لسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نص للقراءة قدم في محور القيم الانسانية الأسبوع الخامس والنص تحت عنوان الطارة الورقية مقتبس من كتاب لغتنا الجميلة دولة فلسطين السنة الرابعة الجزء الأول
الطائرة الورقية
اجتمع ثلاثة أصدقاء في أحد أحياء المدينة ، واتفقوا فيما بينهم على التعاون لصنع طائرة ورقية، وفكروا في مكونات هذه الطائرة ، فهي تحتاج إلى أوراق ، والعصي الخشبية ، والخيوط الرفيعة القوية. ووزع الرفاق بينهم هذه المواد على أن يحضروها عصر اليوم التالي .
في الموعد المحدد التقى الأصدقاء ، وقد حمل كل منهم ما طلب منه ، ثم اتفقوا على طريقة العمل، فحسام أخذ يقص الورق ، وبشار يقص العصي ويضعها لتلائم حجم الطائرة ، وعمر كان يلف العصي مع الورق ويثبتها ، ثم ضبطوا ميزان الطائرة بثلاثة خيوط شدت معا بخيط المقود ، والصقوا ذيلا للطائرة ، كان حسام قد صنعه في بيته من حلقات متماسكة من الورق الملون ، فسروا لهذه المفاجأة ، وربطوا الذيل بطرف الطائرة ليحفظ توازنها ، فصارت الطائرة جاهزة للاختبار . ثم جمعوا بقايا الورق والعصي ، ووضعوها في حاوية النفايات .
بحثوا عن مكان عال في طرف الحي ، بعيدا عن أسلاك الكهرباء والشوارع ، فاستقروا على تلة قرب ملعب واسع ، وربطوا طرف الطائرة بحبل قوي رفيع طويل ، ثم انتهزوا فرصة هبوب الرياح ، فرموا بالطائرة في الهواء ، لكنها وقعت على الأرض ، فحاولوا مرة ثانية وثالثة من دون أن ينجحوا في عملهم ، غير أنهم لم ييأسوا ، وفي المرة الرابعة صفقوا وهم يرون طائرتهم تدفعها الرياح فترتفع إلى أعلى ، ثم أخذوا يرسلون الخيط ، ويمدونه بهمة ونشاط ، غير مصدقين أن طائرتهم باتت تحلق عاليا ، كأنها نسر يبسط جناحيه وسط السماء .
فرح الأصدقاء بما صنعوا ، وغمرتهم السعادة بهذا النجاح الذي حققه تعاونهم ، فهاهي الطائرة تحلق مزهوة بألوانها المختلفة ، وذيلها من ورائها تلعب به الرياح ، وتحركه يمنة ويسرة . كانوا مبتهجين وهم يرمقون طائرتهم تستقر في أعالي السماء ، وقلوبهم تكاد تطير فرحا معها .
كان الوقت يمر بسرعة ، والشمس تميل إلى الغروب ، فبدا الصبية بسحب طائرتهم شيئا فشيئا ، وخلال دقائق كانت الطائرة بينهم وهم يتحلقون حولها ويحتضنونها بفرح وسرور .
لغتنا الجميلة ( دولة فلسطين السنة 4/ ج1 )
ــــــــــــ
يرسل : يرخي
يبسط : يمد .
مزهو : معجبة بألوانها ، مفتخرة .