التفكير الابتكاري و الابداعي ..
ان الكثير منا لا يفرقون أاحيانا بين الإبداع والإبـــتكار بل يرون أنهما كلمتان
مرتبطتان و تدلان على معني واحد، بل لايجدون ان هنالك فرقا يذكر بينهما،
والحقيقة أن هنالك فرقا بين الإبداع والإبتكارأن الإبتكار هو إنتاج فكرة جديدة
غير متكررة من قبل .. والإبداع هو تطوير وتنمية تلك الفكرة.
بمعنى اخر:
الإبتكار هو أن تبتكر شيئا جديدا أما الإبداع فهو أن تضيف على شيء موجود
أصـلا في السابق و تحسنه و أصل كلمة الإبتكار هو من البكور أي الوصــول
للشيءمبكراً قبل أي شخص أخر وهذا هو السر.
مثال:
أن تطور شيئا في جهاز معين يسمى ذلك إبداعا ..أما أن تبتكر جهازا جديدا ..
فذلك إبتكارا.
الإبداع و الذكاء:
إن الإبتكار والإبداع هما موهبة وميزة ذاتية لا يرتبطان ولا يتوقفان بمســــتوي ذكاء
معين للشخـص ، بل أنه يوجد حتى عند الأطفال ذوي الإحتـتياجات الخاصـــــة اذ ليس
بالمفترض أن تكون عبقريا لكي تبتكر أو تبدع ،حيث أن كل إنسان يمتلك قدرات ولكن
الإنسان المبتكر المبدع هو الذى يسعي لتوظيف تلك القدرات وتطويرهاويمكن لصاحب
الذكاء العادي (بل و صاحب الذكاء البسيط ) أن يكون مبدعا
فليس شرطا للإبداع أن يكون الانسان عالي الذكاء.
بــعــض الــنــمــاذج الإبــداعــيــة
1- طائر الكروان ..
اختلف مجمــــــــوعة من الناس من أـــجل إخراج طــــــــائر الكروان الذي احتبس في حفرة
رأسية في الأرض، فأحضر أحدهم عوداً وبدأ بإدخــاله وتحريكــــــه داخل الحفرة حتى كاد
أن يقتـــل الكروان! وحاول الآخر أن يدخل يده الطويلة لعله يمــســـك به ولكن دون جدوى،
و اقترح البعض تخويفه بالاصوات المزعجة لعله ينهض...!كل ذلك و طفل الرابعة عشرة
من عمره قائم يراقب الموقف و تبدو عليه أثار توتر التفكير و انفعال البحث و فجأة
صرخ :وجدتها!!
ما رأيكم لو قمنا بسكب كمية من الرمل في الحفرة تدريجيا.
2- الباص المحشور ..
في يوم من الأيام دخل باص مرتفع تحت احد الجسور فحشر بداخله و التصــــــق سقف الباص
بأسفل الجســــر فأخذ الناسل يبحثون عن الحل، فكر كل الناس من زاوية نظر واحــدة فقط وهو
ان السقف ملتصق بالجسرو جاءت كل اقتراحاتهم غير مجدية حتى اتت بنت صغيرة لم تتجاوز
العاشرة من عمرها و استطاعت ان تفكرمن زاوية نظر اخرى فاذا بها تقترح ان يقلل من كمية
الهواء داخل إطارات الباص و بالفعل نفذّت الفكرة و مرّ الباص بســـلام.
3- اقتحام خط بارليف الحصين ..
من أحدى المعضــلات الكبرى فى عملية إقتحام خط بارليف في حرب تــــشرين هو كيفــية
فتح ثغرات فى الرمال والأتربة لعبور ناقلات الجـــــنود والمــدرعات والدبابات إلى سيناء
وجاءت آراء القادة متباينة في كيفية التغلب على الساتر الترابي فمنهم من قال بالقنابل ، وآخر
بالصواريخ، والمفرقعات والمدفعية، و الطائرات وجميع هذه الآراء أشارت إلى أن توقيت
فتح الثغرات داخل الســـــــــاتر الترابي يتم في خلال 12-15 ساعة، وكانت هذه المقترحاتو
الأفكار في غاية الصعوبة لتنفيذها . ونعرف جميعاً انه تم فتح الثغرات المطلوبة فى الــــــسد
الترابى بواسطة خراطيم المياه القوية والفكرة خطرت فى ذهن أحد الضباط الذي نظر للمشكلة
من زاوية نظر اخرى واقترح فتح الثغرات ..في الساتر الترابي باستخدام ضغط المياه القوي.
خــتــامــا نــذكــرك ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ إنما العلم بالتعلُّم ، وإنما الحلم بالتحلُّم ، وانما الصبر بالتصبّر ومَن يتحر الخير يُعْطَه ، ومَن يتقِّ الشرَّ يُوقَه “
وجــهــة نــظــر ..
و نضيف أيضا لمن أراد أن يبدع
إنما الإبداع بالتبدع ..