| على رصيف الحياة.. | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 22:55 | |
| هذه رواية قرأتها في أحد المنتديات أعجبتني كثيرا أردت أن أنقلها لكم
على رصيف الحياة..
الفصل الأول :
بعيدا عن ضوضاء المدينة الكبيرةو بمنأى عن صخب المعامل و زحام السيارات.. أين لا يُسمع سوى نباح كلاب تسارعت إلى البحث عما تأكله بين اكياس القمامة.. بيوت صغيرة متواضعة تفصل بينها شوارع ضيقة بضيق عيش أهاليها،بها مصابيح إنارة عامة بالكاد تعجز عن إنارة جميع الزوايا..كل هذه الصور كانت جزءا من حياة "أحمد" الذي كان يعيش في بيت من بيوت هذا الحي الفقير، شاب في مقتبل العمر،يملك من الوسامة ماتجعله جذابا لولا ان طغت عليه علامات التعب و الشقاء،كيف لا و قد حمل على عاتقه مسؤولية الأسرة و هو بن العاشرة؟ !توفي والده وتركه لأمه و اخته فاطمة سندا و ذخرا، كان بارا بوالدته أيما بر، وعطوفا على اخته التي تصغره بسنتين أيما عطف.
لما كبر أحمد و اشتد ساعده بدأ يكابد امواج الحياة القاسية بنفسه.. يعمل طوال النهار ليجني بعض النقود التي تسد حاجيات أسرته لذالك اليوم فقط...كان لا يبالي بنوعية العمل المهم عنده ان يكون عملا شريفا يكسب به قوت يومه..فقد كان يعمل لحساب الأثرياء فينظف مداخن بيوتهم او يزيل الغبار على زجاج نوافذهم .. حتى إذا ما جمع مالا كافيا فإنه يشتري بعض الألعاب او الحلوى ذات الالوان المختلفة التي تروق للأطفال ،ليقف على رصيف الشارع الرئيسي لقريته و يبيعها مقابل اسعار زهيدة و كان همه الوحيد زرع الإبتسامة بين الأطفال الفقراء و بذلك كسب محبة العديد منهم ونال مودتهم ورضاهم .
بالرغم من ظروف أحمد الصعبة و حياته القاسية إلا انه كان دائم الإبتسامة مطمئنا راضيا.. لا يُسمع و لا يُرى منه إلا ماهو طيب و جميل. فأخلاقه العالية جعلته يكسب العديد من الأصدقاء ..زيد و أسامة كانا من اعز أصدقاء احمد فقد ابت الحياة إلا ان تجمعه بهما في جو من الفقر و الحرمان في المدينة الكبيرة التي ياكل القوي فيها الضعيف.. حيث كانوا يتقاسمون أي عمل وجدوه ولا يبخل احدهم على الآخر بالمساعدة إن احتاج إليه.. و بهذا جسد احمد و زيد و سامي أروع صورة للصداقة و التضحية في حيهم المتواضع.
| |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 22:55 | |
| الفصل الثاني :
صباح يوم مشرق..هتاف اطفال الحي الذين غمرتهم نشوة باستقبال يوم جديد.. .أشعة شمس ذهبية تخترق الثغرات الموجودة في نافذة غرفة أحمد.. أما احمد فيغط في نوم عميق ،لا يحس بشيء، مرهق جدا من عناء و تعب عمله في اليوم الماضي..
أحمد ! أحمد ! صوت بريء و عفوي..إنها فاطمة جاءت لتوقظ أحمد من نومه العميق و أبت أن تبرح مكانها قبل أن توقظ أخاها و تحفزه للذهاب إلى العمل.. توجه احمد بخطى متثاقلة نحو باب غرفته ، داعب خصلة شعر أخته فاطمة و نظر إليها نظرة شفقة و رحمة ثم دنا منها وقال: " أعدك يا أختي أن أبحث لك عمن يسعدك و يعوضك عن كل يوم مر عليك و انت محرومة مما تشتهيه نفسك ..أعدك" إبتسمت فاطمة بمزيج من الخجل و السعادة و انصرفت بخطى متسارعة إلى المطبخ لتحضر فنجان القهوة الذي ستحضر معه هذه المرة وعلى غير العادة وجه مشرق و ابتسامة ملؤها الأمل و الثقة.
ارتشف احمد فنجان القهوة و ودع أخته و أمه..وانطلق للبحث عن عمل في المدينة الكبيرة وكله اندفاع و عزيمة على مضاعفة الجهد لكسب مال وفير هذه المرة كي يتسنى له الوفاء بوعده لفاطمة .
ماذا سأعمل اليوم ياترى؟ ربما على اختيار أثرى رجل في المدينة كلها و أشتغل عنده اليوم حتى أضاعف كسبي..لنرى ماذا يمكنني ان افعل..أفكار جالت بخاطر احمد وهو يتمشى في شوارع المدينة الكبيرة و يلتفت يمينا و شمالا فيتطلع على البنايات المرتفعة ويتساءل : ياترى كيف يعيش أصحابها ؟ كيف يصعدون إليها؟
وبينما هو في حيرة من امره إذ خرج رجل ثري من بيته الفخم فألقى نظرة على احمد الذي كان بثياب رثة و حذاء قديم .وجه الرجل سؤالا سقط على احمد كالصاعقة : " من أنت يا فتى؟ ولما تقف أمام بيتي؟ " "أأأ أنا انا.. احتبست الكلمات في جوف احمد ، استرد انفاسه للحظات و استجمع قواه ثم اجابه قائلا:" انا هنا للبحث عن عمل يا سيدي" رد عليه الرجل مباشرة و كانه وجد ظالته بسهولة :"أتتقن العمل في الحدائق؟" فكر أحمد قليلا و قال في نفسه إنها فرصتك يا احمد فلا تتركها تفلت من بين يديك :" أجل سيدي أنا أتقن كل شيء"
قاد الرجل أحمد إلى حديقة بيته فإذا بها جنة على الأرض، أشجارها باسقة و ظلالها وارفة و بها من الازهار من كل شكل و لون و كانها جمعت من شتى بقاع الأرض، انبهر احمد انبهارا شديدا لبديع ما رأى لكنه لم يبد ذلك لسيده، شرع أحمد في عمله و قد وجد متعة كبيرة جوار هذه المناظر الخلابة مما جعلته يشدو أعذب الألحان كالبلبل المترنم في سماء الجنان.
عدل سابقا من قبل Mr.LoNeLy في الخميس نوفمبر 08 2012, 22:56 عدل 1 مرات | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 22:56 | |
| الفصل الثالث:
جو شاعري جداا..انغام تتسلل من بين شفتي أحمد لتطرب الطيور و تتراقص لها الزهور..و مالبث أحمد أن شعر بالعطش فامتنع عن الدندنة..واذا بتصفيق يدين رقيقتين تعبيرا عن الإعجاب بصوت أحمد الشجي.. لم يلتفت احمد إلى الوراء ظنا منه بانه مجرد تخيلات لا أكثر، لكنه حين استنشق رائحة عطر شذي شبيه هي برائحة المسك، أدرك ان أحد ما هناااك.. و أخيرا قرر أحمد أن يرفع رأسه ببطئ ليتعرف على من أُعجب بنبرات صوته..
من حذائها الفاخر يبدو أنها سيدة ثرية..و ثوبها الخيلاء يجعلها تبدو كنجمة فلم سينمائي حديث ، كل ذلك لم يفتن احمد كما فُتن بملامح وجهها البريء الطاهر و شعرها الذي ينسكب على كتفيها كالحرير الأسود...إنها كاترين فتاة في ريعان شبابها.. نظراتها ثاقبة فعيناها البنيتان توحيان بقوة شخصيتها و جرءتها الكبيرة، أما وجنتاها المحمرتين فتكسوانها بثوب من الخجل و الحياء..فمها الصغير كحبة كرز اذا ما ابتسمت أشعلت ثورة و اذا ما صمتت هيجت بركانا..
أخذ احمد يتأمل في هذه اللوحة الفنية التي تأسر قلب الناظر إليها..و ما لبث أن راجع أحمد نفسه ثم عاد لعمله بسرعة و كأنه لم ير شيئا قط، تعجبت الفتاة لردة فعل أحمد فتبادر لذهنها انها من يجب عليها البدء بالكلام ولم تجد غير كلمات تناثرت عفويا من فمها :"أأنت البستاني الجديد لحديقتنا؟" فنظر إليها أحمد نظرة المغشي عليه من الموت و قال بصوت خافت خجول :"نعم يا سيدتي" ثم لفظ نفسا عميقا "آآآه" و طأطأ رأسه و كان الحزن خيم عليه و سلبه سعادة يومه، انصرفت كاترين وهي تشعر بالإستياء إزاء تصرفات أحمد الذي بدا لها و كانه غير مكترث بيها مطلقا، وهي لم تكن لتعلم انها قد أدمت قلبه بسهام أسقطته جريحاا طريح فراش الهوى ولاول مرة في حياته.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 22:57 | |
| الفصل الرابع :
عاد أحمد إلى البيت، اليوم كان مميزا جدا بالنسبة إليه، فقد رأى عالما لم يكن رآه قبل اليوم، جنة على الأرض و حورية فاتنة ساحرة و كانها ملك يمشي على الأرض.
بعد تناول وجبة العشاء، دخل أحمد إلى غرفة نومه، ليستلقي على سريره و يأخذ قسطا من الراحة بعد يوم كان شاقا و مليئا بالمفاجآت.
لم يستطع احمد النوم، فما إن يغمض عينيه حتى ترتسم في مخيلته صورتها، فيتقلب يمينا ثم شمالا، و بقي أحمد على هذه الحال طوال الليل و كأنه يعد الدقائق و الثواني حتى تشرق الشمس و يذهب للعمل.
فاطمة :"أحمد،أحم.." أنا قادم يا اختي" قاطعها احمد قائلا. تعجبت فاطمة كثيرا لأول مرة تجد أن أحمد قد أفاق من نومه قبل أن تأتي لإيقاظه. تناول أحمد فنجان القهوة بسرعة كبيرة فسألته امه عما إذا كان أمامه شيء مهم اليوم و الذي جعله يستيقظ باكرا و يخرج مسرعا؟ فأجابها:" لا يا أمي أنا ذاهب إلى العمل فقط" "حسن رعاك الله يا بني" .
وصل أحمد إلى مكان عمله الجديد، إنها الحديقة الغناء التي تستقبل اليوم أول أيام فصل الخريف،أتراه سيكون خريفا كأي خريف مضى على حياة احمد؟ أم أن هذا الخريف سيحمل بين صفحات أيامه شيئا مختلفا؟
كانت هذه تساؤلات جالت بخاطر أحمد و هو يجمع أوراق الأشجار المتساقطة على أرض الحديقة.
هدوء يعم أرجاء المكان، فلا يُسمع إلا حفيف أوراق الشجر و خرير مياه النهر و بعضا من زقزقة العصافير المغردة على سماء الحديقة.
فجأة و إذا بصوت هادئ حنون و كأنه نغمة موسيقية يهمس لأحمد :"صباح الخير" إلتفت احمد ببطئ و كأن الطير على رأسه و رد:"صباح النور سيدتي" ارتعشت يداه حتى افلتت من يديه السلة التي جمع بها ورق الشجر.. شعر بخجل شديد ثم انحنى ليعيد جمع ما سقط من أوراق و يضعها في السلة التي احتضنها هذه المرة كي لا تسقط ثانية.
دنت كاترين من أحمد و انتزعت السلة بقوة و كأنها تقول لأحمد :"أعملك أهم مني؟" نظر إليها أحمد بصمت و لم يتفوه بكلمة واحدة، ثم أضافت كاترين قائلة:"مابك ؟ ألا ترغب في التحدث معي؟"
تظاهر أحمد بالسعال و قال:"احم احم..آآسف سيدتي..أمامي الكثير من العمل و أخاف ان لا أنهيه قبل غروب الشمس" إنفعلت كاترين أيما انفعال مسكت يد احمد و جرته بقوة نحو كرسي كان هناك تحت شجرة توت كبيرة، أجلسته ثم جلست بجانبه..فتاة جريئة تلبس ثوب الغرور و الكبرياء وتضع عطور الترف و الثراء..أما أحمد الشاب الخجول فقد دخل مرحلة اللاوعي، فهو لحد الآن لم يستطع إستيعاب ما يدور حوله، و كانه في حلم جميل. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 22:58 | |
| الفصل الخامس :
في بداية الأمر..غيمة صمت خيمت عليهما.. أما كاترين فتلتفت يمينا و شمالا و كأنها تبحث عن شيء ما في الجوار و شعرها الطويل تحركه نسمات الهواء فيداعب كتفيها حتى بالكاد يلامس كتف أحمد، وثوبها ينساب مع حركة الهواء حتى إذا ماكشف عن ساقيها الممتلئتين فإن حياءها الفطري يجبرها على إعادة الثوب إلى طبيعته الاولى ، كل هذا الجمال و الفتون بقرب أحمد الذي صار عاجزا عن الحركة و الكلام ، فعيناه لا تبرحان موطأ قدميه..للحظة أدركت كاترين أن أحمد لن يبدأ بالكلام ولو بقي هنا اليوم كله، فقررت ان تكسر أول حاجز بينهما وهو حاجز الصمت و الخجل: "أحمد، أيمكنك ان تحدثني عنك قليلا؟" تفاجأ أحمد لكونها تعرف حتى اسمه! ثم واصلت قائلة:" هيا..أرجوك تكلم..فأنا كما ترى فتاة أعيش وحيدة مع والدي الذي لا يكترث أبدا لوحدتي فكل ما يهمه أن يجني الثروة الطائلة و المال الكثير ليجعلني سعيدة ولا ينقصني شيء..لكنه نسي ان ماينقصني لا يمكن شراءه بكنوز الدنيا..فأنا أريد حنانا، أريد أصدقاءا، أريد حبا..."ثم ذرفت عيناها دموع حزن فطرت قلب أحمد و جعلته كأشلاء تتناثر هنا و هناك..لفظ أحمد نفسا عميقا و كانه يستعد إلى شن هجوم على ذاته:'' آآآآه يا سيدتي" قاطعته:"قل كاترين فقط لا داعي لكلمة سيدتي" " حسن كاترين..بصراحة إسمك جميل جدا" "حقا؟ شكرا أحمد" مسحت كاترين دموعها وابتسمت إبتسامة ساحرة جعلت احمد يحدق بها و لا يريد أن ينظر إلى شيء سواها.
لكن كاترين لم تنتبه لذلك و طلبت منه أن يواصل حديثه، "حسن، أنا شاب فقير، أعيش مع أمي و أختي في بيت متواضع جدا، قد لا يكون حالنا ميسورا مثلكم، لكننا ننعم بالقناعة و الإستقرار، و أشعر بالسعادة فقط حين أعود إلى بيتي في المساء و معي ما يكفينا لسد رمق ذاك اليوم،و لدي أصدقاء حالهم يشبه حالي عشنا طفولتنا و شبابنا سويا و أعطتنا الحياة دروسا كثيرة فتعلمنا منها أن القناعة كنز لا يفنى و أن مفاتيح السعادة موجودة بين طيات الزمن و ما علينا سوى البحث عنها و الفوز بها" كانت كاترين تنظر إلى بريق عيني أحمد و تجد متعة كبيرة في الإستماع إلى حديثه، فقد شعرت برغبة جامحة في معرفة أدق التفاصيل عن حياة هذا الشاب البائس وكيف أنه يعيش سعيدا بالرغم من فقره المدقع و ظروفه المعيشية الصعبة؟! | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 22:59 | |
| الفصل السادس :
إنكسر حاجز الصامت أخيرا، صار أحمد يتحدث إليها بكل عفوية و تلقائية و بعيدا عن كل مظاهر التكلف و التصنع..مما أعطى لكاترين فرصة طرح كل الأسئلة التي تخطر ببالها، كي يتسنى لها التعرف أكثر فأكثر على مسيرة حياة أحمد :" أجبني يا أحمد، هل تتقن الكتابة و القراءة؟؟" كان سؤالا محرجا بعض الشيء لكن هذا لم يمنع أحمد بالإجابة على الفور:" في الحقيقة أنا لم أدرس مطلقا، فقد حال الفقر بيني و بين مزاولة الدراسة خاصة بعد وفاة والدي و جدت نفسي امام مسؤولية عظيمة أوجبت علي العمل و حسب" حزنت كاترين لحاله كثيرا، فكرت هنيهة ثم قالت له باندفاع كبير:"لدي فكرة جيدة، مارأيك ان أعلمك الكتابة و القراءة؟؟" أُعجب أحمد بهذا الإقتراح و قال:" حسن انا موافق".
في اليوم التالي، مرت ساعات عمل أحمد بسرعة فائقة لدرجة انه لم يجد نفسة إلا وهو في منتصف النهار.. تناول و جبة الغداء و جلس تحت شجرة التوت لينتظر قدوم معلمته الجديدة. فجأة لمح كاترين تركض من بعيد كأنها غزالة برية ، وصلت و بالكاد تنقطع أنفاسها :" مر مرحبا أحمد،آآسفة على التأخير" إبتسم احمد من تصرفاتها و قال :" لا عليك معلمتي المهم انكي جئتي" و ما إن تبادلا النظرات حتى انفجر كليهما بالضحك، فتراقصت الزهور و غردت العصافير طربا لسعادة كاترين و عودة البسمة إلى محياها من جديد.
بدأت كاترين مهمتها الجديدة، علمت أحمد الكتابة فقد كانت تمسك بيده تارة لتكتب إسمها ثم تطلب منه ان يعيد كتابته بنفسه، مضت ساعة من الزمن و هما يمرحان في جو من الدعابة حينا و من الجد حينا آخر.. و مع غروب الشمس ،عاد احمد إلى بيته..و عادت كاترين إلى غرفتها و قد غمرتهما سعادة لا مثيل لها.
مضت أيام و أيام، و هما على هذه الحال،، أحمد يتعلم الكتابة فيكتب إسم كاترين على جدران قلبه هذه الفتاة التي احتلت جزءا كبيرا من حياته و جعلته يدمن حبها أيما إدمان.. أما كاترين فقد كانت تتعلم كيف تمارس حب أحمد، فقد اعتادت عليه و تعلقت به كما يتعلق الرضيع بثدي أمه.. لكن و بالرغم من كل هذه المشاعر الجياشة إلا أن أحدا منهما لم يتجرء بالبوح عما يحس به تجاه الآخر.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:00 | |
| الفصل السابع :
اليوم هو أول أيام الشتاء.. كان الجو باردا و شديد المطر، إستيقظ أحمد في الصباح الباكر و توجه إلى نافذته ليلقي نظرة .."ماذا؟ إنها تَمطر! يا لسوء حظي، و لطم جدار غرفته لطمة كادت تودي بأصبعه، لن أستطيع العمل و الأسوء من ذلك انني لن أتمكن من رؤيتها اليوم..لا لا يمكنني تحمل ذلك، سأتحجج بالذهاب للإعتذار إلى والدها عن عدم عملي اليوم بسبب غزارة الامطار، و في الوقت نفسه سأراها و لو لبرهة من الزمن قبل أن أنصرف"
إرتدى معطفه الأسود و وضع بقايا عطر كانت في زجاجة مخبأة بين أغراضه ، وقف أحمد أمام المرآة فهو لم ير نفسه بهذه الجاذبية و الجمال منذ زمن بعيد.
إستغرق أحمد وقتا طويلا حتى وصل إلى بيت كاترين، فقد أعاقت الأمطار سيره.. كان ينوي الذهاب مباشرة إلى السيد "علي" والد كاترين ليتحدث معه بشأن العمل، لكنه إلتفت صدفة إلى شجرة التوت و إذا بطيف كاترين هنااك، تقف و كأنها تنتظر شيئا، ثيابها مبللة و قد أسفرت عن تفاصيل جسمها، و خصلات شعرها تغطي معظم أجزاء وجهها الفاتن، بدت كاترين أجمل مما كانت عليه سابقا.. دنا منها أحمد، نزع معطفه و وضعه على كتفيها ثم أمسك بكلتا يديها الرقيقتين المرتعشتين من شدة البرد، قبلهما بحرارة..لم يتمالك نفسه و هو يقف بين يدي حبيبته ..أما كاترين فوضعت رأسها على كتف أحمد فبدت كقطة تبحث عن الدفئ و الحنان بقرب صاحبها..
كانت أروع و أجمل لحظات شهدتها شجرة التوت بين هذين الملكين العاشقين.. ضمها أحمد بكل ما أوتي من قوة، أحبـــك..كلمة إنطلقت كالرصاصة من فمها لتخترق قلب أحمد فتسقطه شهيدا في سبيل حبها..لم يستطع أحمد فعل شيء غير أنه أغمض عينيه و دنا منها، فكان الهدوء الذي يسبق العاصفة..إنها أول قبلة يهديها لحبيبته كاترين ليشعرها بالأمان و يعدها انه لن يتخلى عنها مهما حدث.. كانا في قمة النشوة و السعادة.. و إذا بصوت يكدر صفو هيامهما، فارقت كاترين أحضان احمد على الفور، إختلطت الأمور على أحمد في هذه الأثناء، فهو لم يزل تحت تأثير الصدمة التي جعلته لا يصدق كل ما جرى بينه و بين كاترين، و في الوقت نفسه شعر بخجل شديد من نفسه أولا ثم من الرجل الذي كان قد اعتبره محلا للثقة، ليجده في حالة عشق مع ابنته؟!! | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:00 | |
| الفصل الثامن :
" من اليوم فصاعدا لن أسمح لك برؤية إبنتي مطلقا، أما هي فتكون حبيسة غرفتها طيلة ساعات عملك هنا" كان كلام والد كاترين صاعقة هزت كيان احمد، فتمنى الموت قبل ان يسمع هذا...كيف لا؟ وهو لن يرى ولن يكلم ملاكه بعد اليوم!
مضى أسبوعا كاملا، شوق و حنين يعذبان أحمد فيجعلانه كالمجنون، أما كاترين فشحب وجهها و بدت عليها علامات الحزن و الأسى.. فلا هي تأكل و لا تشرب طوال اليوم، ولا تفعل شيئا سوى البكاء .. لم تستطع تحمل كل هذا، فكرت مليا فتبادرت إلى ذهنها فكرة قد لا تشفي غليلها و تطفئ نيران شوقها لكنها على الأقل تتطمن من خلالها على أحمد.
في الغد جاء احمد إلى الحديقة وهو يجر أذيال الخيبة و اليأس، جلس قليلا تحت شجرتهما المعهودة ليسترجع ذكريات ذلك اليوم الجميل، و إذا برسالة تقودها نسمات الرياح إلى جانب الكرسي.. أسرع أحمد إلى التقاطها،ارتجفت يداه فقد وجد فيها رائحة عطرها الشذي..فتحها بلهفة شديدة ،تسارعت دقات قلبه، إنها كلمات من حبيبته كاترين :" عزيزي أحمد.. نيران قلبي تشتعل شوقا و حنينا إليك..و لعلني لن أشتاق إلى مخلوق بعد اليوم مثلما أشتاق لك ..لطالما حاولت إستراق نظرة إليك من نافذة غرفتي.. لكنني لم أستطع و لسوء حظي.. فلم اجد وسيلة غير هذه الكلمات المتناثرة التي لم ولن تكفي للبوح عن كل ما أحس به تجاهك .. إلى اللقاء حبيبي..المخلصة كاترين"
إغرورقت عيانا احمد بالدموع..أخذ ورقة و قلما ليترك ردا على رسالة كاترين:" أي حبيبتي.. علمتيني الكتابة و ها أنا اليوم أكتب اول كلمات في حياتي إليك..لم تعلميني الكتابة فقط بل علمتني كيف اعشق بجنون..كاترين كانت اول كلمت كتبتها على الورق وستكون أول كلمة انقشها على جدران قلبي..لا زالت تلك القبلة الساحرة تأسرني كلما تذكرتها..و ستكون بمثابت العهد الوثيق بيننا فمن اجله نعيش و لأجله نكافح..المتيم بحبك..أحمد".
ترك أحمد الرسالة بين أوراق شجرة التوت ثم انصرف، وفي طريق عودته على البيت، إلتقى صديقه سامي :" مرحبا احمد، لمذا تمشي و انت شارد الذهن؟" إلتفت إليه أحمد و ابتسم ابتسامة حزينة:" أهلا أخي سامي، اعذرني فأنا مرهق بعض الشيء و لم انتبه لوجودك أبدا" " حسن لا عليك، رد سامي ثم أضاف قائلا: طلب مني زيد أن أبلغك السلام" تفاجأ أحمد كثيرا :" لماذا؟ و أين زيد الآن؟" سامي:" لقد سافر زيد إلى فرنسا للمشاركة في مسابقة للرسامين، ولربما سنراه فنانا مشهورا يوما ما " ابتسم أحمد و قال:" أمانة، اذا اتصل بك زيد زف له تحياتي الحارة و تمنياتي له بالنجاح و التوفيق في مشواره الفني" | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:01 | |
| الفصل التاسع:
مرت ثلاثة أشهر و أحمد على هذه الحال، لا يرى كاترين لكنه يتتبع أخبارها من خلال الرسائل التي تتركها له بين أوراق شجرة التوت، و ذات يوم ذهب أحمد لقراءة الرسالة كعادته، فإذا بخبر من كاترين تركه في حيرة من أمره حتى إنه لم يستطع التمييز ما إن كان خبرا لصالح علاقتهما أم لا، " ..قرر والدي الزواج أخيرا، و قد إقترحت عليه أن يتزوج أختك فاطمة، توقع قدوم أبي إليكم في ايه لحظة ليطلب يدها..أرجوك ان توافق حبيبي فقد تكون هذه أول خطوة لتوطيد العلاقة بين عائلتينا و بالتالي نكون قريبين أكثر من بعضنا البعض..فكر في الأمر جيدا عزيزي..أنتظر ردك ..كاترين" فكر أحمد مليا في كلام كاترين لكنه في لحظة من أنانيته لم يراع مشاعر أخته فاطمة و كيف أنها سترتبط برجل بعمر والدها، ترك احمد رسالة لكاترين يخبرها فيها بقبول فكرة زواج اخته ووالدها.
عاد أحمد إلى البيت، و إجتمع بوالدته و بأخته فاطمة و أخبرهما بالأمر، حزنت فاطمة كثيرا، فهي لم تتوقع مطلقا من أحمد أن يصدر بشأنها حكما غير عادل مثل هذا..لكنها من شدة إحترامها له –فهو بمثابت والدها- لم تتفوه بكلمة و إستسلمت للأمر الواقع.
مرت الأيام بسرعة البرق.. ولم يتبق سوى أسبوعين على زفاف فاطمة، مرضت والدتها مرضا شديدا أودى بحياتها ..توفيت و تركت البيت مظلما و كئيبا، حزن احمد حزنان: حزن على فراق والدته التي كانت شمعة تنير حياته، و حزن على فراق فاطمة الذي بات قريبا ولا مفر منه.
وصل اليوم الذي كان يخشاه أحمد و ترتجف منه فاطمة، إنه يوم زفافها..كانت فاطمة تبكي و تبكي و كأنها ستزف إلى القبر..قبيل وصول موكب الزفاف..إذا بطارق على الباب دقات متسارعة و كأنه شخص يكاد يلفظ آخر أنفاسه ، هرع أحمد لفتحه :"إنه سامي، مرحبا بك أخي" لم يعقب سامي ، انفجر بالبكاء و ارتمى في حضن احمد..فسأله عن سبب بكائه فهمس سامي في أذنه قائلا:" و الذي نفسي بيده إني لآثرت حب فاطمة عن حب نفسي وقد كانت هي الزوجة المثالية في نظري فلم أفكر في غيرها زوجة،إضطررت لكبت مشاعري تجاهها حتى أِؤمن لها معيشة رغدا، لكنني اليوم جئت متأخرا و إنني لندمت ندما شديدا على التفريط في لؤلؤة ثمينة مثلها.." نظر إليه أحمد نظرة الاخ الرؤوف بحال أخيه و قال:" لماذا يا سامي؟ لماذا لم تخبرني،فولله ما كنت لأزوجها لرجل سوااك..كيف لا و أنت صديقي لا بل أخي الذي لم تلده امي" في جو من الحزن و الكآبة إحتضن الصديقان بعضهما البعض و ذرفا دموع الحسرة و الندم..لكن لا ضير، فالأقدار أبت إلا أن تعذب أحمد بحسرة الندم و تذيق سامي مرارة فراق الحبيب..
| |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:01 | |
|
الفصل العاشر :
زُفت فاطمة إلى بيت الزوجية،رحبت بها كاترين أيما ترحيب..و سرعانما جلست بقربها حتى سألتها عن أحوال أحمد، فوجئت فاطمة كثيرا عندما لاحظت إهتمام كاترين و إلحاحها الكبير عن معرفة أخبار أخيها.
مضت ثلاث أشهر على زواج فاطمة، أما أحمد فقد أصبح في هذه الدنيا وحيدا غريبا، رحلت عنه والدته و تزوجت اخته و ابتعدت حبيبته حتى أصدقاءه لم يعد يراهم مثل السابق، فقد انشغل كل منهم بحياته الخاصة..غريب أمر هذه الدنيا لا تكاد تجمع الأحباب حتى تصرفهم إليها و إلى الركض وراء مشاغلها...
ترك أحمد العمل في الحديقة، فهو لم يعد يجد داعيا للعمل هناك خشية أن يُقال عنه أنه إستغلالي..فبعد ان وضع أخته فاطمة بين يدي السيد علي والد كاترين وجب عليه الإبتعاد عن طريقها و تركها تعيش على طريقتها الخاصة.
كانت فاطمة لا تردد أبدا في الإتصال بأخيها بين الفينة و الأخرى، لتسأله عن حاله و عن ما إذا ينقصه شيء في البيت... و ذات مساء إتصلت به كعادتها لكن هذه المرة ستزف إليه خبرا جديدا.
فاطمة:" ألو .. مرحبا أحمد، كيف حالك يا أخي العزيز"
أحمد:" أنا بخير غاليتي، ماذا عنك أنت؟"
فاطمة:" في أحسن حال و الحمد لله، في الحقيقة إتصلت لأخبرك شيئا قد يحزنك قليلا ..لكن علينا تقبله كيفما ماكان..، نحن نستعد للسفر في الغد"
أحمد :" مـ ماذا؟؟ سفر؟ لماذا؟ و إلى أين؟"
فاطمة:" سوف ننتقل للعيش في فرنسا وربما لن نعود إلى هذا البيت مجددا ، أو أننا سنزوره فقط في العطلة الصيفية"
تغيرت نبرات صوت احمد فور سماعه للخبر الذي كان بمثابت زلزال دمر أحلامه في لحظة ما.
ودع أحمد فاطمة و هو يحاول أن يخفي حزنه و ألمه :" اعذريني أختي مضطر لقطع الإتصال الآن، اعتن بنفسك جيدا،..وداعاا" و وضع سماعة الهاتف و لم يترك لفاطمة فرصة لتوديعه حتى.
جلس أحمد في زاوية ضيقة من غرفته المظلمة..يبحث بين أرشيف ذكرياته عن شيئ ما ليستمد منه ولو بصيص أمل..
بكى احمد بشدة.."لماذا يا إلهي كل هذا العذااب؟؟ " لم يعتد أحمد الإستسلام لليأس و القنوط..لكن هذه المرة تقطعت به السبل، و ظن أنه قد أضاع حبل وصالها للأبد..
مع طلوع فجر اليوم التالي..إتجه احمد لوداع أخته..وصل إلى البيت و دخل كعادته إلى الحديقة، لينتظر خروج أخته فيودعها و ينصرف.. وأثناء الإنتظار ، كان يتأمل في أرجاء الحديقة، الكرسي و شجرة التوت..كل هذه المعالم شهدت ثورة عشقهما..هنا كان يوم قدرهما،هنا إجتمعا، و هنا سيفترقان اليوم.."آآه يا شجرتنا المعهودة،ليتك تستطيعين فعل شيئ لأجلنا كما فعلت مع رسائلنا في أصعب أيامنا.." بدى أحمد كمجنون يتحدث إلى نفسه تارة و يلتفت هنا و هناك تارة اخرى... إنه العشق حد الجنون..
فجأة، خرجت كاترين و والدها و فاطمة و هم يحملون امتعتهم استعدادا للسفر، ساعدهم احمد في حمل حقائبهم بعد ان سلم عليهم..و ما هي لحظات حتى حان وقت الوداع..
| |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:03 | |
| الفصل الحادي عشر :
لحظات الوداع...و ما أقساها لحظات..بدأ بتوديع السيد علي و شكره على جميله حين سمح له بالعمل عنده ثم إلتمس منه العذر عن أي إساءة بدرت منه فيما مضى.. بعد ذلك سلم على فاطمة و قبل رأسها و اعتذر منها هي الأخرى عن التقصير في حقها و تمنى لها كل السعادة في حياتها الجديدة..و الآن جاء دور توديع الحبيبة، و حان موعد فراق الملاك البريء الطاهر..نظر أحمد في عينيها و كأنه يترجاها ان لا تتركه وحيدا و تسافر بعيداا، أما هي فدمعت عيناها حزنا و أسى على حال حبيبها الجريح، الذي عض عليه الدهر بأنيابه فأضعف بدنه و أفقده قواه.. مسك أحمد بيدها خلسة ليضع فيها شيئا ما..
ركب ثلاثتهم السيارة و شرعوا في رحلتهم... فتحت كاترين يدها لترى ماذا وضع فيها احمد، إنه كيسي صغير ترى ما قد يكون بداخله؟ فتحته كاترين على عجل و إذا بها قلادة جميلة و معها رسالة.. قبلت القلادة أولا و وضعتها على جيدها..ثم فتحت الرسالة بهدوء خشية أن تراها فاطمة..و بدأت تسترق قراءة ما جاء فيها :" حبيبتي كاترين، يامن عشقتها فسلبتني عقلي، و هويتها فأفقدتني صوابي..ها أنت اليوم ترحلين بعيدا و تتركيني أصارع لوحدي أمواج الهجر و الفراق..ليتني لم أرك قط و ليتني لم أعمل في حديقتكم الماكرة التي زيفت لنا أحلاما أقرب للخيال هي منها إلى الواقع..آآه ماعساني أقول غير انني لازلت متيما بحبك و سأظل كذلك إلى آخر رمق في حياتي.. الوداآع أميرتي..نسيت ان أطلب منك شيئا قد يكون آخر ما أطلبه منك في حياتي..تذكري دائما هذا الفتى البائس الذي أحبك بصدق و لن يحب بعدك أبداا.." لم تتمالك كاترين نفسها و سارعت إلى فتح باب السيارة ورمت نفسها إلى الخارج..ذهل الجميع من هذا التصرف الغريب فقد كانت على مايرام منذ لحظات..أوقف السائق السيارة ثم نزل والد كاترين و فاطمة مسرعين و إذا بكاترين طريحة الأرض تغطي الدماء وجهها البريء..نقلوها على الفور إلى المستشفى.. و بعد فحصها طمانهم الدكتور بأن جروحها طفيفة و ستشفى سريعا لكنها بالرغم من ذلك يجب أن تبقى طيلة اليوم في المستشفى لأنها تعرضت لصدمة عصبية شديدة و قد تفعل شيئا مماثلا للذي فعلته في أية لحظة..إحتار والدها كثيرا و جلس يفكر و يفكر:" ترى ماذا حدث لابنتي فجأة؟ و لماذا فعلت هذا بنفسها؟ لماذا يا ابنتي الوحيدة؟ هل قصرت في حقك يوما؟" دخلت فاطمة و سمعت حوار زوجها مع نفسه فخطر ببالها شيئا هي الأخرى :" أحمد؟ أيُعقل أن تكون..؟ لالا لا أعتقد ذلك..مابك يا فاطمة هذا شيء يستحيل مجرد التفكير فيه" و هكذا بقي الجميع في حيرة من امرهم و كل منهم منهمك في خطاب مع ذاته..فجاة رن هاتف فاطمة..إنه احمد و أجابت على الفور:" ألو مرحبا أخي" فرد عليها صوت لا يشبه صوت أحمد و قال:" عفوا سيدتي، لقد وجدنا أنك آخر من اتصل به الضحية منذ ربع ساعة من الآن" ردت فاطمة:" ماذا؟ عما تتحدث؟ " فأغمي عليها من هول ما سمعت..و جاء زوجها على الفور ليواصل الاتصال و يعلم ماذا حدث لأحمد.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:04 | |
| الفصل الثاني عشر : "ألو، سيدي أرجوك أخبرني ماذا قلت لزوجتي حتى أغمي عليها؟" سأله السيد علي بصوت المتلهف لمعرفة مايجري بالضبط ف؟أجابه الرجل:" صاحب الهاتف قد تعرض لحادث رهيب لمحاولته الإنتحار و لقد عثرنا عليه و هو يكاد يلفظ آخر أنفاسه فحاولنا إسعافه إلى اقرب مستشفى و لحسن حظكم أنه لم يفارق الحياة بل نجى من الموت بأعجوبة" أنهى السيد علي الإتصال بعد ان أخبره الرجل ان احمد في نفس المستشفى الذي تتواجد فيه كاترين. فهرع هو و زوجته فاطمة إلى جناح العناية المركزة و بدآ البحث عن غرفة احمد حتى انتهيآ إليها في آخر الرواق..في بداية الأمر لم يسمحوا لهم بالدخول فبقيا خارجا ينتظران حتى أفاق احمد من غيبوبته الطويلة ثم سُمح لهما بزيارته.دخلت فاطمة اولا مسكت يد أخيها و بكت بصمت..ثم مسحت شعره و قالت بصوت خافت، لقد علمت الآن سبب آلآمك يا أخي الحبيب..إنه العشق لا محالة، ثم دخل والد كاترين و تمنى الشفاء العاجل لاحمد و اخبره ان عليه الذهاب بسرعة .. فسأل احمد أخته فاطمة عن سبب عجلة زوجها السيد علي فلم تستطع إجابته على الفور لانها كانت مترددة في ان تخبره بما جرى مع كاترين هي الاخرى..لكنه الح عليها بأنها تخفي عنه شيئا يجب ان تخبره به..فقالت:" أرجوك أن تبقى هادئا أخي..لقد أجلنا سفرنا بسبب كاترين لأنها مريضة و ستشفى عن قريب ان شاء الله" حاول احمد النهوض من فراشه و الذهاب لرؤية كاترين لكن اخته منعته من ذلك :" أرجوك اخي انت لا تزال تحت تأثير الصدمة و قد امر الدكتور أن لا تبذل ادنى مجهود اليوم" . و في هذه اللحظات أفاقت كاترين من تاثير المخدر فوجدت والدها بقربها:"عزيزتي هل انت بخير الآن؟" قالت:" اجل يا أبي أحس انني أحسن من ذي قبل، آآ أين فاطمة؟. لماذا هي ليست هنا؟" فأجابها والدها:" فاطمة في جناح العناية المركزة الآن" فاهتزت كاترين خوفا:" لماذا؟ هل حدث لها مكروه؟ أجبني يا أبي هيا؟ !" " لا يا ابنتي فاطمة بخير، لكنه احمد هناك طريح الفراش و قد حاول الإنتحار اليوم و الحمد لله أنه نجى من الموت" و لم يكد يكمل كلامه حتى نهضت كاترين مسرعة و كأنها لم تكون مريضة قط..لحقها و هو يقول لها:" توقفي كاترين عودي لا تزالين مرهقة و عليك ملازمة الفراش هكذا قال الطبيب" لكنها لم تكترث لنصائح والدها بل اتجهت باحثة عن غرفة احمد حتى وجدتها و دخلت على الفور...و ما إن رأت حبيبها على تلك الحالة حتى أجهشت بالبكاء مما جعلها تفقد وعيها ثانية..نادى والدها للأطباء هناك فأخذوها على الغرفة المجاورة لغرفة احمد و هناك و ضعوا لها مهدئا و طلبو من والدها انها ان تعرضت لأي صدمة بعد الآن فيمنكن ان يودي ذلك بحياتها .. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:05 | |
| الفصل الثالث عشر هدوء يعم أرجاء المشفى..إنها الساعة الواحدة ليلا.. والد كاترين و فاطمة نائمين على الأريكة هناك في قاعة الإنتظار.. أما كاترين و أحمد فهما طريحا الفراش ..كان يوما شاقا بالنسبة لكليهما..كاترين تنظر إلى الباب ثم تدير وجهها نحو النافذة و سرعانما تعاود النظر إلى الباب ثانية و كأنها تخطط لشيء ما..و في هذه الأثناء كان أحمد يئن أنين الطائر الجريح المكسور الجناح..فجأة فتح باب غرفة أحمد..لم يصدق أحمد ما رأته عيناه إنها كاترين! دنت منه كاترين خلسة و كأنها لص يريد سرقة شيء ثمين..مسكته يده قبلتها و بللتها بدموعها البريئة..لم فعلت هذا بنفسك يا حبيبي؟؟ ألا تعلم أنك الهواء الذي أعيش به؟!! كلمات همست بها كاترين في أذن أحمد، أما هو فلم يستطع الكلام و اكتفى بالتمسك بيدها بكل ما أوتي من قوة ..و يحدق في وجه حبيبته ليسبح بعيداا في بحر عيونها المتلألئة .. نظرت إليه كاترين نظرة شبيهة هي بنظرة المودع...و قبل أن تنصرف تفوهت بكلمات لم يستطع أحمد فهمها و فك الشيفرة عنها..قالت :" لا حياة لي من بعدك..ساامحني" و انصرفت على عجل خشية أن يراها أحد تغادر غرفته... بكى أحمد طوال الليل لأنه و في هذه الليلة قد تيقن أن السبيل إلى كاترين لن يكون سهلاا ..هذا إن لم ينقطع به حبل وصالها في منتصف المشوار... في الغد..سمح الطبيب بمغادرة كاترين المشفى..أما أحمد فيجب أن يظل هناك لمدة أسبوع على الأقل حتى ينهي علاجه على أكمل وجه.. دخلت فاطمة على أحمد لتودعه..طلبت منه ان يعتني بنفسه..و وعدته انها ستتصل به مرارا لتسأل عن حاله..خرجت فاطمة..لكن احمد لم يزحزح نظره عن إتجاه الباب...و قلبه يخفق بشدة..ربما لأنه كان ينتظر مجيئها لتوديعه بين الفينة و الاخرى..لكن و للأسف هذا ما لم يحدث ..فقد غادرت كاترين دون أن تودعه.. و تركته وحيداا في المشفى..لا بل وحيدا في هذه الدنيا التي أبت إلا أن تبتسم له يوما ... مر أسبوع كامل..تعافى أحمد تماما.. و عاد إلى بيته..ترى ماذا أفعل؟ تساءل احمد في نفسه..حسن يجب علي العمل و ملء الفراغ الذي تركته كاترين بعد مغادرتها... وجد أحمد عملا في أحد المصانع الصغيرة هناك في القرية المجاورة..و عاد إلى حياته المعتادة..عمل و تعب طوال النهار ثم خلود إلى النوم و الراحة في نهاية اليوم..لكنه أبدا لم ينساها ولو للحظة ..فقد كانت صورتها منقوشة في خياله و إسمها منحوت في قلبه... بعد عدة أشهر إتصلت فاطمة ليلا..رد أحمد :" ألو..مرحبا عزيزتي..كيف حالك؟ و كيف حال الجميع هناك؟" فاطمة:" الحمد لله..نحن بخير يا أخي الغالي..سكتت هنيهة ثم قالت : " في الحقيقة إتصلت بك في هذا الوقت لأخبرك بأمرين أحدهما جيد و الثاني قد يكون سيئا بالنسبة إليك" قال:" حسن أخبريني بالأمر الجيد أولا ثم السيء" قالت " ممم الامر الجيد هو ..هو أنني..أنني و خجلت من أن تكمل الجملة فقاطعها أحمد أنك ماذا تكلمي؟ قالت:" أنني حامل يا أحمد" هنأها و قال و الثاني؟ قالت:" الثاني هو أنه قد تقدم لخطبة كاترين فنان مشهور جدا و قد وافق والدها أن يزوجها إياه..." تذمر أحمد كثيرا..لا بل إنهار في لحظة و لم يقو على الكلام حتى..و أغلق سماعة الهاتف على الفور.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:06 | |
| الفصل الرابع عشر: أصيب أحمد بصدمة قوية..أفقدته صوابه..و أخذ يمشي في غرفته ذهابا و إيابا كالمجنون..ماذا أفعل..لن أسامح نفسي إن خسرتها و لن أسامحها إن قبلت الزواج من غيري..هي كلمات تناثرت من شفتي أحمد المبيضتان المرتعشتان.. لبس أحمد معطفه و إتجه إلى بيت صديقه سامي..فهو الوحيد الذي لا زال أحمد يلجأ إليه و يقاسمه أحزانه..جلس أحمد و سامي و بادر سامي بالسؤال: مابك يا أحمد؟ إني لأرى علامات الحيرة بادية على وجهك؟ أخبرني ماذا حدث؟ سكت أحمد قليلا ثم قال :" أتدري يا سامي؟ ما يحدث لي اليوم هو شبيه بالذي حدث لك ليلة زواج أختي فاطمة..بالرغم من أنني لم أكن أعلم بأنك تحبها..وزوجتها من غيرك..فهاهي ذي الأقذار اليوم تذيقني جرعة من الكأس ذاته التي أذاقتك منه يومها.." سامي:"ماذا تقصد بكلامك يا أحمد؟ أنا لم أفهم شيئا مما قلته! تحدث بوضوح أكثر أرجوك." أحمد:"آآه يا أخي..ما عساني أقول غير أن الفتاة التي عشقتها إلى حد الجنون ستتقاسم فراشها مع غيري..أجل ستتزوج رساما مشهورا...لأن أحمد الرجل البائس الفقير لا يليق بامرأة ثرية و من طبقة راقية مثلها" و طأطأ أحمد رأسه محاولا إخفاء دمووعه.. تمتم سامي قائلا:" يا لسوء الحظ!!! ماهذه الصدفة اللعينة؟ من المؤكد أنها نفس الفتاة التي أخبرني عنها زيد الأسبوع الماضي و قال لي أنه سيتقدم لخطبتها " نظر أحمد إلى سامي نظرة ثاقبة و قال:" أعد ما قلته" سكت سامي و لم يشئ أن يدمي قلب صديقه أكثر و أكثر فصرخ أحمد في وجهه:" لماذا أنت صامت؟؟ هيا أخبرني ولا تخجل..قل لي أن حبيبتك ستكون زوجة صديقك الحميم!! قل لي أن من قاسمك الحلوة و المرة سينتزع منك المرأة التي تعيش لأجلها فقط!! و انتفض أحمد من مكانه و انصرف بعيدا..أما سامي فلم يعقب لأنه كان يعي مقدار الحزن الذي أصاب صديقه الحميم ..و أن الصدمة أفقدته صوابه و تركته يتكلم و يتصرف كالمجنون... مرت أياام و ليالي..و أحمد يمشي في شوارع بلدته و لا ينطق بشيء...صار محل شفقة جميع أهل البلدة..و انتشرت سيرته على ألسن الجميع..فهناك من يقول أنه جن بسبب فتاة فياله من أحمق..و هناك من يقول أن الحب أعمى بصيرته و تركه بلا وعي.. أما سامي فقد كان يترصد خطى صديقه كل يوم و يحضر له الأكل لكن من دون نتيجة تُذكر... و ذات يوم ..و بينما كان احمد يتسكع في شوارع قريته بثيابه الرثة و خطاه المتثاقلة..إذ اعترضت طريقة سيارة فخمة..و ما لبث إن نزل منها رجل يبدو من ملامحه أنه من أثرى رجال البلدة...إتجه نحو أحمد و قال له:" يا هذا يبدو أنه لا حول لك ولا قوة ..فهل أستطيع مساعدتك؟" نظر إليه أحمد ثم طأطأ رأسه ، فعاد الرجل و كرر السؤال..فقال أحمد:" أحقا تريد مساعدتي؟ إذن فأمن لي رحلة سفر توصلني إليها" تعجب الرجل و قال:"إليها؟ من هي؟" قال أحمد:" المرأة التي أفقدتني صوابي و أوصلتني إلى الحال التي أنا عليها الآن" إنبهر الرجل بكلام أحمد و قال في نفسه:أيعقل أن الحب يفعل في المرء كل هذا؟" و قرر مساعدة أحمد..أخذه إلى البيت ..جعله يستحم و يغير ثيابه بثياب شبيه هي بثياب الأثرياء..ثم أمن له رحلة على متن الطائرة إلى البلد الذي تتواجد به كاترين..جلس الرجل إلى أحمد و قال له:" أتدر لم قررت مساعدتك؟؟ إنها محظ صدفة لا أكثر و أنا لا أريد منك أي مقابل..كل ما في الأمر أنني رجل كبير في السن كما ترى..و ليس لدي ولد و قد توفيت زوجتي و تركتني وحيدااا...جلت أنحاء العالم..لبست أغلى الثياب و أكلت أحسن المأكولات و أشهاها..لكني لم أجد السعادة أبداا..حينها علمت أن السعادة تكمن في شيء لم أذق طعمه طوال حياتي..وهي حلاوة الأبوة...فكرت مليا في الزواج لكنني وعدت زوجتي قبل موتها أن أبق وفيا لها ولن أتزوج من بعدها مهما حدث..و اليوم قصدت شوارع المدينة و قررت أن أبحث عن شاب فقير و بائس وليس له في الدنيا أحد..فأقاسمه مالي و ليس عليه شيء سوى أن يعاملني كوالده و يناديني بكلمة أبي..آآآه ولكم أتوق إلى سماع هته الكلمة قبل أن أفارق الحياة" أنهى الرجل حديثه..أما أحمد فلا يصدق ما يسمعه، أهي الحياة تبتسم له أخيرا؟ أم هو حلم جميل لا يريد أن يستيقظ منه أبدااا ..؟!! | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:07 | |
| الفصل الخامس عشر : لا إنها الحقيقة..هذا ليس حلما يا بني..من اليوم فصاعدا سنتحد و نحاول تكوين أسرة صغيرة..سأكون لك الوالد الحاني و آمل أن أجد فيك الولد البار المطيع... إبتسم أحمد إبتسامة أطفأت لهيب قلبه المحترق.. وقال:" لا أعلم كيف أشكرك يا سيدي..و أعدك أن أكون عند حسن ظنك يا أبي الثاني" تصافحا و تعانقا و كانهما يستعدان لخوض غمار حياتهما الجديدة فمن اليوم فصاعدا سيجمعهما بيت واحد و حال واحد.. نظر الرجل إلى أحمد متبسما وقال:" إن تأخرت أكثر فلن تستطيع اللحاق بالطائرة" تبسم أحمد و قال:" شكرا لك..حسن أنا ظاهب الآن و لن يطول غيابي عنك ..أعدك" سافر أحمد إلى حيث تقطن أخته فاطمة..و عندما وصل إتصل بها.. فاطمة:" ألو..مرحبا أخي مر زمن طويل على آخر اتصال لنا..كيف حالك؟ لقد قلقت عليك كثيراا" أحمد بصوت ملؤه الثقة و الإصرار:" إطمئني يا أختاه أنا بخير..أخبريني في أي مدينة تقيمين بالضبط و أعطني عنوان البيت لو سمحت" تعجبت فاطمة و سألته عن السبب لكنه لم يجبها و أخبرها بأنها مفاجأة صغيرة ليس إلا... مرت أربع ساعات ..حتى وجد أحمد مكان البيت..طرق الباب ففتح السيد علي:" أهلااااا أحمد..لا أصدق كيف وصلت إلى هنا؟" إبتسم أحمد وقال حكاية طويلة سأرويها لكم فيما بعد.. كانت فاطمة في المطبخ ..سمعت صوتل يشبه صوت أخيها لكنها استبعدت الأمر..و ما إن دخلت إلى الصالون حتى إنبهرت لهول المفاجأة...أحمد!! أخي اشتقت إليك كثيرا و ارتمت بين أحضانه تعانقه و تقبله... أخبرني أخي كيف وصلت إلى هنا؟ و قص عليهم أحمد قصته مع الرجل..شعرت فاطمة بالسعادة لتبسم الحياة في وجه أخيها أخيراا.. ذهبت و أعدت مائدة العشاء ..إجتمع الجميع حول المائدة..شرعت فاطمة و السيد علي في الأكل لكن أحمد لم يأكل..سأله السيد علي:" ما خطبك يا أحمد..لما لا تأكل؟" فرد علي:" ألا يجب أن يجتمع جميع أفراد الأسرة أولا ثم نأكل سويا؟" فردت فاطمة:" آآ أتقصد كاترين؟ إنها في بيت زوجها الآن" ذهل أحمد لهول ما سمع..لكنه تظاهر بالقوة أمام السيد علي:"آآ حقا؟ مبارك عليها و من سعيد الحظ يا ترى؟" فقال والدها:" إنه زيد أشهر رسام في البلاد كلها" لم يستطع احمد إخفاء ردة فعله و ضرب المائدة ضربة زعزع دويها أرجاء البيت الهادئ..و خرج على الفور.. تعجب السيد علي لتصرف أحمد الذي لم ير منه سوى الخلق الحميد و القيم المثلى..فقصت عليه زوجته فاطمة القصة من أولها..صمت السيد علي و لم يبد أي ردة فعل..بل إنه قد شعر بالسعادة في قرارة نفسه لإن زوج ابنته برجل مشهور مثل زيد... و في اليوم الموالي و بينما كان أحمد يتناول وجبة الغداء في مطعم فاخر بالمدينة الكبيرة إذ لمح كاترين التي أصبحت الآن زوجة زيد صديق الطفولة لأحمد...انتفض أحمد من مكانه و غير مكانه إذ أدار ظهره تجاه مدخل المطعم خشية أن تراه كاترين...جلسا على طاولة قرب النافذة.. كان زيد بجانبها يمسك يدها تارة و يداعب خصلات شعرها تارة أخرى..يتأمل في جمالها ثم يلتفت إلى من بجانبه ليتفقد ما إن كانت الأنظار موجهة إلى زوجته الحميمة و كأنه مستعد على سحق كل من يتجرء فقط على مد نظره نحوها..أما هناااك في زاوية المطعم المظلمة ..قلب إحترق حباا..و اشتعل أسى على فراق نبضه الجميل..أجل إنه أحمد الذي لم يستطع تحمل مشاهدة كل تلك الرومانسية تشع منها و هي بجانب شخص آخر...و ليس أي شخص إنه صديق الطفولة و الأخ الذي لم تلده أمه...لم يتمالك أحمد نفسه و بدء يتأهب استعداد للمواجهة المباشرة.. و التي ستكون بمثابت الفيصل في أمره .. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:07 | |
| الفصل السادس عشر : أحداث كثيرة تسارعت في ذهن أحمد المرتبك.. هل أذهب و أبارك زواجهما بكل برودة؟ أم أذهب و أعاتبهما؟ لكن من سأعاتب أولا؟ صديقي الذي لا يعلم حتى بقصة حبنا أم أعاتب حبيبتي التي انساقت لأوامر والدها ؟ لالا..هكذا سأفقد ودها و سأخسر صديقي..و أخيرا قرر أحمد أن لا يتسرع فلربما كانت كاترين لا تحب زيد بل مرغمة هي فقط على الزواج منه..لكن لإثبات ذلك عليه رسم خطة محكمة تكون اختبارا لها و منها سيصدر الحكم عليها و يقرر ما إن كان سيواصل طريقه في الوصول إليها أم لا... و في الغد عاود أحمد زيارة بيت السيد علي و اعتذر منه على ما بدر منه آنفا.. ثم جلس و تحدث مع أخته على انفراد فقص عليها ما حصل معه بالأمس و ترجاها أن تساعده في رسم الخطة المراد إختبار كاترين عن طريقها... ترددت فاطمة في البداية و حاولت أن تقنع أحمد بنسيان كاترين هي الآن تحت ذمة رجل آخر و هذه حقيقة لا مفر منها... لكنها و بعد إلحاح من أحمد وافقت و بدآت بسرد كل إقتراحاتها الممكنة على أحمد. توصل أحمد و فاطمة إلى رسم خطة و تنفيذها بإحكام كي لا يتركا مجالا لشك أحد أفراد العائلة في الأمر. في المساء إتصلت فاطمة بكاترين و عزمتها على وجبة عشاء في بيت والدها فقبلت كاترين دون تردد.. أما أحمد فذهب إلى إحدى الحانات القريبة من مقر سكن فاطمة..و استأجر فتاة خارقة الجمال و أمرها أن تنفذ كل ما سيمليه عليها.. قبلت..و لبست ثوبا كأثواب الطبقة الراقية..و سرحت شعرها الذهبي كأميرة من أميرات عصرها...و قبيل وقت العشاء لوت ذراعها على ذراع أحمد و توجها إلى بيت السيد علي... دق أحمد الباب بلطف..و اندفعت فاطمة و فتحت الباب.. و أخذت ترحب و تحاول رفع صوتها لإسماع الآخرين بما ستقول.. مرحبا عزيزي أحمد نورت أووو أهذي هي جوليانا؟ حقا إنها جميلة وأخذت تقبلها بحرارة.. سمعت كاترين كل هذا..فارتجفت يداها و مال لون شفتيها إلى البياض من هول ماسمعت؟ فمن جهة تفاجآت بقدوم أحمد إلى هذه المدينة..و الذي أذهلها أكثر هو الفتاة التي معه..بالرغم من أنها لم ترها حتى..إلا أن قلبها إشتعل غيرة و حقدا عليها.. لم يلاحظ زيد كل هذه التغيرات على وجه كاترين لأنه كان منشغلا بترقب من سيدخل..فهو متلهف جدا لرؤية صديقه العزيز أحمد... و جاءت اللحظة التي يترقبها الجميع , دخل أحمد و برفقته سيدة تبدو و كأنها الشمس تلوح في الأفق..فقد كانت تضاهي بجمالها جمال كاترين..و لربما حركاتها الإستهتارية قد زادتها رونقاا و حلاوة .. إتجه أحمد و عانق رفيقه زيد و هنأه على زواجه ثم قبل يد كاترين و هنأها هي الأخرى.. أما حبيبته الجديدة فجلست على الأريكة و رأسها مرفوع و كأنها تحاول بلوغ السماء لشدة غرورها و كبريائها.. ذهبت فاطمة لإعداد السفرة..و جلس أحمد و زيد يتبادلان أطراف الحديث..أما كاترين و جوليانا فقد كانت النظرات هي أسلوب الحوار بينهما.. بعد حوالي نصف ساعة جاءت فاطمة لترافق الجميع إلى مائدة الطعام.. وهناك ستدور بقية تفاصيل الخطة الموعودة.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:08 | |
| الفصل السابع عشر: طاولة مستطيلة الشكل على طرفها الأيمن يجلس أحمد و جوليانا و على يسارها تجلس كاترين وزيد أما فاطمة و السيد علي فيجلسان بالتقابل..عشااء فاخر لكن أحدا من الحاضرين لم يكن همه الأكل بل كل منهم له غايه في نفسه يبتغي الوصول إليها.. سكت الجميع لكن كاترين بادرت بالكلام لكنها لم تكن تدري أنها بكلامها ستعلن الحرب الضروس و ستوقض الصراع في قلب أحمد.. وجهت كاترين كلامها إلى أحمد:"على فكرة..هل أنت و جوليانا مخطوبين؟؟" أجابها أحمد على الفور و بكل برودة أعصاب :"أجل..حتى إننا ننوي الزواج في نهاية الشهر المقبل و سنكون مسرورين جدا بحضوركما" سكتت كاترين ولم تعقب و وطأطأت رأسها و تظاهرت بأنها ستشرع في الأكل..لكن كيف تأكل و نيران الحب و الغيرة قد أوقدت قلبها الرقيق و التهمت كل جزء من كيانها.. تعجب زيد كثيرا من سكوت كاترين..فناب عنها بالإجابة:"أجل سنكون اول من سيبارك زفافكما يا أخي" وفي هذه الأثناء كانت فاطمة تراقب كاترين عن بعد و تسجل كل حركة من حركاتها حتى كادت تعد عدد اللقمات التي تناولتها، فقد كلفها أحمد بهذه المهمة البسيطة كي لا يصدر حكما خاطئا على كاترين. فرغ الجميع من الأكل ثم اتجهوا لغرفة الجلوس لتناول الشاي و السمر سويااا.. تعمدت كاترين أن تتظاهر بالتعب و تذهب إلى الحمام.. انفردت بنفسها و اجهشت بالبكاء..فهي لم تحب زيد يوما..و منذ زواجها و هي مؤمنة أيما إيمان بأن أحمد يعشقها و سيستمر في طلبها مهما تفرقت بهما السبل.. لكنها رأت بأم عينها أن أحمد اعتاد على حياته الجديدة رفقة حبيبته الفاتنة.. عادت كاترين إلى غرفة الجلوس و عيناها تميلان إلى الإحمرار و أدرك الجميع أنها ليست على مايرام.. سألها زيد:" مابك حبيبتي؟ إذا كنتي متعبة دعينا نغادر الآن؟" فأجابته:" لالا أنا على مايرام صداع خفيف و سيزول متأكدة" فتركها زيد على راحتها فهو لا يرفض لها طلب أبدا.. شعر أحمد بسعادة كبيرة تغمر قلبه الذي اعتاد الحزن و لزم الألم.. فقد أيقن بأن مكانه لا يزال شاغرااا في قلبها..و حبها له لا يزال على سابق عهده.. غادرت كاترين و زوجها و شكر أحمد جوليانا على المساعدة و أعطاها مبلغا لا بأس به من المال ثم غادرت هي الأخرى..و في الغد همست فاطمة إلى أحمد قبل خروجه من البيت و قالت:" هنيئا لك أخي فهي لا تزال مولوعة بحبك و أنا متأكدة من أنها ستكون لك يوماا ما..متأكدة" قبلها أحمد على جبينها و شكرها ثم خرج مسرعاا و السعادة تملؤ فؤاده.. اتجه إلى بيت كاترين لأنه لم يتحمل أن لا يراها في ذلك اليوم بعد أن نجحت في الإختبار و فازت برضى أحمد و إعتزازه بوفائها بالرغم من كل شيئ...فياترى كيف سيكون هذا اللقاء؟ | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:08 | |
| الفصل الثامن عشر : توجه أحمد إلى بيت كاترين وهو في قمة السعادة ..حتى إذا ما وصل إلى الشارع المؤدي إلى البيت, و إذا بكاترين و زيد يمسك كلاهما يد الآخر و يتمشيان على الرصيف..و قبل أن يدركاه إختبأ أحمد خلف شجرة كانت هناك..وحاول استراق السمع منهما.. و إذا بكاترين تقهقه بأعلى صوتها و زيد كذلك..حاول أحمد أن يعرف سبب كل هذه السعادة التي تعتري ملامح كاترين بعد أن كانت البارحة تبدو في قمة الحزن.. ضل أحمد يقتفي آثارهما حتى وصلا إلى أقرب عيادة طبية من مقر سكنهما..تعجب أحمد كثيرا فهو لم يلاحظ أي علامات توحي بمرض أحدهما..فزاد إسراره على الإنتظار حتى يخرجا عله يتمكن من الوصول إلى شيء ما.. لم يطل انتظاره كثيرا حتى خرجا و علامات الفرح تكاد تتكلم من وجهيهما.. فقال لها زيد:" حبيبتي.. لا أكاد أصدق أنني سأصبح أبا عن قريب !!" صعق أحمد و ذهل لهول ما سمع..في تلك اللحظة فقط تلاشت أحلامه.. فبالرغم من تفاقم الأهوال عليه مرار, إلا أنه كان يعيش دوما على أمل لقائها و الظفر بها مجددا.. واصلت كاترين و زوجها طريقهما و تركا أحمد خلفهما مكسور الجناح, يئن و يصارع آلامه بصمت رهيب و عينان مغرورقتان بدموع الأسى على فراق الحبيب..هذا الفراق الذي بات أكيدا ,فهي الآن تحمل بين أحشائها ولدا من زيد رفيق العمر,و ما عليه إلا أن يتركها و شأنها و أن لا يعكر صفو حياتهما الجديدة... جلس أحمد وحيدا على ضفة النهر..لم يكن يدر ما عليه فعله بعد نلك العاصفة التي هبت على قلبه فاقتلعت سعادته و أمله في الحياة... فتمنى الموت قبل أن يرى كاترين تحمل في حضنها طفلا من صلب رجل آخر.. بعد طول تفكير..إتجه أحمد إلى المطار وقرر العودة من حيث أتى.. و لم يودع أخته حتى.. في المساء إتصلت به فاطمة فأخبرها بأنه قد عاد إلى بلدته لكنه لم يستطع إخبارها بما حدث معه في ذلك اليوم..لكنه أخبرها أنه سيعيش حياته من دونها بل إنه سيحاول نسيانها بكل ما أوتي من قوة.. شجعته أخته كثيرا و أخبرته بأن هذا هو القرار الصائب و تمنت له كل التوفيق و السداد.. بعد مرور سنة من ذلك اليوم..صار أحمد رجل أعمال ناجح بفضل أموال ذاك الرجل الذي عامله معاملة الوالد للولد ثم توفي و ترك له ثروته الطائلة.. تزوج أحمد من فتاة جميلة و مؤدبة كانت إبنت رجل ثري في بلدته.. هكذا تحصل أحمد على المال و الزوجة لكنه لم يرزق بالولد لأن زوجته لا تنجب أولادا..و هكذا تغيرت حياة أحمد لكنه و بالرغم من كل شيء لم يكف يوما عن حب كاترين و ضلت ذكراها محفورة على جدار قلبه.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:09 | |
| الفصل التاسع عشر :
بعد مرور أشهر على زواج أحمد..فقد كان يتصل بأخته باستمرار ليطمئن عن حالتها..و ذات يوم اتصل بها مليا لكنها لم ترد..في البداية لم يبالي أحمد بل جعل لها ألف عذر..فلربما كانت مشغولة أو أنها خرجت في رحلة سياحية مع زوجها ولا تريد إزعاجا من أحد..مر أسبوعان و أحمد يختلق لها الأعذار..و في صباح اليوم الأول من الأسبوع الثالث..و قبل خروج أحمد إلى عمله ..دق جرس الباب فأمر أحمد زوجته بأن ترى من على الباب لأنه كان منهمكا في تجهيز نفسه للخروج..توجهت زوجته و فتحت الباب ..و إذا بامرأتان تبدو عليهما علامات التعب و الشقاء ..فتكلمت إحداهما قائلة:" عفوا..هل هذا بيت أحمد؟؟" فأجابت زوجته:" أجل..لكن من أنتما؟" سكتتا ثم تكلمت الثانية:" أرجوك أن تعلمي أحمد بمجيئنا على الفور" فلم تعقب الزوجة و ذهبت مسرعة إلى أحمد:" هناك من ينتظرك على الباب عزيزي هلا أتيت قليلا؟" فأكمل لبس حذائه و توجه إلى الباب.. إقترب ببطئ و كأنه كان يخشى شيئا ما..و عندما وصل كانت المفاجأة..م..م..ماذا؟ فاطمة و كاترين؟ ماذا أتى بكما إلى هنا؟ و أين السيد علي و أين زيد؟؟ لم تستطع إحداهما التكلم حتى دمعت أعينهما..فعلم أحمد أن هناك شيئا ما قد حدث ..و أدخلهما على الفور إلى غرفة الجلوس و أمر زوجته أن تعد لهما وجبة الفطور و تجهز حماما ساخنا لهما..جلست كاترين على الأريكة الصغيرة و جلست فاطمة إلى جانب أحمد على الأريكة المجاورة..صمت الجميع هنيهة ثم كرر أحمد طرح السؤال عليهما مرة أخرى..لم تتجرء كاترين على التحدث لكن فاطمة استجمعت قواها و أجابت:" آآآه يا أخي..لو تعلم ما حل بنا طوال فترة غيابك عنا..كما تعلم كنا ننعم بحياة رغيدة هنيئة..و ذات مسااء قرر زيد إقامة حفل في بيته و في ذلك اليوم خرج زيد رفقة ولده الرضيع الذي كان يضاهي بجماله جمال البدر و كذلك السيد علي ..ركب ثلاثتهم السيارة متوجهين إلى محل بيع الألعاب من أجل شراء مجموعة ألعاب ..و في طريقهما إصطدما بشاحنة ضخمة و ذهب الجميع ضحية هذا الحادث الأليم.. و أجهشت فاطمة بالبكاء .. إنبهر أحمد و لم يستطع الحراك لهول ما سمع..أتراها الأقدار أبت إلا أن تعكر صفو حياته الجديدة؟ أم أنها رأفت بحاله و أعادت إليه حبيبة قلبه ؟ لكن بعد ماذا؟؟ بعد أن اختار شريكة أخرى لحياته و عاهدها بأن يكمل معها مشوار حياته؟؟ ترى ماذا سيفعل أحمد الذي ضلت الأقدار تطارده لترميه بسهامها القاتلة؟؟ فهو الآن مخير بين ثلاث: آخته التي ترملت و هي في ريعان شبابها؟ أم حبيبته التي أتته باكية بقلب جريح يحتاج الرعاية؟ أم زوجته التي أصبحت ترى بعينيه الدنيا و ما فيها؟؟ | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:10 | |
| الفصل العشرون : بعد أن ارتاحتا من عناء السفر جلستا رفقة أحمد و زوجته على طاولة مستديرة لتناول الشاي و السمر معا.. كانت فاطمة تتبادل أطراف الحديث مع زوجة أخيها التي لم يسبق لها و أن رأتها..أما كاترين فقد ملأت الغيرة قلبها الحزين..فهي لا تكف عن التحديق بزوجة أحمد التي تعتبرها قد خطفت أعز و أغلى ماتملك..بينما أحمد فقد حلق به التفكير بعيدا وبعيدا.. فتزاحمت الأفكار في رأسه و تبعثرت..و اجتمعت بعض الكلمات على رأس لسانه و أبت إلا أن تخرج..لكن قلبه منعه من ذلك لأنه كان يعي جيدا أنه بكلمة فقط يمكنه أن يخسر الثلاث أخته و زوجته و حبيبته..و أخيرا قرر أحمد أن يلزم الصمت و يدع الأيام تفعل ما تشاء.. إنتهت السهرة على هذا النحو و افترق الجميع ..نامت كاترين و فاطمة في غرفة الإستقبال .. و توجه أحمد و زوجته إلى غرفة نومهما..لم ينطق أحمد بحرف واحد فتعجبت زوجته لحاله و حاولت مرارا أن تستدرجه بالكلام لتعرف سبب كل هذا الحزن و الحيرة الباديتين على وجهه لكن دون جدوى فهي لم تستطع التوصل لشيء معين.. و في صباح الغد استيقض أحمد فتوجه مباشرة إلى غرفة الإستقبال لكي يطمئن على حال الضيفتين..وعندما دخل وجد فاطمة لا تزال نائمة.. لكنها لوحدها أما فراش كاترين فقد كان شاغرا..تعجب أحمد كثيرا:"ترى أين يمكن أن تذهب ؟ " و فجأة لمح رسالة على الطاولة فهرع مسرعا و فتحها..إنها من كاترين:" فاطمة سامحيني لأنني سأغادر بعيدا..فأنت هنا رفقة أخيك و أنا متأكدة أنه سيحميك من كل سوء..أما أنا فلم يعد لي أحد في هذه الدنيا..رحل أبي و زوجي و حتى إبني الذي كنت أرى في عينيه الدنيا و مافيها.. أما حبيبي الذي لطالما عشت على أمل لقياه يوما ..فهاهو ذا يعيش حياة سعيدة رفقة زوجته.. تلك الإنسانة التي بنت معه عشا جميلا لطالما حلمت أن أكون انا من سيقاسمهإياه.. قررت الرحيل فالحياة لم تعد تعني لي شيئا بعد اليوم..اعتني بنفسك غاليتي و اعتن بأحمد وحاولي دائما أن تتظاهري أمامه بالسعادة حتى لو كنت في الواقع عكس ذلك..يكفيه أحزانا بعد كل ما واجهه في حياته .. الوداااع ..الوداااع..الوفية كاترين" بكى أحمد دموعا من دم و هو يقرأ هذه الكلمات الرقيقة في ذاتها لكنها كانت القاسية على قلبه..كيف لا و حبيبته صاحبة القلب الملائكي تتمنى له السعادة و توصي أخته به خيرا بعد سنوات من الجفاء الذي شهدته منه؟ ! ثم تقرر الرحيل وهي تعلم أنها بمثابت الهواء الذي يستنشقه ليعيش؟ أجل..فحبهما الطاهر النقي يجعل منهما روحا واحدة لا تقبل القسمة على إثنان..لكن و للأسف استطاعت الأقدار أن تمزق هذه الروح و ترميها أشلاءا في سماء العشق و الهيام.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:10 | |
| الفصل الواحد و العشرون : لملم أحمد مشاعره بعد أن ضمدها بخيوط من الأمل..خرج مسرعا من البيت..لكنه لا يعرف أن سيتوجه بالضبط..أتراها ستذهب إلى فندق ما بالجوار ؟ أم أنها ستأتجر شقة صغيرة و تعيش وحيدة؟ لكن من أين لها النقود ؟ فقد عادت من بلدها بعد أن وزعت كل ثروتها التي ورثتها عن والدها و زوجها ولم تترك لنفسها شيئ..صحيح ! ربما ستبحث عن عمل شريف لتقتات منه..حسن سأبدء بالبحث في الشركات و البيوت المجاورة علني أجدها..ضل أحمد يبحث و يبحث لكن دون جدوى..غربت شمس ذلك اليوم..فعاد أحمد الى بيته يجر أذيال الخيبة و اليأس..سألته فاطمة ما اذا كان قد وجدها لكنه طأطأ رأسه خجلا من نفسه و ذهب الى غرفته و جلس وحيدا.. عله يستطيع ايجاد طريقة ما للوصول إليها..أما زوجته فقد شعرت بالحزن لحال زوجها بعد أن قصت عليها فاطمة القصة من بدايتها..في البداية تذمرت و شعرت بالغيرة لأن زوجها كان يعشق كاترين تلك الفتاة الفاتنة الجميلة..لكنها سرعانما عادت إلى رشدها و شعرت بالشفقة تجاه المسكينة كاترين التي تجرعت مرارة فراق الحبيب و الأب و الزوج و حتى الولد.. إنهارت معنويات أحمد..و شعر بالذنب ...و قال أنه لن يسامح نفسه إذا حل بها مكروه.. مرت أشهر على غياب كاترين..دون أن يُرى أو يُعرف عنها شيئ.. و ذات مساء و بينما أحمد يتجول في شوارع مدينته الصغيرة إذ التق صديقه سامي.. تعانقا و جلسا تحت شجرتهما المعتادة ليروي كل منهما جديد حياته على الآخر..بدأ سامي بالكلام و أخبر أحمد أنه لحد الآن لم يجد الفتاة المناسبة..تذكر أحمد أن سامي كان مولعا بحب أخته يوما ما..لكنه خجل من أن يعرضها عليه الآن بعد أن حدث معها ما حدث.. حان دور أحمد..تردد كثيرا ثم قرر البوح لصديقه بكل ما يعتريه من أفكار و يختلجه من مشاعر..حتى إنه أخبره عما جرى مع أخته و حبيبته..شعر سامي بالأسى لحال فاطمة..و استيقضت مشاعره تجاهها من جديد فلم يتردد في طلبها مرة أخرى من أخيها أحمد..فبادر أحمد بالموافقة و بدت علامات السرور على وجهه لأنه سيحاول تعويض أخته عما مرت به من أحزان.. مر شهر كامل ..تزوج سامي من فاطمة و كانا سعيدين جداا لأن الأقدار رأفت بحالهما و جمعتهما تحت سقف واحد..و تمنيا لأحمد أن يحدث معه نفس الشيئ مع كاترين..لكن أحمد أجاب:" كنت سأتمنى ذلك لولا أنني متزوج الآن..صحيح أنني أعشق كاترين عشقاا لا يضاهيه عشق..إلا أن ضميري لا يسمح لي أن أظلم زوجتي البريئة التي لم أر منها غير كل الحب و الإجلال..." إقتنعت فاطمة و سامي بكلام أحمد و هنئاه على رجاحة عقله و تمالكه لنفسه بالرغم من كل العقبات التي اعترضت حياته.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:11 | |
| الفصل الثاني و العشرون مرت أيام و أياام..لا جديد يُذكر.. لم ييأس أحمد أبدا بل إنه ضل يبحث عن كاترين في كل مكان..لدرجة أنه أهمل عمله و مسؤوليته تجاه زوجته..أحست زوجته بالحزن الشديد..لأن أحمد قد تغير كثيرا منذ اول يوم وطأت فيه كاترين أرض هذا البيت..فكرت مليا ثم حملت نفسها و عادت إلى بيت والدها..ترجاها أحمد مرارا أن تعود و وعدها أنه سيفعل ما يستطيع لأجل إسعادها..لكنها رفضت..و أخبرته أن الحب لا يأتي بالقوة..و أنه من البداية أحب كاترين و هي متأكدة أنها لن تستطيع الفوز بقلبه مهما حاولت..ووصل الأمر بها لدرجة أن طلبت منه أن يطلقها..ففعل أحمد ..لأنه اقتنع بكلامها أخيرا فهو لم و لن يحبها يوما كما أحب كاترين.. بقي أحمد وحيدا في بيته الواسع..لم يعد يخرج من البيت إلا للضرورة القصوى..توقف عن العمل..و بدأ ينزاح إلى الطريق الخطأ..صار الخمر جزءا من لياليه..كان يشرب و يشرب حتى يفقد شعوره بكل ما حوله..فلا يعرف بعدها شيئا سوى الصراخ بإسمها-كاترين- هذه الفتاة التي قاده حبها إلى الجنون.. أجل صار حال أحمد لا يختلف كثيرا عن حال المجانين..فقد خسر كل ماله..و صار مدمن خمر و لعب قمار..تدهورت صحته كثيرا..فنحف بدنه القوي حتى صار لا يقوى ولو على قفل ازرار قميصه الممزق الذي تنبعث منه روائح الخمر الكريهة..أما وجهه البريئ فقط صار كالغيمة السوداء المتجهمة.. حل فصل الشتاء..و تلبدت الغيوم في السماء..فأسفرت عن قدوم زخات مطر لتغسل الأرض من بقايا أوراق الشجر المتساقطة في فصل الخريف..وفي ليلة حالكة الظلام..و شديدة المطر..وقف أحمد وسط الطريق..كانت الشوارع فارغة فقد هرع كل الناس إلى مساكنهم خوفا من العاصفة القادمة..أما أحمد فقرر مواجهة هذه العاصفة..حتى أنه وعد نفسه بأن لا يشرب خمرا الليلة..كي يحس بقسوة البرد القارس و يتلذذ بعقاب جسمه النحيف بليالي الشتاء القاسية..هطلت أمطار غزيرة و لم يزل أحمد قابعا في مكانه.. وقد نال منه التعب و شدة البرد فازرقت شفتاه و ارتجفتا..ابتسم أحمد إبتسامة ملائكية و كأن وحيا من السماء نزل ليسوقه إلي مكان جميل.. لم يكن ليصل إليه لولا هذا الوحي و الإلهام..مشى أحمد بخطى متثاقلة تعرقلها رجفة ساقيه المبتلتين المرتجفتين من شدة البرد..لكنه لم يكن يشعر بحجم كل هذه المعاناة.. حتى ما إذا توغل بين شوارع مدينته الضيقة حتى وصل إلى الشارع الذي تؤدي نهايته إلى بيته القديم..ذلك البيت التي احتضن أجمل و أقسى أروع و أألم أيام حياته..فياترى هل ستكون هذه الليلة مختلفة عن ليالي أحمد السابقة؟ | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:11 | |
| الفصل الثاث و العشرون و الأخير : دنا أحمد من البيت بحذر..فتح الباب..فرأى نورا ينبعث من غرفته..شعر بإحساس غريب ...مشاعر فرح يتخللها خوف شديد..اقترب من باب غرفته..و اذا برائحتها تنبعث من تلك الغرفة..أجل إنها هنا..دخل أحمد الغرفة و اذا بكاترين مستلقية على فراشه و تحتضن بين ذراعيها مذكرته القديمة..دنا أحمد منها بلطف ..ولم يشأ أن يوقضها.. أحضر كرسيا و جلس بجانبها ..يتأمل في تفاصيل وجهها المستدير..و عيناها الغارقتين في الدمووع..و شفتاها المبيضتين النائمتين في أماان..تردد أحمد كثيرا لكنه لم يتمالك نفسه و قبلها قبلة ملائكية من جبينها الدافئ.. إستيقضت كاترين و إستقبلت حبيبها بابتسامة لو وزعت على جميع البائسين في مشارق الأرض و مغاربها لأغنتهم..مدت يدها حتى لامست وجه أحمد فبدت كقطعة نور تضيئ ليلة ظلماء..و تكلمت بصوت متقطع واهن متعب..أعيته قسوة الأيام و دمرته أسلحة الهجر و الفراق :" حبيبي..ها نحن هي هذه الليلة الشديدة البرودة ننعم بدفئ حبنا الأبدي..أجل..نحن الآن تحت سقف واحد و لا تفصلنا سوى خطوة أو ربما أقل..ثم نظرت إل النافذة و طلب من أحمد أن يفتحها ..فقال لها:" حبيبتي..أنت مريضة و نسمات الهواء الباردة ستزيد من مرضك" فألحت عليه حتى فعل..ثم واصلت كلامها:" أرأيت إلى زخات المطر هذه؟ إنها الطبيعة تبكي فرحا لأجلنا..أتدر لما؟ لأننا اجتمعنا ولو ليلة واحدة تحت سقف واحد ..ثم ذرفت كاترين دموع تناثرت كحبات اللؤلؤ على وجنتيها المحمرتين.. مسح أحمد دموعها و قال:" أرجوك حبيبتي لا تبكي..فقلبي بات أضعف من أن يتحمل رؤية دموعك الغالية" ومد يداه المتجمدتين ليدفأهما بدموع كاترين التي كادت تحرق وجنتيها .. ثم أخذ مذكرته التي كانت بين يديها و وضعها على الطالولة..حاولت كاترين الوقوف لكنها لم تستطع فساعدها أحمد الذي كان هو الآخر لا يستطيع الحراك إلا لأجلها..قالت له كاترين:" هيا بنا يا أحمد..دعنا نقف الليلة تحت المطر..فتكون الطبيعة أكبر شاهد على حبنا الطاهر" إبتسم أحمد و قال:" لك ذلك يا أميرة على عرش قلبي" تمسك كل منهما بيد الآخر و استمرا بمقاومة آلاآم جسديهما المنهارين ..حتى وصلا إلى نهاية الشارع أين توجد أكبر شجرة في المدينة ..هناااك خلد أحمد و كاترين حبهما..فكتبا إسميهما على جذع تلك الشجرة .. و أشهدا الأرض و السماء على زواجهما .. ثم قبل أحمد حبيبته كاترين قبلة كانت هي ختام قصة حبهما الحزينة.. و في صباح الغد..عثر أهل المدينة على جثتا هذين العاشقين الذين صارعا معا أمواج الحياة القاسية..فبالرغم من أنهما لم يعيشا معا يوما..لكن الأقدار أهدت لهما شرف الموت معاا .. فدفنا تحت شجرتهما التي سميت منذ ذلك اليوم بشجرة العاشقين..و صارت قصة أحمد و كاترين تروى على الأجيال فخلدتهما كمثال للحب الطاهر العفيف في ذلك العصر.. | |
|
| |
Mr.LoNeLy صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1905 الجنس : نقاط : 3380 السمعة : 21 العمر : 24
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الخميس نوفمبر 08 2012, 23:12 | |
| إنتهت بفضل الله :smiling: | |
|
| |
عبد الحليم صديق برونزي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 1127 الجنس : نقاط : 1882 السمعة : 37 العمر : 55
| |
| |
زكرياء مدير الموقع
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 8685 الجنس : نقاط : 174269 السمعة : 188
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. الجمعة نوفمبر 09 2012, 21:57 | |
| الف شكر لك مستر لونلي قصة رائعة | |
|
| |
هداية بسملة صديق ذهبي
البلد : الهواية : عدد المساهمات : 5158 الجنس : نقاط : 9688 السمعة : 110 العمر : 53 الموقع : صداقة سوفت
| موضوع: رد: على رصيف الحياة.. السبت نوفمبر 10 2012, 12:14 | |
| يعطيك ألف عافية مستر لونلي قصة جميلة جدا | |
|
| |
| على رصيف الحياة.. | |
|