اقبل الحياة كما هي
اقبل الحياة
حالُ الدنيا منغصة اللذات، كثيرة التبعات، كثيرة
التلون، مُزجت بالكدر، وخُلطت بالنكد، وأنت منها في كبد.
ولن تجد والدا أو زوجة، أو صديقا، أو نبيلا، ولا مسكنا ولا وظيفة إلا
وفيه ما يكدر، وعنده ما يسوء أحيانا، فأطفئ حر شره ببرد خيره،
لتنجو رأسا برأس، والجروح قصاص.
أراد الله لهذه الدنيا أن تكون جامعة للضدين، والنوعين، والفريقين،
والرأيين: خيرو شر، صلاح وفساد، سرور وحزن، ثم يصفو الخير كله
والصلاح والسرور في الجنة، ويجمع الشر كله والفساد والحزن في
النار، وفي الحديث:
<< الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم >>
فعش واقعك ولا تسرح في الخيال، وحلق في عالم المثاليات، اقبل
دنياك كما هي، وطوع نفسك لمعايشتها و مواطنتها، فسوف لا يصفو
لك فيها صاحب، ولا يكمل لك فيها أمر، لان الصفو والكمال والتمام
ليس من شانها ولا من صفاتها.
فينبغي أن نسدد ونقارب، ونعفو ونصافح، ونأخذ ما تيسر، ونذر ما
تعسر ونغض الطرف أحيانا، ونسدد الخطى، ونتغافل عن أمور.
من كلام عائض القرني
اقبل الحياة اقبل الحياة اقبل الحياة
فماذا قررت بعد ا ن قرأت هذا ؟ هل ستنغص حياتك في البحث عن
الكمال في الأشياء، أو سترضى بحالها هذه في الدنيا، هل ستظل تبحث
عن الكمال في الأمور والأشياء وتعذب نفسك بالسؤال؟ أم انك سترضى
بالنقائص وتلتفت لايجابيات الشيء رغم سلبياته.
أنت قرر ستقبل الحياة كما هي؟ أم انك ستظل تبحث الكمال فيها وهو
ليس من صفاتها في شيء.
إن كنا سنجد السعادة الكاملة في هذه الدنيا فلم يوما إلى الجنة سنتوق ونرغب
وان كانت الحياة كاملة فما جدوى وجود الجنة يوم الحساب
علينا حقا أن تقبل الحياة كما هي.
أتمنى أن تكون أعجبتكم
تحياتي للجميع