الحمد لله المبدي المعيد، يعطي من شكره المزيد، أحمده سبحانه وتعالى على نعمه المتوالية إنه حميد مجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
إن الدنيا لا تسير على وتيرة واحدة، ففيها ما يعكر صفو المرء وفيها ما يجلب الهم والحزن، فيلجأ ذلك الإنسان إلى الله، ويشكو إليه همه، ومن ذلك قول يعقوب - عليه السلام -: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) ثم يلجأ إلى ذلك الصديق الوفي المخلص فيتضح لنا أن المرء لا يستطيع العيش بدون صديق يشاركه أفراحه وأتراحه، ويقابله بوجه بشوش ويخاطبه بكلمة طيبة، ويعينه على ما فيه صلاح دنياه وآخرته، فتشرق بينهما شمس الإخاء والمودة عل تقوى من الله وتعاون على الخير، ولا يكون ذلك إلا بحسن التعامل مع الآخرين حتى تكسب ودهم ومحبتهم، وفيما يلي أهم الأسباب المعينة على إكسابك حب الآخرين:
أولا: كن على تقوى من الله ومراقبة له - سبحانه - في السر والعلن، حتى تكسب حب الله، لأن من أحبه الله أحبه الناس، لقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قم يوضع له القبول في الأرض".
ثانياً: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، فأنصت لحديثهم، وتواضع لهم، وكن عوناً لهم على الخير، قال - صلى الله عليه وسلم - :" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".
ثالثاً: تعهده بالخير وكن ناصحاً وموجهاً له، وحاول فهمه واترك له الفرصة لإبداء الرأي والمحاورة، ولا تبخل عليه بالهدية القيمة النافعة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :" تهادوا تحابوا".
ونختم كلامنا بقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :" ثلاث يبقين لك الود في صدر أخيك، بأن تبدأ بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه "، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.