بعيدا هنالك
في جوف الصحراء،
وتحت خيمة قد تهاوت اعمدتها،
يتكأ شيخ كبير، تبدو عليه علامات الوقار، خيمة متواضعة، نسجت من شعر الضأن،
جرة معلقة على عمود يتوسطها،
وخرفان تحوم خارجها،
الشمس تسلط خيوطها على الرمال الذهبية،
اجواء الفرح والسرور بادية على الخيمة رغم ضعف اهاليها،
احفاد الشيخ يلعبون حوله، منهم من يجر عمامته ومنهم من يتعلق بظهره،
وهو سعيد بهم ويدعو لهم، فتراه يقبلهم و يلاعبهم،
في زاوية من الخيمة تجلس الزوجة، انها عجوز كلها طيبة، قد رسمت تجاعيد الزمان على وجهها،
تراها تحيك الصوف لتصنع ثيابا لأحفادها، الكل يستعد للعيد
:
:
انهم الفقراء،
الوحشة انيسهم، والصبر معيلهم،
لكنهم راضون غير مكترثين،
ومسلحون بمقولة: "عش في حدود يومك"، قلوبهم طاهرة،
ليست فيها هموم الدنيا واموالها،
ولم يلوثها دنس الدنيا
بل مؤمنون وقانعون بما قسم الله لهم، فأغضتهم قناعتهم اسعد السعداء...