بعض وسائل الإعلام تتخذ موقفا سلبيا تجاه الحجاب كأنها تنوب عن الشيطان في مهمة إفساد بنات حواء والوصول بهم إلى أشنع وأقبح الحالات, وما يثير الإشمئزاز أن نفس الأوراق تنقل أخبارا تحزن الفؤاد, ماهي إلا نتيجة ما يفعلونه بالمرأة المسكينة.
نشرت إحدى الجرائد الوطنية واسعة الإنتشار خبرا مفزعا أليمًا, عن جثة فتاة في الرابعة والعشرين , وُجدت مرمية وهي عارية وفي حالة صعبة الوصف في مزبلة بإحدى مناطق العاصمة تتواجد بها إقامة جامعية خاصة بالبنات, ويروي كاتب المقال على لسان من عثروا عليها أنها كانت مكبلة اليدين بخيط كهربائي ومخنوقة بسلك معدني , والدم ظاهر في الجهة السفلى من جسدها (آسف ولكنني أنقل عن الجريدة حرفيا ) وآثار الضرب بادية على وجهها الملطخ بالدماء...".
وفي الصفحة الأولى من عدد آخر من نفس الجريدة, خبر مختلف, تحت عنوان :"سلفيون يغزون العاصمة بمطويات تحارب المتبرجات", وهو عن شباب ملتحين برتدون الأقمصة , يوزعون مطويات تدعو إلى الحجاب على نساء لا يرتدينه , وقد نقل المقال إنطباعات سلبية للفتيات حول الأمر, حتى أن إحداهن وصفت الأمر بالمقزز, وقالت أخرى أنه يذكر بالعشرية السوداء...
جدير بالذكر أن الخبر الأول نُقل بموضوعية زائدة ماعدا وصف الحادث "بالجريمة", بينما رافقت الخبر الثاني تعليقات واسعة على شاكلة " الشباب المتعصب..", وجدير بالذكر أيضا أن صاح المقال الثاني امرأة.
أولا , لا شأن لي مع الجريدة, فأنا لست أخصُّها بالنقد, ولست أعلق على أسلوبها, فهذا النهج يكاد يكون عاما, ولا علاقة لي بالجدل بين العلماني والسلفي وغيرهم, وإنما هي رسالة أوجهها إلى أختي...
فيا أختي الغالية...
هل تعرفين الحجاب؟
إنه اللباس الجميل الذي يزين قلبك بحب الله ورسوله , ويزين سلوكك بأخلاق طاعته والإلتزام بدينه, ويزين مظهرك بالعفة والستر .
فلا تلتفتي إذن إلى سخافات الشيطان الرجيم, ودعايات فنِّه وإعلامه, فأنت تحملين على عاتقك أمانة حماية نفسك والنجاة بها.
ولا تكوني سجينةً لتأثيرات الصديقات, أو ضغوطات الأهل والمجتمع, فأنت خُلقت لتكوني حرّة بتوحيد عبوديتك لله.
ولن تنالي حريتك ولن تحفظي طهارتك التي وُلدت بها , إن مشيتِ خلف الإعلام الذي يصنع لك قدوة دنيئة ويصوِّر لك أحلاما زائفة, بل أقبلي على دعاة الحجاب الذين ينطقون بوحي الرحمان بدل المتكلمين بوساوس الشيطان, الذين يحرمون أنفسهم من الخير ويريدون أن يُحرم الناس مثلهم.
الشيطان عدوّ لكِ أنت ِ وأخوك بن آدم, ونفسه الخبيثة الملوثة بالحقد والحسد لا تحب لك إلا الهلاك والمصائب في ابشع صورها...
فالله وحده يعلم كيف عاشت صاحبة الجثة , وهو وحده من يحاسبها بعد موتها, ولكن الأمر واضح جدّا , فقد نال إبليس اللعين من أمثالها الكثير, حتى يستمتع لعنه الله بأسوأ صور الإنسان...
صورته وهو يعصي ربه,ثم صورة سوء خاتمته في الدنيا , وهل هناك ما هو أكثر بشاعة لامرأة من أن تُلقى جثةً عارية في مزبلة ويُنشر مصيرها عبر إعلام طالما أخذ بيدها إلى السوء, ثم صورته وهو يُبعث من قبره على حالته تلك , وصورته اخيرا وهو يُعذب في نار جهنم والعياذ بالله , ..أسأل الله الكريم السلامة لنساء العالمين.
الفن الهابط والإعلام المُضلّ يا أخيَّة, لا يبغي لنا إلا الرذيلة والفساد , و الدّين جاء ليطهرنا ويبلغنا رضوان ربّنا , والجرائد والمجلات التي تُعادي الحجاب هي نفسها التي تُتاجر بفضائح الإغتصاب, تماما مثل شيطان يأمرك بالمعصية ثم يضحك عليك ويشمت بك.