من الأحوال العفو، بل هو مجرد تكييف للعقوبة وتحويلها إلى فردية، فلا يحق له الخروج من الأراضي الفرنسية، كما أنه يوضع تحت رقابة قاضي تطبيق الأحكام المتواجد في مكان الإقامة الذي يحدده
عامل اجتماعي بمصلحة إعادة الإدماج .
وفي نفس الحالة، فإن العدالة تمنح الشاب مامي مهلة تمتحن فيها مدى استجابته للشروط القانونية الخاصة بالإفراج المشروط، ولن يتخلص نهائيا من عقوبته إلا بعد الانتهاء من تلك المهلة، أما في حال الإخلال أو ارتكاب جنحة أخرى فإن القرار يصبح لاغيا.
" الشروق " تكشف الوجه الحقيقي لـ " الضحية " إيزابيل سيموناشتكتها الريميتي للشرطة، وقبل مامي أنجبت من شقيق نجم رايوي كبيرلا تخلو إجابات العارفين بخبايا الساحة الرايوية في فرنسا من عبارة "يا لطيف" بمجرد سؤال "الشروق" عن حقيقة إيزابيل سيمون، المرأة التي أدخلت الشاب مامي السجن بعد محاولته الفاشلة في إجهاضها، والتي كدنا ننساها في غمرة اهتمامنا بالتفاصيل القانونية المتعلقة بعقوبة الشاب مامي .
احترفت إيزابيل سيمون التصوير الفني، ويؤكد كل من اقترب منها بأن سقوطها المفاجئ وسط مشهد أغنية الراي لم يكن لأهداف مهنية ولكن "لكونها عرفت بانجذابها للرجال ذوي الأصول المغاربية، فكانت تردد دائما مع بعض المقربين منها بأنها تفضل نجوم الراي على نجوم هوليوود".
كما عرفت إيزابيل سيمون بسوء أخلاقها وبلؤمها، وإن كان ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال ما أقدم عليه الشاب مامي، و"المؤلم، كما يقول أحد المنتجين المعروفين، أن جل مطربينا يعرفون هذا عنها، لكنهم لم يغلقوا الباب في وجهها، وقد سبق لي تحذير بعضهم دون جدوى".
يضيف محدثنا بأن إيزابيل سيمون "تخصصت في سرقة الصور واستعمالها دون ترخيص من أصحابها، وهو ما فعلته مرة عندما دعيت إلى وهران وأقامت في بيت الراحل الشاب حسني وأخذت صورا لعدد من النجوم كالزهوانية قبل أن تعود إلى فرنسا لتعرضها دون إذنهم".
وفي هذا الاتجاه، كشف لنا مدير أعمال الراحلة الشيخة الريميتي نور الدين غافايتي بأنه سبق وأن تعرض لنفس "السطو"، لكنه تقدم بشكوى لدى شرطة سان دوني "فقد طلبنا خدمات إيزابيل لإخراج غلاف ألبوم الريميتي الشهير الذي أصدرناه تحت عنوان "النوار"، وفي المقابل دفعنا لها أربعة آلاف فرنك فرنسي قبل أن نفاجأ بأنها باعت الصور لمنتج آخر هي شركة "سيرتا"، بعدها التقيتها في حفل بسان دوني نشطته الريميتي رفقة طاكفريناس وآيت منقلات فتقدمت منها وطلبت منها أن تعيد الصور، وقبل أن أنتزع منها آلة التصوير أخذت الفيلم ووضعته في حقيبتها وأشهدت نائب رئيس البلدية، الذي كان بدوره في القاعة، وتقدمت في اليوم الموالي بشكوى لدى الشرطة التي استدعتها وفرضت عليها إرجاع الصور ".
وما حدث للشاب مامي مع إيزابيل سيمون، التي أحسنت استغلال أصولها اليهودية وعمل شقيقتها في صحيفة "لوموند" ذات التأثير الواسع في فرنسا، لم يكن وليد الصدفة، فقد كشفت العديد من الشهادات المتطابقة بأن المرأة سبق لها بنفس الطريقة إنجاب طفلة من أخ أحد نجوم الراي الكبار بعد أن عجزت عن اصطياد شقيقه، كما تؤكد نفس الشهادات على أنها لم تترك عضوا في فرقة مامي إلا و حاولت معه .
أما آخر خرجة لإيزابيل سيمون، حسب ما علمته "الشروق" من مصادر مؤكدة، هو إقدامها على البعث برسالة "رقيقة" إلى الشاب مامي في سجن مولان تستعطفه فيها وتخبره عن حاجة ابنته منها إليه وإلى حنانه.. ربما هي لم تكتف بكل الأموال التي أخذتها منه بقوة القانون فراحت تحضر إلى أخذ أموال أخرى بقوة العاطفة .
استعار اسم زوج أمه وتنكر لأصوله من أجل " البيزنس "ميشال ليفي ليس يهودياعكس ما ترسخ في الساحتين الإعلامية والفنية، علمت "الشروق" من مصادر مقربة من مدير الأعمال السابق للشاب مامي ميشال ليفي بأن هذا الأخير لا علاقة له بالديانة اليهودية، فاسمه الحقيقي هو لوكور، وإن كان هذا ليس سبقا، وأصله من منطقة "لابروتاني"، ولد من أبوين مسيحيين، قبل أن تتزوج والدته من رجل آخر اسمه " ليفي ".
وقرر ميشال لوكور، الذي اشتهر بحدة ذكائه، أخذ اسم زوج والدته وروج لفكرة انحداره من أصول يهودية عندما علم بأن فرص النجاح في الساحة الفنية الفرنسية تكون أكبر للشواذ واليهود، بدليل أن الغالبية العظمى من الفنانين المتعاقدين مع "يونيفرسال"، وهي أكبر شركة إنتاج في فرنسا والعالم، ينتمون إلى واحدة من الفئتين، خاصة وأنه اشتغل لسنوات طويلة في فريق نجم السبعينيات الفرنسي ذي الأصل اليهودية مايك برانت، ومعه اكتشف مدى اهتمام الإعلام الفرنسي وشركات الإنتاج بالفنانين المنحدرين من تلك الأصول، وهي النتيجة التي تأكدت لديه عندما اشتغل مع جو داسان .
وتكريسا للكذبة التي روج لها ميشال لوكور، المدان بدوره في قضية محاولة إجهاض الشاب مامي لإيزابيل سيمون، اتخذ سياسة اتصال مبنية على الدفع بمطربي الراي المتعاقدين معه إلى الإدلاء بتصريحات تطبيعية مع إسرائيل، كما أنه نجح في توريط الكثير من الفنانين التونسيين والمغاربة إلى الغناء في تل أبيب .
وتمكن ميشال لوكور بفضل هذا الإدعاء المحبوك من ضمان تغطية إعلامية ثقيلة ومثالية للفنانين المتعاقدين معه، وكان الشاب مامي واحدا منهم، كما تمكن من التواصل مع كبريات شركات الإنتاج العالمية التي يديرها أو يمتلكها يهود، فهذا الذي سمح له مثلا من تدبير ديو للشاب مامي مع النجم العالمي الكبير ستينغ .
مخاوف من أن يصدم أمير الراي بـ " الفراغ " بعد خروجه من السجن" شركات الإنتاج ستجري وراء الشاب مامي وليس العكس "مع دنو موعد خروج الشاب مامي من السجن، لم يعد من حديث لدى الناشطين في مجال موسيقى الراي بفرنسا إلا عن مستقبله الفني والباب التي سيعود منها إلى الغناء .
أحد الفاعلين القدامى في هذا الوسط اعترف بأن سجن الشاب مامي قد يكون له مفعولا إيجابيا على عودته، لكنه لم يخف في المقابل تخوفه، وبلغة العارف أوضح بأن "الشاب مامي نجم كبير ولا يمكن إلا أن يرتبط مع شركة ضخمة، ليس فقط لشهرته وكثرة معجبيه ولكن لامتلاكه الإمكانات التي تسمح له بمواجهة الهجمة الشرسة المنتظر إعلانها من طرف الإعلام الفرنسي ضده، فشركة مثل " يونيفرسال " يمكنها في ظرف أشهر قليلة فقط أن تنسي الناس فيما اقترفه مامي ".
ويخشى محدثنا أن يصدم أمير الراي عند خروجه بحالة الفراغ التي أصابت أغنية الراي في السنتين الأخيرتين، "ولا أدل على ذلك من شارع بارباس الذي كان يحوي إلى وقت قريب ما لا يقل عن عشرين محلا لبيع أشرطة الراي على مسافة مائتي متر، أما اليوم فقد تقلص عددها إلى أربعة"، كما يخشى أيضا من أن "تحجم الشركات الكبرى عن التعامل مع الشاب مامي، على الأقل في المدى المنظور، مخافة انقلاب وسائل الإعلام عليها"، قبل أن يضيف: "فيماعدا هذا فإنه يؤسفني أن أخبركم بأن إنتاج موسيقى الراي صار منحصرا في أربعة، منهم مغربيين معروفين بالاحتيال أما الأكبر والأكثر جدية فهو الجزائري محمد سانتانا، لكن هذا الأخير أسر إلي منذ أشهر قليلة بأنه يحضر للخروج والابتعاد عن الساحة ".
في المقابل بدا المنتج صالح رحوي أكثر تفاؤلا فهو متيقن بأن "الشاب مامي يبقى اسم كبير في سماء الموسيقى العالمية و ليه فإنه لن يجري وراء شركات الإنتاج الكبرى، بل هي التي ستجري وراءه"، قبل أن يضيف "يبقى مامي قيمة أكيدة في أغنية الراي، فقبل دخوله السجن وصل إلى قمة النجاح عندما ضمته شركة " فيرجين إيمي فرانس " العملاقة كفنان " أساسي " ، وأعرف الكثير من النجوم الذين يحلمون إلى الآن ببلوغ هذه المرتبة ".
أصداء= أجمع كل الذين تربطهم صلة بالشاب مامي من الذين التقتهم "الشروق" بأن أمير الراي اختار العزلة في سجنه. أحدهم أخبرنا بأنه حاول زيارة مامي ذات عيد في سجن لاسونتي بباريس و أراد أن يهديه بعض الحلويات الجزائرية التقليدية، غير أن المساعدة الاجتماعية للسجن أخبرته بأن صديقه لا يريد أن يرى أحدا .. وأرجع أحد العارفين بالشاب مامي سلوكه هذا إلى أصوله الريفية التي تعتبر سجن الواحد عار كبير .
= علمنا من كاتب للكلمات معروف في الوسط الفني بفرنسا بأنه أعد قصيدة سيقترحها على الشاب مامي بمجرد خروجه من السجن حول موضوع الاعتراف بالخطأ وحسنة الاعتذار .
= أجمع مقربون من الشاب مامي بأن وضعه الحالي هو نتيجة حتمية لسوء محيطه، فالكثير من المحتالين والأفاقين تحلقوا حوله ليغرفوا من ماله وشهرته، خاصة وأن ابن سعيدة اشتهر بـ " النية ".
= لم يستبعد نورالدين غافايتي أن تعود العلاقة بين مامي وميشال ليفي إلى سابق عهدها " لأن مصالح كبيرة ربطت بينهما وربما تغلبت هذه الأخيرة على كل الخلافات ".
= يراهن ميشال ليفي اليوم على مطرب صاعد اسمه يونس ولا يتوقف عن الترديد في كل المجالس بأن هذا الأخير سيكون خلفية مامي.. أحدهم علق على من نقل له كلام ليفي "إذا خيرت بين ورقتين بـخمسين أورو واحدة أصلية والثانية مزورة فماذا ستختار؟".
= من بين ما يروى في مجالس أهل الراي قصة طريفة حدثت للشاب خالد مع المطرب الشعبي المصري حكيم، هذا الأخير اختير لافتتاح عدد من حفلات "الكينغ"، لكنه بعد الحفلة الأولى رفض الصعود إلى الخشبة قبل الشاب خالد، ففي اعتقاده أن نجوميته لا تقل عن نجومية ابن الباهية. وعندما أخبر خالد بالورطة قبل ضاحكا بالغناء قبله، الطريف أن الجمهور غادر القاعة بمجرد أن أكمل الشاب خالد وصلته، ليجد حكيم نفسه في مواجهة كراسي فارغة.. إنه كل الفرق بين النجوم الحقيقيين والنجوم ""تايوان".