"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" *** يُنصَبُ حول العرش يوم القيامة منابِر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نورليْسُوا بأنبياء ولا شهداء....يغبِطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها .
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 670 الجنس : نقاط : 1011 السمعة : 4 العمر : 29
موضوع: الالوان التي ورد ذكرها في القرآن الكريم..... الأربعاء يناير 26 2011, 16:34
اللون الابيض
يتميز اللون الأبيض عن سائر الألوان في و وظيفته و طبيعته ، و رمزه و دلالته ، فهناك شبكة من العلاقات التي تربط بين هذا اللون و سلوك الإنسان ، و كثيراً ما نستخدم في حياتنا اليومية مثل الأيادي البيضاء و الوجه الأبيض و الراية البيضاء ، و قد استخدم القرآن هذا اللون وحده في أكثر من موضع في سياق الآيات القرآنية ، أو استخدمه مقترنا مع اللون الأسود ، لما لهذين اللونين من ارتباط شديد بين بعضهما ، فقد ذكر اللون الأبيض مفردا في سياق تحدي موسى عليه السلام لفرعون ، في أكثر من موضع ، حيث يطلب إليه إدخال يده في جيبه لتخرج بيضاء من غير سوء و هي تعتبر من المعجزات ، قال تعالى {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ}
(33) سورة الشعراء
و قال تعالى {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى}
(22) سورة طـه
وقد يكون اللون الأبيض ذا دلالة كبيرة ، إذ يستخدم في تصوير حالة من حالات العمى الذي يسببه الحزن و الكمد ، كما هو الحال في قصة يوسف عليه السلام ، قال تعالى {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}
(84) سورة يوسف
و النص القرآني اذ يختار اللون الأبيض لتصوير الحالة التي أصابت العين ، إنما هو بسبب ما يحمله هذا اللون من دلالة على الصمت و السكون و الإحساس بالفراغ المرافق لحالة الحزن و كظم الغيظ ، و قد وصف الله تعالى خمرة أهل الجنة بالبياض أيضاً لما له من تأثير يبعث على المتعة و الجمال ، و لما يحمله اللون الأبيض من دلالة على الصفاء و النقاء فقال تعالى {بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ }
(46) سورة الصافات
كما ورد في سياق الحديث عن أهل الجنة ، و ما أعده الله لهم في جنات النعيم . وقد يحذف اللون و يستدل عليه من خلال التشبيه كما في قوله تعالى {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ}
(49) سورة الصافات
و إذا كانت الآية تحمل في معانيها معنى الطهر و النقاء الذي يختص به الحوريات ، فهي تحمل أيضاً صفة الجمال المتمثل بالبياض الناصع.
اللون الأسود
أما اللون الأسود فقد ذكر مفردا أيضا في سياق الحديث عن كراهية أهل الجاهلية للأنثى ،
فكأن كظم الغيظ و الحزن و الضيق يجعل النفس سوداوية ، وهذه السوداوية تلتمس في الوجه . على أن للسواد دلالة خاصة في القرآن عندما يتصف به أولئك المشركون ، فنهايتهم سواد الوجوه و مثواهم النار ،
و مما يزيد النص روعة و جمال ما يحمله اللونان من تضاد
اللون الأخضر
اللون الأخضر في الإسلام له دلالة خاصة تجعله مميزا عن باقي الألوان و مقدما عليها ، إذ هو من الألوان المحببة لأنه لون الجنة و لون الحياة و القيامة ، حيث ضرب الله مثل القيامة من اخضرار المزارع في الربيع بعد أن كانت كالموات ، وقد وعد المسلمون المتقون بالجنة ، حيث السندس و الإستبرق الأخضر و الظلال الخضر في كل أرجاء الجنة و جوانبها ، و اللون الأخضر هو اللون المفضل عند النبي صلى الله عليه و سلم .
قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}
و الملاحظ أن اللون الأخضر كثيرا ما يستعمل في القرآن الكريم مرتبطا برموز الموت للأرض ثم حياة الأرض بعد ذلك بتعبير اللون الأخضر . و قد ورد في سورة يوسف استعمال اللون الأخضر للتعبير عن حياة السنابل الخضر ،
قال تعالى {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} (46) سورة يوسف
و في سورة يس نلاحظ هذا الربط القوي بين اللون الأخضر و اللون الأحمر في
قوله تعالى {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ} (80) سورة يـس
لما يحمله كل من اللونين من حيوية. و قد ذكر اللون الأخضر في أكثر من موضع عند الحديث عن المتقين و ما أعده الله لهم في الجنة ،
و في الآية تقرير لقدرة الله و وحدانيته من خلال ذكر الجبال و ألوانها و الصخور و أنواعها .
اللون الأزرق
ورد هذا اللون مرة واحدة في سياق الحديث عن المتكبرين على دين الله ،
قال تعالى {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} (102) سورة طـه
و قد اختلف في تفسير الآية ، ففسرها بعضهم على انهم يحشرون و عيونهم زرقاء و البعض الآخر على أن وجوههم زرقاء
اللون الأصفر
على الرغم من أن اللون الأصفر قليل الاستعمال في الأديان و خاصة في الدين الإسلامي لأنه غير مستحب ، فقد استخدم في وصف جهنم ، الا أننا نشاهد هذا اللون يتكرر في أكثر من موضع في القرآن ،
قال تعالى {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}
(69) سورة البقرة
و سرور الناظرين لا يتم الا أن تقع أبصارهم على حيوية و نشاط و التماع في تلك البقرة المطلوبة ، فاختيار الأصفر الفاقع هنا يزيد البقرة جمالاً ،و يبهج الناظر إليها ، و يشير المفسرين إلى أن الأصفر من الألوان السارة ، و لهذا كان علي كرم الله وجهه ، يرغب في النعال الأصفر و يقول من لبس نعلاً أصفر قل همه . أما في سورة المرسلات فقد استخدم اللون الأصفر في وصف جهنم ،
قال تعالى {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}
(33) سورة المرسلات
و الملاحظ في هذه السورة أنها تعرض مشاهد لجهنم تميزها عن غيرها من السور ، و قد ذكر أيضا اللون الأصفر أيضا أكثر من مرة في سياق الحديث عن إحياء الأرض بعد موتها ،