القدس
ترف بأجنحة الجرح
محمد نصيف
شاعر وإعلامي
في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين أنشر قصيدتي لعلها تلامس الجراح بلسماً
"القدسُُ ترفُّ بأجنحة ِ الجرح"
يا قـدسُ رُدّي.,أجـيـبي صوتَ من نـَزفـَا
ومـن يـئـنّ ُ.,عـلى شكـوى هـواكِ غـَفـَا
فـأنــت ِ فـــيـــنــا دمٌ يــجـــــري وأوردة ٌ
وقـِـبـلة ٌ كـلـَّمـا اشـتـاقَ الـفــؤادُ هـَفـَــا
حـبـيـبـة ٌ, عَـبَـقُ الـتـاريـخ ِ يـنـسـجـُهـَا
للـحـبّ ســجــّادة ً صـلـّى بـهـا كـَـلِـفـَـا
مـحـمــدٌ هـَا هـُنـَا حــط َّ الـــبـــراقُ بــه ِ
أســرى به اللهُ ليلاً .. عـندَها وَقـَفـَـــا
صــلـّـى بـكــلِّ نــبــيٍّ ثـُــمَّ غــــادرَهـَـــا
صوبَ السـمـاء ِ يجوبُ الفـلكَ والسُقـُفـَا
وراحَ يجـني قـطـوف َ الـنـور ِ منبهـراً
إذ قـاب َ قـوسين ِ أو أدنى بـهـا دَلـَـفـَـا
ضـاقـتْ بنا يا رسـولَ الله ِ ما اتسَعَـتْ
دنيا فـمـسـراكَ عـار ٍ يـرتـدي الـشَـظـَفـَا
القـدسُ مـذبــوحــة ٌ تـعــتــادُ آسِـرَِهـَا
تـُعـاقـــرُ الحـــزنَ حـتـّى أدْمـَنـَتْ دَنـَفـَـا
الأهـلُ فـيها يلوكُ الـقـهـرُ لحـظـَتـَهُـمْ
ودمـعُـهُـمْ يــرسـمُ الـبـلـوى إذا ذرِفـَـا
شــادَ الـيـهـودُ على أحــزانـِهــا وطــنــاً
للحـقـدِ واسـتـعــبـدوا أهـدابـَهـا صَـلـَفـَا
جاءتـْكِ يا قـدسُ من شـتى الدنـا زمــرٌ
مـلـعــونـة ٌ تحـمـلُ الأوهــامَ والـخــرَفـَـا
عاشـوا السـنـيـنَ بـحــاراتٍ مـغــلـّـقــةٍ
يجـنـونَ فيهـا الربا والسحــتَ والجـِيـَفـَا
جاؤوا لذبحـِكِ يا مسـرى الرسول ِ ولم
يَـزَلْ مـســيحـُك ِ يَروي ظـُلمَ ما اقـتـُرفـَا
أدمـتْ معـاولـُهـُـمْ أرضَ السـجـودِ ومـا
كـفـُّوا النجاسة َ حتى دنـَّسُـوا الـصـُحـُفـَا
حـاكـوا الأســاطــيــرَ والأحـلامَ ظـنـُّهـُمُ
بـأنـَّهــا كــذبــاً تــبــنـي لــهــمْ شَـــرَفـَــا
ويـبـحـثـونَ بقـلـب ِ الأرض ِ عـَنْ أثـَـر ٍ
صاغوا لـَهُ قـصصاً شتـّى ومـا انكـَشَـفـَا
يسـتـنـطـقـونَ ثـراهـا عَـنْ خـُرافــتـِهـِمْ
فـلـمْ يـكـنْ بـالـذي يـبـغـونَ مُـعْــتـَـرفـَـا
لـم تـعـلـن ِ الأرضُ إلاّ مـا يـُؤرّقـُهـُمْ
فحـيـثـُما نقـّبـوا لاكـوا الأسـى أسَفـَــا
الـظـلـمُ عـمّ الدنـا فالكونُ مـنـقــسـمٌ
فـبعـضُـهـم لاذ َ خلفَ الصمـتِ مُعـتـكِـفـَا
وبـعــضُـهـم راحَ يـدعــو أنـَّنـا خـَطـَرٌ
مـنـافــقٌ آثــرَ التـزيــيــفَ وانحـرَفـَــا
وبـعــضـُـهـم يخـلـط ُ الأوراقَ مـدّعــيـاً
بأنـَّـنـَـا نـصـنـعُ الإرهـــابَ مُـحـْـتـَـرَفـَــا
هل نحنُ من يصنعُ الإرهابَ إن صرخـتْ
جـراحـُنـا تـلـعــنُ الإجـرامَ والجَـنـَفـَا..؟
هـُمْ يـصــنـعــونَ لـنـا مــوتــاً بـأقــبــيــة ٍ
ويـحـرمـونَ الـضـحـايـا أن تـقـولَ كـَفـَى
وإنْ دَفـَعـْـنـَا الأذى عـَنْ زهــرةٍ وَثـَـبَــتْ
كـلُّ الأفـاعي نــفــاقــاً تـقـذفُ الـذعُــفـُـا
حـالَ الـعــروبــة ِ يـا جــرحــاً يـَحـارُ بـِـه ِ
وصـفُ الـدواء ِ فـأعـيـا طِبَّ من وَصَفـَا
حـتـّى الــتــمــائـمُ أعـْـيـَـتـْهـَا مـواجـِـعـُـه ُ
فـَـعـَـادَ كــلُّ مــداو ٍ بـاكــيــاً أسِــفـَــا
مـتى نـحــثّ خـيـولَ الزحــفِ جـامـحــة ً
فالشـوق ُ أتـعــبَــنـا والـزحـفُ مـا أزِفـَـا
يا قــدسُ إنّ كــؤوسَ الحــزن ِ تـُدمِـنـُنـا
وحـلـمُـنا قبل أن يـروي الصدى خـُطـِفـَا