إسطنبول التي حظيت ببشرى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف: "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" (رواه الإمام أحمد في مسنده)، حاول المسلمون فتحها وحاصروها إحدى عشرة مرة، وكان الأول في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة (34هـ – 654م) وتحت أسوارها دُفن الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه. ومن ثم حاصر المدينة معاوية بن أبي سفيان ومن بعده ابنه يزيد والخليفة سليمان بن عبد الملك، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وعلى الرغم من كل تلك المحاولات لفتح القسطنطينية والتي لم يُكتب لها النجاح فقد ظل الاستيلاء على هذه المدينة حلماً يداعب خيال المسلمين، وأملاً يراود نفوسهم، وأمنية تجيش في صدورهم حتى استطاع السلطان العثماني "محمد الفاتح" أن يحقق ذلك الحلم بعد عدة قرون من الزمان ويفتح القسطنطينية، ورتّب أمور المسلمين والمسيحيين فيها، وجعلها عاصمة الخلافة العثمانية، وأطلق عليها اسم (إسلام بول) أي مدينة الإسلام، واستمرت عاصمة الخلافة العثمانية، إلى تأسيس الدول التركية الحديثة في عام 1923 على أيدى مصطفى كمال أتاتورك فنقلت العاصمة إلى أنقرة.
وإسطنبول أشهر المدن التركية وتتميز بخاصية فريدة من نوعها نادرا ما تجدها في مدينة أخرى فهي تعانق قارتي آسيا وأوروبا. وتتميز بطبيعة خلابة ومناخ معتدل وتعتبر قبلة سياحية مهمة للسياحة العالمية والعربية، وتسهم بأكبر نصيب من الدخل السياحي لتركيا.
إسطنبول هي عاصمة الإمبراطورية البيزنطية والعثمانية وكانت تعرف من قبل بالقسطنطينية في العهد البيزنطي وتقع على مضيق البوسفور الذي يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود وتمزج المدينة بين روعة الفن المعماري لحضارتي الإسلام والمسيحية، فقد كانت معقل الخلافة الإسلامية في عهد الدولة العثمانية كما أنها حافظت على كونها مقرا لبطرياركية الروم الأورثوذوكس كما يوجد بها جالية من اليهود ومعابد خاصة بهم مما جعلها رمزا لتعايش الأديان والحضارات.
وتحتوي إسطنبول على العديد من المساجد والكنائس والقصور والمتاحف والأسواق القديمة، أشهرها مسجد الأياصوفية مسجدي السلطان أحمد (الأزرق) والسليمانية ويتميز متحف التوبكابي الذي كان قصر الحكم في عهد الدولة العثمانية بتحف نادرة لا تقدر بثمن وأشهر مقتنيات المتحف ما تسمى بالأمانات المقدسة التي تضم بعض ملابس النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشعرات من لحيته وسيفين من سيوفه وقوسه وسيوف بعض الصحابة الكرام مثل عمر وأبو بكر وأول نسخة للمصحف الشريف وعصى موسى وسيف داود وقدر إبراهيم عليه السلام وكم كبير من المجوهرات والآثار القيمة ومقتنيات السلاطين.
ضريح ومسجد أيوب (أبى أيوب الأنصاري)
تم تشييده في عهد السلطان محمد الفاتح وبعد فتح مدينة القسطنطينية وذلك بعد بحث دقيق بوساطة معطيات ووثائق تاريخية لإيجاد قبر الصحابي الذي أستشهد في أول حرب شنه المسلمون بهدف فتح المدينة، ويتضمن المسجد ضريح الصحابي أبي أيوب الأنصاري، وتم تسمية الحي الموجود فيه المسجد بحي أيوب نسبة لهذا الصحابي الجليل.
ميدان تقسيم وشارع استقلال
إذا كانت إسطنبول هي القلب النابض للدولة التركية فتقسيم هو قلب إسطنبول، فهو مركز المدينة ويسهل التنقل منه إلى أي مكان فيها، ويوجد الكثير من الفنادق على مختلف أنواعها من الفخمة ذات الخمس نجوم حتى الفنادق العادية، وتنفتح على هذه الساحة شارع إستقلال الذي يعج بالناس طيلة الليل والنهار، ويعتبر هذا الشارع سوقا ومركزا ثقافيا في ذات الوقت، حيث أن على طول الشارع من الممكن إيجاد المقاهي إلى جانب المحال التجارية، وكل مقهى يمتاز بصفة مختلفة منه الذي يحمل لمسات فرنسية ومنه الذي يحمل صفات المقهى التركي التقليدي وقدم النارجيلة (الشيشة)، ومن الممكن مصادفة سياح من كل دول العالم في هذا الشارع، وفي الأزقة الجانبية للشارع يوجد الكثير من الملاهي الليلية على اختلاف أنواعها.
الرد مع اقتباس