من احب شسئا لغير الله عذب به ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد
من احب شيئا لغير الله عذب به طالما اعجبتني هذه الكلمة
للامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
قال ابن تيمية رحمه الله: كل من أحب شيئا لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه، إن فقد عذب بالفراق وتألم،
وإن وُجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء.
(الفتاوى 1/ 28-29)
قلت نعم من احب اي شيئ لغير الله عذب به في الدنيا وفي الاخرة
الا ترى من يحب المال والانعام حبا جما يحمله على منع حق الله فيها
انه يعذب بها يوم القيامة كما جاء في الاحاديث والاثار وجاء في القران الكريم
وايضا هو يعذب بها في الدنيا
اولا لما يحصل له من الهم والغم والحزن والنكد في تحصيلها ...
ثم اذا حصلها عنده وظن انه ارتاح ازداد همه واشتد غمه
لانه يحاول دائما الزيادة ولا يقنع بالقليل قيرى نفسه لم يحصل شيئا
وانه ما زال عليه السعي الكثير ليجمع المزيد من المال الوفير ..
وايضا يحدث عنده من الهم والحزن والخوف مالله به عليم خوفا عليها
من الذهاب والزوال او حدوث افة تهلكها فتجده دائم الترقب والخوف
يحسب كل صيحة عليه .....
ثم اذا ضاع منها شيئ او حدثت له افة رايته عظيم الهم كثير التسخط
غير راض باقدار الله ...ولا يكاد يسلو عنها لا سلو البهائم ...
وهو بين ذلك في ضنك من العيش لان حبه لها لغير الله يجعله ينشغل
بها عن طاعة الله وذكره
و قال تعالى (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا )وقال النبى صلى الله عليه
وسلم " من كانت الدنيا أكثر همه ، جعل الله فقره بين عينيه وفرق شمله ولم يأته من
الدنيا إلا ما قدر له " رواه الترمذى وقال النبى : "تعس عبد الدينار والدرهم تعس عبد
القطيفة تعس عبد الخميصة ؛إن أعطى رضى وإن لم يعط لم يرض، تعس وانتكس وإذا
شيك فلا انتقش" رواه البخارى .
هذه دول أوروبا "السويد والدنمارك والنرويج " أغنى دول اوروبا من حيث دخل الفرد إلا أنها
من أعلى دول العالم فى نسبة الانتحار
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقى هو السعيد.
وكذلك من ابتلي بمرض العشق العشق المحرم
لا يوجد من هو اشقى منه واكثر هما وغما
لانه ان كان محبوبه ومعشوقه بعيدا عنه حصل له من الهم والغم ما الله
به عليم ..
وحصل عنده لو عة واشتياق فتراه في حالة يرثى لها ...
وايضا اذا حصل محبوبه ومعشوقه وكان بين يديه
حصل له هم وغم وخوف من الفراق والبعد والهجر والغير ...
لانه يخاف من هذا كله والفراق لا بد منه
اما بحلول الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات
او لوشاية او حسد او ملل او خيانة وغير ذلك
وقد وصف احد الشعراء هذا فقال
وما فى الأرض أشقى ممن محب وإن وجد الهوى عذب المذاق
تراه باكيا فى كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق.
فيبكى إن نأوا شوقا إليهم ويبكى إن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند التنائي وتسخن عينه عند التلاقى .
وقا ل اخر خليلي إن الحب فيه لذاذة... وفيه شقاء دائم وكروب
وقلت انا في قصيدتي قصيدة العاشق
وقد علم الناس المحبون قبلنا بان الهوى يعمي البصير ويقتل
وكم مات من حب و مات صبابة كثير من العشاق عند التامل
فمن كان ذا قلب يحب فانه يعاني صروف الدهر في كل منزل
ويمسي ويصبح في الهوى متعذبا ويرجع بعد العز قيد التذلل
ويذهب عنه العشق عزة نفسه ولو كان ذا ملك كبير مؤثل
ويعزب عنه العقل والحلم والتقى ويصبح بعد العز في شر منزل
ويسبل دمع العين في كل لحظة ومعشو قه في حسن عيش وافظل
ويفني جميع العمر في ذكر حيه ويندبه عند الضحى والاصائل
وايضا كما قلنا في محب المال يشغله ماله وهذا ايضا يشغله
عشقه عن طاعة الله وذكره
و قال تعالى (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا )وقال النبى صلى الله عليه
وسلم " من كانت الدنيا أكثر همه ، جعل الله فقره بين عينيه وفرق شمله ولم يأته من
الدنيا إلا ما قدر له " رواه الترمذى وقال النبى : "تعس عبد الدينار والدرهم تعس عبد
القطيفة تعس عبد الخميصة ؛إن أعطى رضى وإن لم يعط لم يرض، تعس وانتكس وإذا
شيك فلا انتقش" رواه البخارى .
هذه اشارات وعبارات جادة بها النفس وسطرها القلم
احبت ان انثرها في صفحات هذا المنتدى لعل قارءا لها يستفيد
فتلحقنا ببركتها بعض الحسنات وتمحى عنا السيئات
والختام سلام