خيال الظل ويعرف أيضاً بـ " شخوص الخيال"، و" ظل الخيال "، و" طيف الخيال "، و" خيال الستار "، و" ذي الخيال " هو فن شعبي انتقل إلى العالم الإسلامي من الصين أو الهند عن طريق بلاد فارس واشتهر به العصر المملوكي على وجه الخصوص.
و يعتمد هذا الفن على دمى من الجلود المجففة ذات الألوان المتباينة، تتراوح أطوالها بين ثلاثين وخمسين سنتيمتراً، ويتم تحريكها بعصا وراء ستار من القماش الأبيض المسلط عليه الضوء، مما يجعل ظلها هو الذي يبرز للمشاهدين. وكان محرك الدمى، وهو فنان محترف، يعرف باسم " مخايلي " أو " محرك الشخوص ".
عرف العرب خيال الظل للمرة الأولى في العصر العباسي [1]، وكان مجيئه إلى مصر في عصر الفاطميين في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. طوال العصر الأيوبي والمملوكي كانت تمثيليات خيال الظل التي كانت تعرف في العصر المملوكي باسم " بابات "، ومفردها " بابة "، من أهم وسائل الترفيه وكانت تقبل الناس على مشاهدتها، وكانت تعرض في مسارح مخصصة وفي المقاهي والاماكن العامة بل وحتى في حفلات الزواج والختان وغيرها من المناسبات. وكان يقبل على مشاهدتها الناس من جميع طبقات المجتمع. كانت التمثليات تناقش مواضيعاً سياسية وإجتماعية وتاريخية بطريقة فكاهية ساخرة.
ابن دانيال الذي قدم من الموصل إلى القاهرة في عهد السلطان الظاهر بيبرس في عام 1267م فراراً من المغول هو أشهر من كتب " البابات " وطور مسرح خيال الظل وتفوق في التمثيل. بقيت ثلاث مخطوطات من نصوص البابات التي كتبها ابن دانيال، وهي " طيف الخيال " وهي محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة [2]، و" عجيب غريب "، و" المتيم والضائع اليتيم " [3]. كما بقيت بعض الدمى من بينها واحدة من العصر المملوكي محفوظة بالقسم الإسلامي في متحف برلين. وكان من ضمن دمى ابن دانيال دمية تدعى " عقود النظام فيمن ولي مصر من الحكام ". كما كانت له شخصيات آخرى ذات أسماء طريفة مثل عجيب الدين الواعظ وعسلية المعاجيني وعواد الشرماط ومبارك الفيال وأبو القطط وزغبر الكلبي وناتو السوداني وأبو العجب صاحب الجدي [4].
أعجب العثمانيون بفن خيال الظل فنقلوا العديد من فنانيه من القاهرة إلى استنبول لإقامة عروضهم هناك، لكن العروض استمرت فترة طويلة في العالم العربي وحتى بدايات القرن العشرين. وارتبطت بفن خيال الظل في مصر خلال القرنين 19 و 20 أسماء حسن القشاش، والشيخ سعود، والشيخ علي النحلة